لبنان ٢٤:
2024-12-19@10:21:14 GMT

فرنجية...نصف خطوة إلى الوراء

تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT

فاجأ رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية جميع القوى السياسية بمن فيهم الحلفاء بعدم سحب ترشيحه من بورصة أسماء المرشحين المحتملين، وأعلن استمرار خوضه السباق الرئاسي حتى النهاية.

وبهذا الموقف المفاجئ للبعض والمستغرب من قبل البعض الآخر أعاد خلط الأوراق الرئاسية من جديد، بالتوازي مع ارتفاع أسهم قائد الجيش العماد جوزاف عون.



ويعتقد بعض المطلعين أن قرار فرنجية بعدم سحب ترشيحه أتُخذ عشية إطلالته الاعلامية، وذلك بناء على مداولات ومشاورات أُجريت معه في اللحظات الأخيرة، وبالأخص من قِبل عدد من مسؤولي "الثنائي الشيعي"، الذين تمنوا عليه عدم إعطائه "الخصوم" فرصة تسهيل مهمتهم الرئاسية، وبالأخص بعدما تأكد لهم جدية المداولات داخل صفوف " المعارضة" بترشيح أحد أقطابها.

وعليه، فإن موقف فرنجية الجديد يمكن وضعه في خانة "المناورات" السياسية بهدف إحداث بعض الارباك في صفوف "المعارضة"، وتصعيب الأمر على الجميع، وبالأخص على الذين سبقوا غيرهم في تبني ترشيح العماد عون.

وإلى أن يحين موعد جلسة ٩ كانون الثاني المقبل فإن الاتصالات القائمة على قدم وساق ستأخذ في الاعتبار موقف فرنجية، الذي قلب الموازين والتوقعات والبونتاجات، خصوصا أنه أعاد عقارب الساعة إلى ما قبل استشهاد الأمين العام السابق لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، وسقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الاسد، وهما الشخصيتان اللتان كانا يشكلان الغطاء السياسي لفرنجية في معركته الرئاسية، من دون أن ينسى المراقبون التنويه بموقف الرئيس نبيه بري، الذي لا يزال يمسك العصا الرئاسية من نصفها، في "لعبة" رئاسية يجيد ممارستها بكل حنكة وحكمة.

وفي الاعتقاد فإن عدم الاستهانة بما يمكن أن يصدر عن قوى "المعارضة" من مواقف استباقية لجهة تبني ترشيح العماد عون، الذي لا يزال يُعتبر من بين المتقدمين في بورصة الأسماء، التي تملك حظًا أكثر من غيرها بالوصول إلى خط النهاية قبل المرشحين الآخرين، مطلوب اليوم من قوى "الممانعة" أكثر من أي وقت.

فما أعلنه فرنجية قبل 22 يومًا من جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل سيعيد حتمًا خلط الأوراق الرئاسية. فهذا الموقف يأتي بعد سلسلة تطورات حصلت في لبنان وسوريا. وقد يكون فرنجية من بين أكثر الأشخاص الذين تأثروا في شكل غير مسبوق باستشهاد نصرالله وسقوط الأسد. ومن الطبيعي أن يتخذ هذا الموقف الرئاسي المخالف لبعض التوقعات، ومن الطبيعي أيضًا أن يُرسم مسار جديد للاستحقاق الرئاسي وفق ما نتج عن انحسار موجة كان يعتقد كثيرون أنها كانت تشكّل أساسًا متينًا لشبكة التحالفات القديمة، التي كانت قائمة على ثلاثية الترابط العضوي بين طهران وحارة حريك ودمشق.

ويعتقد كثيرون أن فرنجية أحسن قراءة المشهد الجيوسياسي الجديد في ضوء ما نتج عن الحرب الواسعة والشرسة، التي شنتها إسرائيل ضد مناطق بيئة "حزب الله" في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع، وكذلك الأمر بالنسبة إلى سقوط نظام البعث في سوريا بهذه الطريقة المفاجئة، والتي لم يكن يتوقعها أحد وبالأخصّ حلفاء هذا النظام، وفرنجية واحد من بين كثيرين. إلاّ أن هذا الموقف المفاجئ  يعني عدم تخّليه عن مبادئه وانتظامه في محور قد يبدو للبعض أنه يتهاوى في وقت يحاول بعض أركانه الظهور بمظهر المنتصر، وعلى رأسهم الشيخ نعيم قاسم، الذي يجهد في ضخ جرعات من الدعم المعنوي لبيئته أولًا، ولحلفائه ثانيًا.

ما يمكن قراءته في ما اتخذه فرنجية من مواقف يتلخص بالنقاط التالية:
أولًا، لقد كان واضحًا في تحديد ما ينتظر اللبنانيين من تعقيدات ستضاف حتمًا إلى سلسلة المشاكل التي كانوا يعيشونها قبل الحرب الإسرائيلية وقبل سقوط الأسد، وهي مشاكل تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم. والأخطر من كل هذا أن لا أحد من الأفرقاء اللبنانيين يملك عصا سحرية إنقاذية. وجل ما في الأمر أن الجميع ومن دون استثناء يستطيبون لحس المبرد.

