قانون الإجراءات الجنائية والضمان الاجتماعي.. أبرز مناقشات «النواب» في أسبوع
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
واصل مجلس النواب تفعيل دوره التشريعي والرقابي بمناقشة عدة مشروعات وقوانين مهمة خلال الأسبوع الماضي، وجاء أبرزها مناقشة مشروع قانون الضمان الاجتماعي، وكذلك استئناف مناقشة قانون الإجراءات الجنائية.
وناقش المجلس، خلاها مشروع قانون الضمان الاجتماعي المقدم من الحكومة، وأقر 20 مادة منه، مؤكدا دوره في تحقيق العدالة الاجتماعية وتوسيع مظلة الحماية للفئات الأولى بالرعاية، مع تحويل الدعم النقدي إلى تمكين اقتصادي شامل، وأشاد النواب بالمشروع باعتباره خطوة جوهرية لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين شبكة الأمان الاجتماعي.
واستأنف المجلس مناقشة مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد، الذي يهدف إلى تعزيز الحقوق والحريات وتطوير النظام القضائي، بما يتماشى مع دستور 2014 والاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، حيث شهدت المناقشات توافقًا كبيرًا بين النواب، مع إشادة بالدور الريادي للمجلس في تطوير التشريعات.
وفي إطار دوره الرقابي، استمع المجلس إلى بيانات وزيري الطيران المدني والسياحة والآثار حول خطط تطوير البنية التحتية، تحسين الخدمات، وجذب الاستثمارات في كلا القطاعين.
وأكد وزير الطيران استهداف رفع الطاقة الاستيعابية للمطارات إلى 109 ملايين راكب بحلول 2030، نافيًا شائعات بيع المطارات المصرية، بينما كشف وزير السياحة استراتيجية جديدة لتعزيز السياحة الوافدة، وزيادة أعداد الزائرين إلى 30 مليونًا، مع التركيز على السياحة الإلكترونية وتحسين المنشآت الفندقية.
ووافق المجلس على خمسة مشروعات قوانين بالترخيص لوزير البترول للتعاقد مع شركات دولية للبحث والتنقيب عن البترول والغاز، مما يسهم في جذب استثمارات جديدة وتعزيز مكانة مصر في قطاع الطاقة، كما أقر اتفاقيتين دوليتين، إحداهما تتعلق بمكافحة الفساد عبر التعاون مع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
اليمين القانونية لرؤساء الهيئات الإعلامية والصحفية الجديدةوفي جلساته، أدى رؤساء الهيئات الإعلامية والصحفية الجديدة اليمين القانونية أمام البرلمان، إذ أكد رئيس المجلس أهمية دورهم في تعزيز الإعلام الوطني والعمل بإخلاص لرفعة الوطن.
وشهدت الجلسات، تأكيد أهمية حوكمة الدعم وضمان وصوله لمستحقيه، مع الإشادة بمبادرات الدولة لدعم المرأة المصرية وذوي الاحتياجات الخاصة، وختامًا، أقر المجلس عددًا من التوصيات المرفوعة للحكومة لدراسة اقتراحات النواب المتعلقة بدوائرهم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مجلس النواب النواب قانون الضمان الاجتماعي قانون الاجراءات الجنائية قانون الإجراءات الجنائیة مشروع قانون
إقرأ أيضاً:
مجلس النواب بين التشريع الرشيد وتمرير القوانين التعسفية: من يمثل الناس؟
#سواليف
#مجلس_النواب بين #التشريع_الرشيد وتمرير #القوانين_التعسفية: من يمثل الناس؟
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
في عالم تُقاس فيه قوة الدول بعدالة تشريعاتها، ونزاهة ممثلي شعوبها، تبقى السلطة التشريعية الركن الأهم في بناء الدولة المدنية، الضامنة للحقوق والحريات. ومجلس النواب، بصفته ممثلًا عن الشعب، ليس مجرد هيئة تمرر القوانين أو تصادق على ما ترفعه الحكومة، بل هو ــ أو يفترض أن يكون ــ الحصن المنيع الذي تتكسر على جدرانه موجات الاستبداد والتغول.
