هل يجوز الخروج من المنزل على جنابة؟.. لا إثم عليك بهذه الحالة
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
لاشك أن تلك الأجواء الشتوية الباردة هي ما تطرح سؤال هل يجوز الخروج من المنزل على جنابة ؟، باعتباره أحد الأحوال التي تشمل عدد ليس بقليل من الناس الذين قد يضطرون إلى الخروج إلى أعمالهم دون الاغتسال من الجنابة، ولعل هذا ما يطرح السؤال عن هل يجوز الخروج من المنزل على جنابة ؟.
هل قراءة سورة يس بعد صلاة الفجر تقضي الحوائج؟.. فيها 5 عجائبماذا يحدث عند تشغيل سورة البقرة أثناء النوم؟.. انتبه لـ5 حقائقهل يجوز الخروج من المنزل على جنابة
قالت دار الإفتاء المصرية ، إنه إذا ما حصلت الجنابة فينبغي المسارعة إلى الطهارة منها ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، ويجوز له الخروج لقضاء حوائجه والتصرف في بعض شئونه.
وأوضحت " الإفتاء" في إجابتها عن سؤال: هل يجوز الخروج من المنزل على جنابة ؟، أنه ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يدل على أن الجنب ليس بنجس؛ فقد روى الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَأَنَا جُنُبٌ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى قَعَدَ، فَانْسَلَلْتُ، فَأَتَيْتُ الرَّحْلَ فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ جِئْتُ وَهوَ قَاعِدٌ، فَقَالَ: «أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هِرٍّ؟» فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللهِ، يَا أَبَا هِرٍّ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَنْجُسُ».
وأشارت إلى أن فقهاء الشافعية والحنابلة استحبوا للجنب أن يتوضأ ويغسل فرجه إذا أراد النوم أو الطعام أو معاودة الجماع، وعليه يستحب للجنب أن يتوضأ إذا أراد أن يشرع في أي عمل وهو جنب، ولفقهاء المالكية في وضوء الجنب إذا أراد النوم قولان؛ أحدهما بالوجوب والآخر بالندب، أما فقهاء الحنفية فيرون أن الجنب له أن ينام بلا وضوء.
واستشهدت الإفتاء بما روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَنَامُ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَمَسَّ مَاءً»، ويرون كذلك أنه ينبغي على الجنب أن يغسل يده ويتمضمض إذا أراد أن يأكل أو يشرب؛ قال في المرجع السابق نفسه: «وإن أراد أن يأكل، أو يشرب فينبغي أن يتمضمض، ويغسل يديه ثم يأكل ويشرب».
ونوهت أن غسل الجنابة يجب على التراخي لا على الفور، وإنما استحب بعض الفقهاء عدم تأخيره؛ لما يخشى من أثر تأخيره على النفس بكثرة الوساوس ونحوها؛ فلا يجب غسل الجنابة على الفور، إلا لإدراك وقت الصلاة؛ فلا يأثم الجنب بتأخيره الغسل في غير وقت الصلاة، وإنما يأثم بتأخيره للصلاة عن وقتها.
وأكدت أنه بناء على ذلك إنه يستحب للجنب إذا أراد معاودة الجماع أو الطعام أو النوم أن يتوضأ، وكذلك إذا اضطر للخروج من بيته ونحو ذلك، وغسل الجنابة لا يجب على الفور، فلا يكون الجنب آثمًا بتأخيره لغسل الجنابة، ما لم يؤدِّ ذلك إلى تأخير الصلاة عن وقتها».
حكم الخروج من البيت على جنابةوأفادت بأن الجنابة لغة: البُعد؛ ضد القُرب، وجنَّب الشيء، وتَجانبه، واجتنبه أي: بعد عنه، يُقال: أجنب الرجل؛ أي: أصابته الجنابة، وإنما قيل له: جُنُب؛ لأنه نُهي أن يقرب مواضع الصلاة ما لم يتطهر، فتجنَّبها وأجنَب عنها، أي: تَنحَّى عنها، وشرعًا: أمر معنوي يقوم بالبدن يمنع صحة الصلاة حيث لا مُرَخِّص.
