ما هو تعفن الدماغ الذي اعتبرته جامعة أكسفورد كلمة العام؟
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
ففي تأكيد جديد على الجانب السلبي للهواتف المحمولة، اختارت دار نشر جامعة أكسفورد مصطلح "تعفن الدماغ" كلمة العام 2024، وذلك بعد تحليل دقيق شمل 26 مليار كلمة من مصادر الأخبار العالمية الناطقة بالإنجليزية.
ويعتبر "تعفن الدماغ" واحدا من التداعيات السلبية لاستخدام الهواتف المحمولة وهي تعني تدهور الحالة العقلية أو الفكرية للشخص بسبب الإفراط في التعامل مع المواد التي تعتبر تافهة أو غير مهمة.
وتم اعتبار "تعفن الدماغ" كلمة العام بعد تصويت عام شارك فيه أكثر من 37 ألف شخص، وبعد مناقشة عامة على مستوى العالم وتحليل بيانات اللغة.
ولاحظ خبراء اللغة في جامعة أكسفورد -المسؤولة عن إصدار قاموس أكسفورد الإنجليزي الشهير- أن معدل استخدام هذا المصطلح، "تعفن الدماغ"، زاد بين عامي 2023 و2024 بنسبة 230%.
ما هو تعفن الدماغ؟ويستخدم هذا المصطلح لوصف حالة الضبابية والخمول الذهني الذي يصيب الإنسان نتيجة الإفراط في النظر للشاشة أو استهلاك المحتوى القصير والسريع على منصات مثل تيك توك وإنستغرام.
وتزيد احتمالات الإصابة بهذه الحالة كلما ابتعد الشخص عن ممارسة أي تحديات أو واجبات ذهنية لتنشيط الدماغ.
وتتمثل أعراض "تعفن الدماغ" في ضعف في الذاكرة مع زيادة النسيان وصعوبة التركيز، خاصة في الأمور التي تتطلب مجهودا عقليا، بالإضافة إلى التعب الذهني أو الشعور بالإرهاق وانخفاض النشاط البدني بسبب التسمر أمام الشاشة لفترات طويلة.
إعلانوثمة من يشبه "تعفن الدماغ" بمرض ألزهايمر، غير أن الفارق بينهما كبير لأن الأول ناجم عن سلوك يمكن تغييره، أما الثاني فيحدث نتيجة حالة عصبية تتسبب في فقدان تدريجي للقدرات المعرفية بسبب مشاكل طبية.
وتفاعل نشطاء مع اختيار هذا المصطلح، حيث كتب محمد العباس: "أظن أن هذا المصطلح سيدخل خلال الفترة القادمة في قائمة التشخيص الطبي الرسمي، وسيقال للمدمن الرقمي: أنت مصاب بعفن الدماغ".
وكتب جهاد: "تعفن الدماغ والضمير والذهن والسلوك، لم يبق شيء إلا تدهور بفعل التفاهة". في حين قالت رفاء أبو الرب، إن هذا المصطلح هو "أصدق كلمة تصف الواقع اللي عايشينه مع ظهور التريندات والمحتويات السخيفة اللي مش مفهومة واللي للأسف جيل الشباب والأطفال يمشوا وراها بدون وعي".
وأخيرا، قال علي "الجيل الجديد عم يدخل كلمات ومعاني جديدة وتعريفات تتماشى مع ثورة السوشيال ميديا اللي مسيطرة على حياتنا بكل شيء".
وينصح الخبراء بتبني حزمة من السلوكيات لتصحيح تعفن الدماغ أو لتجنب الوصول إليها ومنها: التقليل من التعرض للشاشة خاصة قبل النوم، تنظيم المحتوى الذي يتابعه المستخدم على المنصات، متابعة الأشخاص أو الصفحات ذات المحتوى القيم، والانخراط في أنشطة تنشط العقل، وممارسة التمارين الرياضية.
وتفوق مصطلح "تعفن الدماغ" على مصطلحات أخرى كانت تنافسه هذا العام وأهمها مصطلح slop أي: "المحتوى الرديء الذي تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي، مكتوبا كان أم مصورا".
