ما صحة الرواية التي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا سلم من الوتر سبحان الملك القدوس؟صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يقول بعد سلامه من الوتر «سبحان الملك القدوس» ثلاثا، ويمد صوته بالثالثة، وفي بعض الروايات أنه يرفع صوته في الثالثة، ولذلك عند الإتيان بهذا الذكر بعد الوتر سنة مرغبا فيها، ينبغي للمسلم أن يأتي بها بعد أدائه لصلاة الوتر، تأسيا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتحريا لما في هذا الذكر من عظيم تنزيه لله تبارك وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، وتوخيا لما أودعه الله عز وجل في هذا الذكر من الثواب العظيم، ومن تزكية للنفس، وشرح للصدر، وختم ليومه بذكر طيب مبارك.

وهذه الرواية وردت عند عدد من أصحاب السنن والمسانيد، وفي بعضها زيادات، لكن الأظهر أن هذا القدر الوارد في السؤال «سبحان الملك القدوس» هو القدر الذي ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلا ينبغي الزيادة عليه، وإنما الخلاف هل مده عليه الصلاة والسلام لصوته في الثالثة سنة يتأسى به فيها، أو كان ذلك من باب التعليم منه عليه الصلاة والسلام لأصحابه؟ وعلى كل فإن الذاكر ينبغي له في كل الأحوال أن يتأسى برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلئن كان قد مد صوته في الثالثة أو رفع صوته بها فذلك أيضا ما ينبغي الإتيان به والحرص عليه دون تشويش على باقي المصلين.

ومعنى القدوس أي من القدس وهو التنزه والتطهر، وهو في حق الله تبارك وتعالى من صفات الذات الدالة على تنزهه جل وعلا عن كل ما لا يليق به، ومن الصفات الدالة على الكمال والجلال في حق الله تبارك وتعالى، فهذا هو معنى القدوس، وأما سبحانه فقد تقدم أن سبحانه معناها الشهادة لله عز وجل بكل ما يليق به من صفات الجلال والكمال، وتنزيهه سبحانه عن كل النقائص وما لا يليق به جل وعلا، والملك معناها ظاهرا معلوما، فهذا المعنى حينما يذكر العبد ربه جل وعلا بهذه الأوصاف بهذه الأسماء فإن ذلك لا شك يورثه انشراح صدر، لأنه واصف لله تبارك وتعالى بأسماء هي من أحب الأسماء إليه، دالة على معان جليلة وعميقة في حق الله تبارك وتعالى ما ينبغي أن يوصف به، فيورثه ذلك كما تقدم انشراح صدر وتزكية نفس ويدفعه إلى أن يكون قلبه عامرا بذكر الله تبارك وتعالى، وأن يكون لسانه رطبا بذكره جل وعلا، هذا والله تعالى أعلم.

الإمام الذي يقلقل الكاف في كل تكبيرات الصلاة ما حكم صلاته؟

أخطأ لكن لا يبلغ خطأه هذا حد إدخال الحرج والفساد على صلاة الجماعة، ينبغي أن يتعلم وأن ينبه من المأمومين وأن يعود على الإتيان بالنطق الصحيح، وإلا فغيره أولى بالإمامة، لما تحتاجه الإمامة من فقه وإتقان، لأن الإمام وفد المصلين إلى ربهم، ولا ينبغي له أن يلحن مثل هذا اللحن، فحرف الكاف لا في كتاب الله عز وجل ولا فيما سواه من أذكار الصلاة فيه قلقلة، ليس هو من حروف القلقلة أصلا، فهذا لو كان من حروف القلقلة لكان داخلا في الخلاف، يؤتى بالقلقلة في غير آيات كتاب الله عز وجل أو لا يؤتى بها، كيف وهو ليس من حروف القلقلة أصلا، ولذلك فالواجب أن ينصح ويعلم وأن يعتاد على النطق الصحيح، ولكن لا يبلغ الحال حد إفساد صلاتهم والله تعالى أعلم.

