تحذيرات إسرائيلية من خطر وجودي يحدق بالاحتلال.. ما علاقة التعليم؟
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
ما تفتأ دولة الاحتلال تحصي الجبهات التي تقاتل فيها للحفاظ على وجودها، في حين يغيب الحديث عن الأزمة الخطيرة التي يواجهها جهاز التعليم فيها، رغم أنه ليست فقط مشكلة وزارة التعليم فقط، بل هي تهديد وجودي لدولة الاحتلال ذاتها، وفقما ما يحذر خبراء التعليم والأكاديميا فيها.
عيران هيلدسهايم مراسل موقع "زمن إسرائيل" العبري، كشف "نتائج دراسة أجراها معهد TIMSS، وكشفت عن تدهور خطير في نظام التعليم في إسرائيل لمستوى غير مسبوق، بحيث يمكن وضع انهيار نظام التعليم بين التهديدات النووية الإيرانية وتفكك المجتمع الإسرائيلي، كي يفهم الجمهور أن هذا تهديد وجودي، وليس مشكلة فقط لوزارة التربية والتعليم، لأنه خلال العقد القادم سيتم استبدال نفس العلماء والمهندسين الذين فجّروا أجهزة النداء الخاصة بحزب الله بقوات بشرية غير قادرة على تشغيل حتى جهاز النداء البسيط، وهكذا يمكن فهم خطورة الوضع بشكل أكبر، لأنه سيُفهم أن إسرائيل تتجه بسرعة نحو كارثة اقتصادية وأمنية واجتماعية".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "مظاهر تدهور النظام التعليمي الإسرائيلي يتمثل في تراجع الإنجازات التعليمية، وهي ليست ظاهرة معزولة، بل جزء من اتجاه اجتماعي واسع وسياسة حكومية تهدد اقتصاد الدولة على المدى الطويل، لأن صناعة التكنولوجيا الفائقة، على سبيل المثال، تشكل جزءاً غير متناسب من الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي وصادراتها، وتجتذب استثمارات كبيرة من مصادر محلية ودولية".
ونقل عن دراسة أجراها يائيل ميلتزر وإيال كيمتشي، مشيرا إلى أن "قصة نجاح التكنولوجيا الفائقة الإسرائيلية وصلت منعطفا حرجاً، من حيث النقص المتزايد في الموظفين المهرة وذوي التعليم العالي القادرين على تلبية الطلب المتزايد على مهن مثل تطوير البرمجيات وتحليل البيانات والهندسة، وهذا النقص له سببان رئيسيان: أولاهما الصلابة المتأصلة في نظام التعليم العالي العام، ويتجلى في صعوبات زيادة الفصول الدراسية، وتوظيف الموظفين، وتحسين جودة التعليم، والبنية التحتية الأكاديمية".
ولفت إلى أن "السبب الثاني يتعلق بانخفاض تحصيل الطلاب في المراحل المبكرة، مما يؤثر بشكل مباشر على المعروض من الخريجين المهرة الذين يعتبرون ضروريين لصناعة التكنولوجيا المتقدمة ومهن العلوم والتكنولوجيا الآخذة في الانخفاض، وبالتالي فقد يسفر ذلك عن فشل نظام التعليم الإسرائيلي بإعداد طلابه للدراسات الأكاديمية في هذه المجالات".
وأكد أن "البيانات المتوفرة تشير لتقلص مجموعة العمال المحتملين القادرين على تلبية المتطلبات المتطورة لهذه الصناعة، مما قد يؤدي تباطؤ الابتكار وانخفاض الإنتاجية، وإذا لم يكن ذلك كافيا، فإن المجموعة السكانية ذات المعدل الأسرع نموا، اليهود المتشددين، تختار استبعاد نفسها، بدعم من الدولة، من تلقين التعليم الحديث لأبنائها، لتدريبهم على عالم التكنولوجيا، مما يترجم هذه الفجوة التعليمية إلى واقع اقتصادي صعب".
وكشف أن "هذه الفجوة على المدى الطويل تضع عبئا ثقيلا وغير متناسب على الشريحة الأكثر مهارة من الإسرائيليين، وهي نفس الشريحة التي ينبغي أن تدعم بمفردها تقريبا شبكة الضمان الاجتماعي، فيما أفادت هيئة الابتكار في إسرائيل أن الإنتاجية في صناعات التكنولوجيا الفائقة فيها تبلغ ضعف إنتاجية الاقتصاد بأكمله تقريبًا، ووفقا للجمعية الإسرائيلية للصناعات المتقدمة، فإن صناعة التكنولوجيا الفائقة مسؤولة عن 65% من إجمالي عائدات الضرائب للدولة، رغم أن عدد العاملين فيها يشكلون فقط 10% من القوى العاملة المتبقية، أي أقل من متوسط منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية".
