أزهري يوضح كيفية تأثير العبادات في الإنسان ومعاملاته
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
قال الدكتور حسن القصبي، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر الشريف، إنه يجب الحذر من اعتياد أداء العبادات والطاعات حتى تصير للمسلم الذي يؤديها «عادة»، أكثر منها «عبادة»، لتفقد روحها، والغاية التي من أجلها فرضها الله -عز وجل- على أمة الإسلام.
القصبي: «الأثر» هو الميزان الذي يقيس به المرء عباداتهأضاف «القصبي»، خلال تقديمه إحدى حلقات برنامج «نبي الرحمة» والذي يُذاع على شاشة «قناة الناس»، أنَّ الميزان الذي يقيس به المرء العبادات وتحولها إلى عادات أم لا هو الأثر المترتب على هذه العبادات وجعل الله – سبحانه وتعالى – لكل عبادة غاية وهدف، قائلاً: «إن وجدت أثراً للعبادة فاعلم أنه بفضل الله قد أديت هذه العبادة عبادةً لله سبحانه وتعالى».
وتابع أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، «الغاية من الصلاة يؤكدها قوله تعالى: «إنَّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر» فمن صلى فلم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر عليه أن يراجع نفسه وصلاته خشية أن تكون عادة وليست عبادة».
واستطرد «القصبي»، أنه الله – عز وجل – جعل الغاية من الصيام والثمرة «التقوى»، فإن لم يحصل للمسلم من صيام شهر رمضان كاملاً وخرج من الشهر دون أن ينال التقوى وهي الغاية والأثر الذي جعله الله كثمرة للصوم، فعليه أن يراجع صيامه لأنه يُخشى عليه أنه صام عادة وليس عبادة، وكذلك الزكاة وحج بيت الله الحرام من يغدو إليه ويذهب ويروح ثمَّ يعود ولم يكن هناك فارق بين ذهابه وعودته فعليه أن يراجع ذلك خشية أن تكون عبادته عادة وليس عبادة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: العبادات العادات الصلاة قبول الأعمال
إقرأ أيضاً:
معنى الإلحاد في أسماء الله .. عالم أزهري يجيب
شرح الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، مفهوم "الإلحاد في أسماء الله"، موضحًا أن هناك فرق بين الإلحاد واللحن في نطق أسماء الله.
وقال العالم الأزهري، في تصريح له، إن الالحاد في اللغة يعني "الإنكار"، وهو لا يتعلق فقط بطريقة نطق الأسماء، بل أيضًا بتفسير صفات الله عز وجل بطريقة خاطئة، يعني "إنكار صفات الله أو الاعتقاد بأنها مشابهة لصفات المخلوقين".
وأوضح: "هناك من جعلوا صفات الله تشبه صفات المخلوقات، مثل من يقولون أن الله ينزل نزولًا حقيقيًا أو يتحرك حركة حقيقية، وهذه كلها أمور تتنافى مع تنزيه الله عن مشابهة خلقه".
وتابع: أن الإلحاد لا يتوقف عند التشبيه أو التجسيم، بل يشمل أيضًا تأويلات خاطئة لصفات الله مثل الاعتقاد بأنها تتضمن أجزاء أو حركات حسية، وهو ما يرفضه الإسلام رفضًا قاطعًا، كما أن هناك بعض الفلاسفة الذين أنكروا صفات الله تمامًا بناءً على اعتقادهم أن تعدد الصفات يعني تعدد الذات، ولكن هذا أيضًا يعتبر نوعًا من الالحاد.
وأفاد الدكتور يسري جبر بوجود فارق بين "اللحن" و"الإلحاد" قائلاً: "اللحن في نطق أسماء الله قد يكون خطأ في النطق فقط، وهو محرم في الإسلام، بينما الالحاد في أسماء الله يتعلق بكفر وإنكار التنزيه".
فضل شهر شعبان .. وهل صامه النبي كاملا ؟ اغتنم النفحات المباركةدعاء استقبال شهر شعبان .. ردده الآن مفتاح الفرج الرزق ويقضي جميع الحوائج الصعبة
رد قوي من رئيس جامعة الأزهر على كل من ينكر وجود اللهأكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن وقع المصيبة يكون أشد عندما يواجهها الشخص بمفرده، وحين تقع المصيبة على الإنسان وهو وحيد، فإنها تكون أشد وأفظع بكثير مما لو كان معه من يواسيه ويخفف عنه، كما يُقال: «كلنا في الهم شرق»، ولكن عندما يكون الشخص وحيدًا، يزداد حجم المعاناة.
وأضاف رئيس جامعة الأزهر، في تصريح له، أن هذا الملمح يظهر جليًا في قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، حيث تم التشبيه بحالة الرماد، موضحا: "هناك لمحة مهمة في هذه القصة، وهي أن الأمر لم ينتهِ عند خيبة الأمل واليأس من إيجاد قطرة ماء، بل جاء الوقت الذي قال فيه إبراهيم: «وجد الله عنده»، وهذا يحمل دلالة عميقة، لكل شخص في حالة من البعد عن الله ويجحد وينكر وجوده، لكن حين وصل إلى الله في يوم القيامة، وجد جزاءه وعقابه، مما يعكس عدالة الله".
وأشار الدكتور سلامة إلى أن العلماء فسروا قوله تعالى "ووجد الله عنده" على أن المقصود هو أن الشخص الذي كان ينكر وجود الله في الدنيا سيجد جزاءه وعقابه في الآخرة، رغم أنه كان يفر منه في الدنيا، والآية تشير إلى أن الله سبحانه وتعالى سوف يوفّي الحساب ويحاسب كل إنسان بالعدل، ولم يظلمه، وهذا يعكس رحمة الله وسرعة حسابه.