في قوله تعالى: «وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ» نريد من فضيلة الشيخ تفصيلا حول معنى هذه الآية، ولمن يعود الضمير في وإنه؟

الأقرب لهذه الآية في سورة الزخرف أن الضمير يعود إلى القرآن الكريم، وهذا قول نسب إلى عدد من المتقدمين منهم قتادة والحسن ونسب إلى أناس من التابعين وإن كان القول بغيره قد نسب إلى قتادة أيضا لكن ممن انتصر لهذا القول من المتأخرين العلامة الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير، وهذا القول هو الذي أيضا رجحه سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي حفظه الله تعالى وعفاه في رسالة له مختصرة فيما يتعلق بالمسيح، لأن القول الآخر هو أن الضمير في «وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ» يعود إلى عيسى عليه السلام لكن قلت إن الموافق لنظم الآية الكريمة ولنظام السورة نفسها هو أن هذا الضمير يعود إلى كتاب الله عز وجل.

والحقيقة أن صيغة التأكيد الداخل على الخبر ترد في كتاب الله عز وجل كثيرا، وهي عائدة إلى القرآن الكريم، سواء ذكر ما تعود إليه أو لم يذكر، وقد يؤتى بها بعد الإتيان بالقرآن اسما ظاهرا، ولكن ترد في مواضع كثيرة ومنه في هذه السورة نفسها، وهي دالة على القرآن الكريم بلا خلاف، ونحن إذا نظرنا إلى سورة الزخرف فإن من أغراضها الثناء على القرآن الكريم وبيان منزلة كتاب الله عز وجل، وموقف المشركين المعاندين منه ودعوة هؤلاء المشركين إلى الإيمان به، وإقامة الحجة عليهم به من أول السورة الكريمة، فنجد في مطلع السورة أن الله تبارك وتعالى يقول في بدايتها: «وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ» وفي السورة نفسها: «فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)» هنا قال: «وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ» إذن هذه الصيغة استعملت في هذه السورة الكريمة لتعود على القرآن الكريم، واستعملت في القرآن في سور أخرى منه أيضا لتعود إلى القرآن الكريم، كقوله تعالى في سورة الشعراء: «وإنه لتنزيل رب العالمين» وهذا ما حدا بالعلامة ابن عاشور إلى ذكر أن هذه الصيغة ترد كثيرا وهي يراد بها القرآن.

أما نظم الآية أو نظم السورة فإنه لا يستقيم أن يقال إن الضمير يعود إلى عيسى عليه السلام، وإن كان قد تقدم ذكره، لأن هناك فاصلا بين ذكر عيسى عليه السلام وبين هذه الأية الكريمة، وهو قوله تبارك وتعالى: «وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الأرْضِ يَخْلُفُونَ» انتهى قبل هذه الآية الكريمة الحديث عن عيسى عليه السلام، حينما قال ربنا تبارك وتعالى: «وَلَمَّا ضُرِبَ بْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ»

انتهى الحديث هنا بقوله تبارك وتعالى: «إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِى إِسْرَائيلَ» ثم قال: «وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الأرْضِ يَخْلُفُونَ» وإنه لعلم للساعة، فرجع إلى الحديث عن القرآن الكريم، وعدّ ابن عاشور هذا الموضع ثامن المواضع في سورة الزخرف التي فيها ثناء على القرآن الكريم، وبيان امتنان الله عز وجل على عباده بإنزال هذا القرآن الكريم، وإقامة الحجة على العباد به، إذن نظم الآية ونظام السورة نفسها ونظم القرآن الكريم في استعماله لهذه الصيغة كل ذلك يدل على أن المقصود هو القرآن الكريم.

أما من حيث المعنى، فإن المعنى هنا أيضا ظاهر فإن الله تبارك وتعالى بعد أن قال «وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ» والعلم هنا إما أن يكون بمعنى المعلم، فالقرآن الكريم هو المعلم بالساعة أو أن يكون هو المجتمل على علم الساعة، فالمصدر يكون مقصودا معنى أو أن يكون المصدر بمعنى اسم الفاعل، ثم قال: «وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ» يقول «فَلَا تَمْتَرُنْ واتبعون» وينهى ربنا تبارك وتعالى عن الارتياب والمراء والمماراة في أمر الساعة، ويأمر باتباع أمره واتباع رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم يؤكد هذه الحقيقة «هذا صراط مستقيم».

