رئيس «بنما» يردّ على تصريحات «ترامب»: أثبت أنه جاهل بالتاريخ
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
قال الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو “إن تصريح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن قناة بنما مظهر من مظاهر الجهل التاريخي الفادح.”
وقال ترامب في 22 ديسمبر، “إنه سيطالب بعودة سريعة لقناة بنما إلى الملكية الأمريكية بسبب التعريفة المرتفعة للنقل وعبور السفن عبرها”، مشددا على أن القناة ذات أهمية بالغة للتجارة الأمريكية، وكذلك للانتشار العملياتي للقوات البحرية الأمريكية في المحيطين الأطلسي والهادئ.
وقال الزعيم البنمي في مقابلة مع شبكة “سي إن إن”: “هذا مظهر من مظاهر الجهل التاريخي الفادح. سيصادف الحادي والثلاثون من شهر ديسمبر مرور 25 عاما على انتقال قناة بنما إلى أيدي البنميين”.
وقال الرئيس البنمي يوم الأحد “إن قناة بنما مملوكة بالكامل للدولة بناء على معاهدة عام 1977 وإن سيادة البلاد غير قابلة للتفاوض”.
ووفقا له، تم الانتهاء من النقل الكامل للقناة إلى بنما في 31 ديسمبر 1999، على أساس معاهدة توريخوس كارتر لعام 1977، والتي تنص على وجه الخصوص على حل منطقة القناة السابقة، والاعتراف بسيادة بنما والنقل الكامل للقناة إليها.
وقناة بنما هي ممر مائي اصطناعي في دولة بنما في أمريكا الوسطى، كما يعد أحد أهم الممرات المائية للنقل ذات الأهمية العالمية.
وتنقل القناة السفن عبر بحيرة غاتون، التي ترتفع نحو 26 مترا فوق مستوى سطح البحر، عبر سلسلة من الأهوسة المائية، ويتطلب عبور كل سفينة نحو 200 مليون لتر من المياه العذبة.
بدأ المستعمرون الإسبان دراسة إنشاء قناة بين المحيطين تقطع المضيق عند أضيق نقطة به في جنوب أميركا الوسطى في ثلاثينيات القرن الـ16، ولكن لم يحدث ذلك إلا في عام 1878 عندما وقعت كولومبيا -التي كانت تعتبر بنما مقاطعة تابعة لها آنذاك- اتفاقية امتياز مع مهندسين فرنسيين.
لم تنجح الجهود الفرنسية في نهاية المطاف وأفلست الشركة التي تأسست لغرض إنشاء قناة عبر بنما عام 1899، بعد أن فقد نحو 22 ألف عامل حياتهم في المشروع، وكثير منهم بسبب الأمراض والحوادث.
في العام 1903 سعت الولايات المتحدة إلى الحصول من كولومبيا على امتياز دائم للقناة، غير أن كولومبيا رفضت الاقتراح. وردا على ذلك، دعمت الولايات المتحدة استقلال بنما، الذي أُعلن في الثالث من نوفمبر من العام نفسه.
وبعد 3 أيام من الاستقلال، وقع سفير بنما في واشنطن اتفاقية تمنح الولايات المتحدة حقوق بناء القناة وإدارتها إلى أجل غير مسمى.
وافتُتحت القناة أخيرا في 1914 بعد أن لقى أكثر من 5 آلاف عامل حتفهم في أعمال الإنشاءات.
ودفعت الولايات المتحدة لبنما 10 ملايين دولار ثم 250 ألف دولار سنويا مقابل تلك الحقوق، وندد العديد من البنميين بالاتفاقية واعتبروها انتهاكا للسيادة.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الرئيس المنتخب دونالد ترامب قناة بنما الولایات المتحدة قناة بنما
إقرأ أيضاً:
بعد مطالبة ترامب بعبور مجاني.. كم سفينة أميركية تعبر بنما والسويس؟
كشفت بيانات ملاحية من موقع "مارين ترافيك" المتخصص في رصد حركة السفن عن عبور 892 سفينة تحمل العلم الأميركي خلال عام 2024 قناتي بنما والسويس، في حين طالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالمرور مجانا.
ووفق البيانات، فإن 810 سفن عبرت قناة بنما، مقابل 82 سفينة ميناء السويس، وشملت الحمولة 122 سفينة بضائع، و171 سفينة ناقلة لمواد نفطية، و209 قاطرات وسفن خاصة (منها سفن حربية)، و334 سفينة خاصة، بالإضافة إلى 56 سفينة مصنفة تحت فئات أخرى.
وكان ترامب قال أمس إنه ينبغي السماح للسفن العسكرية والتجارية التابعة للولايات المتحدة بالمرور عبر قناتي السويس وبنما دون دفع أي رسوم.
وأضاف ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال": "طلبت من وزير الخارجية ماركو روبيو أن يتولى هذا الأمر فورًا"، معتبراً أن قناتي بنما والسويس ما كان لهما أن توجدا لولا الولايات المتحدة، على حد تعبيره.
وبحسب التعريفة الجمركية لميناء بنما، تبلغ سعر الحاويات التي تقل حمولتها عن 10 آلاف وحدة تي إي يو (وحدة مكافئة لعشرين قدما ) ألف دولار لكل عبور، أما السفن العملاقة بحمولة تفوق 10 آلاف وحدة تي إي يو (وحدة مكافئة لعشرين قدما )، فتدفع رسومًا تصل إلى 300 ألف دولار لكل عبور، أما ناقلات الغاز والمواد الكيميائية الكبيرة فتدفع رسوم تصل إلى 100 ألف دولار لكل عبور.
إعلانوتزيد التعريفة الجمركية لقناة السويس على قناة بنما بالنسبة لعبور السفن العملاقة، لذا تُعد أغلى بالنسبة لناقلات الغاز والنفط، وتدفع ناقلات النفط الخام المحملة 11.04 دولارًا عن كل طن لأول 5 آلاف طن من الحمولة، بينما تدفع 6.64 دولارًا للطن عن الحمولة الإضافية حتى 10 آلاف طن، ويتناقص السعر تدريجيًا مع زيادة الحمولة، ليصل إلى 3.34 دولارًا لكل طن يزيد عن 50 ألف طن. أما السفن الفارغة فتدفع مبالغ أقل، تبدأ من 9.4 دولارًا لكل طن لأول 5 آلاف طن، بحسب الزيادة التي أقرتها الهيئة منذ يناير 2024.
ومنذ مطلع العام الحالي 2025، عبرت 406 سفن ترفع العلم الأميركي قناتي بنما والسويس خلال الفترة من 1 يناير/كانون الثاني حتى 27 أبريل/نيسان، بواقع 372 سفينة عبرت قناة بنما، و34 سفينة عبرت قناة السويس.
وتأثرت حركة عبور السفن الأميركية من قناة السويس بسبب تهديدات الحوثيين، في ظل الغارات الجوية التي تشنها قوات القيادة المركزية الأميركية على مواقع حوثية، باستخدام حاملتي الطائرات هاري إس ترومان (CVN 75) وكارل فينسون (CVN 70).
وبحسب تحليل البيانات، عبرت 176 سفينة تحمل العلم الأميركي قناة السويس خلال الفترة بين 1 يناير/كانون الثاني و27 أبريل/نيسان عام 2023، بينما عبرت 37 سفينة فقط خلال الفترة نفسها عام 2024، واستمر العدد بالتناقص ليصل إلى 34 سفينة خلال الفترة نفسها من العام الحالي 2025، في إشارة واضحة إلى تأثر حركة الملاحة البحرية أمام السفن الأميركية، خاصة تلك المرتبطة بإسرائيل.