كيف يقوّض شات جي بي تي الحافز على الكتابة والتفكير من خلال الذات؟
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
عندما أطلقت شركة «أوبن إيه آي» (OpenAI) برنامجها الجديد للذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي» (ChatGPT) في أواخر عام 2022، أثار قلق المتخصصين في مجال التعليم، لقد تمكّن البرنامج من توليد نصوصٍ تبدو وكأنها كُتبت من طرف إنسان، فكيف للمدرّسين أن يكتشفوا ما إذا كان الطلبة قد استخدموا برنامج الدردشة الآلي القائم على الذكاء الاصطناعي للغش في كتابة النصوص التي تُطلب منهم؟
وباعتباري عالمة متخصصة في اللسانيات تدرس التأثيرات التي تُمارسها التكنولوجيا على الطريقة التي يقرأ بها الناس ويكتبون ويفكرون، أعتقد أن هناك مخاوف أخرى لا تقل إلحاحا عن مخاطر الغش، ويتمثل الأمر خصوصا فيما إذا كان الذكاء الاصطناعي، بشكل عام، يهدّد مهارات الكتابة لدى الطلبة، والقيمة التي تكتسيها عملية الكتابة وأهميتها كوسيلة للتعبير عن الأفكار.
وفي إطار الأبحاث التي أجريتها لتأليف كتابي الجديد حول تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الكتابة البشرية، أجريت مقابلات مع العديد من الشباب في كلٍّ من الولايات المتحدة وأوروبا حول عدة قضايا، وقد شاركوني مجموعة من الهواجس، وكيف أن أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تقوّض قدرتهم على الكتابة، غير أن هذه المخاوف في الحقيقة قد بدأت تطفو على السطح منذ مدة.
الآثار السلبية للتوليد الآلي للنصوص
لا تمثل الأدوات مثل «شات جي بي تي» سوى الحلقة الأحدث في سلسلة طويلة من برامج الذكاء الاصطناعي المصممة لتحرير النصوص وتوليدها، ولقد بدأت ملامح الخطر الأول لتقويض الذكاء الاصطناعي لمهارات الكتابة والحافز على التأليف من خلال الاعتماد على الذات تتشكل في الحقيقة منذ عقودٍ من الزمن.
وتُعد المدقّقات الإملائية والبرامج المتطورة التي تراجع القواعد النحوية والأسلوب، مثل «جرامرلي» (Grammarly) و«مايكروسوفت إديتور» (Microsoft Editor)، من بين أكثر أدوات التحرير شهرة، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، فضلًا عن التدقيق الإملائي للنصوص ومراجعة علامات الترقيم، فإنها تتعرّف على الأخطاء النحوية وتقترح على المستخدم صياغات بديلة.
وتشمل التطورات الحاصلة في مجال توليد النصوص باستخدام الذكاء الاصطناعي الاقتراحات الآلية في عمليات البحث عبر الإنترنت والنص التنبؤي (Predictive Text)، على سبيل المثال، اكتب عبارة «هل روما» في بحث على موقع «جوجل» وستحصل على قائمة بالاختيارات مثل «هل روما بُنيت في يوم واحد؟»، أو اكتب كلمة «إذا» في رسالة نصية وسيقترح عليك البرنامج «إذا سمحت» أو «إذا كان من الممكن»، وتتدخل هذه الأدوات في أعمالنا الكتابية دون دعوة منا، وتطلب منا باستمرار أن نتّبع اقتراحاتها.
ولقد أعرب الشباب في الاستطلاعات التي أجريتها عن تقديرهم للمساعدة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي فيما يخص طريقة كتابة الكلمات وإتمام العبارات، لكنهم تحدثوا أيضا عن الآثار السلبية التي ينطوي عليها ذلك، وقال أحد المشاركين في الاستطلاع: «إذا اعتمدنا كثيرا على هذه البرامج فإننا نخاطر بأن نفقد مهاراتنا الإملائية»، ونبّه آخر إلى أن «برامج التدقيق الإملائي والذكاء الاصطناعي يمكن أن تشجع الناس على اختيار الطريق الأسهل»، وأشار أحد المستجوبين في الاستطلاع إلى الكسل كسبب لاستخدام ميزة النص التنبؤي: «إنها ميزة عملية جدًا حينما لا أجد رغبة في بذل الجهد».
