في ذكراها السادسة حتى لا تتكرر انتكاسة ثورة ديسمبر
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
بقلم: تاج السر عثمان
١
في الذكرى السادسة لثورة ديسمبر التي اصبحت على الأبواب، هناك ضرورة للاستفادة من دروس التجربة السابقة في وقف الحرب وترسيخ الديمقراطية لتصبح مستدامة مع السلام العادل والشامل والتنمية المتوازنة، مع تسارع خطوات تدخل الأطراف الدولية والإقليمية لفرض التسوية الهادفة لتصفية الثورة ونهب ثروات البلاد بمحاولة العودة لأوضاع ما قبل الحرب التي قادت للأزمة والحرب ، وانتهاك سيادتها الوطنية، باعادة الشراكة مع العسكر والدعم السريع التي تعيد إنتاج الحرب بشكل أوسع من السابق، وتقود لتمزيق وحدة البلاد.
وهذا يتطلب عدم تكرار التسوية مع العسكر والدعم السريع، والافلات من العقاب، بل يجب خروج العسكر والدعم السريع من السياسة والاقتصاد، و ضم شركات الدعم السريع والجيش والأمن والشرطة لولاية وزارة المالية، والترتيبات الأمنية لحل الدعم السريع ومليشيات المؤتمر الوطني وجيوش الحركات وقيام الجيش القومي المهني الموحد الذي يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية،والمحاسبة وعدم الافلات من العقاب، وغير ذلك من شعارات ثورة ديسمبر المجيدة.
٢
فقد قادت تجربة الشراكة على أساس" الوثيقة الدستورية *للحرب اللعينة الجارية حاليا، فبعد اندلاع ثورة ديسمبر، تم التوقيع علي ميثاق إعلان " الحرية والتغيير" في يناير ٢٠١٩ الذي أكد على الحكم المدني الديمقراطي وتوحدت حوله قوى الثورة ، وانطلقت الثورة بعنفوان وقوة أكثر على أساسه باعتباره البديل الموضوعي للنظام الإسلاموي الفاشي الدموي ، وقيام دولة المؤسسات.لكن جرت الرياح بما لاتشتهي سفن الثوار، وتم انقلاب اللجنة الأمنية في 11 أبريل 2019، وبعده مجزرة فض الاعتصام بهدف تصفية الثورة ، وبعد موكب ٣٠ يونيو الذي اكد علي استمرار الثورة، تم التراجع بالتوقيع على "الوثيقة الدستورية" التي كرست الشراكة مع العسكر والدعم السريع، وقننت الجنجويد دستوريا، وتم فيها التراجع عن ميثاق "إعلان قوى الحرية والتغيير" ، وبعدها جاءت اتفاقية جوبا التي كرّست الانقلاب الكامل علي "الوثيقة الدستورية"، ولم تتم اجازتها بطريقة دستورية بثلثي التشريعي كما في الدستور، بل تعلو بنود اتفاق جوبا علي "الوثيقة الدستورية" نفسها. كما اشرنا سابقا حتى الوثيقة الدستورية لم يتم الالتزام بها في الإسراع تفكيك التمكين وتكوين التشريعي، والإصلاح الأمني والعسكري والقانوني، وتحسين الأوضاع المعيشية، بل تدهورت بعد الاندفاع في تنفيذ توصيات صندوق النقد الدولي في تخفيض العملة مع الارتفاع المستمر في الأسعار.الخ.
٣
هكذا تتضح الخطوات التي سارت عليها القوى المضادة للثورة ، وكان طبيعيا أن ينفرط عقد " تحالف قوى الحرية والتغيير"، وينسحب منه الحزب الشيوعي وقبل ذلك جمد حزب الأمة نشاطه فيه، بعد أن سارت بعض مكوناته في خط "الهبوط الناعم "والتحالف مع المكون العسكري لإعادة إنتاج سياسات النظام البائد القمعية والاقتصادية وتحالفاته العسكرية الخارجية ، ومنهج السلام الجزئي الذي يعيد إنتاج الحرب ولا يحقق السلام المستدام.
وأخيرا تم إطلاق رصاصة الرحمة على الوثيقة الدستورية، بانقلاب ٢٥ أكتوبر 2021، وعندما فشل الانقلاب بعد المقاومة الواسعة حتى في تكوين حكومة، جاء الاتفاق الاطاري بتدخل دولي واقليمي، وقاد الصراع على السلطة والثروة بين الرأسمالية الطفيلية العسكرية و الإسلاموية وفي قيادة الدعم السريع مع القوى الداعمة لهما اقليميا ودوليا إلى الحرب الجارية حاليا.
٤
مما يتطلب ونحن على أعتاب الذكرى السادسة لثورة ديسمبر حراكا واسعا في الشارع بمختلف الأشكال، وقيام أوسع جبهة جماهيرية لوقف الحرب واسترداد الثورة، واستعادة زخمها واهدافها الذي حددها " ميثاق قوى الحرية والتغيير في يناير 2019 وتطويره)، وتحقيق أهداف الثورة كما في الآتي :
- الديمقراطية والتحول الديمقراطي.
- تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية ، وعودة كل شركات الذهب والبترول والجيش والأمن والدعم السريع وشركات الماشية والمحاصيل النقدية والاتصالات لولاية المالية، ودعم الإنتاج الزراعي والصناعي والخدمي بما يقوي الصادر والجنية السوداني وتوفير العمل للعاطلين من الشباب، ورفض السير في السياسة الاقتصادية للنظام البائد في رفع الدعم وتخفيض العملة والخصخصة.
- انجاز مهام الفترة الانتقالية وتفكيك التمكين والانتقال للدولة المدنية الديمقراطية التعددية.
- ورفض الحلول الجزئية في السلام بالحل الشامل والعادل الذي يخاطب جذور المشكلة.
- إلغاء كل القوانين المقيدة للحريات ، وإلغاء قانون النقابات 2010، واجازة قانون نقابة الفئة الذي يؤكد ديمقراطية واستقلالية الحركة النقابية، ورفع حالة الطوارئ ، واطلاق سراح كل المحكومين ونزع السلاح وجمعه في يد الجيش وحل جميع المليشيات وفقا للترتيبات الأمنية، لضمان وقف الحرب والصدامات القبلية والنهب والاغتصاب الجاري الآن في دارفور والشرق. الخ، وتكوين جبش قومي موحد مهني تحت إشراف الحكومة المدنية.
- تسليم البشير والمطلوبين للجنائية الدولية.
- عدم الافلات من العقاب ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب وضد الانسانية.
- عودة النازحين لقراهم وحواكيرهم ، وإعادة تأهيل وتعمير مناطقهم ، وعودة المستوطنين لمناطقهم ، وتحقيق التنمية المتوازنة.
- السيادة الوطنية ، والخروج من المحاور العسكرية، وعودة اراضي السودان المحتلة، وعدم السماح بقواعد عسكرية على للبحر الأحمر، وقيام علاقاتنا الخارجية مع جميع دول العالم علي أساس،المنفعة والاحترام المتبادل، وتصفية كل بؤر الارهاب والحروب في السودان.
- عقد المؤتمر الدستوري الذي يتم فيه الاتفاق على شكل الحكم ودستور ديمقراطي وقانون انتخابات يفضي لانتخابات حرة نزيهه في نهاية الفترة الانتقالية، وغير ذلك من مهام الفترة الانتقالية وأهداف الثورة..
alsirbabo@yahoo.co.uk
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الوثیقة الدستوریة الحریة والتغییر الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
إرتكازات ثلاثية الأبعاد لإجهاض مشروع الثورة في بناء الدولة المدنية [4 -1]
بقلم / عمر الحويج
هناك ثلاث إرتكازات اعتمدتها الثورة المضادة وحلفائها وأجترحتها صناعياً ، من حويصلات فكرها الظلامي العدواني الإقصائي ، ونهضت على بنائها ، رسمياً وإعلامياً ، قبل الحرب وواصلتها بحماس أكبر بعد الحرب ، لتمرير خطابها الهجومي الإنتحاري ، اللا أخلاقي ، وغير المستوي على قدمين ، ضد مشروع ثورة ديسمبر المجيدة ، التي إنبثقت وهلت لإستكمال مشروعها الحداثوي النهضوي الإنمائي ، بقيام الدولة المدنية الديمقراطية ، وهي إجمالاً ثلاث مسارات أو إرتكازا ت هجومية ، منبعها الخيال الرغبوي المتخيل ، في سبيل العودة للسيطرة على الثروة والسلطة ، يتمركز أول البؤر الرافعة لهذه الإرتكازات ( والمصطلح مأخوذ من لغة الحرب اللعنة) وهي النكران التام ، والإختفاء القسري هلعاً ، والمتستر خلف جدر الظلام ، لأي دور للحركة الإسلاموية ونظامها البائد التخريبي ، قبل الحرب وبعد إشعالها للحرب ، وإندساسها المشين خلف جيشنا الوطني ، المختطف من قبل عناصرها الأمنية ، الذين ينفذون لها خططها التآمرية كاملة غير منقوصة .
ثانيها الهجوم المباشر والشرس على قوى الثورة بكافة فصائلها ، وعلى ذات الثورة وفكرتها ، متخذة من قوى الحرية والتغيير "سابقاً" ، وحكومتها الإنتقالية ، وتحولها إلى تقدم "حالياً" ، وإن تغير الإسم وبقي المضمون ، مستغلة أخطاء الأولى الفارغ جرابها وخوائه من الحنكة الثورية ، فأتخذوا منها ، كبش فداء ومدخل للوصول لأهدافهم الخبيثة ، وللنخر والهدم في جسد الثورة 'القرنعالمية' نالتها عن جدارة واستحقاق . والتي لم يسبقها في زخمها وقوتها ، وبسالة شبابها من الجنسين ، وقوة شعاراتها ، إلا الثورة الفرنسية .، وإن فاقتها بشعاراتها الجذرية وبسلميتها الراسخة .
