تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تتزين المدن والقرى حول العالم احتفالاً بعيد الميلاد المجيد، الذي يمثل رمزًا للمحبة والسلام والتسامح، ومع اقتراب هذه المناسبة، تبدأ التحضيرات في الكنائس والمجتمعات، لتشهد الصلوات والقداسات التي تجسد المعاني الروحية العميقة لذكرى ميلاد المسيح. وهذا العام، تحمل احتفالات عيد الميلاد طابعًا خاصًا، إذ تأتي وسط تحديات عديدة، سياسية وإنسانية، ورغم الظروف، تسعى المجتمعات المسيحية إلى الحفاظ على جوهر هذه المناسبة كدعوة للتآخي والسلام، مع مظاهر احتفالية محدودة تراعي واقع الأزمات المستمرة.

تستعد سوريا و لبنان وقطاع غزة لاستقبال عيد الميلاد لعام 2025 وسط ظروف مختلفة بعد سنة 2024 التي كانت مليئة بالمآسي، من الحروب والأزمات الإنسانية، علي الرغم من ذلك، يبدو أن هناك بعض التحركات لتقديم مغايرة نسبياً هذا العام .

في عام 2025، تتجه "سوريا "للاحتفال بعيد الميلاد المجيد وسط تحديات اقتصادية واجتماعية مستمرة، مع رسائل تضامن قوية تجاه الأوضاع في المنطقة، خاصة في قطاع غزة ، الكنائس المسيحية في سوريا، وخاصة السريان الأرثوذكس والروم الأرثوذكس، تُركز هذا العام على إحياء الطقوس الدينية والصلوات في أجواء تتسم بالتواضع، حيث يغلب الطابع الروحي على المظاهر الاحتفالية التقليدية.

أبرز ملامح احتفالات عيد الميلاد 2025 في سوريا:
- صلوات ودعوات للسلام:
ستُقام القداسات في الكنائس الكبرى مثل كنيسة مار أفرام للسريان الأرثوذكس وكنيسة الصليب للروم الأرثوذكس، مع التركيز على الدعوة لإنهاء النزاعات الإقليمية وتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

- زينة متواضعة:
على الرغم من غياب الاحتفالات الصاخبة، تتزين بعض المناطق مثل باب توما والقصاع في دمشق بزينة خفيفة، كإشارة رمزية للأمل والتفاؤل، أما في مدينة حلب، فمن المتوقع أن تشهد زينة شجرة الميلاد عودة جزئية، لكنها ستركز على رسائل التضامن والسلام.

- مظاهر اجتماعية محدودة:
بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، ستقتصر الاحتفالات العائلية على تجمعات صغيرة، مع تبادل الهدايا الرمزية، وخاصة في المجتمعات المسيحية الصغيرة في دمشق وحلب.

- رسائل إنسانية:
القيادات المسيحية في سوريا أعادت التأكيد على أهمية عيد الميلاد كمناسبة لترسيخ قيم المحبة والتضامن، خاصة مع الضحايا والمتضررين من الأزمات في غزة وسوريا نفسها.

سياق الاحتفال:
في العام الماضي (2024)، أُلغيت مظاهر الاحتفال العامة تضامنًا مع قطاع غزة، لكن عام 2025 يُتوقع أن يشهد عودة خجولة للاحتفالات، مع التركيز على البعد الروحي والإنساني، بدلًا من البهجة المادية.


أما "لبنان"  يحتفل بعيد الميلاد المجيد وسط ظروف اقتصادية وأمنية معقدة، لكن هذه المناسبة تظل فرصة لإحياء الأمل والتأكيد على قيم المحبة والسلام ، رغم التحديات تسعى المجتمعات اللبنانية، وخاصة المسيحية، إلى الحفاظ على الطابع الروحي والاجتماعي لهذه المناسبة.

أبرز ملامح احتفالات عيد الميلاد في لبنان 2025:
- بيروت: بين الفرح والتحديات
في العاصمة بيروت، تُزين شجرة الميلاد الكبيرة وسط المدينة، حيث تُقام فعاليات ثقافية وموسيقية لجذب السكان والمغتربين، ومن المتوقع أن تشهد الساحات الكبرى مثل ساحة الشهداء تجمعات لاحتفالات الميلاد، وإن كانت بحجم أقل مقارنة بالسنوات السابقة، نظرًا للأوضاع الاقتصادية.
 

- القرى الجبلية: بساطة وعراقة
في القرى الجبلية مثل بشري وزغرتا، تستمر الاحتفالات بطابع تقليدي وروحي، مع تنظيم قداسات جماعية وزينة محلية بسيطة تزيّن الشوارع والكنائس. هذه المناطق تُعرف بجمع العائلات في أجواء دافئة للاحتفال بالمناسبة.

- رسائل تضامن وسلام:
بسبب استمرار الأزمات الإقليمية وتأثر لبنان بها، تُخصص الكنائس صلوات خاصة للسلام، وتركز الخطب الدينية على أهمية التآخي وتقديم الدعم للمتضررين في غزة وسوريا. يحتل هذا الجانب الإنساني حيزًا كبيرًا من احتفالات الميلاد هذا العام.

