زراعة السمسم.. نساء يقاومن ظروف الحرب في ريف تعز (تقرير)
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
في ريف تعز الجنوبية، على قمم جبال صبر، نساء ريفيات يقاومن ظروف الحرب بالزراعة، على الرغم من كل التحديات التي تواجهها المرأة بصورة يومية، ناهيك عن التغيرات المناخية التي أثرت بشكل كبير على الزراعة في اليمن ككل.
كل صباح تذهب "أمة الرحمن عبدالله" إلى مزرعتها لتفقدها، منذ أن بدأت في زراعة السمسم هذا العام لأول مرة، ولخوفها من تأخر موسم الزراعة وتفاقم مشكلة الجفاف وقلة الأمطار، إلا أنها " زرعت وكنت كل يوم أكافح عشان ما أخلي الآفات تقضي على المحصول، بعد ان دربونا عرفنا كيف نتعامل مع المشاكل الزراعية".
"أمة الرحمن" ذات الـ53 عامًا، تقول في حديثها لـ "الموقع بوست" أنها : " تأخر المشروع والموسم قد كان راح منه كثير، لكن المدربين والقائمين على المشروع زودونا بكل شيء، واستفدنا حاجات كثيرة"
المزارعة حورية غالب، هي الأخرى واحدة من النساء اللاتي استهدفهن المشروع في صبر، تؤكد في حديثها لـ"الموقع بوست" بأنه المشروع خطوة إيجابية لتمكين المرأة الريفية في مجال الزراعة بخاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
تضيف حورية قولها :" بالرغم أن المشروع ما نجح بشكل كامل، لكننا اكتسبنا معرفة تامة ومهارة وخبرة كافية لزراعة السمسم الموسم المقبل والخروج بمحصول أكبر وبجودة كبيرة".
مبادرات تمكين
في ظل الظروف الاقتصادية المتدنية التي تعيشها الأسر اليمنية، سواء في المدينة أو المناطق الريفية، فالأزمات المعيشية والتغيرات المناخية جعلت الكثير من المزارعين يعزفون عن الزراعة، ومع ذلك تبرز مبادرات ومشاريع بين الحين والآخر، تهدف إلى تمكين مستدام.
مشروع "الغد الأخضر " واحد من مشاريع التمكين الزراعي المستدام، استهدف المشروع منطقة برداد التابعة لمديرية صبر الموادم، وعمل المشروع على تدريب عشر أسر ريفية في المنطقة لإكساب المزارعات معرفة حول محصول السمسم والطرق الآمنة لزراعته.
"رغد وليد" قائد فريق المشروع، تقول في تصريحها لـ "الموقع بوست" بأن المشروع :" هدف إلى تمكين عشر نساء ريفيات في تعز من زراعة محصول السمسم الأسود، بهدف تحسين دخلهن المادي وتعزيز استقلالهن الاقتصادي، وركزت الفكرة على تقديم التدريب وتوفير الدعم الزراعي، وزيادة الإنتاج المحلي، لتقليل الإعتماد على الواردات".
تشير "رغد" إلى أن المشروع لم يحقق أهدافه بشكل كامل، نتيجة لعدة عوامل كتدهور المحصول نتيجة المخاطر الزراعية كالحشرات والآفات الزراعية، ناهيك عن سوء الأحوال البيئية وتغير المناخ والأمطار، وكل ذلك أثر بشكل مباشر على الإنتاجية وجودة المحصول، الأمر الذي أدى إلى نتائج أقل من المتوقع.
السمسم البلدي
السمسم، من المحاصيل الزراعية الموسمية، ينتمي إلى طائفة المحاصيل الزيتية التي تزرع بهدف الحصول منها على الزيت من البذور، يتروح فترة نموه من أربعة إلى خمس أشهر، يزرع في اليمن مرتين خلال العام، يزرع كمحصول منفردًا، أو تكميليًا مع محصول أخر كالذرة والدخن.
عن أهمية السمسم يقول المهندس الزراعي" محمد المقطري " بأن محصول السمسم كان يزرع بمساحات صغيرة وكمحصول تكميلي، وإنتاجيته بنسبة لا تكاد تذكر، ومع مرور الوقت انعدمت زراعة السمسم بشكل تام، إلى أن ظهرت خلال الأعوام 2022- 2024م تجارب أولى أعادت زراعة محصول السمسم.
عن قيمة السمسم يشير " المقطري " في تصريحه لـ "الموقع بوست" قوله: "للسمسم قيمة اقتصادية كبيرة، ويدخل في العديد من الصناعات الغذائية والعلاجية، ولا يتطلب جهدًا كبيرًا من المزارعين كغيره من المحاصيل من ناحية الخدمة والعنابة به، ولا يحتاج إلى ماء بكميات كثيرة".
"عبده البردادي" عاقل منقطة الغرس والزاهد، يقول بأن زراعة السمسم كان في وقت متأخر من العام، والمنطقة المستهدفة كانت تعاني من جفاف قبل الموسم، وعندما بدأنا في الزراعة واجهتنا صعوبات كثيرة، منها الآفات الزراعية التي أضرت بالمحصول بصورة كبيرة.
