أطلس عالمي يرصد موجات الجفاف القياسية على كوكب الأرض.. ما القصة؟
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
أصبحت موجات الجفاف القياسية التي يشهدها الكوكب "قاعدة جديدة"، ما يُلزِم المسؤولين إعادة النظر جذريًا في طريقة إدارتها، بحسب تحذير أطلقته الأمم المتحدة يوم الاثنين، من خلال نشرِها أطلسًا عالميًا لهذه الظاهرة في اليوم الأول من قمة الأمم المتحدة لمكافحة التصحر.
وشهد عام 2024، الذي يُتوقع أن يكون الأكثر حرًا على الإطلاق على الأرض، موجات جفاف عدة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، والإكوادور، والبرازيل، والمغرب، وناميبيا، وملاوي، تسببت في أضرار كبيرة منها حرائق وشح في المياه والغذاء.
تطال الأضرار المباشرة للجفاف كل سنة نحو 55 مليون شخص، ويشكل أحد المخاطر الأكثر كلفة وفتكًا على مستوى العالم، على ما لاحظ الأطلس الذي نشرته اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، بالشراكة مع مركز البحث العلمي التابع للمفوضية الأوروبية.
وإذ نبه الأطلس إلى أن آثار الجفاف "تكون أقل ظهورا من تلك الناجمة عن الأحداث المفاجئة كالفيضانات والزلازل، وتجذب قدرًا أدنى من الاهتمام"، شدد على ضرورة عدم الاستهانة بموجات الجفاف، إذ تشكل بفعل تأثير الدومينو "ظاهرة نظامية" تؤثر على قطاعات عدة، كالزراعة وإمدادات الطاقة والتجارة والشحن، وتهدد صحة النظم البيئية والناس.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } تزايد احتمالات موجات الجفاف الطويلة بسبب التغير المناخي - The Hill
تضرر نحو 1,84 مليار إنسان عامي 2022 و2023 من آثار موجات الجفاف، ومنها تلك غير المباشرة التي يصعب أحيانًا تقدير مداها وتوقعها.
ويعيش نحو 85% من هؤلاء في بلدان ذات دخل منخفض أو متوسط، على ما أفاد الأطلس استنادًا إلى تقرير للأمم المتحدة نُشر في نهاية 2023.
ويُتوقع أن تبلغ نسبة المتضررين 3 من كل 4 أشخاص في العالم بحلول سنة 2050، بسبب ظاهرة الاحترار المناخي الناجمة خصوصًا عن احتراق الوقود الأحفوري.
يهدف الأطلس من خلال عشرات الخرائط والرسوم البيانية ودراسات الحالة، إلى إظهار طريقة ترابط مخاطر الجفاف، وكيف يمكن أن يكون لها آثار متتالية، إذ تسهم في تأجيج اللامساواة والصراعات، وتشكل خطرًا على الصحة العامة، بحسب ما ورد في بيان.
ويمكن أن يؤدي الجفاف مثلًا إلى تقليص إنتاج الطاقة الكهرومائية، ما يتسبب في ارتفاع أسعار الطاقة أو انقطاع التيار الكهربائي، وإذا حصل ذلك في أثناء موجة حر، فقد يقود إلى إدخال عدد أكبر من الأفراد إلى المستشفيات، وإلى زيادة الوفيات بسبب النقص في التهوية أو التبريد.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الجفاف في منطقة الأمازون يهدد حياة نصف مليون طفل - أ ف ب
وأوضح براهيم ثياو الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر التي يُعقد المؤتمر السادس عشر لأطرافها في الرياض من 2 إلى 13 ديسمبر، أن الأطلس يرمي أيضًا إلى تشجيع مسؤولي القطاعين العام والخاص على إعادة النظر بصورة جذرية في طريقتهم في اتخاذ القرارات وإدارة مخاطر الجفاف.
تقلبات المناخ الطبيعيةشرح تقرير هذه الاتفاقية أن موجات الجفاف ليست مجرد غياب الأمطار أو الثلوج أو رطوبة التربة، بل تنتج أيضا عن مزيج من تقلبات المناخ الطبيعية والتغير المناخي المتأتي من النشاط البشري وسوء إدارة الإنسان للموارد المائية والأرضية.
ولاحظ أن ثمة نقصًا في تمويل جهود إدارتها رغم حجم التهديد.
وخلص الأطلس إلى أن التعاون غير المسبوق بين القطاعات والبلدان ضروري لتحقيق القدرة على الصمود، داعيًا إلى مقاربات استباقية وتطلعية لإدارة المخاطر، لا سيّما فيما يتعلق بإدارة المياه والممارسات الزراعية المبتكرة وأنظمة إنذار السكان.
اجتماع اتفاقية مكافحة التصحرينطلق أكبر اجتماع لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في الرياض، معززًا بأجندة حافلة بالأنشطة لدفع العمل متعدد الأطراف بشأن تدهور الأراضي والجفاف والتصحر.
ووصل عدد من كبار الشخصيات وصُناع السياسات والمؤسسات العالمية والشركات والمنظمات غير الحكومية والجهات المعنية إلى الرياض قبل انطلاق فعاليات هذا الحدث فائق الأهمية، بهدف تسريع المبادرات العالمية لاستعادة خصوبة الأراضي، وتعزيز القدرات على مواجهة الجفاف.
