ما يخبئه المستقبل لتركيا في 2025
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
لم يتبق سوى أيام قليلة على وداع 2024. وقد تم الإجابة على أحد الأسئلة التي كنا نتساءل عنها، وهو زيادة الحد الأدنى للأجور، التي أصبحت كما هو متوقع الحد الأدنى، حيث ارتفعت من 17,002 ليرة تركية إلى 22,104 ليرة تركية. وقد تحقق ما كان يتوقعه وزير الخزانة والمالية التركي، محمد شيمشك، الذي كان يؤكد مرارًا وتكرارًا أن الأهداف الخاصة بتحسين الاقتصاد تتعارض مع أي خطوات قد تساهم في زيادة التضخم.
أما بالنسبة لتوقعات الفئة العاملة التي تشكل 50% من الأجور في البلاد، فإن التوقعات قد بقيت مجرد حلم.
وعند كتابة هذا المقال، لم يكن قد تم الإعلان عن قرار البنك المركزي بشأن الفائدة، وبالتالي لا يمكنني التنبؤ بشكل دقيق بهذا الشأن. رغم أنني أعتقد أنه وفقًا للسياسات الحالية، لا يجب أن يتم تخفيض الفائدة لمدة ثلاثة أشهر أخرى، إلا أنني أعتقد أن هناك فرصة لتخفيض بمقدار 200-250 نقطة أساس.
أما بالنسبة لعام 2025، يتعين علينا إجراء العديد من التوقعات حول عدد من المواضيع. من المتوقع أن تتغير التجارة العالمية تحت قيادة ترامب، كما أن الحرب الروسية الأوكرانية ستكون لها تبعات على مجريات الأحداث، بالإضافة إلى وضع سوريا في المستقبل. ستكون هناك أيضًا تحديات جديدة تتعلق بهجمات إسرائيل على فلسطين، ومستقبل دول بريكس، واستدامة التحول الأخضر بعد مؤتمر COP29، وغيرها من القضايا التي سيُتوقع أن تجد إجابات في هذا العام.
على الصعيد الداخلي، ورغم أن التضخم قد أدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، فإن التراجع في الأشهر الأخيرة يمنحنا بعض الأمل في دخول عام 2025 بشكل أفضل.
كانت القطاعات الأكثر تأثرًا هي الصناعات والمصدرون. نتيجة لضغط العملة، أصبحنا دولة مرتفعة التكلفة بشكل عام. ورغم التحديات التي شهدها عام 2024، لم يكن الأداء التجاري الخارجي سلبيًا بالكامل، ورغم الركود في الغرب، لم تظهر صورة سلبية واضحة.
نظرًا لأن حوالي 60% من صادراتنا تتجه إلى الاتحاد الأوروبي ودول أوروبا الأخرى، كان من المتوقع أن يؤدي الركود في أوروبا إلى تراجع صادراتنا، إلا أن الصعوبات التي واجهتها قناة السويس أدت إلى جعل تركيا خيارًا مفضلاً. ومع ذلك، شهدنا تباطؤًا في صادرات القطاعات ذات القيمة المضافة العالية مثل السيارات والنسيج والآلات.
اقرأ أيضاإسطنبول تكشف عن “تاكسي جديد”
الجمعة 27 ديسمبر 2024سعت بعض الشركات التركية إلى زيادة حصتها في الأسواق من خلال استهداف أسواق شمال إفريقيا والشرق الأوسط، ولكن المشاكل المتعلقة بأنظمة الدفع والتحصيل في تلك المناطق منعت تنفيذ هذه البدائل بسرعة. ومع ذلك، يمكنني القول إن منطقة الشرق الأوسط وآسيا ستكونان من أهم الأسواق المحتملة للصادرات التركية في عام 2025.
المصدر: تركيا الآن
كلمات دلالية: اقتصاد تركيا
إقرأ أيضاً:
"سوريا" وغيوم المستقبل "الجولاني" (٥).. !!