أما عودة عيسى عليه السلام فيصبح معنى الآية الكريمة متكلفا لا سيما بعد أن قال ربنا تبارك وتعالى، «وجعلناه» يعني عيسى عليه السلام قال «وجعلناه مثلا لبني إسرائيل» هنا انتهى بيان ما ضربه الله تبارك وتعالى من مثل عيسى عليه السلام، ورجع الحديث إلى ما يخاطب به هؤلاء المشركين المعاندين المكذبين لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولما جاء به من القرآن العظيم، فبهذا يتبين أن المقصود من الآية الكريمة هو القرآن، وأن القرآن هو الذي اشتمل بما ورد فيه من تذكير وذكر وبيان للساعة، فهو المشتمل على هذه المعاني حتى أن بعض المفسرين يكاد تكون كلمتهم في هذا الموضع وفي غير هذا الموضع تنص على أن ما يتعلق بشأن الساعة في غير القرآن الكريم يسير جدا، مقارنة بما هو في كتاب الله عز وجل الخاتم، والله تعالى أعلم.

هل يصح أن تكون نية الإمام مختلفة عن نية المأموم كأن يصلي الإمام العصر قصرا ويصلي المأموم خلفه سنة الظهر في وقت الظهر؟

نعم لا مانع من ذلك، يكاد لا يوجد خلاف في هذه الصورة التي ذكرها، لأن المأموم هنا يصلي متنفلا لا يصلي فرضا فلا حرج عليه أبدا في متابعة الإمام المفترض، والله تعالى أعلم.

هل تصح الصلاة بالحذاء كما يفعل بعض الناس؟

الصلاة بالحذاء فيها خلاف، أولا هذه الأحذية اليوم هي ما يعرف في لغة العرب وما ورد في سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتسمية الخفاف لأنها تغطي أغلب القدم، أما ما نستعمله نحن أهل عمان فهو في الغالب النعل، وشأن النعل أيسر لأنه ورد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلى بنعلين مع خلاف في ثبوت الرواية، وأنه جاءه جبريل فأخبره أن فيها قذرا، فخلع رسول الله صلى الله عليه وسلم نعله وجعلها عن يساره، ففعل أصحابه من ورائه ذلك أيضا، فلما سألهم قالوا رأيناك خلعت نعلك فخلعنا، فقال إنما جاءني جبريل، الحاصل أن هناك روايات أخرى يؤخذ منها جواز الصلاة بالنعل، فشأن النعل أيسر مع اشتراط الطهارة، لأن الطهارة شرط في موضع الصلاة وفي اللباس ومن اللباس النعلان، وذكر المتأخرون شرط ألا يؤذي المسجد والمصلين.

ولذلك فإن الذين وسعوا ورأوا جواز الصلاة بالخفاف بالأحذية فإنهم أيضا اشترطوا طهارة الحذاء وألا يسبب أذى للمسجد ولا للمصلين، وكما قلت إن الأمر في النعل أيسر، لأن النعل لا يمنع أصابع القدمين من ملامسة الأرض أثناء السجود وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسجود على سبعة آراب، وجمهور العلماء على أن السجود على هذه الآراب إنما هو للوجوب، أما الحذاء فلا يتحقق فيه ذلك، ولذلك قلت إنه أكثر إشكالا، ومع ذلك فإن كثيرا من الفقهاء يرخصون في الصلاة بالحذاء، إذا كان المرء يصلي في بيته أو يصلي في خلاء، وقد تكون هذه الرخصة في بعض البلدان مما يحتاج إليه المسلم أخذا بما يرفع عنه الحرج، كالمناطق الحارة شديدة الحرارة ولا يجد بساطا ولا فراشا يصلي عليه، أو في المناطق المغطاة بالثلوج وقد اضطررت بنفسي إلى الأخذ بهذه الرخصة في بعض المناطق التي يغطيها الثلج، لا يمكن أن يؤمر المصلي بخلع الحذاء، ولا يمكن له أن يصلي بالنعلين، يعني نتحدث عن غطاء كثيف من الثلج، أما في المساجد وفي بيوت الله تعالى فالأذى ظاهر لفرش المسجد وهو من وقف المسجد، ومن إيذاء المصلين، فحتى الذين يرخصون في الصلاة بالحذاء فإنهم يشددون في أمر لبسهما داخل المساجد.

