«قد ينفجر جسدها في أي لحظة».. فتاة تعاني من اضطراب نادر يذيب أعضائها
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
تخوض طالبة جامعية صراعًا يوميًا من أجل البقاء، تحاول التغلب على مرض نادر يهدد حياتها ويجعل جسدها يذوب ببطء، إذ تعيش الفتاة العشرينية في سجن جسدها الضعيف، حيث تقضي أيامها وهي تكافح آلامًا مستمرة وشعورًا دائمًا بالتعب والإرهاق، خاصة بعدما أخبرها الأطباء أنّ أعضائها قد تنفجر في أي لحظة.
رحلة «كايلي» مع متلازمة وراثية نادرةكايلي، البالغة من العمر 20 عامًا، ولدت مصابة بمتلازمة لويز ديتز (LDS)، وهو اضطراب وراثي نادر لم يكتشفه الأطباء إلا منذ عقدين من الزمن، في نفس الوقت الذي ولدت فيه تقريبًا، حتى أنّ ندرة المرض جعلت العدد الدقيق للحالات لا يزال غير واضح، إذ قدرت إحدى الدراسات وجود ما يقرب من 4000 حالة في جميع أنحاء العالم، بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
هذه المتلازمة النادرة، تؤدي إلى إضعاف النسيج الضام الذي يدعم ويعطي بنية للعظام والعضلات والأعضاء، ويؤدي هذا إلى تشوهات في القدم «القدم الحنفاء»، وفرط ثني المفاصل المؤلم، وهشاشة العظام، والجنف «ميلان جانبي في العمود الفقري»، وتشوهات الفم، وتمزقات القلب، وخضعت «كايلي» بالفعل لعدد من الإجراءات لإدارة حالتها وعكس العيوب، بما في ذلك إجراء واحد مباشرة بعد الولادة لتصحيح وضع ساقيها.
ويصاب مرضى متلازمة لويز ديتز أيضًا بسمات أخرى مثل العيون المتباعدة والمائلة، والأصابع المنحنية، والتورم في العمود الفقري والجلد الشفاف، وغالبًا ما يولد المصابون بهذا المرض بعيوب في القلب، حيث تؤدي هذه الحالة إلى تضخم الشريان الأورطي، بالإضافة إلى التهاب في الجهاز الهضمي والأعضاء المجوفة المعرضة للتمزق.
وبحلول سن التاسعة، أصيبت «كايلي» بقصور في القلب لأنّ النسيج الضام غير الطبيعي المحيط بقلبها سمح للعضو بالنمو بشكل كبير، وعندما يحدث هذا، يتعين على القلب أن يضخ الدم بقوة أكبر، ما يضعف القلب بمرور الوقت ويؤدي في النهاية إلى قصور القلب، والآن، تسببت أوعيتها الدموية الضعيفة في ظهور ستة تمددات في جميع أنحاء جسدها، والتي يمكن أن تنفجر في أي لحظة، تقول «كايلي»: «بشكل أساسي، يتأثر كل شيء في جسدي، أستطيع أن أقول إن جسدي يشبه جسد شخص يبلغ من العمر 75 عامًا، أنا اسميها اضطراب الذوبان، فأنسجتي الضامة كلها ضعيفة للغاية، وبالتالي فهي لا تحملني حقًا أو تحمل نظامي الهيكلي».
وتعاني «كايلي» أيضًا من انحناء أصابعها ما يقلل من قدرتها على الحركة، كما أنها تنحني بشدة في اتجاهات مختلفة، ورغم أنها أرادت إصلاح أصابعها، إلا أنّ الأطباء يعتقدون أنها تجاوزت مرحلة التصحيح على الرغم من أنّها تمارس بانتظام تمارين صغيرة لزيادة القوة في يديها، وتعاني أيضًا من تقوس القدمين، وضعف الأوعية الدموية، وتمدد الأوعية الدموية، ولديها حاليًا ستة أورام منتشرة في جميع أنحاء جسدها، وإذا تمزقت، يمكن أن تؤدي إلى نزيف داخلي مميت، ما يسبب الصدمة وفشل الأعضاء والوفاة بسبب فقدان كمية كبيرة من الدم.
