اختبارات مدارس المتفوقين تثير حفيظة أهالي الطلبة.. أسئلة وأفرع من مواد محذوفة!

السومرية نيوز – محليات

فوجئ طلبة مشاركون في اختبارات مدارس المتفوقين بأسئلة وأفرع من المواضيع المحذوفة للمناهج، في وقت طالب فيه أولياء أمورهم وزارة التربية بالتحقيق في هذا الأمر.
بموازاة ذلك، تعتزم وزارة التربية تشكيل لجنة لمتابعة صحة المعلومات المتداولة بشأن اختبارات المتميزين والمتفوقين.

وشابت الأسئلة الوزارية خلال العام الدراسي الحالي أخطاء عدة أثرت في أداء الطلبة وأربكتهم لاسيما فقرة المواد المحذوفة من المناهج.

وقال لفيف من أولياء أمور الطلبة المشاركين في الاختبار، إنَّ الأسئلة الخاصة باختبار مدارس المتفوقين تضمنت العديد من الأفرع والفقرات من المواضيع المحذوفة لاسيما اللغة العربية والعلوم، الأمر الذي أربك الطلبة وشتت أفكارهم العلمية لأنهم لم يدرسوها بناءً على تبليغ إدارات المدارس، التي أكدت أنَّ هذه المواضيع غير مطلوبة.

وطالب أولياء الأمور وزير التربية والمديرية العامة للامتحانات والتقويم بفتح تحقيق عاجل ومراعاة الطلبة خلال عملية التصحيح، لأنَّ أغلب المشاركين في الاختبار من المستويات العلمية الجيدة والمتميزة الذين يتراوح معدلهم العام في الامتحان الوزاري بين 92ـ 99 بالمئة، ولجؤوا لهذه المدارس لضمان الحفاظ على مستواهم العلمي وتحقيق معدلات مرتفعة خلال مسيرتهم الدراسية في المراحل الثانوية، وفقا للصحيفة الرسمية.

وبلغ عدد المشاركين في اختبارات الذكاء والتنافسي للمتميزين ثمانية آلاف طالب، ونحو 40 ألف طالب للمتفوقين، إذ أدوا أمس الأول الاختبار في مواد اللغة العربية واللغة الإنجليزية والعلوم والرياضيات.

من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية كريم السيد، إنه سيتم تشكيل لجنة من الوزارة والمديرية العامة للتقويم والامتحانات، تتولى متابعة ودراسة صحة المعلومات المتداولة بشأن الأسئلة الخاصة باختبارات مدارس المتميزين وكلية بغداد والمتفوقين، وستتم مراعاة ذلك في حال ثبت أنَّ الأسئلة تضمنت مواضيع من المحذوفات.

وأوضح أنَّ أي خطأ أو شك ورد بشأن الأسئلة سيفسر لمصلحة الطلبة بمنحهم درجة السؤال المعني بعد ثبوت وجود أخطاء أو مواضيع وردت في الأسئلة وهي غير داخلة ضمن المنهج، بحسب الصحيفة.

وسابقاً، أثار قرار وزارة التربية بتحديد معدل 95 بالمئة لقبول طلبة السادس الابتدائي في مدارس المتفوقين هذا العام مؤخراً، استياء وسخط أولياء الأمور وأهاليهم الذين طالبوا بإعادة النظر بهذا المعدل.

وبعد ذلك، قررت وزارة التربية مؤخراً، تقليل معدلات الاختبارات للتقديم على مدارس المتفوقين. وذكرت الوزارة في بيان، أن "هيئة الرأي بالوزارة، قررت في جلستها الاستثنائية، السماح لتلاميذ الصف السادس الابتدائي الحاصلين على معدل (90) % فما فوق؛ للتقديم إلى اختبارات مدارس المتفوقين". وأضافت: "لا يُسمح لأي تلميذ بعد ذلك تقديم أي طلب استثناء بعد صدور هذا القرار".

ومؤخراً، أعلنت وزارة التربية، تعليمات وضوابط قبول الطلبة الحاصلين على معدل 90٪ في مدارس المتفوقين والمتفوقات.

*التعليمات والضوابط:

ـ أن يكون معدل البقاء في مدارس المتفوقين والمتفوقات 80% للعام الدراسي 2023 – 2024 .

ـ لا يحق للطالب التقديم إلى مدارس المتميزين وثانويات كلية بغداد والتقديم إلى مدارس المتفوقين والمتفوقات في آن واحد.

ـ أن يجتاز الاختبار الوزاري (التحصيلي) بالمواد الدراسية (اللغة العربية، اللغة الإنكليزية، الرياضيات، العلوم) التي درسها التلميذ في الصف السادس الابتدائي للعام الدراسي 2022 – 2023 .

وأوضح المكتب الوزاري حول مادة اللغة الفرنسية في مناهج مدارس المتفوقين والمتفوقات هي اختيارية وحسب توافر الملاكات التدريسية لها، علما أن هذه المدارس هي للفرع العلمي فقط.

نموذج هذه المدارس يُعدّ من أهم التجارب التعليمية الناجحة التي جاءت بنتائج إيجابية، واستطاع الكثير من طلابها حصد مراكز علمية متقدمة، وفقا لوزارة التربية التي أكدت الاستمرار بالتجربة مع تحسين الأداء وزيادة جودة المخرجات التعليمية لتلك المدارس بإضافة بعض الأمور الضرورية للارتقاء بها.

وتشهد مدارس المتفوقين والمتميزين في العراق، إقبالا يتزايد سنوياً ممن يحملون صفات تلك المدارس، ولكثرة أعداد الطلبة المتقدمين عليها كانت هناك مطالبات من أولياء الأمور بافتتاح مرادفة لها أو افتتاح صفوف على أقل تقدير لقبول الطلبة.

في المقابل، يزداد عدد المدارس الأهلية في العراق التي تُرهق تكاليفها الأهالي لكن كثيرين يعتبرونها ضرورية وسط تراجع مستوى التعليم في المدارس الحكومية التي تعاني من مشكلات كثيرة، منها نقص الكوادر التدريسية، والاضطرار إلى الاعتماد على الدروس الخصوصية لاستكمال المناهج وتلقينها في شكل صحيح، وتهالك المنشآت.

وتضطر الأُسر منذ سنوات إلى اللجوء إلى المدارس الأهلية، ما يفسّر الانتشار الكثيف للإعلانات الخاصة بها في شوارع العاصمة بغداد والطرقات العامة وتقاطعات المرور، ما يظهر أن الخدمات التعليمية في هذه المدارس لم تعد تقتصر على الطبقة الغنية فقط، فهي تمثل حاجة ضرورية لكثيرين، ما يضطر أولياء الأمور إلى اقتطاع أموال من ميزانيات معيشتهم لإدخال أبنائهم إليها. أما المدارس الحكومية فلا توفر التعليم الجيد، رغم وفرة المدرسين والمعلمين، وتفتقر إلى بنى تحتية مناسبة.

المصدر: السومرية العراقية