يضيف "البردادي" في تصريحه لـ"الموقع بوست" قوله:" تم توفير المبيدات اللازمة للتعامل مع الآفات والحشرات الزراعية، لكن المشكلة الأكبر التي واجهتنا كانت التغييرات المناخية والجفاف وتقلب الأمطار، كان ذلك عائقًا أمام المزارعات، لكن الجانب المشرق أن المزارعات تلقين تدريبًا حول طرق الزراعة، والموسم القادم سيبدأن الزراعة مبكرًا".
تبقى المرأة الريفية رائدة في الزراعة، فبحسب البنك الدولي فإن نحو ثلثي سكان اليمن يعتمدون على الزراعة لتلبية احتياجاتهم الأساسية، حيث تشكل النساء حوالي 95% من القوى العاملة في الزراعة، لكن الأوضاع الاقتصادية المتدنية ألقت بظلالها على المزارعات وتأثرن بصورة كبيرة، لتأتي مبادرات تمكين تعيد للأرض خضرتها وللمرأة الريفية مكانتها.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن تعز نساء زراعة السمسم زراعة السمسم محصول السمسم الموقع بوست
إقرأ أيضاً:
إطلاق مشروع تعزيز الإنتاجية وتحسين ظروف العمل في قطاع دباغة وصناعة الجلود
أكد وزير العمل محمد جبران، أن بيئة العمل اللائقة التي تتوفر فيها وسائل السلامة والصحة المهنية، والعمالة الماهرة والمدربة، والتشريعات والقرارات التي تحقق التوازن في العلاقة بين صاحب العمل والعامل، بمثابة الأرض الخصبة لزيادة الإنتاج والاستقرار في مواقع العمل.. جاء ذلك خلال كلمة الوزير جبران اليوم الأحد في فعاليات إطلاق "مشروع تعزيز الإنتاجية وتحسين ظروف العمل في القطاعات الرئيسية في مصر "، الذي أطلقه مكتب منظمة العمل الدولية في القاهرة ،تحت رعاية الفريق كامل الوزير ،نائب رئيس مجلس الوزراء ،وزير الصناعة والنقل ،وبحضور السفير إيهاب نصر ،نيابة عن الفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزارة ،وزير التنمية الصناعية والنقل، والسفير ميشيل كواروني ،سفير ايطاليا لدى جمهورية مصر العربية ،و ايريك اوشلان مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة، وعبدالمنعم الجمل رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ،رئيس النقابة العام للبناء والأخشاب.
وقال الوزير أن تركيز "المشروع "،على قطاعات الرخام ودباغة وصناعة الجلود ، مسألة مهمة للغاية كون هذه القطاعات تحظى باهتمام غير مسبوق من الدولة المصرية بدعم من الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأشار الوزير إلى أن الدولة المصرية تضع قطاع «دباغة الجلود» و«المصنوعات الجلدية»،على رأس أولوياتها، ليس فقط من ناحية تطوير البنية التحتية ولكن أيضًا في تنمية مهارات العاملين ،وتجهيزهم بما يتماشى مع كافة المتغيرات التي تواجه سوق العمل في هذا المجال ،واستشهد بافتتاح الرئيس السيسي ،مدينة «الروبيكي» الصناعية للغزل والنسيج والصناعة الجلدية،عام 2020، وهي أكبر مدينة صناعية في الشرق الأوسط،بهدف إنشاء منظومة متكاملة بأحدث التكنولوجيا العالمية في مجال دباغة الجلود، مع الالتزام بالحفاظ على الشكل العام للمدينة، وتجنب العشوائية في الإنشاء، وتقليل الآثار البيئية السلبية الناتجة عن طبيعة الإنتاج في مجال دباغة الجلود... وكذلك تطوير منطقة شق الثعبان بشكل شامل، وتحويلها إلى منطقة متكاملة تحت مسمى "مدينة الرخام والجرانيت"، لتكون صديقة للبيئة وتتعامل مع المخلفات الصلبة بشكل آمن وعلمى،مع تقنين أوضاع المصانع والعاملين بها،وتوفير التأهيل والتدريب والتأمين لهم، بعد نقل المنطقة من اقتصاد عشوائى إلى اقتصاد منظم، وتحويلها إلى مدينة صناعية عالمية متخصصة فى مجال الرخام والجرانيت من خلال رؤية متكاملة للتطوير والتنمية ، وتوفير كافة الخدمات والدعم لأصحاب الورش والمصانع والمعارض.