ثانيًا، تعامل مع الموضوع الرئاسي بواقعية من خلال قراءة متأنية لما يمكن أن تكون عليه مجريات جلسة التاسع من كانون الثاني. واساس هذه القراءة الموضوعية قادته إلى الاستنتاج المنطقي لطبيعة ما يمكن أن ينتج عنها من تسويات يسعى إليها الرئيس بري بكل ثقله. لا شك في أن هذا الموقف نابع من قناعة بأن محور "الثنائي الشيعي"، وكأنه في عزّ قوته، وقبل استشهاد نصرالله وقبل سقوط الأسد، مستمر في مناوراته السياسية والرئاسية. اليوم. إلاّ أن هذا الأمر لا يعني أن مرشح "المعارضة" له حظوظ رئاسية أكثر من غيره. ولذلك فإن المسعي الذي بدأ به الرئيس بري حتى قبل إعلان فرنجية استمراره في السباق الرئاسي كان يهدف إلى التوافق على مرشح غير استفزازي لأي مكّون سياسي، وبالأخصّ للمكّون الشيعي، الذي هو جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع اللبناني المتعدّد الطوائف والثقافات.
ثالثًا، يمكن اعتبار هذا الموقف المتقدم نقطة تحّول في المسرى الرئاسي. فما بعد 18 من كانون الأول لن يكون كما قبله وما سبقه من "بازارات رئاسية". فلائحة المرشحين الذين تنطبق عليهم المواصفات العابرة للطوائف والمناطق والحدود بدأت تتقلص. وهذا الأمر من شأنه أن يسهّل على الممسكين بالخيط الرئاسي من المكونات اللبنانية، وكذلك "اللجنة الخماسية"، عملية "قولبة" هذه المواصفات المتفق عليها بين الجميع واسقاطها على عدد المرشحين.

وفي رأي بعض العاملين على الخط الرئاسي أن موقف فرنجية قد أتاح إمكانية التوصل إلى تقاطعات سياسية على أكثر من محور.  
  المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هذا الموقف أکثر من ما یمکن ا یمکن

إقرأ أيضاً:

هل يمكن لـ Search GPT أن يكون بديلا لجوجل؟

يعد Google خيار البحث الأول لتلبية جميع احتياجات البحث لدينا، ولكن الآن، أصبح هناك منافس جديد وهو Search GPT ليغير مفهوم الطريقة التي نبحث بها عن معلومات.. ولكن هل يمكن Search GPT حقًا أن ينافس Google؟ إليك ما هو Search GPT وكيف يقارن ببحث Google .

ما هو بحث GPT؟

وفقا لموقع “gizmochina”تعد Search GPT طريقة جديدة للبحث على الويب، حيث تقدم إجابات أكثر تخصيصًا وتفاعلية من محركات البحث التقليدية مثل Google. فبدلاً من مجرد سرد الروابط، تفهم Search GPT سؤالك وتمنحك استجابة مباشرة تشبه استجابة البشر. وبفضل التعلم العميق، تم تصميم Search GPT لفهم سياق استفسارك وتفاصيله الدقيقة، ما يجعل تجربة البحث أشبه بالدردشة مع صديق مطلع بدلاً من البحث بين صفحات النتائج.

يُعد بحث Google الأداة المفضلة التي يستخدمها معظمنا للعثور على المعلومات عبر الإنترنت فهو يشبه وجود صديق فائق الذكاء يعرف كل شيء، ما عليك سوى كتابة سؤال أو موضوع، وسيقوم Google بمسح الويب بسرعة للعثور على أفضل الإجابات، ويُظهر لك قائمة بالروابط لاستكشافها، فسواء كنت تبحث عن وصفة أو أحدث الأخبار أو مطعم محلي، فإن بحث Google يجعل من السهل العثور على ما تحتاجه ببضع نقرات فقط.

كيف يعمل بحث GPT؟

يعيد Search GPT تعريف تجربة البحث وتقديم نتائج أكثر صلة  وعلى عكس محركات البحث التقليدية، التي تعتمد على مطابقة الكلمات الرئيسية، يفهم Search GPT مفاهيم اللغات المختلفة ويفسرها، مع التركيز على الهدف وراء الكلمات فهو يقدم إجابات تعتمد على نية المستخدم، وليس فقط الكلمات الرئيسية ما يجعل عمليات البحث تبدو وكأنها محادثة بدلاً من قائمة من الروابط.

فقد يساعد   Search GPT على تقديم بيانات مكثفة، ويقدم إجابات دقيقة حول العديد من المواضيع المختلفة ما يخلق تجربة بحث أكثر سهولة في الاستخدام.

على الجانب الآخر، يعمل Search GPT على تحسين الطريقة التي نتفاعل بها مع المعلومات، ما يوفر نتائج بحث أكثر ذكاءً وتخصيصًا.

اقرأ أيضًا: كيفية تصنيف موقع الويب الخاص بك على ChatGPT؟

دردشة GPT مقابل جوجل


يعمل Search GPT على التركيز على إنشاء نصوص ومحادثات شبيهة بالنصوص البشرية ويتعامل مع مهام مثل التعرف على الصور والتعرف على الصوت وترجمة اللغة.

مقالات مشابهة

  • بعد التراجع 25 عاما إلى الوراء في مستوى تحصيل تلامذتنا في العلوم، هل تحدث الصدمة التربوية؟
  • كيف يمكن زيادة الطول عند الأطفال ؟
  • حول ترشُحه لرئاسة الجمهورية... ماذا أعلن فرنجية؟
  • إعلام إسرائيلي عن مسئولين: يمكن التوصل لصفقة تبادل مع حماس خلال أيام
  • غموض موقف حزب الله يثير ظلالاً من الشك بانتظار قرار فرنجية
  • هل يمكن لـ Search GPT أن يكون بديلا لجوجل؟
  • تباين حول البديل.. هل أصبح فرنجية رسميًا خارج السباق الرئاسي؟!
  • أين موقع الخرطوم؟ تعرّف على أسوأ 10 مدن حول العالم يمكن للمغتربين العيش فيها
  • هل يُعيد وزير التربية والتعليم عقارب الساعة إلى الوراء؟