شهادات وذكريات.. يرويها مصطفى بكري: الحلم يعود من جديد
تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT
ـ قبيل صدور صحيفة الأسبوع تلقينا تهديدات حتى لا نعود مجددا للساحة
ـ كنا نريد صوتًا صحفيا يعبر عن أهلنا الغلابة وعن قيمنا وثوابتنا وعن أمة تحاصرها المؤمرات
ـ رفضنا استدعاء عملاء الأمريكان لاستضافتهم على صفحاتنا نكاية فى النظام
ـ شهادة الراحل الكبير محمد حسنين هيكل وسام على صدر الأسبوع
هذه ليست قصة حياة، بل شهادة حية على مرحلة تاريخية مهمة، عشتُ فصولَها، انتصاراتِها وانكساراتِها، حُلوَها ومُرَّها، اقتربتُ من صنَّاع هذه الأحداث أحيانًا، وكنتُ ضحيةً لعنفوانهم في أحيان أخرى، معاركُ عديدة دخلتُها، بعضُها أودى بي إلى السجون، لم أنكسر، ولم أتراجع عن ثوابتي وقناعاتي.
أروي هذه الشهادات، بصدق وموضوعية، بعضُ شهودها أحياء، والبعضُ رحل إلى الدار الآخرة، لكنَّ التاريخ ووقائعه لا تُنسى، ولا يمكنُ القفزُ عليها، وتزويرُ أحداثِها.
1 - الحلمكان حلم إصدار صحيفة مستقلة يراودني كثيرًا… قررت المضي فى تنفيذ الفكرة، حصلت على وعد بحزمة إعلانات مسبقة من عدد من رجال الأعمال، وبعض المؤسسات الحكومية ممن تعاطفوا معنا فى أزمتنا الأخيرة.
قبيل صدور الصحيفة، تلقينا التهديدات بأن هناك من سوف يبذل المستحيل، حتى لا نعود مجددا للساحة، لدرجة أن البعض نصحنا بالبحث عن ترخيص أجنبي، نعود من خلاله إلى ساحة الصحافة، وكان الكثير من المسئولين يتخوفون من حملاتنا الصحفية القوية، ومواقفنا الثابتة، والتي لا تعرف لغة المهادنة فى قضايا الناس والوطن.. راح هؤلاء يضعون العراقيل، ويحاولون بكل السبل منعنا من الحصول على ترخيص للصحيفة، ولكننا قبلنا التحدي، ورحنا نخوض غمار مواجهة حادة، لإصدار صحيفة، فأسسنا «شركة الأسبوع للصحافة والطباعة والنشر» وفقا لقانون الصحافة الجديد رقم 96 لسنة 1996.
مضينا فى تجهيز الأوراق والإجراءات المطلوبة، وخضنا جولات فى مصلحة الشركات، وهيئة سوق المال، والمجلس الأعلى للصحافة، والجهات المسئولة الأخرى، حيث وافق المحلس الأعلى للصحافة، برئاسة الدكتور مصطفى كمال حلمي، فى ذلك الوقت، على صدور صحيفة «الأسبوع» صحيفة مصرية مستقلة، وتخضع لقانون سلطة الصحافة، وتلقينا فى يوم 21 يناير 1997 خطابا من الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة، الراحل «جلال عيسي»، يؤكد حقنا فى إصدار الصحيفة.
مصطفى كمال حلميلقد أكد لنا البعض منذ البداية صعوبة الموافقة على ترخيص مستقل، لشخص يوصف لدى بعض الجهات بأنه «مشاغب» وخرج من جريدة «الأحرار» بمؤامرة، شارك فيها الكثيرون، ولكن «الأسبوع» انتصرت على كل الرهانات الخاسرة، وصدرت وتلقفها القارئ المصري والعربي منذ فجر صدورها فى السابع عشر من فبراير من العام 1997، ولاتزال تواصل مسيرتها، رافعة ذات الرايات التي حملتها يوم انطلاقتها الأولى.
كنا نريد صوتًا يعبر عن أهلنا الغلابة، عن قيمنا وثوابتنا، عن مصر العروبة، عن أمة تحاصرها المؤامرات، والمخططات، عن فلسطين السليبة، عن وطن يبحث عن الخلاص من أزمات تحاصره من كل اتجاه، كنا قد خرجنا للتو من تجربة «الأحرار» اليومية، جلسنا سويا، تعاهدنا على مواصلة الطريق، لم يكن أمامنا خيار آخر فى البداية، سألني بعض الزملاء، هل سيكون مصير «الأسبوع» كغيرها؟.. أى، هل ستغلقها سريعًا بالضبة والمفتاح؟.. أم ستترك لنا فرصة هذه المرة؟
جريدة «الأسبوع»2- الإيمان بالرسالة
كان شعوري آنذاك أن الزملاء يحملونني مسئولية التجارب السابقة التي عاشوها على مدار ثماني سنوات.. دار بيننا نقاش طويل، تعاهدنا سويا على أن نبذل كل الجهد، وأن نلتزم بالثوابت، وأن ننطلق دفاعا عن كل قيمة شريفة على أرض هذا الوطن.. تعاهدنا على ديمقراطية القرار، والمكاشفة، والتعامل بشفافية مع كل القضايا.. تعاهدنا على أن تبقى «الأسبوع» بعيدة عن الإثارة السياسية، والغرائزية.. ترفض المبالغة، ولاتلجأ إلى سياسة الأكاذيب والادعاءات دون سند أو دليل.. قررنا أن ندخل بيت كل مصري وعربي، وأن نكون جسرا للتواصل، والدفاع عن القيم.
كان القرار أن تكون صحيفة وطنية لها بعدها القومي، تضع التجربة الناصرية فى القلب، لكنها لا تسد الباب أمام الأفكار والرؤى المختلفة.. حلفاؤنا هم أنصار الفقراء، وأعداء الفساد، والمناضلون من أجل الحرية، والذين يقفون فى مواجهة المشروع "الأمريكي - الصهيوني"، الذى يستهدف الهيمنة على المنطقة، واحتلالها، وأعداؤنا الذين يقفون على النقيض.
كنا ندرك عن يقين أن تجربة الإصدار والاستمرار والنجاح، ليست سهلة.. لكننا سعينا، بإصرار ودأب.. كان زملاؤنا لايزالون يبذلون الجهد لاعتلاء القمة، وكانت إدارة الإعلانات تمضى فى مهمتها بنجاح، من أجل أن تبقى «الأسبوع» مستمرة، لا تمد يدها لأحد، ولن تمد يدها لأحد.
كان الإيمان بالرسالة، والانحياز إلى مصالح الوطن، والأمة، هما الحاكم الضميرى لأداء كافة الزملاء، ولذلك شعروا جميعا أنهم، وإلى جانب رسالتهم المهنية، هناك مهمة نضالية، يحملونها على عاتقهم.. قلنا إننا لا نستطيع أن نقذف بكرسي فى الكلوب، ونقول أننا أبطال هذا الزمان، فنحن ندرك أن الموضوعية هي التي ستبقى، وأن أزمات الوطن متعددة، لكننا نسعى من أجل عبور آمن، يضمن لمصر وحدتها ونهضتها.
قلنا منذ البداية، لا نستطيع أن نستدعى عملاء الأمريكان، والممولين من الخارج، ونستضيفهم على صفحاتنا نكاية فى النظام، فهؤلاء أخطر على الوطن من كل الأزمات.. إنها ذات الوجوه التى اعتلت الدبابات الأمريكية فى غزوها للعراق، ونحن نعرف، من معنا، ومن ضدنا، وندرك أن أي خلاف مع النظام، ورجالاته لن يجعلنا نكفر بهذا الوطن ونلقى بأنفسنا فى أحضان الآخرين، فنحن نعشق تراب هذا الوطن، ونحن معنيون بفضح كل مخططات الداخل والخارج، من الفاسدين، إلى المستبدين، إلى العملاء.