الأسلوب الشخصي في خطر
يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي أن تؤثر أيضًا على أسلوب الكتابة لدى الشخص، وقال أحد المشاركين في الاستطلاع: «لا أشعر بأني أنا المؤلف»، حينما يكتب معتمدًا على خاصية النص التنبؤي، وعبّر طالب في مدرسة ثانوية بريطانية عن القلق نفسه عندما وصف تطبيق «جرامرلي» (Grammarly) قائلا: «بدلا من أن يعتمد الطلبة على أسلوبهم الخاص في الكتابة، يمكن للتطبيق أن يجرّدهم من أسلوبهم من خلال اقتراح تعديلات مهمة على ما كتبوه هم بأنفسهم».
وفي الاتجاه نفسه، أعرب الفيلسوف إيفان سيلينجر (Evan Selinger) عن قلقه من أن النص التنبؤي قد يُضعف من قوة الكتابة باعتبارها نشاطًا ذهنيّا وتعبيرًا شخصيّا:
«بوسع تقنية النص التنبؤي، من خلال تشجيعنا على عدم التفكير مليًّا في الكلمات التي نستخدمها، أن تغيّر الطريقة التي نتفاعل بها مع بعضنا البعض، نحن نمنح الآخرين مزيدًا من الخوارزميات والقليل من أنفسنا... إن الأتمتة قد تُعيقنا عن التفكير».
لطالما رأت المجتمعات المتعلمة في الكتابة وسيلة لمساعدة الناس على التفكير، ولقد استشهد كثيرون بتعليق المؤلف فلانري أوكونور (Flannery O’Connor): «أكتب لأنني أجهل ما أفكر فيه إلى أن أقرأ ما أقول»، كما عبّر العديد من الكتّاب البارزين الآخرين، من ويليام فولكنر (William Faulkner) إلى جون ديديون (Joan Didion)، عن هذا الشعور، إذا قامت برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي بالكتابة نيابة عنا، فإننا نحدّ بذلك من قدرتنا على التفكير بأنفسنا.
إن إحدى النتائج الغريبة المترتبة على استخدام برامج مثل «شات جي بي تي» هي أن النصوص تكون مثالية من الناحيتين الإملائية والنحوية، غير أن خلو النص من الأخطاء قد يكون علامة على أن الذكاء الاصطناعي وليس الإنسان هو من كتب كلماته، لأن الكتاب والمحررين البارعين أنفسهم يرتكبون الأخطاء، والكتابة البشرية هي عملية مستمرة، ونحن نسائل ما كتبناه في البداية، فنعيد صياغته، أو نشرع في الكتابة من الصفر في بعض الأحيان.
التحديات في المدارس
عند تكليف طلبة المدارس بإنجاز مهام كتابية، فمن الأفضل أن يكون هناك حوار مستمر بين المدرّس والطالب من أجل مناقشة ما يرغب هذا الأخير في الكتابة عنه والتعليق على مسوّداته الأولى، ثم تُتاح له الفرصة بعد ذلك من أجل أن يعيد التفكير بشأن ما كتبه ويقوم بمراجعة نصّه، لكن ذلك لا يتم في كثير من الأحيان إذ لم يعد لدى معظم المدرّسين ما يكفي من الوقت للقيام بهذا الدور التربوي المتمثل في مواكبة الأعمال التحريرية للطلبة.ويقوم الطلبة الواعون بأهمية هذه الخطوات أحيانًا باتباعها من تلقاء أنفسهم، على غرار المؤلفين المحترفين أنفسهم، لكن إغراء الاعتماد على أدوات التحرير وتوليد النصوص مثل «جرامرلي» و«شات جي بي تي» يظل قويًا للغاية لأنه من السهل أن تحلّ ثمار التكنولوجيا الجاهزة مكان فرص التفكير والتعلم.
كما يقوم الخبراء في مجال التعليم على التفكير في الكيفية المثالية للاستفادة من تقنية الكتابة المستندة إلى الذكاء الاصطناعي، ويلفت البعض منهم النظر إلى إمكانات الذكاء الاصطناعي فيما يخص التحفيز على التفكير أو التعاون، وقبل ظهور شات جي بي تي، كانت هناك نسخة سابقة من البرنامج نفسه (GPT-3) مُتاحة للمستخدمين من قبل مشروعات تجارية مثل «سودورايت» (Sudowrite)، ويمكن للمستخدمين أن يكتبوا عبارة أو جملة ثم يطلبوا من البرنامج إضافة كلمات أخرى، مما يمكن أن يحفّز إبداع المؤلف البشري.