ونوهت بأنه إذا ما حصلت الجنابة فينبغي المسارعة إلى الطهارة منها ما استطاع الجنب إلى ذلك سبيلًا، ويجوز له الخروج لقضاء حوائجه والتصرف في بعض شئونه، وقد ورد عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما يدل على أن الجنب ليس بنجس؛ فقد روى الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَأَنَا جُنُبٌ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى قَعَدَ، فَانْسَلَلْتُ، فَأَتَيْتُ الرَّحْلَ فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ جِئْتُ وَهوَ قَاعِدٌ، فَقَالَ: «أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هِرٍّ؟» فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللهِ، يَا أَبَا هِرٍّ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَنْجُسُ».
وأردفت : وهذا هو ما فطن إليه الإمام البخاري؛ حيث بوَّب في "صحيحه" (1/ 65، ط. دار طوق النجاة) بابًا لذلك فقال: (باب الجنب يخرج ويمشي في السوق وغيره، وقال عطاء: "يحتجم الجنب ويقلم أظفاره، ويحلق رأسه، وإن لم يتوضأ").
ولفتت إلى أن غسل الجنابة يجب على التراخي لا على الفور، وإنما استحب بعض الفقهاء عدم تأخيره؛ لما يخشى من أثر تأخيره على النفس بكثرة الوساوس ونحوها؛ قال العلامة ابن ميارة المالكي في "الدُّر الثمين والمورد المعين شرح المرشد المعين على الضروري من علوم الدين" (166، ط. دار الحديث، القاهرة): [وتأخير غسل الجنابة يثير الوسواس، ويمكن الخوف من النفس، ويقلل البركة من الحركات، ويقال: إن الأكل على الجنابة يورث الفقر] اهـ.
وبينت أنه لا يجب غسل الجنابة على الفور، إلا لإدراك وقت الصلاة؛ قال العلامة الشبراملسي الأقهري في "حاشيته على نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج" (1/ 209، 210، ط. دار الفكر): [قوله: (ولا يجب فورًا أصالة) خرج به ما لو ضاق وقت الصلاة عقب الجنابة أو انقطاع الحيض، فيجب فيه الفور؛ لا لذاته، بل لإيقاع الصلاة في وقتها] اهـ.
فلا يأثم الجنب بتأخيره الغسل في غير وقت الصلاة، وإنما يأثم بتأخيره للصلاة عن وقتها؛ قال العلامة ابن قدامة المقدسي في "المغني" (1/ 152، ط. مكتبة القاهرة): [وليس معنى وجوب الغسل في الصغير التأثيم بتركه، بل معناه أنه شرط لصحة الصلاة، والطواف، وإباحة قراءة القرآن، واللبث في المسجد، وإنما يأثم البالغ بتأخيره في موضع يتأخر الواجب بتركه، ولذلك لو أخره في غير وقت الصلاة، لم يأثم] اهـ.
وأكدت أنه بناءً على ذلك: فلا حرج من خروج الجنب من بيته وهو على حالة الجنابة، ولا إثم عليه في ذلك، وإن كانت المسارعة إلى الطهارة أولى؛ لأن غسل الجنابة لا يجب على الفور، ولا يكون الجنب آثمًا بتأخيره لغسل الجنابة، ما لم يؤدِّ ذلك إلى تأخير الصلاة عن وقتها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المزيد المزيد صلى الله علیه وآله وسلم غسل الجنابة وقت الصلاة على الفور عن وقتها إذا أراد یجب على لا یجب
إقرأ أيضاً:
كيفية صلاة مريض سلس البول.. اعرف الرخصة الشرعية
أكد الشيخ أحمد العوضي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الشخص الذي يعاني من مشكلات صحية مثل السلس البولي أو انفلات الريح، لا يجب أن يتحرج من أداء الصلاة، حتى وإن كان غير قادر على الحفاظ على طهارته بشكل دائم.
