مزرعة الكاكاو بالفجيرة.. وجهة خضراء تعكس القدرة على الابتكار
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
أبوظبي: «الخليج»
«الكاكاو يزرع في دولة الإمارات».. مقولة ربما كانت قبل عقود قريبة ضرباً من الخيال الذي يستحيل تصديقه، وذلك لكون الإمارات تشتهر بمناخها الصحراوي الحار والجاف، وهو ليس بيئة مثالية لزراعة الكاكاو الذي يحتاج إلى بيئة استوائية رطبة ودافئة، إلا أنه الآن أصبح حقيقة واقعة أبدعها المواطن أحمد الحفيتي أحد أبناء إمارة الفجيرة.
لا شك في أن النجاح بزراعة شجرة الكاكاو، التي تعد المكون الرئيسي لإنتاج الشوكولاتة، تعتبر تجربة رائدة تعكس قدرة المزارع المواطن على الابتكار والتجديد في مجال الزراعة، وتسهم في تعزيز جهود تحقيق الاكتفاء الذاتي من معظم المنتجات الزراعية.
تطورت فكرة المزرعة بشكل متسارع حتى غدت مزرعة الكاكاو في مشتل وادي دفتا في الفجيرة، وجهة سياحية خضراء تستقطب الزوار للوقوف على جمال هذه التجربة النابضة بالتحدي، والتي نجحت في زراعة 1000 شتلة من الكاكاو العام الماضي تم بيعها بالكامل.
كما تم استيراد ثلاثة أنواع من أجود أنواع ثمار الكاكاو في العالم من أوغندا، بحيث سيتم زراعة ما يقارب 5000 شتلة الموسم القادم.
وفي ظل دعم دولة الإمارات للكفاءات الريادية في شتى المجالات، تم الاحتفاء بإنجازات الحفيتي في زراعة الكاكاو وغيره من النباتات الاستوائية، ونال جائزة أفضل مؤثر محلي في مجال الزراعة التي قدمتها «جائزة الشيخ منصور بن زايد للتميز الزراعي» في مارس 2024.
ويأتي تسليط الضوء على هذا النموذج الزراعي الناجح لزراعة الكاكاو بطرق مستدامة، تتحدى الظروف الصحراوية الجافة، ضمن حملة أجمل شتاء في العالم في نسختها الخامسة التي انطلقت تحت شعار «السياحة الخضراء»، بالتعاون بين وزارة الاقتصاد والمركز الزراعي الوطني والهيئات السياحية المحلية في الدولة، بهدف تشجيع المشاركة المجتمعية في الممارسات الزراعية المستدامة، وتحفيز الزيارات السياحية إلى هذه المزارع والمشاريع الزراعية المستدامة، وذلك في إطار استراتيجية السياحة الداخلية في دولة الإمارات التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والهادفة إلى تطوير منظومة سياحية تكاملية على مستوى الدولة.
لا محميات مكلفة
وتبرز أهمية هذه المبادرة الزراعية المستدامة لزراعة الكاكاو، بسبب عدم حاجتها إلى محميات مكلفة، أو صرف مبالغ مالية على العناية بها عبر أنظمة التبريد، بحيث تم الاكتفاء بوضعها في منطقة مظللة بشبك الظل الزراعي (الروكلين)، كما وفرت التربة الطينية في الفجيرة والمناخ الرطب بيئة مثالية لزراعة الكاكاو، حيث تحتاج أشجار الكاكاو الصغيرة إلى تظليل مناسب للنمو والحفاظ على الحيوية، مع العلم أن شتلة الكاكاو تنمو بسرعة وتصبح جاهزة للبيع في غضون شهرين إلى ثلاثة أشهر.
خبرات متراكمة
ونتيجة الخبرة المتراكمة وجد القائمون على المزرعة أن زراعة شجرة الكاكاو بالبذور أفضل من أي طريقة أخرى، لأنها تتأقلم تدريجياً مع طبيعة البيئة المزروعة فيها، وعلى الرغم من أنها تحتاج إلى ثلاث سنوات لإنتاج ثمارها، فإن توفير الظل يعتبر عاملاً أساسياً في حمايتها خلال فترة نموها وإنتاجها.
هذه الجهود الإماراتية الرائدة تشير إلى المهارة الكبيرة في استغلال الموارد والظروف المناخية في الدولة لتطوير مساحة خضراء غنية بالتنوع البيولوجي، تكون نموذجاً عالمياً في الحفاظ على الأنواع النباتية، وتوفير تجربة تعليمية وترفيهية للزوار.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات إمارة الفجيرة الكاكاو زراعة الکاکاو
إقرأ أيضاً:
كوب إلى كوبين في اليوم “الكاكاو” .. مشروب لذيذ بفوائد صحية مذهلة!
أكدت الدكتورة يكاتيريتا كاشوخ، أخصائية أمراض الجهاز الهضمي، أن مشروب الكاكاو ليس مجرد مشروب شهي، بل يعد مصدراً غنياً بالعناصر الغذائية المفيدة للصحة.
وأوضحت أن مسحوق الكاكاو الطبيعي عالي الجودة يحتوي على مجموعة من المعادن الضرورية للجسم، مثل الحديد، الكالسيوم، المغنيسيوم، الفوسفور، والبوتاسيوم، بالإضافة إلى السيلينيوم، الزنك، حمض الفوليك، وفيتامينات E وB5 وB12، التي تساهم في تعزيز صحة القلب، وتقوية العظام، وتحسين مظهر البشرة والشعر. كما يعد الكاكاو مصدراً للدهون المتعددة غير المشبعة المفيدة للصحة.
وأشارت إلى أن الكاكاو يحتوي على مركبات البوليفينول، التي تمتلك خصائص مضادة للأكسدة، وتساعد في حماية الخلايا من الجذور الحرة، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطانات، بالإضافة إلى دورها في تقليل الالتهابات وتخفيض مستوى الكوليسترول.
لكنها حذرت من أن المعالجة الحرارية تقلل من الفوائد الصحية للكاكاو، مشيرة إلى أن إضافة السكر والمكونات الحلوة قد تجعله مشروباً عالي السعرات الحرارية، ما قد يؤثر سلباً على الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو السكري.
أما عن الكمية المناسبة لتناوله يومياً، فأوضحت أنه لا توجد توصيات قاطعة، لكن يُفضل الاكتفاء بكوب إلى كوبين في اليوم للحفاظ على التوازن الغذائي.
وكالة عمون الإخبارية
إنضم لقناة النيلين على واتساب