إلى من ترجع ملكية النص؟
غير أن بين التعاون والتجريد من الملكية، ثمّة منحدرٌ زَلق، وتعترف الكاتبة جنيفر ليب (Jennifer Lepp) أنها مع اعتمادها على «سودورايت» بشكل متزايد، لم تعد تشعر بأنها مالكة النصوص الناتجة عن تعاونها مع البرنامج، «لقد كان من غير المريح لي للغاية حينما أراجع ما كتبته ألا أشعر بارتباط حقيقي مع الكلمات أو الأفكار». وبالمقارنة مع محترفي الكتابة المتمرّسين، فإن الطلبة أقل مقدرة على رسم الحدود الفاصلة بين الحصول على دعمٍ بسيط في الكتابة وتفويض محتوى وأسلوب مقالاتهم إلى برنامج توليد النصوص القائمة على الذكاء الاصطناعي.
ومن المرجّح، مع تزايد قوة التكنولوجيا وشيوع استعمالها، أن تعمل المدارس على توعية الطلبة بإيجابيات وسلبيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، غير أن إغراء الفعالية قد يجعل من الصعب مقاومة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، سواء كان ذلك يتعلق بتشذيب الكتابة فقط أو تفويضها بالكامل، ولقد فُتحت هذه الطريق بالفعل مع ظهور برامج التدقيق الإملائي والنحوي والإتمام الذاتي للعبارات.
الكتابة بوصفها عملية بشرية متواصلة
لقد سألت «شات جي بي تي» عمّا إذا كان يمثّل تهديدًا للحافز على الكتابة عند البشر، وإليكم رده«سيكون ثمّة على الدوام طلبٌ على المحتوى الإبداعي والأصيل، وذلك يتطلّب منظورًا فريدًا وبصيرةً لكاتبٍ بشري، وتلبّي الكتابة العديد من الاحتياجات عند الإنسان التي تتجاوز مجرد إنشاء المحتوى، مثل التعبير الشخصي والتواصل وتنمية الذّات، ومن شأن ذلك أن يستمر في تحفيز الناس على الكتابة رغم أن بعض أشكال الكتابة قد تُفوّض إلى الآلة».
لقد أسعدني كثيرًا أن البرنامج بدا وكأنه يدرك حدوده، وآمل أن يكون المدرّسون والطلبة أيضًا على حدّ سواء واعين بهذا الأمر، وينبغي أن يكون الهدف من كتابة الواجبات التي يكلّف بها الطلبة أكثر من مجرد تقديم عمل يحصل بفضله الطالب على درجات، ويجب أن تكون الكتابة عبارة عن رحلة، وليست مجرد وجهة.
نومي بارون أستاذة اللسانيات بالجامعة الأمريكية
عن موقع The Conversation
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: على الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی ا على الکتابة شات جی بی تی على التفکیر فی الکتابة من خلال إذا کان التی ت غیر أن
إقرأ أيضاً:
عندما يلتقي الذكاء الاصطناعي والعاطفي
د. سعيد الدرمكي
الذكاء الاصطناعي (AI) هو قدرة الأنظمة الحاسوبية على محاكاة الذكاء البشري، مثل التعلم واتخاذ القرار، ويُستخدم في مجالات عدة كالصحة، والصناعة، والتكنولوجيا، مما يعزز الكفاءة والإنتاجية. في المقابل، يشير الذكاء العاطفي (EI) إلى القدرة على فهم وإدارة العواطف، مما يسهم في تحسين التواصل، والقيادة، واتخاذ القرارات الفاعلة. ورغم اختلاف مجاليهما، فإن تكاملهما أصبح ضروريًا لتعزيز الفاعلية في مختلف المجالات.
كان يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي على أنهما كيانان منفصلان، إذ ارتبط الذكاء الاصطناعي بالقدرات الحسابية والمنطقية، حيث يركز على تحليل البيانات واتخاذ القرارات بناءً على الخوارزميات، دون أي بُعد عاطفي. في المقابل، اعتُبر الذكاء العاطفي مهارة بشرية بحتة، تتمحور حول إدارة المشاعر والتفاعل الاجتماعي، مما جعله وثيق الصلة بالقيادة والتواصل. الفرق الأساسي أن الذكاء الاصطناعي يُعامل كأداة تقنية، بينما يُنظر إلى الذكاء العاطفي كجزء من الذكاء البشري يصعب محاكاته بالتقنيات.
يُعد كل من الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي مكملًا للآخر، حيث يواجه كل منهما تحديات دون الآخر؛ فالذكاء الاصطناعي، دون الذكاء العاطفي، يعاني من ضعف في فهم المشاعر البشرية واتخاذ قرارات تتسم بالتعاطف، مما قد يؤثر على جودة التفاعل مع البشر. في المقابل، يواجه الذكاء العاطفي صعوبات في تحليل البيانات الضخمة، والتنبؤ بالاتجاهات، وتحسين الإنتاجية، واتخاذ القرارات المعقدة دون الاستعانة بقدرات الذكاء الاصطناعي. لذلك، أصبح التكامل بينهما ضروريًا لتعزيز الكفاءة البشرية والتقنية معًا.