وأشار إلى أن "نصف الإسرائيليين لا يدفعون الضرائب على الإطلاق، لأنهم لا يصلون للعتبة الضريبية، وبما أن هذه الشريحة الماهرة لديها فرص للانتقال لوظائف جذابة في الخارج، مع ظروف معيشية وضريبية أكثر ملاءمة، فإن الخطر قائم، وبالتالي فلن تواجه إسرائيل نقصًا في العمالة الشابة وذات الجودة العالية في المستقبل فحسب، بل ستتركها أيضًا القوى العاملة المخضرمة".
وحذر أن "هذا الواقع التعليمي المتدهور سيترجم إلى فقدان الاقتصاد الإسرائيلي لمحركه الرئيسي، وقد تتدهور الدولة لمرتبة دول العالم الثالث، وحينها لن تكون قادرة على دعم جيشها مالياً وتكنولوجياً على مستوى عالمي أول، مما سيؤدي لفقدان تفوقها أمام جيوش المنطقة، وربما تكون نهايتها قريبة مع التدهور، مما يستدعي تغييرا عميقا في أولوياتها، من حيث الميزانيات، أجور المعلمين، وتبسيط نظام التعليم".
وختم بالقول إن "نظرة على الحكومة الحالية تكشف عن قيادة تركز على الحفاظ على الجهل بين الإسرائيليين غير المنتجين، وضمان سيطرتهم على المناصب الرئيسية، على حساب إهمال نظام التعليم برمّته، وفي هذه الحالة يصعب أن نكون متفائلين في مثل هذا الوضع، لأن الحكومة لا تسعى لإنقاذ السفينة قبيل اصطدامها بالجبل الجليدي".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال التعليم نتنياهو الاحتلال التعليم صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التکنولوجیا الفائقة نظام التعلیم
إقرأ أيضاً:
مسؤول أممي: إسرائيل انتهكت اتفاقية فصل القوات مع سوريا
قال الممثل الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن إن احتلال "إسرائيل" للمنطقة العازلة في مرتفعات الجولان بعد سقوط نظام البعث في سوريا يعد انتهاكا لاتفاقية فصل القوات الموقعة بين الطرفين عام 1974.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي أسبوعي عقده، الثلاثاء، في جنيف بشأن التطورات في سوريا.
وردا على سؤال عما إذا كان يرى تصرفات "إسرائيل" في المنطقة العازلة بالجولان السوري تتعارض مع القانون الدولي وهل سيطالبونها بالتراجع، قال بيدرسن: "الرسالة الواردة من نيويورك (مقر الأمم المتحدة) هي نفسها، ما نراه هو انتهاك لاتفاق فصل القوات الموقع بين إسرائيل وسوريا عام 1974".
وأشار إلى أنه سيتابع هذه القضية عن كثب مع زملائه في نيويورك.
ولفت بيدرسن إلى أنه لم يتوقع أحد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا خلال هذا الوقت القصير، مؤكدا أن ما حدث يشكل نقطة تحول في تاريخ البلاد.
وأضاف: "تمر سوريا حاليا بنقطة تحول، حيث تواجه فرصا كبيرة ولكنها تواجه أيضا مخاطر جسيمة. نحن حقا بحاجة إلى النظر في كلا هذين الأمرين".
ووصف بيدرسن الهجمات الإسرائيلية في سوريا بـ"تطور مثير للقلق"، مردفا بالقول: "ما زلنا نرى ممارسات إسرائيل وقصفها الأراضي السورية، هذا الأمر يجب أن يتوقف".
واستغلت "إسرائيل" إسقاط فصائل المعارضة السورية لنظام بشار الأسد في توسيع رقعة احتلالها لمرتفعات الجولان السورية عبر احتلال المنطقة الحدودية العازلة.
وعلى لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، أعلنت "انهيار" اتفاقية فك الارتباط لعام 1974، التي أقيمت على أساسها هذه المنطقة.
ومساء الاثنين، قال مصدر أمني إسرائيلي، إن تل أبيب هاجمت أكثر من 250 هدفا داخل الأراضي السورية منذ سقوط نظام بشار الأسد، شملت قواعد عسكرية وطائرات مقاتلة وأنظمة صواريخ.
وفجر 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.