متى عليك أن تقلق بشأن نمو العفن في منزلك ؟!
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
إنّ نمو العفن في منزلك مزعجٌ؛ فالبقع السوداء والمغبرة على الجدران هي علامات على وجود شيء خاطئ؛ ولكن من المهم التمييز بين نمو العفن المزعج، ونمو العفن الذي قد يكون ضارًا.
وهناك أكثر من مليون نوع من الأعفان؛ بعضها يستخدم لإنتاج أدوية مهمة، وبعضها الآخر يمكن أنّ يسبب عدوى تهدد الحياة عندما ينمو في الأجسام الحية.
وتشكل الفطريات المجهرية التي تنمو في المنازل مشكلة؛ لأنّها قد تؤدي إلى الإصابة بالربو وغيره من أنواع الحساسية. ولكن في عملي كعالم أحياء متخصص في الفطريات؛ لم أصادف -بعد- أدلة علمية قوية تدعم الادعاءات القائلة بأنّ العفن داخل المنازل مسؤول عن أمراض خطيرة أخرى.
ما هي الأعفان؟
هي عبارة عن فطريات مجهرية تنمو على كل شيء. وقد يبدو هذا مبالغة؛ ولكن إذا اخترت أية مادة؛ فسوف تجد العفن هناك، من أوراق نباتاتك المنزلية إلى الحبوب في مخزنك وكل ذرة تربة على الأرض. وتشكل الأعفان بقعًا على سطوح المباني الخارجية، وتنمو في شقوق المسارات والطرق الخرسانية، بل وتعيش بسلام على أجسادنا.
تعد الأعفان من العناصر المهمة في الحياة على الأرض. فهي من الكائنات المرسكلة العظيمة؛ لمدها كوكب الأرض بالعناصر الغذائية الطازجة بعد تعفن المواد العضوية.
وتنتج الفطريات -بما في ذلك العفن- جزيئات مجهرية تشبه البذور تسمى الأبواغ تنتشر في الهواء. وتنبت أبواغ العفن بسويقات. وهناك الكثير من هذه الأبواغ نستنشقها مع كل نفس. ويمكن أنْ يصل عددها إلى آلاف في النقطة الموجودة في نهاية هذه الجملة!
وعندما تهبط هذه الأبواغ على الأسطح؛ فإنها تنمو لتتشكل خيوطًا طويلةً، وتتفرع لتكوين مستعمرات عنكبوتية تتوسع في بقع دائرية. وبعد أن تنمو مستعمرات العفن لبضعة أيام؛ تبدأ في إنتاج جيل جديد من الأبواغ.
أين ينمو العفن داخل المباني؟
يمكن أن ينمو العفن في أي مبنى. حتى في أنظفها؛ فستجد آثار نمو العفن أسفل أحواض الحمام والمطبخ. ومن المرجح -أيضًا- أن ينمو على ستائر الدش، وكذلك في مصارف الأحواض وغسالات الصحون والملابس.
وتنمو الأعفان حيثما تتجمع المياه. ولكنها تصبح مشكلة في المباني -فقط- عندما يكون هناك تسرب مستمر في أنابيب المياه، أو في المنازل المغمورة بالمياه.
وهناك العديد من أنواع العفن الداخلي، التي يمكن للخبير التعرف عليها من خلال النظر إلى أبواغها باستخدام المجهر.
وتشمل أنواع العفن التي تنمو في المنازل نوعين من العفن هما البنسليوم Penicilliumوالأسبرجيليوس Aspergillus ومن الصعب التمييز بينهما. ويضاف إلى هذين النوعين نوعان من العفن هما الكلادوسبوريوم Cladosporium والتشاتوميومChaetomium اللذان يحبان النمو على السجاد المبلل.
أما فطر ستاتشيبورترايس Stachybotrys فمن الفطريات الشائعة في المنازل. ولقد وجدته تحت أواني النباتات في غرفة المعيشة الخاصة بي.
متى يصبح نمو العفن مشكلة؟
يتحول نمو العفن إلى مشكلة؛ عندما يتبلل سطح ما كاملًا، وتتطور مستعمرات العفن فيه إلى بقع كبيرة بنية أو سوداء. فإذا كانت المنطقة المتعفنة أصغر من صندوق بيتزا؛ فربما يمكنك تنظيفها بنفسك. لكن لو نما العفن أكثر؛ فيتطلب ذلك -غالبًا- إزالة السطح واستبداله. وفي كل الأحوال يعد حل تسرب المياه من الأنابيب أو حماية المنزل من الفيضانات أمرًا ضروريًا لمنع عودة العفن.