من المقرر أن تشهد الأيام القليلة الأولى من المؤتمر الذي يستمر من 2 إلى 13 ديسمبر، عددًا من المنتديات والفعاليات البارزة والحوارات الوزارية، والإعلان عن المزيد من الإجراءات والمبادرات الرامية لمعالجة التحديات الملحة المرتبطة بتدهور الأراضي والجفاف.
وفي الثاني من ديسمبر، ستطلق رئاسة السعودية للمؤتمر مبادرة الرياض العالمية الرائدة لمكافحة الجفاف، من أجل تسريع الجهود الدولية لمواجهة تحديات الجفاف، وضمان اتباع نهج عالمي أكثر تماسكًا للتصدي لهذه الأزمة العالمية بطريقة استباقية.
وتعد الجهود الهادفة لتعزيز قدرات العالم على مواجهة الجفاف محورًا جوهريًا على جدول أعمال مؤتمر الأطراف "كوب 16" الرياض، إذ ستُعقد قمة "المياه الواحدة" رفيعة المستوى في الرياض في الثالث من ديسمبر لمناقشة ندرة المياه العالمية والتحديات ذات الصلة.
حوكمة المياه العالميةتهدف هذه القمة التي أُعلن عنها على هامش مؤتمر الأطراف "كوب 28" بالشراكة مع المملكة العربية السعودية، إلى تعزيز حوكمة المياه العالمية.
وسيشارك بها كل من إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية، وقاسم جومارت توكاييف رئيس جمهورية كازاخستان، وأجاي بانجا رئيس البنك الدولي.
وفي الوقت نفسه، سيستقطب منتدى مبادرة السعودية الخضراء على مدى يومين في 2 و3 ديسمبر المئات من صُناع السياسات، وقادة الأعمال والخبراء المختصين في هذا المجال من جميع أنحاء العالم.
وسيرحب جناح المبادرة في المنطقة الخضراء في "كوب 16" الرياض بالزوار لاستكشاف التقدم الذي أُحرز في مساري الطاقة والبيئة من المبادرة ذاتها، فضلًا عن تبادل أفضل الممارسات والتوقعات المستقبلية.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: اليوم الوطني 94 اليوم الوطني 94 اليوم الوطني 94 باريس الأمم المتحدة مكافحة التصحر الأمم المتحدة لمکافحة التصحر موجات الجفاف article img ratio
إقرأ أيضاً:
منظمة الصحة العالمية ترد على انتقادات ترامب
دحض المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس -الاثنين- الانتقادات التي ساقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتبرير سحب بلده من المنظمة، داعيا واشنطن إلى "حوار بنّاء لصون… العلاقات التاريخية".
وقال غيبريسوس في افتتاح دورة المجلس التنفيذي للمنظمة في جنيف "قبل أسبوعين، وقّع الرئيس ترامب مرسوما أعلن فيه نيّته سحب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية. نأسف لهذا القرار ونأمل أن تعيد الولايات المتحدة النظر فيه".
ودعا إلى "حوار بنّاء لصون وتعزيز العلاقات التاريخية بين منظمة الصحة العالمية والولايات المتحدة التي أسهمت في إنجازات ملحوظة، كالقضاء على الجدري وأمثلة أخرى كثيرة".
في العام 2020، خلال ولاية ترامب الرئاسية الأولى، باشرت الولايات المتحدة إجراءات الانسحاب من المنظمة. لكن جو بايدن أبطل الانسحاب قبل أن يدخل حيّز التنفيذ، إذ تنصّ قواعد الأمم المتحدة على مهلة سنة بين الإعلان والانسحاب الفعلي.
وبرّر ترامب قراره بالفارق الواسع في المساهمات المالية الأميركية منها والصينية، متّهما المنظمة بـ"النصب" على الولايات المتحدة التي تعدّ أكبر مانحيها.
وذكّر المرسوم الرئاسي بأن الولايات المتحدة قرّرت الانسحاب سنة 2020 بسبب "سوء إدارة" منظمة الصحة العالمية لجائحة كوفيد-19 وأزمات عالمية أخرى و"عجزها عن اعتماد الإصلاحات اللازمة على وجه السرعة وعجزها عن التحلّي باستقلالية إزاء التأثير السياسي غير الملائم لدول أعضاء".
إعلانودحض تيدروس أدهانوم غيبريسوس هذه الاتهامات، مشيرا إلى أنه "في السنوات السبع الأخيرة… طبّقت منظمة الصحة العالمية أكثر الإصلاحات عمقا واتساعا في تاريخها".
وأشار إلى أن "تحوّل المنظمة طال نواحي عملنا كافة، من الإستراتيجية إلى نموذج العمل مرورا بالإجراءات والشراكات والتمويل وطاقم العمل وثقافتنا".
وصرّح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "نحن على قناعة بضرورة التحسّن باستمرار ويسعدنا تلقّي اقتراحات من الولايات المتحدة وكلّ الدول الأعضاء حول كيف لنا أن نخدمكم أنتم وشعوب العالم على نحو أفضل. كما إننا نرّحب بالاقتراحات الإضافية، حتّى لو كنا ننفّذ إصلاحات كثيرة".
ونفى غيبريسوس أن تكون المنظمة خاضعة لتأثير دول أعضاء، مشدّدا على "حياد منظمة الصحة العالمية"، ومؤكّدا "تطلب منا الدول الأعضاء الكثير ونحاول قدر المستطاع تلبية طلباتها. لكن عندما تكون هذه المطالب غير مدعمة بأدلّة علمية أو مخالفة لمهمّتنا القاضية بتعزيز الصحة العالمية، نجيب بالنفي بكلّ لباقة".