موسى: مكافحة الفساد في قطاع العقارات بالعراق ضرورة لا غنى عنها
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
أغسطس 19, 2023آخر تحديث: أغسطس 19, 2023
المستقلة /- أعرب الناشط البارز في مجال مكافحة الفساد، ياسين سعيد موسى، عن قلقه إزاء تصاعد جرائم غسل الأموال وتهريب الأموال في قطاع العقارات بالعراق وفي دول الملاذ الضريبي. مشددا على أن هذه الجرائم أثرت بشكل ملحوظ على أسعار العقارات وقطاعات اقتصادية أخرى.
وقال موسى في تصريح صحفي لمراسل “المستقلة” ، بعد تشديد الرقابة على التحويلات المالية في عام 2020، شهدنا انتقال عمليات غسل الأموال إلى قطاع العقارات داخل العراق وحتى في دول الملاذ الضريبي.
وأضاف، “لضمان النزاهة ومكافحة الفساد في قطاع العقارات، يجب اتخاذ إجراءات وقائية فورية. يمكن توجيه الاستثمار نحو تطوير مدن جديدة مجهزة ببنية تحتية خارج المدن الرئيسية. كما يجب تحسين نظام التسجيل العقاري وفرض رقابة صارمة على عمليات البيع والشراء، ومراقبة من يتداول بالعقارات بدقة”.
وشدد الناشط على أهمية ضبط التحويلات المالية المصرفية وفقًا للمعايير الدولية، ومراقبة قطاع الكمارك ومقارنة الأموال المحولة بقيمة السلع المستوردة. وأكد على أهمية وضع جداول تفصيلية للوظائف الأكثر عرضة للفساد، وإجراء تدقيق مالي دوري لمعاملات الأفراد والكيانات.
وفي ختام تصريحه، أكد موسى، أن هذه الإجراءات الوقائية ستساهم بشكل كبير في تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد في قطاع العقارات والحد من جرائم غسل الأموال وتهريب الأموال.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: فی قطاع العقارات غسل الأموال
إقرأ أيضاً:
بين سجن المشاعر وتحريرها
لا يُبارى بعض الرجال في مسألة كبت المشاعر وسجنها والتنصّل من كل ما قد يؤدي إلى بثّها، فبحسب العُرف والتربية العتيقة هم محافظون لا يتوجب أن يبوحوا أو أن يخافوا أو يبكوا. لا يشكون إذا تعبوا، لا يبكون إذا أُدميت قلوبهم، لا يعبّرون إذا فرحوا، وإن حصل ذلك فيكون على استحياء.
يتربى الولد منذ سنواته الأولى على مفهوم أنه رجل، ولا يليق بالرجال إظهار مشاعر الخوف أو الرغبة في البكاء، وأن هاتين الصفتين اختصّت بهما النساء. لا ينبغي للرجل أن يجزع أو يتألم، وإن حصل وشوهدت دموعه، يتعرّض لمختلف ألوان التهكم من قِبل محيطه. حتى في المواقف التي تستدعي أن يكون مُبتهجًا، لا ينبغي له أن يبالغ في الفرحة من منطلق أنه رجل!
ورغم أن القرآن الكريم سرد قصص الأنبياء والرُّسل كونهم بشرًا لم تُقدّ قلوبهم من صخر، حيث خافوا وحزنوا وتألموا في مواقف، وفرحوا وابتهجوا في مواقف أُخرى، فإننا نحن البشر العاديين نستحي إبداء عواطفنا خوفًا من أن تُفسّر أنها حالة ضعف لا تناسب رجلًا رصينًا أو تعبيرًا عن انتشاء لا يليق بوقور.
القرآن الكريم لم يتحفظ وهو يسرد لنا قصة سيدنا موسى عليه السلام وصراعه مع فرعون مصر على مشاعر الخوف والقلق التي كانت تعتريه بعد أن وكز الرجل المصري فقتله، بل ذكر بصورة صريحة أنه خرج من المدينة «خائفًا يترقب». فلماذا يُنكر علينا المجتمع نحن الذين لا يوحى إلينا الإتيان بأي صورة من صور الخوف؟
وجاء في السيرة النبوية المطهرة أن النبي عليه الصلاة والسلام خاف خوفًا شديدًا وفزع لما شاهد سيدنا جبريل عليه السلام على صورته الحقيقية، بينما كان يتعبّد في غار حراء. النبي لم يُخفِ تلك المشاعر بل أخبر عنها زوجته أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وقال لها قولته الشهيرة: «زملوني زملوني، دثروني دثروني».
كما أنه عليه الصلاة والسلام في ناحية أخرى لم يُخفِ مشاعر حبه لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها عندما سألته عن مقدار حبه لها، إذ كان رده عليها: «حبي لك كعقدة حبل لا يستطيع أحد حلها». فتضحك، وكلما مر عليه يسألها وتقول: «كيف حال العقدة؟» فيرد عليها: «كما هي».
ومما جاء في السيرة المُعطّرة أنه عليه الصلاة والسلام كان يُبيّن محبته لابنته السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وكان يلاطفها ويُقبّلها على جبينها كلما دخل عليها بيتها، فيما نتحفظ نحن على تقبيل بناتنا أو احتضانهن إذا حققن إنجازًا علميًّا أو انتقلن إلى بيت الزوجية أو رُزقن بمولود!
النقطة الأخيرة..
لا علاقة بين الرجولة والقدرة على سجن المشاعر وتقويضها، لا رابط بين البوح وتحرير العواطف وضعف شخصية الرجل؛ فقوة الرجل تكمن في معرفته طرق استلاب القلوب وصناعة الأمل وإضفاء البهجة في نفوس كل من حوله.