ويمكن تحقيق هذا التكامل من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي في تحليل المشاعر عبر النصوص، والصوت، وتعبيرات الوجه، مما يتيح فهمًا أعمق للتفاعل البشري. في المقابل، يسهم الذكاء العاطفي في تحسين الذكاء الاصطناعي من خلال تطوير برمجيات تجعله أكثر استجابة للمشاعر البشرية، مما يساعد في إنشاء واجهات مستخدم أكثر إنسانية وتفاعلية، تعزز تجربة المستخدم وتجعل التقنيات الذكية أكثر توافقًا مع الاحتياجات الاجتماعية.
ويسهم تكامل الذكاءين في تحسين العديد من المجالات. ففي قطاع الأعمال، يُستخدم الذكاء الاصطناعي العاطفي لتعزيز تجربة العملاء من خلال تحليل مشاعرهم والاستجابة لها بذكاء. وفي مجال الطب، تُوظَّف الروبوتات لدعم المرضى نفسيًا وعاطفيًا، مما يسهم في تحسين رفاهيتهم. أما في الموارد البشرية، فتعتمد الشركات على أدوات متطورة لتحليل رضا الموظفين وتعزيز تفاعلهم، مما يساعد في خلق بيئات عمل أكثر استجابة ومرونة.
ورغم الفوائد الكبيرة لهذا التكامل، فإنه يواجه تحديات تتعلق بالخصوصية والانحياز الخوارزمي وتأثيره على التفاعل البشري. فالذكاء الاصطناعي لا يمتلك وعيًا حقيقيًا، بل يعتمد على تحليل الأنماط والاستجابات المبرمجة، مما يجعله غير قادر على الإحساس الحقيقي. كما إن هناك مخاوف بشأن جمع البيانات الشخصية دون إذن، والانحياز في تحليل المشاعر، ومخاطر التلاعب النفسي بالمستخدمين. ويبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين التكنولوجيا والعنصر البشري، بحيث لا يحل الذكاء الاصطناعي محل الذكاء العاطفي، بل يكمله لتعزيز الفاعلية دون المساس بجوهر التفاعل الإنساني.
أما فيما يتعلق بدور الأبحاث والتكنولوجيا في تحقيق التكامل، فيجب تطوير أنظمة قادرة على فهم المشاعر البشرية باستخدام تقنيات التعلم العميق وتحليل اللغة الطبيعية. كما ينبغي تعزيز الذكاء العاطفي الاصطناعي ليكون أداة داعمة للتجارب البشرية، بحيث يساعد في تحسين التفاعل والتواصل دون أن يحل محل المشاعر الإنسانية.
المستقبل يعتمد على التكامل بين الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي، مما يؤدي إلى ثورة في مجالات العمل والتعليم والتفاعل الاجتماعي، مع ضرورة وضع ضوابط أخلاقية تضمن التوازن البشري. يسهم هذا التكامل في تحسين بيئات العمل من خلال تحليل مشاعر الموظفين وتعزيز الإنتاجية، كما يتيح التعليم التكيفي الذي يستجيب لعواطف الدارسين، مما يعزز تجربة التعلم. وفيما يتعلق بالعلاقات البشرية، فإنه يدعم التواصل الفاعل، لكنه قد يؤدي إلى تراجع المهارات الاجتماعية إذا أُسيء استخدامه، مما يستدعي توجيه هذا التطور بما يحقق أقصى فائدة دون الإضرار بالجوانب الإنسانية.
من هنا، يمكن الاستنتاج أن التكامل بين الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي ضروري لتحقيق توازن فاعل بين الكفاءة التقنية والبعد الإنساني. فالذكاء الاصطناعي يُسهم في تعزيز الإنتاجية والدقة، بينما يضمن الذكاء العاطفي اتخاذ قرارات تتماشى مع القيم الإنسانية. وعلى الرغم من أن التكنولوجيا لا تستطيع محاكاة المشاعر البشرية بشكل كامل، إلا أنها قادرة على دعم الفهم العاطفي وتعزيز التفاعل البشري.
لذا.. فإنَّ تحقيق أقصى استفادة من هذا التكامل يتطلب توجيه التطور التكنولوجي نحو تعزيز القيم الإنسانية، وضمان الاستخدام الأخلاقي للابتكارات التقنية، بما يسهم في رفاهية المجتمعات واستدامة التطور ودعم مستقبل أكثر ذكاءً وإنسانيةً.