ويمكننا -في حالات نمو العفن الشديد- استئجار متخصص في قياس جودة الهواء الداخلي لقياس تركيز العفن المنتشر في هواء المنزل. وتعد التركيزات المنخفضة من العفن أمرًا طبيعيًا ولا تشكل أي خطر؛ ولكن التركيزات العالية منه يمكن أن تسبب الحساسية.
فيأخذ -أثناء اختبار الهواء- عينات من الهواء من داخل وخارج المنزل في نفس اليوم. فإذا كان مستوى الجراثيم المقاس في الهواء الداخلي أعلى بكثير من المستوى المقاس في الهواء الخارجي، فمن المرجح أن ينمو العفن في مكان ما داخل المنزل.
ومن المؤشرات الأخرى لنمو العفن -داخل المنزل- وجود أنواع مختلفة من العفن في الهواء الخارجي والداخلي. وسوف تحدد عينات الهواء المأخوذة بدقة هذين النوعين.
لماذا تشكل الأعفان الداخلية مشكلة؟
تتسبب الأعفان الداخلية (أي داخل المباني) ثلاث مشاكل. أولًا، تخلق مساحة معيشة غير جذابة من خلال تغيير لون الأسطح، وإخراج روائح كريهة ومتعفنة. ثانياً، يمكن أنْ تسبب أبواغها (التي تسبح في الهواء) الربو والتهاب الأنف التحسسي أو حمى الكلأ(التهاب الأنف التحسسي).
وثالثًا، تنتج بعض أنواع العفن مواد كيميائية سامة تسمى الميكوتوكسينات mycotoxins. ولكن لا يوجد دليل علمي يربط بين الميكوتوكسينات التي ينتجها العفن الداخلي والأمراض التي يمكن تصيب أصحاب المنازل. ومع ذلك فيمكن للميكوتوكسينات أن تسبب مشاكل في الحالات الأشد من تلف العفن عادة في المنازل المغمورة بالمياه. وبصرف النظر عن مشاكل الميكوتوكسينات؛ فيجب علينا علاج تلك الحالات من نمو العفن لمنع الحساسية.
يُطلق على العفن المسمى Stachybotrys اسم العفن الأسود السام منذ أن ارتبط نموه بنزيف الرئة لدى أطفال في كليفلاند في تسعينيات القرن العشرين. وينمو هذا الفطر على الحوائط الجافة عندما تتشبع بالماء، وينتج مجموعة من السموم الفطرية Mycotoxins.
إنّ أبواغ العفن الأسود لزجة؛ فلا تنتشر في الهواء بسهولة. وهذا يقلل عدد الأبواغ التي قد يستنشقها شخص ما؛ وهذا يعني أنّ جرعة السموم التي قد نستنشقها من العفن الداخلي ضئيلة للغاية. ولكن رئات الأطفال والرضع النامية معرضة بشكل خاص للمرض. ولهذا السبب فمن المهم الحد من نمو العفن في المنازل، ومعالجة مصادر الرطوبة التي تحفز هذا النمو.
وختامًا فإنّ معرفة متى يتطلب العفن الداخلي التدخل هي مهارة مفيدة لكل صاحب منزل؛ ويمكن أنْ تجنبه توترًا غير ضروري.
نيكولاس موني أستاذ علم الأحياء، جامعة ميامي
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی المنازل فی الهواء من العفن یمکن أن العفن ا
إقرأ أيضاً:
هل الذكاء الاصطناعي يتجسس عليك؟.. خبير يكشف مخاطر جمع بياناتك دون إذنك
مع التقدم الكبير في تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ أصبحت عملية جمع وتحليل البيانات من المستخدمين جزء لا يتجزأ من العديد من المجالات التكنولوجية والتجارية، مما يمكن الذكاء الاصطناعي من ابتكار حلول متقدمة جراء تحليل مجموعة ضخمة من البيانات، واكتشاف الأنماط السلوكية التي قد يصعب على البشر ملاحظتها.
ولكن، في الوقت نفسه، تثير هذه التقنيات، العديد من التساؤلات حول الخصوصية والأمن السيبراني.