وكما تقدم فإن اشتراط الطهارة وعدم إيذاء المصلين هذا مما يشترطه الجميع وإن فعل ذلك فلا يقال بفساد صلاته حتى عند من يشدد في هذه المسألة، لأنه صادف قولا من أقوال المسلمين والله تعالى أعلم.

توجد عادة سيئة عند بعض الشباب وهي أن يقوم الشخص منهم بإلقاء النكت أو محاولة إضحاك المصلين من صحبه وهم يؤدون الصلاة ولا يذهب عنه حتى يراه ضاحكا، ما الحكم الشرعي في من يفعل هذا؟

هذا لا يجوز وهو آثم بهذا الفعل، فلئن كان التشويش على المصلين لا يصح، فكيف بإضحاكهم بإلقاء المضحكات، مما قد يكون كذبا، أو مما قد يكون فيه شيء من السخرية، أو مجاوزة الحدود أو ما لا يليق من القول، فكيف وهو متعمد أيضا أن يفسد على المصلين صلاتهم، فهذا فعل لا يصح أبدا وصاحبه آثم وهو واقع في حرج كبير، وعليه أن يكف عن ذلك، وليست بيوت الله عز وجل محلا لمثل هذه السفاهات بل هي محل لذكر الله تبارك وتعالى، وهي محل لتعظيمه جل وعلا، وهي بيوته الجديرة بالتعظيم والتقديس وتنزيهها عن كل ما لا يليق بها مما أقيمت من أجله، وكذلك المصلي فإنه في مناجاة لربه جل وعلا والواجب على المسلم أن يعين أخاه على الخشوع وأن يصرف عنه ما يمكن أن يشغله عن أمر صلاته لا أن يكون هو الذي يقوم بشغله عن صلاته وبصرفه عنها وبالتندر واتخاذ أمر الصلاة هزوا هذا من صنيع المنافقين الذين لا يرقبون في هذا الدين حدوده، ولا يؤدون للمسلمين حقوقهم فيجب عليهم الكف عن هذا والامتناع، وأن ينهى بعضهم بعضا عن مثل هذا الفعل وأن يتوبوا إلى الله تبارك وتعالى، وهذا إن استمر الناس عليه كما يذكر السائل أنه إذا كان هناك انتشار بمثل هذا الأمر فإنه مؤذن بتنقص من الدين نفسه، وبتحقير من أمر الصلاة، وبتقليل من أهمية الصلاة ومن فعل المصلين، وفيه إشاعة للمنكر والعياذ بالله وكل ذلك ظلمات بعضها فوق بعض، فعلى الجميع أن يتعاونوا على منع مثل هذه العادة الذميمة والله تعالى المستعان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم الله تبارک وتعالى على القرآن الکریم عیسى علیه السلام الصلاة بالحذاء الآیة الکریمة ما لا یلیق یعود إلى أن یکون فی بعض فی هذه فی هذا

إقرأ أيضاً:

التنكيس في قراءة القرآن بين الجواز والكراهة.. ومتى يُبطل الصلاة؟

أثار موضوع "التنكيس" في قراءة القرآن الكريم أثناء الصلاة نقاشاً واسعاً بين العلماء والمصلين حول حكمه الشرعي وأثره على صحة الصلاة. 

أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن التنكيس له أشكال متعددة، ولكل شكل حكمه الخاص في الفقه الإسلامي.

ما هو التنكيس؟
التنكيس هو أن يقرأ المصلي سور القرآن الكريم أثناء الصلاة بترتيب غير مطابق لما هو موجود في المصحف الشريف.

