كشفت مصادر جزائرية موثوقة النقاب عن تعليمات صادرة من أعلى هرم السلطة في الجزائر للمسؤولين والموظفين السامين في الإدارة الجزائرية بعدم العبور على أجواء ومطارات دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك أثناء سفرهم إما في مأموريات رسمية أو في سفريات خاصة.

ووفق وثيقة رسمية صادرة عن وزير النقل الجزائري سعيد سعيود ووقعها نيابة عنه المكلفة بتسيير شؤون ديوان الوزير سعيد بوتفنوشات، بتاريخ 26 تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، وحملت عنوان: "بخصوص العبور عبر مطارات الإمارات العربية المتحدة"، فقد أمرت مصالح الوزير الأول المسؤولين الجزائريين بتجنب المرور عبر أجواء ومطارات الإمارات العربية المتحدة.



وجاء في الوثيقة، التي تحتفظ "عربي21" بنسخة منها، وهي موجهة لكل من: الرؤساء المدراء العامون، المدراء العامون، مدراء النقل للولايات، مدراء المعاهد ومدارس التكوين": "تنفيذا لتعليمات السيد الوزير الأول في إطار تنقلاتكم إلى خارج الوطن لأغراض مهنية أو شخصية يشرفني دعوتكم لتفادي العبور عبر مطارات الإمارات العربية المتحدة لا سيما مطاري دبي وأبو ظبي، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع المستخدمين الموضوعين تجت سلطتكم من العبور عبر مطارات هذه الدولة خلال تنقلاتهم المهنية خارج الوطن".

واختتمت الرسالة، التي حملت طابعا باللون الأحمر مكتوب عليه "سري"، بالقول: "أولي أهمية بالغة للتطبيق الصارم لمحتوى هذه التعليمة".

وتأتي هذه التوجيهات أسابيع قليلة بعد تهنئة تلقاها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من نظيره الإماراتي محمد بن زايد، عقب الانتخابات الرئاسية في الجزائر والتي منحت الرئيس تبون ولاية ثانية مدتها خمسة أعوام.

ووفق مصادر "عربي21"، فإن العلاقات الجزائرية ـ الإماراتية معرضة لمزيد من التصعيد خلال الفترة المقبلة، لا سيما في ظل استمرار تدهور العلاقات بين الجزائر والمغرب، وعدم ظهور أي موقف مغاير للموقف المعبر عنه إماراتيا والمتعلق بدعمها لخيار الحكم الذاتي لإقليم الصحراء.

واعتبر أحمد الدان رئيس مركز الدراسات الأفروآسيوية بالجزائر العاصمة في حديث مع "عربي21"، أن الموقف الجزائري الرسمي تجاه الإمارات سببه السياسات التي انخرطت فيها دولة الإمارات نفسها سواء في علاقاتها مع إسرائيل التي تخوض حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني، أو في علاقاتها الإقليمية المهددة لأمن الجزائر في تونس وليبيا والسودان والمغرب.

وقال الدان: "الجزائر لا تخشى الإمارات خشية استراتيجية، وإنما الإمارات أصبحت خارج منطق العلاقات العربية ـ العربية، بممارساتها مع الثورات المضادة، ودورها المكشوف في السودان خير دليل على ذلك.. نحن عداؤنا مع إسرائيل التي تضرب الجزائر عبر علاقاتها مع المغرب، فقد اشتغلت فرنسا لتقوية تحالف مغربي ـ إسرائيلي ـ ودخلت الإمارات على الخط وكذلك في تونس وليبيا، هذه التصرفات غير الطبيعية تستطيع أن تحطم لا أن تبني.. وبالتالي أن تضع رأسك على الوسادة وحولك مجموعة تعبث بالعنف والسلاح فهذا لا يمكن، ولذلك الجزائر كانت علاقاتها طيبة مع الإمارات، لكن هذه الأخيرة تتصرف بعداء".

وأضاف: "الأمن القومي لا ينبغي أن يبنى على العواطف والتساهل، بل له قواعد معروفة.. وهذه التصرفات التي تقع في المنطقة العربية كلها، وتمس منطقتنا ينبغي أن نأخذها بالجدية اللازمة.. لقد أصبحت الإمارات حقلا اقتصاديا لكثير من الشركات الإسرائيلية مثلما أصبحت المغرب مرتعا للشركات العسكرية الغربية ومنها الإسرائيلية المهددة للجزائر.. ومن هدا المنطلق نحذر من الإمارات ومن حلفائها"، وفق تعبيره.