«كايلي» خضعت لـ20 عملية جراحيةوخضعت «كايلي» حتى الآن لحوالي 20 عملية جراحية في العمود الفقري وتم زرع سبعة قضبان في ظهرها لتصحيح انحراف العمود الفقري الشديد لديها، ويقول الأطباء إنّ متوسط العمر المتوقع لهؤلاء المرضى 37 عامًا فقط، ويكون السبب الأكثر شيوعًا للوفاة بين هؤلاء المرضى هو تمزق في الشريان الأورطي ونزيف في المخ.
وعلى الرغم من معاناتها، تصف «كايلي» نفسها بأنها الشخص الأكثر حظًا، كما أنّها تحب الحياة كثيرًا، لكنها لا تزال تكافح في بعض الأحيان لمواجهة موتها، وأشارت إلى أنها مرت بعدة فترات من الاكتئاب وتخشى ألا يكون لديها ما يكفي من الوقت، لكنها تركز على تحقيق أقصى استفادة من كل يوم: «سأبذل كل ما في وسعي لأعيش الحياة التي اخترت أن أعيشها، وإذا كنت سأقضي نصف الوقت في المستشفى من أجل ذلك، فإن النصف الآخر من الوقت سأفعل الأشياء التي أريدها».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: اضطراب وراثي اضطراب نادر مرض نادر العمود الفقری
إقرأ أيضاً:
لماذا أوقفت نقابات المهندسين والصحفيين والمحامين التعامل مع معامل البرج والمختبر وألفا؟
في تصعيد لافت للأزمة بين النقابات المهنية وبعض معامل التحاليل الكبرى في مصر، أعلنت نقابات المهندسين والمحامين والصحفيين إيقاف التعامل مع معامل "البرج"، "المختبر"، و"ألفا". جاء القرار بعد خلافات حول الأسعار المقررة للتحاليل الطبية لأعضاء النقابات، حيث اعتبرت النقابات أن هذه الممارسات تمييزية وغير عادلة مقارنة بأسعار معاملات مماثلة تقدمها تلك المعامل لجهات أخرى. الأزمة أثارت جدلًا واسعًا، مع انعكاسات مباشرة على آلاف المستفيدين من خدمات الرعاية الصحية.
وتستعرض "الفجر" أسباب الأزمة وهي:
تمييز في الأسعار: أشارت النقابات إلى أن إصرار هذه المعامل على التمييز في الأسعار بين أعضاء النقابات المهنية يضر بمبادئ العدالة ويؤدي إلى احتقان مجتمعي.
زيادة غير مبررة: أوضح ممثل نقابة الصحفيين أن أسعار التحاليل في نقابة الصحفيين تزيد بنسبة 30% عن أسعار اتحاد نقابات المهن الطبية، بالمخالفة للتعاقد الذي ينص على التعامل بأسعار نقابة الأطباء.
ردود فعل المعامل: أحد مسؤولي معمل "ألفا" أشار إلى أنه تم الاتفاق مع النقابات على زيادة بنسبة تتراوح بين 15% و18%، ووافقت النقابات، إلا أنهم رفضوا بعد ذلك عقب اجتماعهم مع اتحاد النقابات.
وأكد المسؤول أن المعمل يسعى للتفاوض لحل الأزمة.
تأثير الخلاف
ويؤثر هذا الخلاف على آلاف الأعضاء في النقابات الثلاث، حيث يعتمدون على هذه المعامل لإجراء التحاليل الطبية ضمن برامج الرعاية الصحية. إيقاف التعامل قد يدفع الأعضاء للبحث عن بدائل أخرى، مما يضيف عبئًا على النقابات لتوفير خدمات بديلة تلبي احتياجات أعضائها.
