حالة من الجدل انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي أثارت القلق، حيث ترددت أقاويل تدّعي وجود صلة بين حالات وفاة لأطفال وتناولهم حقنا تحتوي على مادة "سيفترياكسون" تعالج نزلات البرد.

ومع انتشار حالات الإصابة بنزلات البرد في الفترة الأخيرة حاولنا التعرف على أسبابها والتحقق من طريقة العلاج الصحيحة.

في البداية أكد الدكتور ثروت حجاج، عضو النقابة العامة للصيادلة، صعوبة التلاعب في حقن "السيفترياكسون" قائلا: إن الغش في الحقن أمر صعب، لكنه حذر من خطر الحساسية المميتة التي قد تسببها هذه الحقن.

ناصحا المواطنين بشراء أدويتهم من الصيدليات المرخصة والذهاب إلى المستشفى لأخذ الحقن تحت إشراف طبي.

أضاف أن حقن " السيفترياكسون " رغم شعبيتها، تشكل خطرًا على الصحة العامة بسبب احتمالية حدوث حساسية شديدة. داعيا إلى ضرورة إجراء فحوصات صارمة على هذه الحقن مؤكدًا أهمية دور هيئة الدواء المصرية في حماية صحة المواطنين. مطالبا هيئة الدواء المصرية بإجراء دراسة شاملة للمادة الفعالة في حقن السيفترياكسون لتحديد مدى انتشار الآثار الجانبية لها عالميًا.

ودعا حجاج إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف تداول هذه الحقن في حالة ثبوت خطورتها على الصحة العامة. مؤكدا أن اختبار الحساسية يُعتبر غير دقيق وغير موثوق به على مستوى العالم مشيرًا إلى أن دولا مثل السعودية قد حذرت من استخدامه، ولذلك يجب التوقف عن الاعتماد عليه في تشخيص الحساسية الدوائية.

وأوضح حجاج أن الموروثات الخاطئة حول فاعلية الحقن بالإضافة إلى الدوافع التجارية لبعض الأطباء لكسب سمعة، كل ذلك أسهم في الإفراط في وصف حقن المضاد الحيوي، حتى في حالات البرد العادية للامتثال للشفاء السريع، وهذا يؤدي إلى حدوث مقاومة المضادات الحيوية في الجسم. مشيرا إلى أن نزلات البرد عبارة عن عدوى فيروسية لا يوجد لها علاج جذري، وأن الأدوية المتاحة تستهدف فقط تخفيف الأعراض المؤقتة مثل السعال والعطس. مشددا على أن الجهاز المناعي هو المسؤول عن القضاء على الفيروس.

وحذر حجاج من خطورة ما يسمى "تركيبة البرد" والتي يصفها بعض الأطباء، فهذه التركيبة تحتوي على مزيج من الأدوية قد يكون ضارًا بالصحة ولا يبرره أي دليل طبي. لافتا إلى أن الحالات المنتشرة حاليًا هي نوع من فيروس كورونا يشبه الأنفلونزا في أعراضه وطرق علاجه، وأن ذروة انتشاره تكون عادةً في شهريْ نوفمبر وديسمبر. مشيرا إلى تصريحات الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة التي تؤكد أن هذا النوع ليس شديد الانتشار أو الخطورة.

ونصح حجاج الأطباء ببدء العلاج بالأقراص أو السوائل عن طريق الفم. مؤكداً أنها أكثر أمانًا من الحقن، حيث تقل احتمالية حدوث حساسية شديدة منها، كما أن هذه الطريقة تتيح للمريض التعافي بشكل أسرع. مناشدا المنظومة بالكامل، بدءًا من الأطباء وحتى الصيادلة، بالتقليل من وصف وإعطاء الحقن، فالأطباء مدعوون لوصف الأدوية الفموية أولاً، والمرضى عليهم عدم الإصرار على الحقن، والصيادلة مطالبون بعدم تقديم خدمة الحقن في الصيدليات، وباتباع هذه الخطوات، يمكننا تقليل استخدام الحقن بنسبة تصل إلى50%.

من جانبه حذر الدكتور حاتم البدوي، أمين عام شعبة الصيدليات باتحاد الغرف التجارية، من خطورة حقنة البرد الثلاثية المعروفة بـ"حقنة هتلر". مشيرا إلى أن هذه الحقنة تحتوي على مزيج من مسكن، ومضاد حيوي، وكورتيزون، مما يجعلها تشكل تهديدًا كبيرًا على صحة الإنسان، على الرغم من أنها قد توفر تخفيفًا مؤقتًا للأعراض، إلا أنها تضعف الجهاز المناعي وتسبب مضاعفات صحية خطيرة، مؤكداً أن الصيدليات توقفت عن صرفها منذ فترة طويلة.

كما حذر البدوي أيضا من استخدام حقنة "السيفترياكسون" بشكل عشوائي مشيراً إلى أن هذه الحقنة، وهي نوع من المضادات الحيوية، تسببت في حساسية شديدة لدى العديد من الأشخاص، خاصة الأطفال، وقد تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات، و نتيجة لذلك، التزمت معظم الصيدليات بالقانون وتوقفت عن تقديم حقن للمرضى لتجنب أي مسؤولية قانونية في حالة حدوث مضاعفات.

وشدد "البدوي" على ضرورة إعطاء حقن السيفترياكسون تحت إشراف طبي مباشر وفي المستشفيات. موضحا أن اختبار الحساسية لا يضمن نتائج دقيقة بنسبة 100% مؤكدا أن نزلات البرد لا تحتاج إلى مضادات حيوية مشيرا إلى أن هذه العدوى فيروسية ولا تستجيب للمضادات الحيوية، ولذلك ينصح بالراحة وشرب الكثير من السوائل وتناول الباراسيتامول لتخفيف الأعراض.

