مؤمن الجندي يكتب: مواجهة لا تعرف الرحمة
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
على خشبة المسرح، عندما يتلاقى الضوء مع العرق المتصبب، يقف الممثل منتصبًا أمام جمهور ينتظر منه العجائب! وفي الملعب، يركض اللاعب متشبثًا بآمال الملايين، وكل تمريرة خاطئة تُضخّم لتصبح صرخة خيبة.. أما المسؤول في منصب خدمي، فيُسابق الزمن بين واجبٍ لا ينتهي وانتقادات لا تهدأ، هؤلاء جميعًا يعيشون مواجهة مباشرة مع الجماهير، مواجهة لا تعرف الرحمة أحيانًا.
حين يعمل الإنسان أمام الجمهور، يصبح مكشوفًا.. إنجازاته مشرعة للتصفيق، وأخطاؤه محطمة! مهما كانت التضحية التي يبذلها هؤلاء الممثلون، اللاعبون، أو المسؤولون، يبقى سؤال يطاردهم: هل يُنسى كل شيء في لحظة؟ الإجابة في كثير من الأحيان، نعم!
الجمهور ذاكرته قصيرة، خاصة إذا كانت الخيبة طازجة، أو إذا كان الخطأ مستفزًا، فالجمهور يرى المسرح متعة، والملعب فوزًا، والخدمة حقًا، فلا يعذر حين يخيب أمله! قد يكون الهجوم نتيجة إحباط شخصي يُسقطه الجمهور على هؤلاء الرموز، أو شعور بأنهم يمتلكون القوة ولا يستحقون العذر.
شاهدت أمس في ليلة كانت مليئة بالأهداف والانتصار، انتزع فيها الأهلي فوزًا كاسحًا بسداسية أمام شباب بلوزداد الجزائري في دوري أبطال إفريقيا، إلا أن هذا الإنجاز لم يكن كافيًا لتهدئة غضب جماهيره! حيث تحولت المدرجات إلى مسرح للهتافات الغاضبة التي أصابت اللاعبين في عمق شعورهم.
مغامرة مدهشة ومؤلمة ومجهر لا يعترف بالخصوصيةهتافات الجمهور لم تكن فقط انتقادًا، بل كانت أشبه بطعنات لفظية موجعة تعكس خيبة أمل عميقة تجاه بعض الأسماء في الفريق؛ فالجمهور الأهلاوي، المعروف بعشقه اللامحدود لفريقه، قد يصبح قاسيًا في لحظات الغضب.
وهنا لا بد أن أوجه رسالة للاعبين ولكل شخص وظيفته إرضاء الجمهور، يتطلب الصمود أمام هجوم الجماهير صبرًا ليس عاديًا؛ إنه صبر يكاد يكون بطوليًا.. الصبر على التجريح، على النكران، على الأحكام الظالمة! قد ينهار الممثل بعد عرض قاسٍ، أو يشعر اللاعب بأن موهبته عبءٌ لا نعمة، وقد يترك المسؤول منصبه بحثًا عن راحة لن يجدها.. لكن القلة منهم يدركون أن الهجوم هو الوجه الآخر للتأثير! فالجمهور يهاجم من يتوقع منه الكثير، وحين يهدأ الغضب تعود الأصوات لتذكرهم بما قدموا.
في هذه الحالات، لا يمكن أن يُلقى اللوم على طرف واحد، الجمهور مخطئ حين ينسى أن هؤلاء بشر، لهم طاقة وحدود، لكن الممثل أو اللاعب أو المسؤول مخطئ إذا لم يدرك أن عمله يضعه تحت مجهر لا يعرف الخصوصية، فالعمل أمام الجمهور مغامرة مدهشة ومؤلمة في آنٍ معًا.. هو مزيج من المجد والهجوم، من التصفيق والانتقاد!الجمهور يخطئ أحيانًا، لكنه يظل جمهورًا، يحب ويكره بنفس الحدة، ينسى لكنه يعود ليتذكر.
مؤمن الجندي يكتب: عرّافة الكواكب في شقة "سِباخ" مؤمن الجندي يكتب: قائد على حافة الانفجارفي النهاية، يبقى من يعمل في مهنة عامة أمام مسؤولية تتجاوز حدود الوظيفة، فهي رسالة قبل أن تكون عملًا، وأمانة قبل أن تكون منصبًا.. الجمهور بطبيعته متقلب، يصفق في يوم وينتقد في آخر، لكنه يظل المحرك الحقيقي لكل نجاح! لذا، فإن التحلي بالصبر أمام هتافاته، سواء كانت مفعمة بالحب أو مشبعة بالغضب، هو واجب لا خيار! فمن يتحمل الجمهور في لحظات السخط، هو نفسه من ينال شرف احترامه وإجلاله حين تنجلي العاصفة.
للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الاهلي وشباب بلوزداد الأهلي هتافات جمهور الأهلي محمد الشناوي كهربا محمود الخطيب مؤمن الجندی یکتب
إقرأ أيضاً:
المنتخب السعودي يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهته القوية أمام اليابان
تلقى المنتخب السعودي ضربة موجعة قبل مواجهة اليابان يوم الثلاثاء المقبل في الجولة الثامنة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 لكرة القدم المقررة في أمريكا الشمالية.
وقرر الفرنسي هيرفي رونار، مدرب المنتخب السعودي استبعاد اللاعب سعود عبد الحميد من مواجهة اليابان يوم الثلاثاء المقبل بسبب الإصابة.
وقال بيان صادر عن المنتخب السعودي "إن الفرنسي هيرفي رينارد المدير الفني قرر استبعاد اللاعب سعود عبد الحميد نجم روما الإيطالي من مباراة اليابان للإصابة".
وأضاف البيان أن "اللاعب اشتكى من إصابة في العضلة الخلفية للفخذ بناء على ما جاء في التقرير الطبي نظرا لحاجته لبرنامج علاجي".
المدير الفني للمنتخب الوطني " @Herve_Renard_HR " يستبعد "سعود عبدالحميد" للإصابة ???? ???? pic.twitter.com/VK0v3epPsU
— المنتخب السعودي (@SaudiNT) March 22, 2025كما يغيب عن قائمة المنتخب السعودي لمواجهة اليابان، الثنائي حسن كادش ومحمد كنو بسبب الإصابة أيضا.
وكان منتخب السعودية قد حقق الفوز على حساب الصين بنتيجة 1-0 في الجولة السابعة على ملعب "الأول بارك".
ويسعى المنتخب السعودي لتحقيق فوز جديد على خصمه القوي منتخب اليابان على ملعب "سايتاما"، وذلك لتعزيز فرصته في التأهل المباشر إلى كأس العالم 2026.
يذكر أن المنتخب السعودي يحتل المركز الثالث في المجموعة الثالثة برصيد 9 نقاط، بفارق نقطة واحدة خلف منتخب أستراليا صاحب المركز الثاني، فيما تأهلت اليابان رسميا إلى النهائيات بعد تصدرها المجموعة بـ19 نقطة.