سنة مهجورة.. لماذا يجب نفض الفراش 3 مرات عند النوم؟
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
من السنن النبوية المهجورة التي قلما يعرفها الناس أو يلتزمون بها هي نفض الفراش قبل النوم، فقد أوصى النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – بهذه السنة لحفظ أمن وسلامة الإنسان عند النوم، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه:
«إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ، فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ» (رواه البخاري).
1. السلامة من الحشرات والدواب: في زمن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان الناس يعيشون في بيئة صحراوية تكثر فيها الحشرات والعقارب، وقد تكون تسللت إلى الفراش. نفض الفراش يزيل هذه المخاطر المحتملة.
2. اتباع السنة وحصد الأجر: الغرض الأساسي من أداء هذه السنة هو الاقتداء برسول الله – صلى الله عليه وسلم – والامتثال لتوجيهاته، مما يُكسب المسلم الأجر والثواب.
3. تهيئة النفس للذكر والأذكار: نفض الفراش يطمئن القلب من وجود ما يؤذيه أثناء النوم، مما يتيح له التركيز في أذكار النوم المأثورة.
4. النظافة العامة: كان العرب قديمًا يعتمدون على ثوب واحد للستر والنوم، ونفض الفراش يساعد في الحفاظ على نظافة الثوب والجسد.
الطريقة المأثورة للنفض
ورد في الحديث الشريف أن النفض يكون باستخدام "داخلة الإزار"، أي بطانة الرداء، وليس باليد مباشرة، وهذا للحفاظ على نظافتها ولتجنب أي أذى. يُفضل أن يُسمي المسلم الله أثناء النفض، كما جاء في الحديث:
«إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ، فَلْيَأْخُذْ دَاخِلَةَ إِزَارِهِ، فَلْيَنْفُضْ بِهَا فِرَاشَهُ، وَلْيُسَمِّ اللَّهَ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ بَعْدَهُ عَلَى فِرَاشِهِ» (رواه مسلم).
النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يُعلم أصحابه العديد من الأذكار قبل النوم. من الأذكار المأثورة:
«بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ».
نفض الفراش سنة نبوية تحمل حكمة دنيوية ودينية. فمن الناحية الدنيوية، تحمي الإنسان من الأخطار الكامنة في الفراش، ومن الناحية الدينية، تحقق الاقتداء بالنبي – صلى الله عليه وسلم – وتُكسبه الثواب. رغم أننا اليوم نعيش في بيئة تختلف عن البيئة الصحراوية القديمة، إلا أن الالتزام بهذه السنة ما زال مستحبًا، وقد يكشف عن فوائد خفية نجهلها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نوم قبل النوم سنن زمن النبي النظافة الحكمة رسول صلى الله علیه وسلم ف ر اش ه
إقرأ أيضاً:
بيان المقصود بـ "ذوي الهمم" ورعاية الشرع الشريف لحقوقهم
قالت دار الإفتاء المصرية إن قانون "حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة" رقم (10) لسنة 2018م، عرف ذوي الهمم بأنهم: [الأشخاص الذين لديهم قصورٌ أو خَللٌ كليّ أو جزئي، سواء كان بدنيًّا، أو ذهنيًّا، أو عقليًّا، أو حسيًّا، إذا كان هذا الخلل أو القصور مستقرًّا، ويمنعهم لدى التعامل مع مختلف العوائق من المشاركة بصورة كاملة وفَعَّالة مع المجتمع، وعلى قَدَم المساواة مع الآخرين] اهـ.
بيان المقصود بـ "ذوي الهمم"وأوضحت الإفتاء أنَّ دين الإسلام هو دين الرحمة والتيسير على عباد الله؛ يقول تعالى: ﴿يُرِيدُ ٱللهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ﴾ [البقرة: 185]، وقد أخرج الإمام أحمد في "مسنده" عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «بُعِثتُ بِالحَنِيفِيةِ السَّمْحَةِ».
وأضافت الإفتاء أن مِن محاسن الشرع الشريف أنَّه قد رَفَع الحرج في كثير من العبادات والواجبات عن بعض المكلفين، وممَّن خصَّهم الشرع بمزيد من التيسير ورفع الحرج هم ذوو الهمم، سواء كانت إعاقتهم جسدية أو ذهنية أو كلاهما معًا؛ فقد قدَّر الإسلام أعذارهم، فأسقط عنهم الكثير من التكاليف الشرعية؛ سواء كانت فرائض وواجبات أو سننًا ونوافل؛ يقول تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ﴾ [الفتح: 17].
وورد في السنة النبوية ما يدلّ على رفع الحرج عن أصحاب الأعذار؛ فقد أخرج الإمام البخاري في "صحيحه" عن عمران بن حصين رضي الله عنه، قال: كانت بي بواسير، فسألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الصلاة، فقال: «صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ».
الأدلة على تحريم السخرية والاستهزاء بالآخرين
وقالت الإفتاء إن جانب الحقوق لذوي الهمم من الأمور التي أَوْلَى بها الشرع عناية خاصة؛ فحَرَّم السخرية والاستهزاء بكل صورها وأشكالها؛ وذلك لأنَّ الشريعة الإسلامية جاءت لحث الناس على مكارم الأخلاق والبعد عن بذيء الأقوال والأفعال.
ذوي الهمم
وجاء الذم والنهي عن السخرية واللمز والاحتقار، وذلك في قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الحجرات: 11].
وفي حديث الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا» وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ «بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ».
كما أنَّ السخرية من ذوي الهمم قد تشتمل على السبّ وبذاءة اللسان، وهو مَحرَّمٌ شرعًا أيضًا، ومُوجِبٌ لفسق صاحبه؛ ففي الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ».