سودانايل:
2025-04-25@17:21:56 GMT

كتاباتي: ونسة على مسطبة قاسم بدري

تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT

تذكرون اننا في الجزء الأول من هذا المقال، كتبنا عن ذاك التكريم للشيخ الجليل بابكر بدري، الرائد في مجال التنوير والإصلاح بالسودان. الندوة كما علمتم نظمها نادي ٨١ للكتاب تكريما للشيخ واستضاف لتقديمها (كمتحدث رئيسي) بروف محمد المهدي بشري الذي كتب كتاباً ينقد فيه ما جاء في كتاب حياتي لبابكر بدري نفسه وسمى كتابه (بدري الآخر) وادار الندوة د/ محمد المصطفى موسي.

. واليوم هنا ياسادتي، نستكمل الحديث عن تلك الأمسية المميزة التي شكلت احتفاءً بكتاب الشيخ ودوره الرائد في مجالات عدة، وعلى رأسها تعليم المرأة، ودوره السياسي الاجتماعي في زمانه.

كانت الأجواء أشبه بليلة قمرية اجتمع فيها الحضور حول فكرة محورية واحدة: التنوير. وكانت الجلسه الجانبية او (لمة الكراسي) في مسطبة بروف قاسم بدري، حفيد الشيخ المحتفى به، الذي استقبلنا بحفاوة بالغة، متيحاً المجال للمداخلات التي ألقت الضوء على مختلف أبعاد إرث الشيخ بابكر بدري.طُلب من الجالسين التحدث باريحية

الحديث لايحلو إلا بمشاركة د/ليمياء شمت، التي عُرفت ببلاغتها وقدرتها على المزج بين التحليل الأكاديمي والنقدي. وقد تناولت في مداخلتها كتاب الشيخ بابكر بدري من زاويتين؛ الأولى، دوره التأسيسي في مجال تعليم المرأة السودانية، حيث كان سباقاً في الدفاع عن حقها في التعليم في مجتمع تقليدي. والثانية، منهجه في الكتابة، خاصة مذكراته التي وثقت تفاصيل دقيقة عن واقع السودان في زمنه.

اما أحمد أبو شوك، المؤرخ المعروف، أضاف بعداً تاريخياً للنقاش. تحدث عن السياق السياسي والاجتماعي الذي ظهر فيه الشيخ بابكر بدري، مشيراً إلى تأثير المهدية على أفكاره الإصلاحية. ركز أبو شوك على دور الشيخ في الربط بين التعليم كأداة للتنوير وبين القضايا السياسية والاجتماعية التي كانت تعصف بالسودان آنذاك.

ثم جاء دور عثمان السيمت، الذي تناول كتاب الشيخ من زاوية أكثر ارتباطاً بالواقع الثقافي والتربوي، مشيراً إلى الأثر العميق الذي تركه في مجال التربية والتعليم، خاصة في تعليم البنات. تحدث السيمت عن الشجاعة الفكرية التي ميزت الشيخ، وكيف استطاع تجاوز العوائق الاجتماعية ليدفع بمجتمعه نحو التغيير.

النقاش لم يتوقف عند هذا الحد، بل امتد ليشمل العديد من الحضور الذين أثروا الجلسة بمداخلاتهم وتعقيباتهم. تحدثوا عن الكتاب بوصفه وثيقة تاريخية تعكس ملامح مجتمع متغير، وعن الشيخ كرائد استطاع أن يضع بصمة لا تُنسى في تاريخ السودان الحديث.

ومع تقدم الوقت، أطلق عبدالله الخير، صاحب الفكرة والمبادرة، صفارته الشهيرة، معلناً انتهاء الجلسة. الحضور غادروا وقد امتلأت أرواحهم بعبق التاريخ وحماسة المعرفة، بينما صاحبكم، الذي آثر الصمت هذه المرة، غادر حاملاً في قلبه ذكرى لن يمحوها الزمن.

عثمان يوسف خليل

osmanyousif1@icloud.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: بابکر بدری

إقرأ أيضاً:

رئيس جماعة يهدّد برلمانياً في دورة رسمية

زنقة 20. الرباط

نشرت جريدة “الصباح” خبراً في عددها ليوم الأربعاء 23 أبريل، ذكرت فيه أن رئيس جماعة سيدي قاسم أدلى بتصريح غير واضح خلال اجتماع الدورة الاستثنائية الأخيرة، حيث قال إن “أحكاماً قاسية” ما زالت تنتظر برلمانياً من نفس الإقليم.

وأشارت الجريدة إلى أن هذا الكلام دفع أحد المستشارين الجماعيين إلى التساؤل عن ما إذا كان رئيس المجلس يملك معلومات مسبقة عن قرارات القضاء، وكيف له أن يتحدث عن أمور لم يتم البت فيها بعد.

وتساءل المستشار، الذي ينتمي لحزب الاستقلال، عن السياق الذي دفع بالرئيس إلى قول إن “الآتي أصعب مما فات”.

سيدي قاسم

مقالات مشابهة

  • سامح قاسم يكتب | فتحي عبد السميع.. الكتابة من الجهة التي لا يلتفت إليها الضوء
  • دراسة: أحفورة 'استثنائية' تكشف عن أقدم نوع نمل معروف للعلم الحديث
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • حماس: نتنياهو يقود واحدة من أفظع المحارق في العصر الحديث
  • حزب المؤتمر: ذكرى تحرير سيناء نقطة فارقة في تاريخ مصر الحديث
  • زيلينسكي: لا جدوى من الحديث عن أي خطوط حمراء دون وقف إطلاق نار كامل
  • سامح قاسم يكتب | رنا التونسي.. شاعرة الحافة التي تنزف جمالًا
  • رئيس جماعة يهدّد برلمانياً في دورة رسمية
  • «الليجا».. 5 مليارات إيرادات و16 مليون متفرج!
  • أعجوبة القرن الحديث