تطبيقات تجسس على هاتفك .. خبير يوضح كيفية كشفها وحماية بياناتككيف يتم جمع البيانات دون علم المستخدمين؟قال الدكتور محمد محسن رمضان، مستشار الأمن السيبراني ورئيس وحدة دراسات الذكاء الاصطناعي بمركز العرب للأبحاث والدراسات، في تصريحاته لموقع "صدى البلد": إن الشركات المطورة لتقنيات الذكاء الاصطناعي تقوم بجمع البيانات من مصادر مختلفة مثل منصات التواصل الاجتماعي، التطبيقات، المواقع الإلكترونية، وحتى الأجهزة الذكية.
وأضاف أن هذه الممارسة تتم عبر أساليب غير مباشرة مثل تتبع سلوك المستخدم، وتحليل تفاعلاته مع الأنظمة المختلفة، ومن أبرز الأدوات المستخدمة في هذا السياق هي تقنيات "التعلم الآلي" و"التعلم العميق"، التي تقوم بتجميع وتحليل كميات ضخمة من البيانات بكفاءة عالية في وقت قياسي، باستخدام خوارزميات متطورة لاستخراج الأنماط والاتجاهات المستقبلية، ومع ذلك، غالبا ما يظل المستخدمون غير مدركين لكيفية جمع بياناتهم أو ما إذا كانت قد تم جمعها بالفعل.
الدكتور محمد محسن رمضانالذكاء الاصطناعي وتحليل الأنماط والتنبؤاتأوضح خبير الأمن السيبراني، أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أيضا استخدام هذه البيانات؛ لاستخراج الأنماط السلوكية والتنبؤ بما قد يفعله المستخدمون في المستقبل.
على سبيل المثال، إذا كان هناك نمط معين في سلوك الشراء أو تفاعل مع المحتوى، يمكن للذكاء الاصطناعي تحديدهذا النمط وتوقع السلوك المستقبلي للمستخدمين. وتعتبر هذه التحليلات أداة قوية تمنح الشركات ميزة تنافسية، حيث يمكن تخصيص العروض والإعلانات بشكل يتماشى مع تفضيلات المستخدمين.
المخاطر المتعلقة بجمع البياناتأشار الخبير التقني، إلى أنه على الرغم من فوائد الذكاء الاصطناعي؛ إلا أن جمع البيانات بطرق غير مشروعة أو دون إذن قد يؤدي إلى انتهاك خطير لخصوصية مستخدمي تلك التقنيات، كما أن تسريب هذه البيانات أو استغلالها قد تؤدي إلى كشف معلومات حساسة، ما يعرض الأفراد والشركات لخطر جسيم.
وتابع بالقول إن من بين الأمثلة على ذلك، هجمات "التصيد الاحتيالي" أو تسريب البيانات الشخصية الذي قد يؤدي إلى عمليات احتيال أو سرقة هوية، وعلاوة على ذلك، عندما يتم جمع البيانات وتحليلها دون علم المستخدم، قد يتم استغلال هذه البيانات لأغراض تجارية دون موافقة الأفراد، مما يعزز القلق حول حقوق الخصوصية على الإنترنت.
جمع البياناتطرق حماية البيانات والحفاظ على الخصوصيةلحماية البيانات وضمان الخصوصية، يتعين على الشركات تبني سياسات أمنية صارمة تشمل:
1. التشفير: يجب تشفير جميع البيانات الحساسة أثناء جمعها وتخزينها، لضمان حمايتها من أي تسريب أو اختراق.
2. الشفافية والإفصاح: يجب على الشركات أن تكون واضحة بشأن كيفية جمع واستخدام البيانات من خلال سياسات خصوصية شفافة، مع إبلاغ المستخدمين بما يتم جمعه وكيفية استخدامه.
3. التخزين المحلي: يفضل تخزين البيانات على الخوادم المحلية أو الداخلية، بدلا من الاعتماد الكامل على الحوسبة السحابية، لتقليل مخاطر التسريب.
4. الحد من الوصول إلى البيانات: يجب أن يكون الوصول إلى البيانات مقتصرا على الأفراد المعنيين فقط، مع تطبيق ضوابط صارمة على من يمكنه الاطلاع على المعلومات الشخصية.
5. تحديثات الأمان المستمرة: من الضروري إجراء التحديثات الأمنية بشكل دوري لضمان حماية النظام من التهديدات المتزايدة.