كيفية صلاة مريض سلس البولوأوضح أمين الفتوى في فتوى له، أن الأصل العام في الإسلام هو أن الشخص يجب أن يكون طاهرًا عند أداء الصلاة، لكن عند وجود العذر، مثل السلس البولي، فإن الشريعة ترفع الحرج وتيسر على المريض.
وأوضح أن الشخص الذي يعاني من السلس البولي أو انفلات الريح يمكنه أن يصلي على حاله، أي أنه إذا حدث هذا العذر أثناء الصلاة، فلا يؤثر ذلك على صحة الصلاة، مضيفا أن المريض يمكنه الاستمرار في الصلاة حتى وإن نزل منه بول أو ريح، بشرط ألا ينتقد وضوءه بسبب شيء آخر.
وأشار إلى أن الفقهاء في كتب الفقه قد تطرقوا إلى هذه المسألة بالتفصيل، مؤكدين أن العذر لا يؤثر على صحة الصلاة، استنادًا إلى القاعدة القرآنية "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"، مشيرا إلى أن الفقهاء في مذهب المالكية قد قالوا إن الشخص المصاب بسلس البول يمكنه الاستمرار على وضوءه حتى وقت الصلاة التالية، حتى وإن كان لا يستطيع التحكم في البول.
أضاف الشيخ أحمد العوضي رسالة موجهة للمصابين قائلاً: "يا أيها المصاب، صلي على حالك وصلاتك صحيحة، ولا تتحرج من وضعك. الله سبحانه وتعالى رخص لك بهذا العذر، ولا يجب أن تتوقف عن الصلاة".
صلاة أصحاب الأعذاركما أكد الشيخ أحمد العوضي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الصلاة لا تسقط عن المسلم مهما كانت ظروفه الصحية أو العذر الذي يعاني منه، مشيرًا إلى أن الإسلام رفق بأصحاب الأعذار مثل المصابين بالمرض أو السلس أو انفلات الريح.
وأضاف أمين الفتوى، أنه إذا كان الإنسان يعاني من مرض أو عذر يجعل من الصعب عليه أن يؤدي الصلاة كما يعتاد، فلا حرج عليه، وصلاته صحيحة، ولا يجوز له أن يترك الصلاة."
وأوضح أن الله سبحانه وتعالى رخص لأصحاب الأعذار في الصلاة على حالهم، وذلك بتيسير أوقات الصلاة وطريقة أدائها، مؤكدا أن هذه الرخصة جاءت تخفيفًا ورحمة من الله لعباده، وأن الشكوك والوساوس التي قد تنتاب الشخص بسبب ظنه أنه غير طاهر أو متلبس بنجاسة، هي وساوس غير صحيحة، وبالتالى لا تلتفت إلى الوساوس، أنت في عذر والله سبحانه وتعالى رخص لك بذلك.
وأشار إلى الحديث الشريف الذي ذكرته السيدة عائشة رضي الله عنها في الصحيحين، حيث قالت: "النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل للسيدة فاطمة بنت حبيش أو السيدة حبيبة بنت جحش أن تترك الصلاة بسبب نزول الدم، بل قال لها أن تصلي على حالها"، موضحا أن هذا الحديث دليل على أن صاحب العذر لا ينبغي أن يتحرج أو يتردد في الصلاة، بل يجب عليه أن يؤديها على حاله.
ودعا الشيخ أحمد العوضي المرضى والمصابين إلى الاستمرار في أداء الصلاة رغم ظروفهم الصحية، مؤكدًا أن الصلاة على حالهم صحيحة، وأن هذا هو ما يرضي الله سبحانه وتعالى.