ورغم هذا الاعتراف، فلم تُدرج كلمة "تعفن الدماغ" بعد في قاموس أكسفورد الإنجليزي، وهو الحال نفسه مع كلمات سابقة فازت باللقب، ذلك لأن اعتماد الكلمات في القاموس يتطلب استخداما واسع النطاق ومستديما.
4/12/2024-|آخر تحديث: 4/12/202409:31 م (بتوقيت مكة المكرمة)المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات هذا المصطلح تعفن الدماغ
إقرأ أيضاً:
دراسة تحذر من تزايد مستويات الميكروبلاستيك في الدماغ البشري
تشير دراسة جديدة إلى أن التلوث بالميكروبلاستيك، الذي شهد ارتفاعًا هائلًا خلال الخمسين عامًا الماضية، قد ينعكس في تزايد نسبة هذه الجزيئات في أدمغة البشر. وكشفت الدراسة، التي أجريت على أنسجة مأخوذة من عمليات تشريح بعد الوفاة بين عامي 1997 و2024، عن اتجاه تصاعدي في تلوث الدماغ بالميكروبلاستيك والنانو بلاستيك. كما تم العثور على هذه الجزيئات في عينات من الكبد والكلى.
وأظهرت الدراسة أن تركيز الميكروبلاستيك كان أعلى بست مرات في عينات دماغية لأشخاص مصابين بالخرف. ومع ذلك، حذر الباحثون من أن الضرر الذي يسببه الخرف في الدماغ قد يؤدي إلى تراكم هذه الجزيئات، مما يعني أنه لا يمكن افتراض وجود علاقة سببية مباشرة.
وقال الباحثون، بقيادة البروفيسور ماثيو كامبن من جامعة نيو مكسيكو بالولايات المتحدة: "نظرًا للانتشار المتزايد للميكروبلاستيك والنانو بلاستيك في البيئة، فإن هذه البيانات تستدعي جهودًا بحثية أوسع لفهم تأثيرها المحتمل على الاضطرابات العصبية وصحة الإنسان بشكل عام".
الميكروبلاستيك هو نتاج تحلل النفايات البلاستيكية، وقد انتشر في جميع أنحاء العالم، من قمة جبل إيفرست إلى أعماق المحيطات. ويتعرض الإنسان لهذه الجزيئات عبر الطعام والماء واستنشاق الهواء.
وفي دراسة حديثة أخرى، تبين أن التلوث البلاستيكي في المشيمة كان أعلى بكثير لدى النساء اللاتي أنجبن مبكرًا. كما أظهر تحليل آخر أن الميكروبلاستيك يمكن أن يسد الأوعية الدموية في أدمغة الفئران، مما يؤدي إلى أضرار عصبية، رغم أن الشعيرات الدموية البشرية أكبر حجمًا.
تم نشر الدراسة الجديدة في مجلة Nature Medicine، حيث حللت عينات من الدماغ والكبد والكلى لـ 28 شخصًا توفوا في عام 2016 و24 شخصًا توفوا في عام 2024 في نيو مكسيكو. وأظهرت النتائج أن تركيز الميكروبلاستيك كان أعلى في أنسجة الدماغ مقارنة بالكبد والكلى، كما كان التلوث أعلى في العينات المأخوذة عام 2024 مقارنة بعام 2016.
كما وسّع الباحثون نطاق التحليل ليشمل أنسجة دماغية لأشخاص توفوا بين عامي 1997 و2013 على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، حيث أظهرت البيانات اتجاهًا تصاعديًا في تلوث الدماغ بالميكروبلاستيك من عام 1997 إلى 2024.
وكانت مادة البولي إيثيلين، المستخدمة في الأكياس البلاستيكية وتغليف الأطعمة والمشروبات، هي النوع الأكثر شيوعًا من البلاستيك الموجود، حيث شكلت 75% من إجمالي الجزيئات البلاستيكية المكتشفة. ووجدت الدراسة أن الجسيمات في الدماغ كانت في معظمها على شكل شظايا وقطع نانوية من البلاستيك. كما لم تتأثر تركيزات الميكروبلاستيك في الأعضاء بعوامل مثل عمر الشخص عند الوفاة أو سبب الوفاة أو الجنس أو العرق.