وفي لندن، رأى الخبير الأمني المنشق عن النظام كريم مولاي في حديث مع "عربي21"، أن الوثيقة لا تحمل جديدا بالنظر إلى تدهور العلاقات بين البلدين، وقال: "مازلنا نذكر الهجوم الذي شنه عبد القادر بن قرينة رئيس حركة البناء الوطني والمرشح الرئاسي السابق على دولة الإمارات واتهمها صراحة بتهديد أمن الجزائر، ثم تلته في ذلك لويزة حنون بذات الرسالة، قبل أن تكشف وسائل الإعلام الجزائرية التابعة للمؤسسات الرسمية هذه المخاوف من دولة الإمارات، والتي أصبحت هاجسا يؤرق السلطات الجزائرية في المدة الأخيرة".

وأكد مولاي، أن "سبب الهجوم الرسمي الجزائري على دولة الإمارات على الرغم من علاقاتها الاقتصادية والسياسية المتينة بالجزائر ووجود جالية جزائرية كبيرة في دولة الإمارات، سببه الرئيس علاقات أبو ظبي بالرباط، وموقف الإمارات الداعم لخيار الحكم الذاتي لإقليم الصحراء".

وأضاف: "أعتقد أن ربط الجزائر الرسمية لعلاقاتها الخارجية بالموقف من الصحراء قد أساء كثيرا إلى علاقات الجزائر التاريخية مع دول المنطقة، وأفقد ديبلةماسيتها التأثير والمصداقية التي تحتفظ بها الجزائر لدى مختلف أحرار العالم، بالنظر إلى الكلفة الباهظة التي قدمتها في معارك التحرير التي خاضتها ضد الاستعمار الفرنسي"، وفق تعبيره.

وكانت صحيفة جزائرية واسعة الانتشار، قد اتهمت في أيلول / سبتمبر الماضي السفيرَ الإماراتي في البلاد، بالتسبب في تخريب العلاقات بين البلدين، ووصفته استنادا لمصادرها بـ"الشخص غير المرغوب فيه".

وكتبت صحيفة "الخبر" تحت عنوان كبير في صدر الصفحة الأولى "السفير الإماراتي.. شخص غير مرغوب فيه" مرفوقا بصورة يوسف سيف خميس سباع آل علي، قالت فيه إن "معلومات مؤكدة تشير إلى أن الشرير وليس السفير، لأنه فقد بما يفعل وظيفته الأساسية، يقف بنسبة 80 بالمئة من جل المشاكل وحدة التوترات في العلاقات بين الجزائر والإمارات".

وأوضحت أن "السفير أصبح يتدخل بشكل سافر في شؤون الدولة التي توفر له الضيافة، ويرفع تقارير مغلوطة عنها إلى قياداته، ويروج لصورة خاطئة ومسيئة عن الجزائر، سعيا منه الدائم إلى تخريب العلاقات وتلويثها حتى لا يحدث أي تقارب بين الدولتين، واضعا نفسه في مرتبة المسؤول الذي يحدد توجه علاقات بلاده مع الجزائر والعكس".

وأضافت: "أمام هذه الأفعال المشينة التي ارتكبها هذا السفير الذي أساء لبلده وشعبه، قد أصبح بالفعل، في إطار العرف الدبلوماسي شخصا غير مرغوب فيه بالجزائر، إذ سيصبح التعامل معه صعبا، إن لم يكن محظورا، بسبب تصرفاته التي لم يحسن فيها الآداب الدبلوماسية، ويحق للجزائر السيدة، كما لأية دولة أخرى أن تضع أي سفير لديها أو عضوا آخر من البعثات الدبلوماسية في خانة شخص غير مرغوب فيه، طبقا للمادة التاسعة من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية الموقعة عام 1961 والتي تنص على أنه للدولة المعتمد لديها -في أي وقت وبدون ذكر الأسباب- أن تبلغ الدولة المعتمدة أن الرئيس أو أي عضو من طاقم بعثتها الدبلوماسية أصبح شخصا غير مقبول، أو أن أي عضو من طاقم بعثتها (من غير الدبلوماسيين) أصبح غير مرغوب فيه".

وكانت صحيفة الشروق، قد ذكرت في آب/ أغسطس 2023، أنها تمتلك معلومات تفيد بوجود "تحركات مشبوهة" لملحق الدفاع بسفارة الإمارات في الجزائر، متوقعة أن تنفجر أزمة دبلوماسية بين الجزائر وأبو ظبي في أي وقت. وقالت الصحيفة نقلاً عن مصادر وصفتها بأنها "دبلوماسية أجنبية موثوقة"، أن الملحق الإماراتي الذي يحمل رتبة عقيد، صرح لأحد الدبلوماسيين، في حضرة نظرائه الأوروبيين، أنه في حال نشوب حرب بين الجزائر والمغرب، فإن بلاده ستقف بكل إمكاناتها مع المملكة العلوية.

وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قد وجّه في تصريحات سابقة له رسالة تحذير لدولة الإمارات، دون أن يذكرها بالاسم، مشيرا إلى أن بلاده لا تزال تعتبرهم أشقاء، لكنها ترفض تصرفاتهم في دول الجوار.