لكن المؤلم، بل والمحزن حتى الفجيعة، أن هذا الدور الدستوري لمجلس النواب في الأردن بدأ يتآكل تحت وطأة التواطؤ أو الضعف، وتحوّل المجلس في نظر شريحة واسعة من الأردنيين إلى مجرد “بصّام”، يُقرّ ما يُطلب منه دون تمحيص أو مراجعة، تاركًا الشعب يواجه وحده تبعات قرارات لا يد له فيها ولا رأي.
مقالات ذات صلة مشوقة يستفسر عن التفتيش العاري في السجون / وثيقة 2025/04/10فها هو المجلس، وبعد إقراره لقانون اللجنة الوطنية لشؤون المرأة، يرفض تعديلاً بسيطًا كان من شأنه أن يطمئن الناس على هوية الدولة الدينية والاجتماعية، وهو التعديل الذي ينص على “مراعاة أحكام الشريعة الإسلامية”، دون أن يقدّم مبررًا مقنعًا لهذا الرفض، وكأنّ المساس بالثوابت بات أمرًا طبيعيًا لا يستحق التوقف عنده.
ولم يكتفِ المجلس بذلك، بل ها هو يتجه اليوم لإقرار قانون الأبنية والأراضي، وسط اعتراضات شعبية واسعة، واتهامات بأن هذا القانون لا يراعي ظروف الناس، ولا يخفف من وطأة الإجراءات البيروقراطية، بل يفتح الباب أمام مزيد من التغوّل البلدي، وفرض الرسوم والغرامات، بما يُثقل كاهل المواطن بدل أن ييسّر عليه.
وقبل هذا وذاك، مرّ تحت قبة البرلمان قانون الجرائم الإلكترونية، الذي رأى فيه كثيرون اعتداءً صارخًا على حرية التعبير، وتحولًا نحو تكميم الأفواه باسم الأمن المجتمعي. وسبقه قانون ضريبة الدخل، الذي زاد العبء على الطبقات الوسطى والفقيرة، وقانون السير الذي حوّل المخالفات إلى وسيلة جباية.
وهنا يُطرح السؤال المؤلم: هل لا يزال مجلس النواب يمارس دوره الحقيقي في سنّ تشريعات رشيدة، تعكس تطلعات الأردنيين وآمالهم، أم أنه بات ذراعًا تنفيذية ثانية، تمرر ما تريده الحكومة، وتُهمل ما يحتاجه الناس؟ هل لا يزال النواب ممثلين حقيقيين لمن انتخبهم، أم أنهم أصبحوا أسرى لحسابات خاصة، ومواقف مهادِنة، لا تليق بمن أقسموا على خدمة الوطن والشعب؟
إننا لا نشكك بنوايا الجميع، ولكننا نقف أمام مشهد يبعث على الحزن والأسى: وطن يئن تحت ضغوط اقتصادية واجتماعية خانقة، ومواطن ينتظر من ينصفه، ومجلس يُفترض أن يكون عونًا، فإذا به جزء من العبء.
لقد آن الأوان لأن يستفيق مجلس النواب من سباته، وأن يدرك أن مهمته ليست تمرير القوانين، بل غربلتها، وتنقيحها، وتعديلها، بل ورفضها إن تعارضت مع المصلحة الوطنية العليا. فالصمت لم يعد فضيلة، والمجاملة لم تعد خيارًا، والخوف لم يعد مبررًا.
أيها النواب: الوطن يئن، والناس تختنق، والصمت خيانة.
فليتذكر كل نائب أنه سيُسأل يومًا عمّا أقرّه، وما وافق عليه، وما سكت عنه، وأن كرامة الوطن وحقوق المواطن أمانة، لا تقبل التهاون ولا التساهل.
التاريخ لا يرحم، والشعوب الاصل ان لا تنسى ، وذاكرتها ليست ذاكرة سمكة .