مؤمن الجندي يكتب: كيف سقط نادي المليار؟
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
عندما يختلط اللمعان بالخداع، تختفي الحقائق وراء الأضواء الساطعة، وتظهر قصص لا تُروى إلا في الصمت.. هناك حيث تلتقي الأحلام بالوعود الزائفة، وتفشل العدالة في تقديم حقها، تظهر القصة التي كان من المفترض أن تكون حكاية نجاح، ولكنها تحولت إلى درس قاسٍ عن الاستغلال والخذلان.
في قلب القاهرة، حيث الأضواء الساطعة تُخفي أحيانًا الظلال الداكنة، كانت هناك ثلاث لاعبات أفريقيات قدمن إلى نادي شهير بحلم كبير، كان الوعد مغريًا فرصة للتألق في الملاعب المصرية، راتب مجزٍ، وبيئة احترافية تليق بطموحاتهن.
مرت ثلاثة أشهر دون أن يصل لهن أي راتب.. في البداية، تحلين بالصبر، فربما كانت هناك أخطاء إدارية! لكن مع مرور الوقت، تحول الصبر إلى قلق، ثم إلى إحباط.. بعد مباراة شاقة مع أحد الفرق الكبرى، مرضت إحدى اللاعبات، وظنت أن النادي سيهتم بها كما يليق بفريق محترف، لكن مرت الأيام، والأسابيع، والشهور، ولم يهتم أحد، تُركت اللاعبة تصارع مرضها بمفردها، بلا دعم أو علاج.
في شققهن الصغيرة التي وفّرها النادي، واجهت اللاعبات واقعًا أكثر قسوة.. لم يكن هناك طعام كافٍ، ولا مال لشراء الاحتياجات الأساسية! حتى الإنترنت، نافذتهن الوحيدة للتواصل مع عائلاتهن في أوطانهن، كان منقطعًا.. لم يعد بإمكانهن سوى الانتظار في صمت، بينما الأيام تمر بثقل لا يطاق.
حينما فقدن الأمل، قررن العودة إلى بلادهن.. لكن العقبة الأخيرة كانت أشد قسوة! النادي رفض دفع ثمن تذاكر الطيران.. شعرت اللاعبات وكأنهن محاصرات في قفص بلا مخرج، حيث الحلم الذي جئن من أجله تحول إلى كابوس لا ينتهي.
من ميدان العدالة إلى ساحة الاستغلالعلى الجانب الآخر من نفس النادي، كان هناك مجموعة من الناشئين يعيشون مأساة مشابهة.. هؤلاء الشباب الذين حلموا يومًا بأن يصبحوا نجوم المستقبل، وجدوا أنفسهم يقاضون النادي فقط للحصول على حقوقهم، الأغرب أن النادي كان يضع شروطًا تعجيزية للتخلي عنهم، وكأنه يتفاوض على بيع نجوم كبار، وليس شبابًا يبحثون عن فرصة.
حتى المدربون، الذين كان يُفترض أن يكونوا صوت الحكمة والاستقرار، لم يتلقوا رواتبهم منذ خمسة أشهر.. لكن خوفهم من خسارة وظائفهم جعلهم يلتزمون الصمت، وكأنهم عالقون في دائرة لا نهاية لها من الإهمال والخوف.
ورغم أن هذا النادي يُظهر بصورة براقة للعالم، بتعاقداته الكبيرة وأسمائه اللامعة، وتوسمنا فيه قيادة الاستثمار الرياضي في الكرة المصرية، إلا أن الحقيقة باتت تكشف وجهًا آخر، وجهًا يروي قصة وعود زائفة وأحلام محطمة.. القصة ليست فقط عن المال، بل عن الكرامة، وعن حق كل رياضي أن يُعامل باحترام وإنسانية، بغض النظر عن اسمه أو جنسيته.. فأنا لا يهمني سوى الإنسانية!
في النهاية، لا يتعلق الأمر بلاعبات أو ناشئين فقط.. القصة هي تذكير لكل صاحب حلم بأن الوعود لا تصنع الواقع، وأن الحقوق لا تُمنح، بل تُطالب بها، إنها دعوة للتغيير، لئلا تتحول الرياضة من ميدان للعدالة إلى ساحة للاستغلال.. والحقيقة أنني سعيدًا بتدخل وزارة الرياضة لحل الأزمة وأعجبني بيانها تحديدًا كلمة “في دور الرقابة”، لكنني مذهولًا بالنادي الذي اشتهر بإنفاق الملايين في كل اتجاه، سقط سريعًا في أمرٍ كهذا؟ لكن نصيحة للجميع، من يظن أن تجاهل حقوق الآخرين يمر بلا عواقب، فلا بد أن يهزم في النهاية.
للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الدوري المصري الكرة المصرية نادي بيراميدز وزارة الرياضة مؤمن الجندی یکتب
إقرأ أيضاً:
إسحق أحمد فضل الله يكتب: الضلع الرابع للمثلث
الضلع الرابع للمثلث
والضلع الرابع هذا تجده أينما اتجهت…
(1)
في النكتة قالوا
قال: أتمنى جدًا أن أعيش مائة عام
قال: تزوج
قال: وهل الزواج يجعلني أعيش مائة عام؟
قال: لا… لكنه سوف يجعلك تتمنى الموت..
(2)
قال
الزوجان فى الستين والخمسين من العمر تظهر لهما جنية لتقول
: أحقق لكل منكما أمنية واحدة
قال الزوج
: أتمنى أن تكون زوجتي أصغر مني بثلاثين سنة
وفي الحال وجد نفسه في التسعين من العمر
قالوا… نسي المسكين أن الجنية إمرأة
(3)
من فرائد حسين خوجلى أنه قال
الإمام في المسجد يقول إن المسلمين سواسية. لا فضل لعربي على عجمي
وأحدهم/ ممن يتربص بالإسلام…والذي كان من. الجماعة إياهم/ يقاطع الإمام ليقول له
: أنا مسلم…وأنت تقول بالمساواة… فهل تزوجني بنتك؟
قال الإمام: جيب أهلك وتعال
وجاءوا…
والإمام يذبح لهم خروفًا ويأتي بطبق كبير وفيه الكرش والشخت والإمعاء
وأمسكوا أيديهم
والإمام يسألهم
: مالكم لا تأكلون….هل هذا حرام؟
قالوا: لا…لكن النفس تعافه
قال: وكذلك تزويج بنتي من ولدكم هذا…ليس حرامًا لكن النفس تعافه
والحكاية عن الضلع الرابع للمثلث….
(4)
والحكايات أعلاه وآلاف أخرى تقول إن هناك ضلع رابع في كل مثلث
والضلع هذا نحتاجه الآن للمرحلة القادمة من بناء السودان
……..
فالجهة التي فشلت في طحن السودان بالحرب
وفشلت قبلها في طحنه بقحت…. الجهة هذه سوف تتسلل إلى عصب الخدمة المدنية… وإلى عصب الجيش… وإلى عصب الاعلام… وإلى عصب البنوك..و…و. لهدم الإسلام من هناك
وبعد حظر الأحزاب سوف يدخلون كمديرين…. ومستشارين…. وسياسيين و…
والنميري أيام كانت للعملة قيمة كان يلجأ إلى أسلوب يواجه به الأسلوب التدميري هذا
النميري يوكل الإدارة لمن يراقبون الله
في التحصيل والضرائب كان يعين أنصار السنة والأخوان… وفي القضاء حين يطلب (قاضي لا يأكل الحرام) جاءوه بقاضي لا يأكل الحرام ولا الحلال….. جاءوه بحاج نور…. و…
والنميري يستشير رجلًا ذكيًا عن سبب خراب السودان
والرجل يحكي له نكتة
قال
: في قبيلة كذا. كان خادم العمدة يحفظ المصحف وكان العمدة يصلي خلفه…. ويومًا كانوا في الصلاة و(الولد) يؤم العمدة والآخرين… وإمرأة تمر. وحين ترى المشهد تقول مستنكرة
: أجي ي ي …. العمدة فلان.. يصلي ورا الولد؟
وهنا العمدة. الذي لم يكن يحفظ من القرآن شيئًا يجذب الولد ويقيمه في الصف ويقف هو إمامًا. ثم يكبر تكبيرة داوية. ثم يلتفت ليقول للولد
: ..اقرأ. يا. ولد…
والنميري يفهم. ويضحك ويظل كلما أمر بتعيين مدير أو والي يحكي الحكاية
الضلع الرابع (الخداع والعجز عن فهم العالم اليوم….. والقيادة بأسلوب…اقرأ ياولد) أشياء هي ما يهدد صناعة السودان الحديث الذي نتجه إليه…
يبقى أن العمدة قال للولد. اقرأ… ولم يؤلف قرآنًا من عنده….
كويس…
إسحق أحمد فضل الله
إنضم لقناة النيلين على واتساب