خطة مستقبلية للنقابات المهنية بشأن أزمة معامل التحاليل
النقابات المهنية الثلاث (المهندسين، الصحفيين، والمحامين) أكدت أن هناك خططًا مستقبلية واضحة لمواجهة هذه الأزمة والحفاظ على حقوق أعضائها، أبرز ملامحها:
1. البحث عن بدائل:
النقابات بدأت التواصل مع معامل أخرى لتوفير خدمات التحاليل الطبية بنفس الجودة وبأسعار عادلة، مع التأكيد على ضمان التغطية الجغرافية لجميع محافظات الجمهورية.
2. إنشاء منظومة صحية مستقلة:
أبدى بعض ممثلي النقابات اهتمامًا بتطوير منظومة صحية خاصة، تشمل شراكات مع مقدمي الخدمات الصحية، بهدف تقديم خدمات شاملة للأعضاء بعيدًا عن سياسات المعامل الكبرى.
3. التنسيق مع الجهات الحكومية:
تسعى النقابات للتواصل مع وزارتي الصحة والتضامن الاجتماعي لضمان عدم تكرار هذه الأزمة، وتعزيز الإشراف الحكومي على أسعار الخدمات الصحية المقدمة للنقابات المهنية.
4. إطلاق حملات توعية:
تعتزم النقابات تنظيم حملات توعية للأعضاء حول حقوقهم الصحية وسبل الاستفادة المثلى من برامج الرعاية الصحية، بالإضافة إلى تقديم نصائح حول كيفية اختيار الجهات الصحية المناسبة.
5. استمرار الضغط التفاوضي:
النقابات أكدت أنها ستبقي باب الحوار مفتوحًا مع معامل التحاليل الكبرى، ولكنها ستواصل الضغط لإعادة النظر في الأسعار الحالية وضمان معاملة عادلة لجميع النقابات المهنية.
6. تعزيز التعاون بين النقابات:
ظهرت مقترحات لعقد اجتماعات دورية بين النقابات المهنية لتوحيد جهودها التفاوضية مع مقدمي الخدمات الصحية، بما يحقق نتائج أكثر فاعلية ويدعم أعضائها بشكل أفضل.
تصريحات النقباء الثلاثة
المهندس طارق النبراوي نقيب المهندسين: أوضح النبراوي أن المعامل لم تُظهر أي استجابة إيجابية خلال فترات المفاوضات، بل سعت لفرض أمر واقع غير مقبول، مما دفع النقابات إلى اتخاذ قرار إيقاف التعامل معها.
الأستاذ خالد البلشي نقيب الصحفيين: حذر البلشي من خطورة احتكار الخدمات الصحية، مؤكدًا أن هذه الممارسات تؤدي إلى ارتفاع أسعار الخدمات وتضر بالمواطنين.
وأشار إلى أن نفس التحليل يتم تقديمه للمواطنين من نفس الجهة بأسعار تصل إلى 345 جنيهًا، بما يزيد عن 6 أضعاف سعره.
الأستاذ عبد الحليم علام نقيب المحامين: أكد علام أن إصرار هذه المعامل على التمييز في الأسعار بين أعضاء النقابات المهنية يضر بمبادئ العدالة، وسوف يؤدي إلى خلق حالة من الاحتقان المجتمعي.
وأشار إلى أن جميع النقابات المهنية هي جهات غير هادفة للربح، تسعى إلى حماية مصالح أعضائها وتقديم أفضل الخدمات لهم، وهو ما يجعل هذه الممارسات غير مبررة على الإطلاق.
هذا وتسلط أزمة نقابات المهندسين والصحفيين والمحامين مع معامل التحاليل الكبرى الضوء على أهمية تعزيز مبدأ العدالة في تقديم الخدمات الصحية.
تعمل النقابات المهنية على وضع استراتيجيات تضمن تحقيق مصالح أعضائها على المدى الطويل، سواء عبر البحث عن بدائل أو تحسين منظومة الرعاية الصحية، ويظل الهدف الأساسي هو تقديم خدمات بجودة عالية وبأسعار عادلة، تعكس الاحترام لحقوق أعضائها المهنية والاجتماعية.