حينما كان الماموث طبقا شهيا ومشبعا لشعوب قارة أميركا الشمالية
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
كشفت دراسة حديثة عن أدلة حول النظام الغذائي الذي كان يتّبعه شعوب الكلوفيس الذين استوطنوا أميركا الشمالية خلال العصر الجليدي الأخير، ويبرز الماموث كطبق أساسي شهي بجانب أصناف أخرى من الحيوانات العملاقة.
وقد استعان الباحثون في دراستهم بتحليل الأدلة الكيميائية في بقايا طفل يبلغ من العمر 18 شهرا اكتُشف في جنوب ولاية مونتانا بأميركا، ليتمكنوا من فك شفرة النظام الغذائي لأمه.
وتظهر النتائج المنشورة في دورية "ساينس أدفانسز" أن حوالي 96% من النظام الغذائي للأم كان يعتمد على الحيوانات الضخمة وهي ما تُعرف اصطلاحا "بالميغافونا"، ويشكل الماموث حوالي 40% من هذا النظام. وكانت ثمة فرائس أخرى من الميغافونا تشمل الأيل والبيسون (الثور الأميركي) والجمال والخيول، في حين كانت مساهمة الثدييات الصغيرة والنباتات ضئيلة.
وكان الماموث الكولومبي، الذي يصل ارتفاعه إلى 4 أمتار ويزن نحو 11 طنا، يعد هدفا رئيسا لصيادي شعوب تلك المنطقة النائية. وبسبب صعوبة حجمه الضخم وجلده القاسي، طوّر الصيادون بعض أدوات الصيد مثل رؤوس الرماح الحجرية الكبيرة والسكاكين القوية الحادة.
وتقترح الدراسة أن من المحتمل أن يكون التركيز الغذائي على الماموث قد أسهم في انقراض هذه الكائنات العملاقة في نهاية العصر الجليدي قبل نحو 11 ألفا و700 سنة، وفي تلك الفترة أيضا بدأ المناخ الدافئ في تقليص الموائل الخاصة بالماموث وغيرها من الحيوانات العاشبة الكبيرة، مما أدى إلى تقليص فرص نجاتها أيضا.
إعلانواعتمدت الدراسة على تحليل النظائر المستقرة لفك شفرة النظام الغذائي للأم من خلال فحص نظائر الكربون والنيتروجين في عظام الطفل، وتمكن الباحثون من تحديد التوقيعات الكيميائية لطعامها على نحو دقيق.
وتوفر هذه النظائر، التي تختلف حسب نوع الطعام المستهلك، لمحة مفصلة عن نظامها الغذائي الذي كان مشابها لذلك الذي تتبعه الحيوانات المفترسة المنقرضة مثل القطط ذات الأنياب السيفية (الهوموثريوم).
ويرجع اكتشاف بقايا الطفل، المعروف باسم "أنزيك بوي"، إلى عام 1968 في مأوى صخري انهار في ولاية مونتانا، وكان نظامه الغذائي مزيجا من حليب الأم والطعام الصلب. وأشار عالم الآثار بن بوتر إلى أن هذه النتائج "تساعدنا في فهم الأنظمة الغذائية لشعوب الكلوفيس، وأيضا التأثيرات البيئية المباشرة الناتجة عن الصيد البشري خلال هذه الفترة الحاسمة في تاريخ الأرض".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات النظام الغذائی
إقرأ أيضاً:
“البيئة” تعلن نجاح توطين زراعة نبات الشيا للإسهام في تعزيز الأمن الغذائي ودعم الاستدامة البيئية بالمملكة
سلطان المواش – الجزيرة
أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة نجاح توطين زراعة نبات الشيا في عدد من المناطق ذات المِيَز النسبية بالمملكة، وخاصة في منطقة مكة المكرمة المملكة، مؤكدةً جهودها المستمرة في تطوير القطاع الزراعي من خلال توطين محاصيل جديدة، والتي تتماشى مع الظروف المناخية المحلية؛ لتسهم في تعزيز الأمن الغذائي، والحفاظ على الاستدامة البيئية بالمملكة.
وأوضحت أن نبتة الشيا تنتمي إلى عائلة النعناع، وموطنه الأصلي أمريكا الوسطى، وتتميز بكونها نبتة مستديمة الخضرة ذات حواف مسننة، وأزهار صغيرة تتنوع باللون الأرجواني ويتوسطها اللون الأبيض، كما تتمتع بمعدل تلقيح عالٍ ويصل ارتفاعها مترًا واحدًا، فيما تبلغ إنتاجية الهكتار من “800-1200” كجم من بذور الشيا، وهو أحد النباتات غير التقليدية حيث إنه نبات سريع النمو يمكث بالتربة نحو 130 يومًا واستهلاكه من الماء قليل.
اقرأ أيضاًالمجتمعالشيخ السديس يدشن “روبوت منارة” لإجابة السائلين في المسجد الحرام
كما شجّعت الوزارة على توطين زراعة نبات الشيا في المناطق ذات الميّز النسبية من خلال برامج واعدة تُسهم في تطوير قطاع الزراعة، مثل برنامج “ريف السعودية”، مما يسهم في تمكين المزارعين ودعمهم، وزراعة المحاصيل الواعدة، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030 في تعزيز الأمن الغذائي، مشيرة إلى أن أوراق النبتة تدخل في الصناعات التحويلية، مثل الأغذية والمشروبات، ومستحضرات التجميل، والزيوت الطبيعية.
وأشارت إلى أن نبات الشيا يتكيف مع الظروف البيئية في المملكة، حيث ينمو في المناطق ذات الطقس الدافئ في درجات حرارة تتراوح بين “15-30” درجة مئوية، مؤكدة أن نجاح زراعتها في المملكة يأتي ضمن خططها لتنويع المحاصيل الزراعية وتحقيق استدامتها، مما أثبتت التجارب الميدانية نجاح توطينها في محافظة الطائف بمنطقة مكة المكرمة على مساحة يتراوح طولها “100” متر مربع، وتبلغ عرضُها “70” مترًا مربعًا؛ ليمهد الطريق نحو التوسع في توطين زراعتها وزيادة إنتاجها محليًا.
يذكر أن نبات الشيا يتم تسميده بالسماد العضوي تام التحلل بمعدل “30” مترًا مكعبًا للهكتار، مع الانتظام في التسميد الكيماوي المتكامل، ويتميز بقدرته على تحمل فترات قصيرة من الجفاف، وأن نجاح زراعته بالمملكة يعزز استدامة المحاصيل الزراعية وكفاءتها، مما يسهم في دعم الاكتفاء الذاتي، وفق مستهدفات رؤية السعودية 2030.