 فعلى سبيل المثال، قد يقرأ المصلي سورة "الناس" في الركعة الأولى ثم سورة "الإخلاص" في الركعة الثانية، رغم أن ترتيب السور في المصحف يعكس العكس.

حكم التنكيس 
بحسب الدكتور علي جمعة، فإن التنكيس جائز لكنه مكروه عند المالكية، بينما يراه الشافعية جائزاً دون كراهة. 

وأضاف أن الأفضل للمسلم أن يلتزم بترتيب السور في المصحف، فهو أكثر دقة وأكمل في التعبد.

لكن الدكتور جمعة لفت النظر إلى نوع آخر من التنكيس وصفه بـ"المحرم"، حيث يقوم البعض بقراءة الآية بشكل مقلوب من نهايتها إلى بدايتها، وهو أمر مرفوض شرعاً ولا يجوز بأي حال من الأحوال.
 

قصر الصلاة .. أمين الإفتاء يصحح أخطاء يقع فيها البعض ويجب تفاديهاما حكم صلاة المرأة بالحذاء؟.. عضو بـ"العالمي للفتوى" تجيبكيف أجلب الخشوع في الصلاة .. نصائح أمين الفتوىهل يشترط قراءة القرآن في الصلاة بالترتيب؟.. دار الإفتاء توضح

متى يُبطل التنكيس في قراءة القرآن الصلاة
من جانبه، أوضح الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن التنكيس في قراءة سور القرآن أثناء الصلاة مكروه لكنه لا يؤثر على صحة الصلاة. 

وأشار إلى أن المكروه هو قراءة السور بغير ترتيبها في المصحف، مثل قراءة "الناس" قبل "الإخلاص".

أما التنكيس داخل السورة الواحدة، كأن يقرأ المصلي نهاية سورة معينة في الركعة الأولى ثم يبدأ في الركعة الثانية بآيات من بدايتها، فهذا يعدّ خطأً شرعياً يُبطل الصلاة تماماً.

أفضلية الالتزام بترتيب السور

أجمع الفقهاء، وفق تصريحات الدكتور علي جمعة، على أن قراءة السور وفق ترتيبها في المصحف هو الأفضل والأكمل للمسلم. 

وأوصى جمعة جميع المصلين بالحرص على الالتزام بهذا الترتيب، فهو يعكس احتراماً للنص القرآني كما أنزله الله عز وجل.

تعليم المصلين وتجنب الأخطاء الشائعة

جاءت هذه التوضيحات خلال لقاءات مباشرة مع الجمهور عبر صفحات دار الإفتاء الرسمية، حيث تم تسليط الضوء على أهمية الوعي بأحكام الصلاة وتجنب الأخطاء التي قد تؤثر على صحتها.

لذلك، على كل مسلم أن يتحرى الدقة في قراءة القرآن أثناء الصلاة، ويحرص على تعلم الأحكام الفقهية المتعلقة بها، لضمان صحة صلاته وتقربه إلى الله بالطريقة الصحيحة.

مقالات مشابهة

  • الشرقية الأزهرية توصل أعمال مسابقة فضيلة الإمام الاكبر لحفظ القرآن الكريم
  • هل الكوارث الطبيعية غضب من الله؟.. الدكتور محمود الهواري يجيب
  • هل يجوز التوسل بالقرآن الكريم؟ الشيخ خالد الجندي: يشفى المرضى ويقضى الحوائج
  • المفتي: حقوق الإنسان في الإسلام ليست مجرَّد شعارات بل فرائض تُؤدى وأمانات تُحفظ
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • التنكيس في قراءة القرآن بين الجواز والكراهة.. ومتى يُبطل الصلاة؟
  • لماذا صلاة الفجر ركعتان؟.. لسبب واحد لا يعرفه كثيرون
  • كيفية صلاة مريض سلس البول.. اعرف الرخصة الشرعية
  • هل تسقط الصلاة عن أصحاب الأعذار؟.. أمين الفتوى يحسم الجدل
  • «الإفتاء»: الصلاة لا تسقط عن المسلم مهما كانت ظروفه الصحية