- مبادرات خيرية:
العديد من الجمعيات المسيحية تنظم حملات لتوزيع الهدايا والمساعدات للعائلات المحتاجة، خصوصًا في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، هذه المبادرات أصبحت جزءًا أساسيًا من روح الميلاد في لبنان.

في لبنان، يحتفل السريان الأرثوذكس والروم الأرثوذكس بعيد الميلاد المجيد مع التركيز على الجوانب الروحية والإنسانية في ظل الظروف الاقتصادية والأمنية الحالية.

السريان الأرثوذكس: في لبنان، يتميز السريان الأرثوذكس بتقاليد دينية عميقة خلال فترة عيد الميلاد، قد تُقام قداسات في الكنائس الكبرى مثل كاتدرائية مار أفرام في بيروت، حيث يُحتفل بالمناسبة في جو روحي مشبع بالصلاة والدعاء من أجل السلام في لبنان والمنطقة.

في بعض المناطق الجبلية التي يعيش فيها السريان الأرثوذكس، مثل عكار والجنوب اللبناني، تُنظم احتفالات دينية بسيطة تشمل تجمعات عائلية لتبادل التهاني والصلاة.

الروم الأرثوذكس:

على غرار السريان، يحتفل الروم الأرثوذكس في لبنان بحلول عيد الميلاد بإقامة قداسات وفعاليات دينية، خصوصًا في المدن الكبرى مثل بيروت وطرابلس.

عام 2025، قد تتسم الاحتفالات بالبساطة، إذ يظل التركيز على الاحتفال الروحي والديني، في وقت يعاني فيه لبنان من صعوبات اقتصادية وأمنية.


- في بعض المناطق مثل المتنية وزغرتا، تُنظم أيضًا فعاليات دينية وإنسانية مع رسائل تضامن مع باقي المناطق المتضررة من الأزمات في المنطقة.

رسائل الإنسانية:

- كما هو الحال في معظم الاحتفالات المسيحية في لبنان هذا العام، تُعد الصلوات من أجل السلام أحد أبرز جوانب عيد الميلاد المجيد في الكنائس الأرثوذكسية. يتم التأكيد على قيم التضامن والتآخي، خاصة في ظل الوضع الحالي في غزة وسوريا .

الأنشطة الإنسانية:
-العديد من الكنائس والجمعيات الخيرية التابعة للسريان والروم الأرثوذكس في لبنان تنظّم حملات مساعدات للعائلات المحتاجة، بهدف نشر روح الميلاد الحقيقية عبر تقديم الدعم للمجتمعات المتضررة من الأزمات .

 

أما عن دور شجرة الإنارة في احتفالات عيد الميلاد تلعب دورًا مهمًا في خلق الأجواء الاحتفالية والروحانية. 
فهي من أبرز المظاهر التي تميز هذه المناسبة في العديد من الدول، بما في ذلك لبنان وسوريا وغزة.
- رمز للنور والأمل:
شجرة الميلاد المزينة بالأضواء تمثل “نور المسيح” الذي جاء ليبدد الظلام ويبعث الأمل في العالم، حيث تعتبر الشجرة رمزًا للأمل والتجديد.
 

- تعزيز الأجواء الاجتماعية:
في المدن الكبرى مثل بيروت ودمشق، تُعتبر شجرة الإنارة مركزًا للاحتفالات العامة والتجمعات العائلية. يتم تنظيم فعاليات ترفيهية وثقافية حول الشجرة، مثل الحفلات الموسيقية والعروض الضوئية، مما يعزز من التواصل الاجتماعي والروح الاحتفالية.
 

تعزيز الشعور بالوحدة:
في بعض المناطق، خاصة في ظل الأزمات السياسية أو الاقتصادية، تساهم شجرة الميلاد في تعزيز الشعور بالوحدة بين المجتمعات المحلية. فهي ليست مجرد ديكور، بل تمثل رابطًا بين الناس من خلفيات ثقافية ودينية مختلفة.

شجرة الميلاد في لبنان وسوريا وغزة:
- في لبنان، يتم تزيين الساحات العامة والشوارع بشجر الميلاد المضاءة بالألوان الزاهية. بالرغم من التحديات الاقتصادية، يحرص اللبنانيون على إضاءة الأشجار الكبرى في الساحات العامة، مثل شجرة ساحة الشهداء في بيروت، التي تصبح نقطة تجمع للزوار والسياح.
 

في سوريا، تمثل الشجرة هذا العام تجديدًا للآمال، خاصة في دمشق وحلب، حيث تُزين الكنائس والساحات بهذه الأشجار ذات الأضواء الزاهية. ومع الظروف الصعبة، تكون الشجرة رمزًا للمقاومة والصمود.
 في غزة، حيث الظروف الإنسانية في أقصى درجات الصعوبة، تظل شجرة الميلاد هي رمز للأمل، ولو أنها تقتصر غالبًا على الأماكن الدينية مثل الكنائس. ومع ذلك، تقدم الشجرة رسالة رمزية بأن الأمل والحياة يمكن أن يستمرا رغم المعاناة .