يحكمنا فى ذلك ضميرنا الوطني، بعيدا عن الأيدي التي تحرك من خلف ستار.. نحن لا نتردد فى أن نقول «لا» لرئيس الدولة، ولكل رجالات الحكم فى مواجهة أي موقف نختلف معه، ولكننا بنفس القدر، مستعدون أن نقف مع كل بادرة إيجابية تنطلق من هذا المسئول الحكومي، أو ذاك إذا كانت بالفعل تمثل نقطة ضوء وسط الأوضاع الصعبة التي تعيشها البلاد.
ومن كوكبة الكتاب الذين انخرطوا فى الكتابة فى «الأسبوع» سناء السعيد، وإبراهيم مسعود، وعبد القادر يس، ومحمد سليم العوا، وكمال حافظ وفاروق أباظة، وكمال سعد، وفوزية مهران، وأسامة أنور عكاشة وفتحي خطاب، ومحمود بكرى، وجمال سليم وأحمد عز الدين، والسيد الغضبان، وعمرو ناصف، ومحمد عبد القدوس، وعواطف الكيلاني، وحمدي أحمد، وأسامة عفيفي، وزينب منتصر، وعمرو الليثي، وجمال الغيطانى، ويوسف القعيد، ومحمد عودة، وعبد الرحمن الأبنودي، ود.يحيى الجمل، ومحمد مستجاب وزينب منتصر، والسيد حسين الشافعي، وأسامة أيوب، وسليمان نمر، والمستشار طارق البشرى وحمدين صباحى، ود.محمد عباس، ود.محمد الباجس، ودعبد الله الأشعل، والمستشار لبيب حليم لبيب والسفير وفاء حجازى، وعبد الحميد قريطم، والمستشار على فاضل، والمستشار مدحت سعد الدين، وفريدة الشوباشى، ود.صفوت حاتم، والدكتورة حكمت أبوزيد، وحسنين كروم، وغيرهم.
محمد حسنين هيكل3- شهادة الأستاذ هيكل
كانت «الأسبوع» ومنذ انطلاقتها، تجربة ناجحة بكل المعاني، وقد جاءت الشهادة للصحيفة من أستاذ الأجيال، الراحل «محمد حسنين هيكل» ففي لقاء له مع أسرة تحرير «الأسبوع»، نشر فى العدد «39» الصادر بتاريخ 10/ 11/ 1997.
أشاد الأستاذ بتجربة صحيفة «الأسبوع»، وقال موجها كلامه إلىّ، وإلى أسرة التحرير «لقد أصدرتم صحيفة ناجحة وتلقى الاحترام.. لقد أكدتم من خلال الأسبوع أن سوق القراءة فى مصر بخير.. البعض كان يتصور أن السوق مغلقة.. هذا عكس رأيى، إن لدينا يوميًا ما يعادل ثلاثة ملايين قارئ، وهناك قراء احتياطيون أكثر، فالنسخة يقرأها أكثر من 8 قراء فى الصحيفة اليومية، والأمر أكثر من ذلك بالنسبة لقراء المجلات، والصحف الأسبوعية، وهذا يعنى أن هناك 15 مليونًا على استعداد ليقرأوا لك إذا أعجبتهم».. ومضى الراحل الكبير يقول: «لقد أثبتم فى الأسبوع عمل صحيفة ومشروع ناجحًا، وأن هناك قراء مستعدين للشراء، طالما أعجبتهم، ووصولكم وتجاوزكم رقم الـ 150 ألف نسخة - دى حاجة هايلة - أنتم شبان، وعملتوا حاجة كويسة، والمطلوب هو الاستمرار، والتوسع، خاصة أن العالم يسير باتجاه تطورات مهمة، وهو ما سيؤدى حتما إلى اشتداد المنافسة».
كانت كلمات الراحل الكبير «محمد حسنين هيكل» وسامًا على صدر «الأسبوع» وكتيبتها المقاتلة فى بلاط صاحبة الجلالة، والتي استمرت فى الصعود، حتى بلغ معدل توزيعها أكثر من 300 ألف نسخة، وهو رقم لم تصل إليه الغالبية العظمى من الصحف الأسبوعية.
