الإيجار القديم| بين ضرورة التغيير والحلول العادلة للمستأجرين والمالكين
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
قال الحسين حسان، خبير التنمية المحلية، إن ملف الإيجار القديم من الملفات المهمة التي تثير الكثير من الجدل، موضحاً أن هذا الملف كان من بين القضايا العالقة التي لم تعرف الدولة كيفية التعامل معها بشكل حاسم، بسبب وجود نقص كبير في الوحدات السكنية المتاحة، وفي ذلك الوقت، كانت القوانين في الستينات والسبعينات تهدف إلى الحفاظ على العلاقة بين المالك والمستأجر، خاصةً مع غياب خطة لبناء مدن جديدة أو توسع عمراني كبير.
وأشار حسان لـ صدى البلد، أن الإيجار القديم ليس حقاً متوارثاً، بل هو علاقة إيجارية بين شخص وآخر لفترة زمنية محددة، تهدف إلى توفير استقرار سكني. لكنه أكد أن هذا النظام أصبح غير مناسب في الوقت الحالي بسبب تغير الظروف الاقتصادية والعمرانية، مشيراً أن المحكمة الدستورية اتخذت خطوة مهمة في تعديل هذا القانون لحل الإشكاليات الكبيرة الموجودة.
وأوضح أن هناك حوالي 2 مليون شقة في مصر تحت قانون الإيجار القديم، منها نسبة تتراوح بين 35 و40% مغلقة، ويملكها مصريون في الخارج، هؤلاء يدفعون مبالغ إيجارية ضئيلة جداً، تتراوح بين 4 و5 جنيهات شهريًا، من خلال المحكمة، فقط لضمان عدم طردهم من هذه العقارات، وهذا الوضع يشكل تحدياً كبيراً، خاصة أن العديد من هذه الشقق لا تتم صيانتها بسبب تدني قيم الإيجار، مما يعرض حياة المواطنين للخطر.
وشدد أنه لابد من إنهاء هذا النظام، مشيراً إلى أن التعاقدات القديمة التي يعود تاريخها إلى الستينات لم تعد تناسب الواقع الحالي، مؤكدا أن العدالة تتطلب إنهاء العلاقة الإجارية، مع توفير بدائل للمستأجرين غير القادرين على دفع الإيجار، مثل مشروعات الإسكان البديل أو الأماكن المناسبة لذوي الدخل المحدود، أما بالنسبة لأولئك الذين يملكون شققًا أخرى، فلا بد من إنهاء عقودهم، حيث لا يجوز استمرار هذه العلاقة الإيجارية غير العادلة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإيجار القديم المستأجر الإيجار ملف الإيجار الايجارات المزيد المزيد الإیجار القدیم
إقرأ أيضاً:
كتاب في سطور|رحلة مع النفس.. الصوفية وفن القيادة المؤسسية وإحداث التغيير بحياة الأشخاص
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تصحبكم «البوابة » في موسم جديد خلال شهر رمضان الكريم، في رحلة للقراءة، وحلقات جديدة من حلقات «كتاب في سطور»، وفى كل يوم نقدم قراءة في رواية أو عمل أدبى أو سيرة لأحد المشاهير، أو بعض الكتب الفكرية التي تناقش الأحداث التاريخية، ففي هذه السلسلة نحاول أن نقدم خريطة للقارئ لأهم الإصدارات الفكرية والأدبية التي أثرت الحياة الثقافيةـ ونتمنى أن تحظى تلك السلسلة بقبول لدي القارئ وإضاءة بسيطة عن تلك الإصدارات، ولهذا نأخذكم في جولة عبر الكلمات لنضيء بها مصابيح المعرفة.
في هذا الكتاب «رحلة مع النفس: الصوفية وفن القيادة المؤسسية» للدكتور مصطفى إسماعيل والصادر حديثًا عن دار العين للنشر والتوزيع، وتقديم الدكتور شريف كامل وترجمة دينا المهدي، عميد كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية وترجمة دينا المهدي، نجد أنفسنا أمام منظور جديد لفن القيادة، باعتبارها ليست فقط منصا أو مكانة بل باعتبارها أسلوب حياة، ويأتي الكتاب في قسمين القسم الأول يأتي بعنوان القيادة الصوفية المؤسسية في أربعة فصول وهي رحلتي الشخصية، والحاجة إلى قيادة إسلامية، ومدخل إلى الصوفية، ونموذج القيادة الصوفي المؤسسي، أما القسم الثاني فيأتي تحت عنوان القيادة الصوفية المؤسسية في الواقع العملي، ويأتي في ثلاثة فصول متناول خلالها الجزء العملي التطبيقي مع نماذج مختارة لفن القيادة المؤسسية .