فهي تساهم في نشر الفرح والأمل خلال موسم الأعياد، وتعتبر جزءًا من الطقوس الاجتماعية التي تجمع العائلات والجيران معًا للاحتفال.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: زمن التحديات رسالة أمل أعياد الميلاد غزة سوريا لبنان احتفالات عید المیلاد بعید المیلاد المجید السریان الأرثوذکس هذه المناسبة شجرة المیلاد الترکیز على بعض المناطق الکبرى مثل فی الکنائس المیلاد فی هذا العام فی لبنان فی سوریا خاصة فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

مجلة سويسرية: البابا فرنسيس جعل الكنيسة الكاثوليكية صوتا للسلام في زمن الحرب

أكد رئيس تحرير مجلة "فيلتفوخه" روجر كيبل أن البابا فرنسيس رسخ مكانة الكنيسة الكاثوليكية كصوت للسلام في زمن الحرب عبر دعواته المتكررة للغرب وكييف للتفاوض وإنهاء النزاع في أوكرانيا.

وقال كيبل: "في وقت كان فيه جميع السياسيين النافذين في واشنطن وبروكسل مسكونين بحمى الحرب، ويتغذون على صور العدو الشرير المزعوم المتمثل بروسيا، كان لدى فرنسيس الشجاعة لتوبيخ السياسيين الغربيين المتغطرسين على أخطائهم في أوكرانيا".

وأضاف أن موجة الانتقادات الشديدة التي أعقبت تلك المواقف لم تثن البابا عن موقفه، بل على العكس، أبدى تفهما لموقف روسيا.

وتابع كيبل: "في مثل هذه اللحظات، بدت جلية قوة الكنيسة وسلطتها الأخلاقية، تلك الكنيسة التي لا تختبئ خلف جدران القصور، بل تسبح ضد التيار وتواجه التيارات العلمانية. وبفضل صدقه المباشر، الذي يكاد يلامس السذاجة أحيانا، نجح البابا في الحفاظ على مصداقيته أمام المجتمع الدولي، وجعل من الكنيسة صوتا للسلام في زمن الحرب".

وكان البابا فرنسيس قد وجه عدة دعوات لإجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا، من بينها تصريح أدلى به عام 2024 في مقابلة صحفية، قال فيه إن "من يدرك أنه بات في موقف ضعيف أو أن الأمور لا تسير كما ينبغي، عليه أن يتحلى بالشجاعة ويمضي نحو التفاوض، لتجنب الأسوأ والحؤول دون سقوط مزيد من الضحايا".

وقد استخدم في هذا السياق عبارة "رفع الراية البيضاء"، وهو ما فسرته بعض وسائل الإعلام الغربية على أنه دعوة لاستسلام كييف، ما أثار انتقادات حادة من قبل سياسيين غربيين وأوكرانيين ممن يريدون تغذية الصراع بدلا من إيقافه.

تجدر الإشارة إلى أن البابا فرنسيس تولى رئاسة الكنيسة الكاثوليكية منذ عام 2013، وتوفي الاثنين الماضي عن عمر ناهز 89 عاما.

ومن المقرر أن تقام مراسم تشييعه يوم السبت، 26 أبريل، وأعلن الفاتيكان أن نحو 130 وفدا أكدوا مشاركتهم في المراسم، من بينهم نحو 50 رئيس دولة وعشرة من الملوك الحاليين.

وتقام مراسم الوداع في كاتدرائية القديس بطرس، فيما أوصى الراحل بأن يوارى الثرى في بازيليك سانتا ماريا ماجوري (العذراء الكبرى). ومن المقرر أن تُجرى مراسم الدفن يوم 26 أبريل.

وفي الأرجنتين، مسقط رأس البابا، أعلنت حالة حداد وطني لمدة أسبوع إثر وفاته.

مقالات مشابهة

  • كبسولات في عين العاصفة : رسالة رقم [173]
  • مجلة سويسرية: البابا فرنسيس جعل الكنيسة الكاثوليكية صوتا للسلام في زمن الحرب
  • وزارة الخارجية الإيرانية تدين العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة ولبنان
  • حصيلة رسمية جديدة لعدد القتلى من جيش الاحتلال في الحرب على غزة ولبنان
  • الخارجية الايرانية تدين العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة ولبنان
  • أرقام تكشف.. كم بلغ عدد قتلى إسرائيل في عام من الحرب على غزة ولبنان؟
  • هذه حصيلة قتلى الاحتلال خلال عام في الحرب على غزة ولبنان
  • 300 قتيل في عام لجيش الاحتلال ودعوات لوقف الحرب
  • الرئيس السيسي يوجه رسالة للشعب المصري بشأن التحديات في المنطقة
  • مقتل عميد في نظام الأسد وإصابات في انفجار مسيرة بحدود سوريا ولبنان