ظلت «الأسبوع» تمضى عبر هذا الطريق، تعرضت لأزمات عديدة، مشاكل متعددة، لكنها حتى الآن تبقى ثابتة على مواقفها، تنطلق كل اثنين تحمل هموم الوطن والمواطن، ورغم تغير الأحوال فى طول البلاد وعرضها لكن «الأسبوع» ماتزال تصدر بنفس ثوابتها، وانضم إلى صفوفها العديد من الزملاء الأخرين، بينما انتقل البعض من مؤسسيها إلى صحف ومؤسسات أخرى، لكن تجربة «الأسبوع» تبقى دومًا أجمل ذكرى بالنسبة لهم، لأنهم صنعوا شيئا من لا شيء، صحيفة صمدت من 1997 حتى عام 2024 ولازالت صامدة حتى الآن.
جاء ذلك، في الحلقات التي ينشرها «الجمهور» يوم الجمعة من كل أسبوع، ويروي خلالها الكاتب والبرلماني مصطفى بكري، شهادته عن أزمات وأحداث كان شاهدًا عليها خلال فترات حكم السادات ومبارك والمشير طنطاوي ومرسي والسيسي.
اقرأ أيضاًشهادات وذكريات.. يرويها مصطفى بكري: السيول تجتاح بلدتي
شهادات وذكريات.. يرويها مصطفى بكري: نتنياهو يشكوني للرئيس
شهادات وذكريات.. يرويها مصطفى بكري: انتخابات وأزمات في حلوان
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مصطفى بكري النائب مصطفى بكري محمد حسنين هيكل شهادات مصطفى بكري یرویها مصطفى بکری محمد حسنین هیکل شهادات وذکریات
إقرأ أيضاً:
صحيفة AS : يوسي الموهبة المغربية التي تسعى للتألق مع ريال مدريد
زنقة 20. الرباط
سلطت صحيفة “أس“ الرياضية الإسبانية الضوء على يوسف إنريكيز لخديم، المعروف بـيوسي، كواحدة من أبرز المواهب الصاعدة في نادي ريال مدريد، وفخر كرة القدم المغربية.
يوسي، البالغ من العمر 19 عاما والمولود في مدريد لأم مغربية، سيسافر مع الفريق الأول إلى قطر للمشاركة في بطولة كأس الإنتركونتيننتال، حيث قد تفتح له الغيابات والإصابات، خاصة مع غياب ميندي، فرصة تاريخية.
منذ انضمامه إلى أكاديمية ريال مدريد في فالديبيباس عام 2017، أظهر يوسي تقدما مذهلا في كل الفئات السنية. يتميز بقوة بدنية ملفتة وقدرة استثنائية على استخدام قدمه اليسرى بدقة، مما جعله لاعبا لا غنى عنه تحت قيادة راؤول غونزاليس في فريق الكاستيا، الذي ينافس في دوري الدرجة الثالثة الإسباني.
ولم يكن اختيار يوسي للعب مع المنتخب المغربي مجرد خطوة عادية، بل كان تعبيراً عن ارتباطه العميق بوطنه الأم.
في سن الـ17، قرر ارتداء قميص أسود الأطلس، متخليا عن تمثيل الفئات السنية للمنتخب الإسباني. منذ ذلك الوقت، شارك مع المنتخب المغربي تحت 20 عامًا، كما تم استدعاؤه لتمثيل المنتخب الأول في عام 2024، ليؤكد بذلك التزامه الكامل بخدمة كرة القدم المغربية واعتزازه بجذوره.
في ظل بحث ريال مدريد عن خيارات قوية في مركز الظهير الأيسر، يبرز يوسي كأمل واعد وقيمة فنية كبيرة. مشاركته المحتملة في قطر ليست مجرد فرصة للتألق مع الملكي، بل هي بداية لمسيرة قد تجعل منه أحد أبرز سفراء المواهب المغربية على الساحة الكروية العالمية.