عقود بالتراضي وباستقصاء الأسعار لرفع الانقاض
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
كتب فؤاد بزي في"الاخبار": حتى اللحظة، لا تزال أنقاض المباني المدمرة كلّياً أو جزئياً في الضاحية الجنوبية على الأرض بانتظار رفعها.
حضّرت هيئة الشراء العام دفاتر شروط للتلزيم وفقاً لصيغتين؛ عقود الاتفاقات بالتراضي، إلى جانب مناقصات أو طلب عروض الأسعار. وستترك الهيئة للجهة الحكومية الملزِّمة حرية الاختيار في طريقة التعاقد مع المتعهّد.
ويشرح العليّة السبب الكامن خلف اختيار صيغة الاتفاقات الرضائية في التلزيم، فيعيد التذكير بالفقرة الثانية من المادة 46 من قانون هيئة الشراء العام. والتي تتيح في حالات الطوارئ والإغاثة من جرّاء وقوع حدث كارثي، استخدام الجهة الشارية الاتفاق الرضائي من دون التقيّد بالمهل، ما سيسمح بتسريع عمليات التلزيم. ويذكّر العليّة أنّ "الردم في بعض المناطق يعيق عملية رفع جثامين الشهداء، بالتالي لا تحتمل العملية أيّ تأجيل".
ووفقاً لدفتر الشروط المعدّ من قبل هيئة الشراء العام، تتنوع الأشغال المطلوب تنفيذها من المتعهدين من أعمال تكسير الباطون، إلى الهدم، والفرز والنقل إلى المكبات المحدّدة وفقاً لمتطلبات وزارة البيئة، وصولاً إلى إجراء أعمال تدعيم مؤقت حيث يلزم. وتفرض الهيئة الدفع للمتعهدين بالليرة اللبنانية عند التسليم، وتضع سقفاً زمنياً سقفه شهر واحد للتسليم، يبدأ احتساب المدّة من تاريخ إعطاء المتعهد أمر مباشرة العمل. وفي حال زادت مدّة تأخير التسليم عن 10 أيام، تطبّق أحكام المادة 33 من قانون هيئة الشراء العام. بمعنى آخر، يعتبر المتعهد ناكلاً، ويفسخ العقد حكماً من دون الحاجة إلى أيّ إنذار. ثمّ يُعاد تلزيم رفع الردم لمتعهد آخر، بحسب الفقرة الرابعة من المادة نفسها.
وفي سياق متصل، رسمت الشروط الواردة في العقد الرضائي شكل الشركات المسموح لها بالمشاركة، إذ استبعدت الشركات الصغيرة بشكل شبه تام وفق ما جاء في المادة 22 من العقد: على الشركة امتلاك 24 آلية ثقيلة على الأقل كي يسمح لها بالمشاركة في العقود الرضائية أو المناقصات. فعلى سبيل المثال، على المتعهد امتلاك 10 شاحنات لنقل الردم أقلّه، سعة الواحدة 20 متراً مكعباً، وصهريج مياه سعة 10 آلاف ليتر، فضلاً عن الحفارات المجهّزة بالجنازير المعروفة بـ"البوكلين"، على أن تكون مجهزة برفوش وأدوات تكسير «جاك هامر»، وطابات من حديد للهدم. ومن أجل تنظيم العمليات، اشترطت هيئة الشراء العام على المتعهدين في المادة 21 من العقد الرضائي، الالتزام بتقديم خطة تفصيلية للجهة الحكومية الملزِّمة. ويذكر في الخطة كل الأعمال التي سيلتزمون القيام بها، سواء رفع الردم، أو التهديم، أو الترميم.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: هیئة الشراء العام
إقرأ أيضاً:
براتب ألف دولار.. ما وراء إعلانات وظائف للمصريين في أوروبا؟
"مطلوب للسفر إلى أوكرانيا ورومانيا والبوسنة: شباب مصريون على دراية بأعمال الزراعة، للعمل في مزارع الكرز والفاكهة.. عقد لمدة عامين قابل للتجديد.. والراتب 1000 دولار شهريا".. صيغة إعلان جذابة تنتشر مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وتستهدف اجتذاب قطاع كبير من راغبي السفر.