وقال جبران أن الخطوات التي تتخذها وزارة العمل خلال هذه الفترة من تكثيف لجهود تعزيز علاقات العمل ،وإصدار تشريعات تحقق العدالة والتوزان بين طرفي العملية الإنتاجية ،خاصة في ظل إنضمام الحكومة المصرية في التحالف العالمي للعدالة الإجتماعية الذي أطلقه المدير العام لمنظمة العمل الدولية جيلبرت هنغبو ،تتجه جميعها نحو بيئة العمل اللائقة التي هي شرط أساسي من شروط زيادة الإنتاج ،والإستثمار، وتحقيق المزيد من الأمان الوظيفي للعامل ،وكذلك تطوير منظومة التدريب المهني التي تستهدف من خلالها توفير العمالة الماهرة والمُدربة التي تحتاجها المصانع والشركات.
وأكد :" كافة إمكانيات وزارة العمل في خدمة اهداف هذا "المشروع " ،والذي نتطلع من خلاله تحفيز وتعزيز قُدرات الجهات الوطنية الشريكة على المستوى القطاعي لزيادة الانتاجية،وتحسين ظروف العمل في القطاعات المُستهدفة،ومواجهة كافة التحديات..وكل الدعم الى فريق عمل "المشروع" الذي لاحظنا فيه من الوهلة الأولى روح الجدية والإهتمام ، خاصة بعد الجلسة التنسيقة الأولى معهم ،ونتمنى لهم التوفيق في هذه المهمة"..ووجه الوزير جبران ،الشكر والتقدير إلى مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة ،و إلى مفتشي السلامة والصحة المهنية وبيئة العمل على مجهوداتهم في القطاعين المستهدفين بالمشروع....
وخلال اللقاء تحدث السفير إيهاب نصر ،نيابة عن الفريق كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزارء ،وزير التنمية الصناعية والنقل ،وأكد الجهود التي تبذلها وزارة التنمية الصناعية والنقل، من خلال الاستراتيجية الوطنية الصناعية 2024-2030 ،ورعايتها لكافة المبادرات التي من شأنها تطوير الصناعة وتعزيز الإنتاجية وتحقيق للعمل اللائق داخل مواقع العمل والإنتاج ..وأوضح أن هذا المشروع قام الفريق كامل الوزير بتوقيعه مع مكتب منظمة العمل الدولية والجانب الايطالي في 8 أكتوبر الماضي لتعزيز الإنتاجية في قطاعات صناعة الجلود والدباغة والرخام ..وقال إن الدولة المصرية حريصة على مواصلة جهودها للنهوض بالصناعة خاصة الصناعات الاستراتيجية في إطار خطة تحويل مصر إلى مركز صناعي اقليمي ..من جانبه تحدث السفير ميشيل كواروني سفير إيطاليا في مصر ،مؤكدا على الدعم الذي يقدمه الجانب الايطالي للمشروع ،وأوضح متانة العلاقات المصرية/الإيطالية في كافة المجالات ،حيث أن تعزيز الإنتاجية في القطاعات المستهدفة في هذا المشروع الجديد يؤكد ذلك ...
من جانبه، أوضح السيد إيريك أوشلان، مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة أنه،وكما أكدت القيادة المصرية، فإن تعزيز اقتصاد مرن وتحقيق نمو مستدام يشكلان ركيزتين أساسيتين للتنمية الوطنية. ويُعد إطلاق مشروع "تعزيز البيئة الداعمة للإنتاجية من أجل العمل اللائق في مصر"، بالتعاون مع وزارة الصناعة وبتمويل من الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي (AICS) تقدماً محورياً نحو تحقيق رؤية مصر 2030..حيث يركز هذا المشروع على قطاعات صناعية حيوية مثل دباغة الجلود، والرخام، ولاحقا صناعة الأثاث، ومن خلال هذا التوجه نكرس جهودنا لتحسين الإنتاجية، وتعزيز ظروف العمل، وتمكين هذه الصناعات من الازدهار والمنافسة على المستوى العالمي..ويضمن تعاوننا الاستراتيجي مع وزارة الصناعة، إلى جانب الدعم المستمر من وزارة العمل، اعتماد نهج شامل لمواجهة التحديات التي تواجه هذه القطاعات..وأضاف قائلاً:"تماشياً مع برنامج الأمم المتحدة المُسرع العالمي للوظائف والحماية الاجتماعية من أجل انتقال عادل، والتحالف العالمي من أجل العدالة الاجتماعية، يهدف هذا المشروع إلى تعزيز المؤسسات الوطنية وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة لتحقيق نمو إنتاجي مستدام من خلال العمل اللائق..يشمل التزامنا تطوير ممارسات الإدارة، وتحسين ظروف العمل، وضمان الصحة والسلامة المهنية، بحيث يستفيد العمال من التوظيف المنظم وظروف عمل أفضل. ومن خلال إشراك الأطراف المعنية لمواجهة التحديات القطاعية وتقديم الدعم الفني نهدف إلى دعم 200 شركة صغيرة ومتوسطة في قطاعي الجلود والرخام، بما يعزز التأثيرات المستدامة على مستوى الأعمال والمجتمعات المحلية."..وقال ايريك :"معاً، يمكننا تعزيز اقتصاد مرن لا يواجه فقط تحديات اليوم، بل يدعم الأساس لمستقبل مزدهر لجميع المصريين."