ووجّه تبون رسالة تحذير للإمارات، دون أن يذكرها بالاسم، مشيرا إلى أن بلاده لا تزال تعتبرهم أشقاء، لكنها ترفض تصرفاتهم في دول الجوار.

إقرأ أيضا: صحيفة جزائرية تشن هجوما على الإمارات.. "سفيرها شرير وغير مرغوب فيه"

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الجزائر الإمارات العلاقات التوترات الجزائر علاقات الإمارات توتر المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإمارات العربیة المتحدة مطارات الإمارات دولة الإمارات غیر مرغوب فیه العلاقات بین بین الجزائر

إقرأ أيضاً:

حكومة مدنيه في اراضي الدعم السريع هي الوحيدة التي ستحفظ وحدة السودان، فمم وًلماذا تخافون ؟

د. احمد التيجاني سيد احمد

قرات لعدد من اصحاب النوايا الطيبة، و اتصل بي اخرون محذرين منذرين بان اقامة اي سلطة في الاراضي التي تحتلها قوات الدعم السريع (٧٠ ٪؜ من حملة اراضي السودان ) ما هي إلا نذير شؤم بالانقسام ؟

**انقسام عن ماذا ؟ **

هل يعتقدون بان وحدة السودان غير ممكنة إلا تحت سماء حكومة بورسودان الارهابية الانفصالية التي لا تتمتع بشرعية و لا باعتراف دولي او اقليمي ؟ حكومة بامر فلول الكيزان و سند من حكومة مصر العدو الأكبر للثورة السودانية ؟

ولماذا الاصرار علي ان حكومة السلام والوحدة لن توحد البلاد و البندقية ؟ :
• * لمً تعلن قوات الدعم السريع بانها ستبيع اراضي او مواني او قواعد لروسيا او الصين اوً تعطيها كهبات لتركيا وًمصر وًقطر
• *لم تعلن قوات الدعم السريع بانها ضد الحكم المدني وضد توحيد البندقية وانشاء جيش وطني موحد بعيد عن السياسة خاضع لدستور قومي
• *لم تمنع قوات الدعم السريع وصول الإغاثة و الغذاء للنازحين و المهجرين
• *لمً تعلن قوات الدعم السريع بانها ستقف عائقا امام عودة النازحين و انما ستعمل علي تسهيل عودتهم و الترحيب بهم تحت حماية الامم المتحدة و الاتحاد الأفريقي
**نعم** أعلنت قوات الدعم السريع نواياها في تحرير الأراضي التي تعاني من الحكم الاسلاموي الدموي الشمولي

**نعم** أعلنت قوات الدعم السريع إستعدادها لمد اليد لكل الحركات المسلحة و الغير مسلحة و لكل المكونات المدنية و الشعبية

**نعم** في راي ان هذه الحكومةً ستكون قادرة علي الانتشار
افقيا تحت حماية المجتمع الافريقي والدولي الي بورسودان وًحلفا و شندي و عطبرة و القضارق و الدمازين ..

اري بانها ستكون حكومة كل الشعب السوداني بدون تطرف او جهوية اًو قبلية .. و لن تقتصر علي المهمشين دون الغير مهمشين و لا علي جهة دون جهة و سيكون مقرها الخرطوم العاصمة القومية

**كلمة اخيرة**: يا ايها المثقفون وًالمترددون والشموليون و اليساريون : لقد ضيعنا ٦٩ عاما وانتم تنظرون و تنتظرون مفاجاءات سارة من السماء . **حان الان وقت العمل** . حكومة السلام وًالوحدة متاحة لعيش كريم لكل اهل السودان حتي المنبوذين الكيزان ..

نواصل

د. احمد التيجاني سيد احمد
مطار اديس ابابا - ١٠ يناير ٢٠٢٥

ahmedsidahmed.contacts@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • جعبوب: رفض منح التأشيرة الفرنسية لن يغلق لا أبواب الجنة ولا أبواب العالم في وجوه الجزائريين
  • تقليص التأشيرات وفرض ضرائب مرتفعة على الجزائريين ..الخارجية الفرنسية ترد 
  •  الجزائر تدعو إلى مشاورات مغلقة حول الأوضاع الخطيرة التي تواجهها الأونروا بفلسطين
  • حكومة مدنيه في اراضي الدعم السريع هي الوحيدة التي ستحفظ وحدة السودان، فمم وًلماذا تخافون ؟
  • رئيس غواتيمالا يمنح السفير المنهالي وسام «أنطونيو خوسيه»
  • عطاف: إعادة فتح الخط الجوي بين الجزائر والكونغو
  • أقوى جوازت السفر في العالم سنة 2025 .. الجزائر في هذه المرتبة 
  • عبدالله بن زايد يؤكد حرص الإمارات على دعم الشعب الأفغاني
  • لوبوان تكشف خفايا اعتقال المؤثرين الجزائريين في فرنسا
  • الإمارات تدين نشر حسابات رسمية إسرائيلية خرائط إسرائيل التاريخية