وأوضح " البدوي" أن المضادات الحيوية تستخدم فقط لعلاج المضاعفات البكتيرية التي قد تنتج عن نزلات البرد، مثل الالتهاب الشعبي. لافتا إلى أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية يؤدي إلى مقاومة البكتيريا لها، مما يقلل من فعالية هذه الأدوية في المستقبل.

وناشد الدكتور البدوي المواطنين عدم تناول المضادات الحيوية إلا بوصفة طبية.

وفي سياق متصل نفى الدكتور محمد كمال، أخصائي قلب وحالات حرجة، ومدير عيادة التأمين الشاملة بمستشفى إمبابة العام صحة الشائعات المتداولة حول وفاة أطفال نتيجة حقنهم بمادة "سيفترياكسون" مؤكدا أنه لا يوجد دليل علمي يربط بين هذا الدواء وحالات الوفاة، مضيفاً أن إجراءات السلامة المتبعة في المستشفيات تشمل إجراء اختبار الحساسية قبل إعطاء هذا النوع من الحقن.

وحذر الدكتور كمال من خطورة الاعتماد على حقن البرد لتخفيف أعراضه. مشيرا إلى أن هذه الحقن، التي تحتوي على مزيج من الكورتيزون والمسكنات، قد تسبب أضرارًا صحية جسيمة تفوق فوائدها المؤقتة.

اقرأ أيضاًهيئة الدواء تحذر: المضاد الحيوي لا يستخدم كخافض للحرارة

وزير الصحة: تناول المضاد الحيوي للفيروس الخلوي خطأ

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الكورتيزون اختبار الحساسية حقن المضاد الحيوي المضادات الحیویة المضاد الحیوی مشیرا إلى أن نزلات البرد إلى أن هذه هذه الحقن تحتوی على ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

قرار رسمي بسحب 4 أدوية من الصيدليات.. بينها قطرة شهيرة للعين (مستند)

أصدرت هيئة الدواء خطابا توعويا للتحذير من وجود عبوات من الصنف Enbrel 50 MG، موضحة أنّها عبوات مجهولة المصدر، طبقا لإفادة الشركة صاحبة المستحضر، مع العلم بأنّه لم يتم رصد هذا الصنف من قبل مفتشي هيئة الدواء حتى تاريخه.

سحب دواء لعلاج التهاب المفاصل

وتابعت هيئة الدواء، أنّ هناك متابعة مستمرة للصنف وتوعية للمواطنين، وحال الشك في المتسحضر الصيدلي يجب الرجوع إلى هيئة الدواء، سواء بالاتصال بالخط الساخن 15301 أو موقع الهيئة.

وأضافت هيئة الدواء أنّ المستحضر الحيوي يستخدم لتقليل العلامات والأعراض لمنع تفاقم تلف المفاصل وعلاج التهاب المفاصل الصدفي.

سحب علاج لارتفاع ضغط العين

وأصدرت هيئة الدواء منشورا رسميا آخر حذّرت فيه من وجود عبوات مجهولة المصدر من دواء AZARGA EYE DROPS 5ML، موضحة أنّ هناك احتمالية وجود عبوات مجهولة في سوق الدواء مجهولة المصدر وفقا لإفادة الشركة صاحبة المستحضر، علما بأنّه لم يتم رصد المستحضر من قبل مفتشي الهيئة.

يذكر أنّ الدواء يستخدم لتقليل ارتفاع ضغط العين، مشددا على ضرورة عدم شراء أي مستحضر حيوي إلا من خلال الأماكن المرخصة.

سحب كريم شهير لعلاج الحروق

وأصدرت هيئة الدواء منشورى آخر بسحب المستحضر الحيوي MEBO SEA VITAMIN C، بوقف وتداول وضبط وتحريز المستحضر المقلد، لافتة إلى أنّ التنبيه خاص بالتشغيلات الواردة مع المنشور فقط ولا ينطبق على تداول المستحضر بشكل عام، علما بأنّ المستحضر يستخدم لعلاج الحروق والجروح.

علاج لنقص الكالسيوم

وأصدرت هيئة الدواء منشورا بسحب دواء D.DEP 10000 وفق إفادة الشركة، حيث جرى اتخاذ قرار بوقف وتداول وتحريز المتسحضر، وحال الشك يجب الرجوع إلى الهيئة أو الاتصال بالخط الساخن، لافتة إلى أنّ المستحضر يستخدم لعلاج نقص الكالسيوم والكساح.

مقالات مشابهة

  • تحذيرات من كارثة صحية تهدد أطفال غزة بسبب الصقيع ونقص المستشفيات
  • سارة الطوخي لبودكاست«يبان عادي»: رحلة البحث عن علم التجميل جعلتني أترك طب الأسنان
  • سارة الطوخي لـ بودكاست «يبان عادي»: الطموح والسعي سر النجاح في الطب والتجميل
  • كيف نحافظ على صحة الأمعاء أثناء تناول المضادات الحيوية؟
  • سحب الأدوية منتهية الصلاحية من الصيدليات.. 10 مواد تثير جدلا واسعا
  • وقف تداول تشغيلة مقلدة أشهر فيتامين د لعلاج هشاشة العظام في الصيدليات
  • قرار رسمي بسحب 4 أدوية من الصيدليات.. بينها قطرة شهيرة للعين (مستند)
  • «إيدج» تكشف عن سلسلة من أنظمة الرادار
  • حالة وفاة عاشرة بمرض ضمور العضلات خلال أشهر
  • أول تعليق لطبيب مستشفى جامعة المنوفية على تصدره الترند