وماذا بعد في جعبتك يا جولاني؟
لم يكن مجيئك، ولا ترأسك لبلد في حجم سوريا طبيعيًّا، ولأن الشعب السوري ذاق مرارة حكم متعثر (ليس المجال لتقييم سياساته ونظامه الآن)، فقد يرى البعض أن مجيء منقذ، (أي منقذ) لسوريا كان حتميًا. واليوم وقد أصبحت حاكمًا لها هل تعرف ماذا تُمثِّل سوريا لمصر التي فَرَضْتَ رسومًا على المصريين لدخولها؟!
عندما وقع العدوان الثلاثي على مصر ٢٩ أكتوبر ١٩٥٦م، أعلَنَت سوريا التعبئة العامة اليوم الثاني ٣٠ أكتوبر، لتكون قواتها جاهزة للمشاركة في الحرب، وقَطَعَتْ خطوط أنابيب بترول الشرق، كي لا يصل إلى أوربا، ويكون ورقة ضغط على دول العدوان للخروج من الأراضي المصرية، كما استُؤنِف البَثُ الإذاعي المصري من "دمشق" عقِب ضَرْب محطة "أبي زعبل" المصرية. انتهى العدوان بعد صمود ومقاومة الشعب المصري في ٢٣ ديسمبر ١٩٥٦. ونظرًا لاستشعار الخَطَر المُتَوقَّع مستقبلاً من عدو غادِر قرر الرئيسان المصري والسوري٢٢ فبراير ١٩٥٨ إقامة وحدة ثنائية شاملة، فاتَّحدت الدولتان تحت اسم "الجمهورية العربية المتحدة" برئاسة الزعيم المصري الراحل "جمال عبد الناصر" كبداية لمشروع وحدة عربية كبرى بجيشٍ عربي واحد، وسوق عربية مُشترَكَة تقِفُ أمام أعْتى الدول الاستعمارية، ولمواجهة دولة الكيان الصهيوني التي تُشكِّل خطرًا دائمًا منذ أن زُرِعَ بينهم، واحتل "فلسطين" العربية، ولكن الوحدة كانت تؤرق دول الاستعمار التي لا يهدأ بالها إلَّا إذا فَرَّقَتْ الشعوب العربية، ليسْهُل لها إعادة استعمارها شعب تُلْو الآخر، ولكي تضمن القوة الدائمة لصنيعتهم إسرائيل المحصورة بينهم. فأَبَت الدول الاستعمارية أن تُكْمِل الجمهورية العربية المتحدة مسيرتها في التنمية، والتقدم العسكري فأوعزت لبعض حُكام الدول العربية الشقيقة، وأكدت مخاوفهم بأن الوحدة تُشكِّلُ خطرًا على عروشهِم، وتهدِّدهُم إذا ما انتقلت عدوى الثورات إلى بلادهم، فجنَّد الأعداء بعض عناصر الجيش السوري للدعوة بالانفصال، وإفشال الوحدة، وتم الانفصال بالفعل في ١٩٦١م، كما اتسمت مشاعر (بعض) الدول العربية تجاه مصر بعد سنوات طويلة من كُل حدثٍ كانت مصر فيه قاسمًا مشتركًا في المُساندة العسكرية، أو النهضة العمرانية والتعليمية والرِّعاية الطِبيَّة غير الجُحود، ونُكران الجميل.
ربما يختلف البعض في ذلك، وتتفاوت وجْهات النظر في تفسير الأحداث وتحليل علاقات الأطراف الأخرى تجاه مصر. ولكن المؤكد هو جَهْل الأجيال الحالية (هنا وهناك) بالتاريخ نتيجة لما تقوم به بعض الدول من تزييف الأحداث، فتُسقِطْ بعضها عمدًا، وتُضيف بعضًا لصالحها، وفي الحالتين تشويه للتاريخ، وإنكار فضل مصر.
(نكمل لاحقًا).. .