يوضح "عبدالفتاح محمد"، أحد الشباب الراغبين في السفر، أنه تواصل مع أحد أصحاب هذه الإعلانات، ليخبره بأن عقد العمل للسفر إلى أوروبا، سعره يبلغ نحو 140 ألف جنيه (2750 دولارًا أميركيًا)، بينما تكاليف الكشوف الطبية تكون على طالب السفر.
وأضاف في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، أن العرض يعد مغريا بالنسبة لكثير من الشباب، فالمبلغ المطلوب لا يمثل سوى 3 أشهر فقط من الراتب الذي سيحصل عليه أي شخص يسافر إلى أوكرانيا ورومانيا والبوسنة، للعمل في المزارع.
ولكن، وفق الشباب الثلاثيني، ما أثار ارتيابه في هذا الإعلان هو إصرار المكتب المعلن عن فرصة السفر، على الحصول على المبلغ كاملًا في توقيت كتابة العقد، مع عدم السماح بمنحه صورة منه للتأكد من وجود فرصة العمل من سفارة الدولة التي تتوفر بها فرصة العمل في القاهرة.
وتابع: "حتى الآن لم أتأكد مما إذا كانت هذه الفرصة حقيقية أم أن أصحاب المكتب مجرد نصابين؟، ولكنني ما زلت أبحث عن فرصة للسفر إلى أوروبا، التي تعد حلمًا لكثير من الشباب الباحثين عن تبديل أوضاعهم وتحقيق الثراء وتكوين أسرة في بيئة جديدة".
أما عمر الدسوقي، وهو شاب عشريني من محافظة القاهرة، فيروي لـ"سكاي نيوز عربية" تعرضه لواقعة نصب من خلال إعلان مماثل، زعم مروجوه أن العقد يشمل السفر إلى كل من أوكرانيا وجورجيا، والعمل في المزارع هناك، واشترط الحصول على نصف المبلغ مقدمًا.
وأوضح أنهم: "طلبوا مني 3 آلاف دولار مقابل العقد، على أن أدفع النصف مقدمًا، والنصف الأخر عند توثيق العقد في السفارة الجورجية، وبعد توقيع الكشوف الطبية المطلوبة، ولكني لم أكن أملك سوى 50 ألفًا، فأخذوها وأغلقت هواتفهم واختفوا من شبكة الإنترنت، لأكتشف لاحقًا أنني تعرضت لواقعة نصب".
من جانبه، يقول محمود رضا، من غرفة شركات ووكالات السياحة والسفر، إن بعض الإعلانات من هذا النوع تكون جادة تمامًا، إذ تحصل بعض الشركات على فرص كهذه ويتم بيعها إلى الشباب الراغبين في السفر، بينما تكون بعض الإعلانات مضللة وهدفها النصب.
وأضاف، في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، أن انتشار عمليات النصب باسم السفر وعقود العمل عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإكس، تعد سببًا رئيسًا في إثارة مخاوف الناس من الشركات المعتمدة، التي تعمل وفق القانون، ومن خلال بوابات السفر الشرعية.
وأردف: "يمكن لأي شخص يواجه موقفًا مماثلًا أن يتجه إلى سفارة الدولة التي يشملها الإعلان، والاستفسار عما إذا كانت هناك وظائف، أو اللجوء إلى غرفة شركات ووكالات السياحة والسفر للسؤال عن الشركة أو المكتب مقدم خدمة السفر، أو الشخص الذي يعلن عن فرصة العمل.
وأشار إلى الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية المصرية مؤخرًا، لضبط شركات السياحة الوهمية، وكذلك مكاتب السفر ووكالات العمل في الخارج، التي تعمل خارج إطار القانون، إذ جرى منذ مطلع العام الجاري 2025 ضبط ما لا يقل عن 20 شركة ومكتب، تقدم فرصًا وهمية لعملائها.
وطالب المهندس محمود رضا الشباب الباحثين عن عمل في الخارج بالتوجه إلى الشركات والمكاتب المعتمدة من جانب الوزارات الحكومية، أو إلى وزارة العمل مباشرة، إذ توفر الأخيرة كثير من فرص العمل بالخارج، وذلك تجنبًا للسقوط فريسة للنصابين الباحثين عن ضحايا لسلب أموالهم.