ويُعد نموذج القيادة الصوفي المؤسسي بلمحة روحانية تذكيرا - بسلوك إنساني فاضل معروف ومرئي في المجتمع. والقصد من النموذج بالإضافة إلى بناء جسور تواصل بين الديانات، والعقائد، والثقافات، والمناطق الجغرافية المختلفة هو تزويد كل من يتعامل مع المؤسسات أو له علاقة بها بأداة تمكنه من الابتعاد عن العالم المادي الجشع الذي نعيش فيه، والتركيز أكثر على الروحانية والأخلاق في تعاملاته اليومية.
لقد حان الوقت لكي نشعر فعلا أن هناك خطرًا يتربص بنا خلف زوايا مكاتبنا، وأنه على أقل تقدير يجدر بنا قبول النظر والتمعن في هذا النموذج القيادي المستحدث، واعتباره كنوبة صحيان لنا في خضم هذا العالم المادي، الذي أصبحنا نعيش فيه بعيدا بشكل ما عن كل ما هو روحاني.
وهذا الكتاب يتناول منظورًا جديدًا مستحدثًا للقيادة، فهو كتاب لابد أن يقرأه قادة المؤسسات الذين يرغبون في إحداث فرق وتعيير حياة الأفراد وسبل معيشتهم إلى الأفضل، وكذلك بيئة العمل والمجتمع بصفة عامة، ويُعد الكتاب مرجعًا قيمًا وغنيًّا بالمعلومات والخبرات ومناسبًا للعصر الذي نعيش فيه، وهو عصر القيادة في بيئة متغيرة تتأثر باستمرار بالتحولات الشخصية والمؤسسية والمجتمعية.
ويقول الدكتور مصطفى إسماعيل :"أبدأ أولاً بمشاركة رحلتي الشخصية وكيف كانت جوهرية في الطريقة التي بني بها نموذج القيادة الصوفي المؤسسي، منذ زمن بعيد وسن مبكرة، بدأت بذرة الروحانية تنمو بداخلي البداية كانت في الخامسة من عمري، كنت طفلاً بريئًا يريد عمل صداقات، ولكنني وجدت نفسي عرضة للتنمر المستمر مما أوجد بداخلي حالة من السخط والغضب.
هذه الحالة النفسية باتت جزءًا من سنوات دراستي الجامعية، مع التساؤل في كل شيء من حولي حتى فكرة كوني مسلما بالولادة. وفي سن الحادية والعشرين تزوجت، وتزامن هذا مع تأكدي أن دين الإسلام بالنسبة لي هو ديني المختار الذي اعتنقته عن اقتناع صلب".
ويتابع :"ومع سنوات عملي المبكرة كرجل أعمال ومروري بعدة حالات إفلاس، تذكرت أيام الإساءة النفسية التي مررت بها فتحولت إلى ماكينة بلا قلب لا تتوقف عند أي شيء. ومع بعدي عن ميولي الروحانية وتولي الجانب المادي الدنيوي من طبيعتي زمام السيطرة، في أحد الأيام ، بدأت أشعر بألم مبرح في ذراعي اليمنى الذي تطور إلى شلل تام بعد ثلاثة أسابيع.
وعلى مدار خمس سنوات لاحقة وبذراع مشلولة مسلحًا بإيمان مطلق في الله، بدأت عملية استعادتي القدرة على تحريك ذراعي مرة أخرى والعودة إلى طريق الحق، مدفوعا بعبارة قالها لي طبيبي المعالج: "هل تؤمن بإله ؟" ، لقد كان هذا السؤال بمثابة دعوة لليقظة. فأصبحت مسافرًا على طريق العودة إلى خالقي، حيث وجدت عزاء ومسلكا في المعاني الراقية في التصوف من زهد، وأصبح كل ذلك من الركائز الأساسية في نموذج القيادة الصوفي المؤسسي الذي أشارك القارئ به.