وثالثها خطتها الخبيثة لتوسيع هوة الخلاف بين قوى الثورة ، والجهد المفرغة نتائجه ، لعزل اليسار العريض وخاصة الشيوعي من معركة التغيير التي خاضتها وتخوضها كل قوى الثورة مجتمعة ، التى أسهمت في انضاج وإنجاح الثورة ، وسوف نأتيها في تفاصيل الموضوعات الثلاثة لاحقاً .
وفي الحقيقة فإن قوى الردة وحلفاؤها ، لم ينضب معينهم بعد ، ولم يهدأ لهم بال ، منذ إنتصار الثورة ، وظل عزمها قائماً متواصلاً وممتداً ، منذ إنقلاب أُكذوبة ، الإنحياز للثورة في 11 أبريل 2019 ، وحتي إشعال هذه الحرب اللعينة والعبثية في 15 أبريل 2023 ، حيث جاءت عبثيتها ، أنها بين جسد واحد ورغبتين متنازعتين ، نهايتها يعرفانها ، نصر أحدهما على الآخر ، وهو المستحيل ، فهذا رضع من ثديّ ذاك والعكس صحيح ، أو في النهاية قضاء أحدهما على الآخر قضاءاً مبرماً ، وهذا عين الإستحالة ، لأن ميزان القوى التسليحي بينهما متوازن ، والآخرين لا دخل لهم بعراكهما العبثي هذا ، غير أنه يقع على عاتق أجسادهم المكدودة ، قتلاً ونهباً ، نزوحاً واغتصاباً .
وعن الإرتكازات وما هيتها ، فقط هي أحلاماً وهمية مجردة ، مشحونة باللا منطق العقلاني ، ولا ركيزة لها أخلاقية ، إنما منسوجة عمداً ، بذكاء خبث الثورة المضادة ، بالتحوير والتزوير والتبرير ، مُصنَّعة بأيدي صاحب الحق الأصيل ، في الهدم والتخريب ، المتمرس في قيادة أشراره المتكاثرة النسل والتفريغ ، ينثرونها في فضاء المنتفعين من خارجهم ، وينخدع بها حتى الطيبون/ات ، ويتولى كل هذا التحالف ليرتب خفايا الترويج لها ، والآخرين الساذجون يستحسنونها ويصفقون لها بل ويعلون من شأن فرعياتها ، ليحلَّوا لأكلوها مذاقها ، وتصويرها وكأنها معركة الشعب الوطنية الكبرى ، وأن الحرب ماهي إلا معركة كرامة ، ضد الإستعمار العالمي والإقليمي قبل الداخلي . أما معركتهم مع عدوهم ، تؤامهم السيامي الإلتصاقي التسلطي ، فما هي إلا معركة تأديبة وإن كانت شرسة ، فهي معارك تدور كمعارك مصارين البطن الواحدة ، يعود بعدها الوئام بينها ، لتقاسم السلطة والتسلط ، لتفرض المصالح بين التوأمين المصالحة ، وباب الجنوح للسلم مفتوح ، فإن جنحوا له "أوكما قالت " جنحنا إليه !! ، ولن يكون هذا السلم المرغوب منهما ، هائماً سرمدياً في علم الغيب ، إنما متوقعاً من طبيعة تكوين الطرفين ، الظلامي الإستعلائي ، التكويشي للسلطة والمال ، والجاه في مظهره الشبقي للتعدد الحريمي البذخي ، من منبع فكرهما الظلامي ، بحيث كادت أو بالفعل أصبحت هذه الإرتكازات لبعضهم مسلمات ، لا يأتيها الباطل من خلفها ولا من أمامها ، وهي التي تقودهم لكنز السلطة المفقود ، لا تقبل عقولهم بغيرها ، أعني عقول من إستهدفتهم هذه الإدعاءات عديمة الجدوى والقيمة والمنطق ، الخالية من السند ودليل الإثبات ، ممن صادفت مصالحهم أو ميولهم الثقافية والسياسية والإجتماعية والقبلية والإثنية داخل خط الثورة المضادة ، أما الفكرية رافعة المجال الحيوي التي يحكمها النشاط الحركي معرفياً وعلمياً ، حيث المفترض أن تكون لهذه الجبهة عاصم الوقوع في الزلل ، فتجد التمحيص من لدن سامعيها ومتابعيها ، من فئة هؤلاء المثقفين والكتاب المتمرسين في التحليل النقدي ، وفي البحث العلمي عن معانيها ، وما ترمي اليه هذه المرتكزات ومن رماها !! ، ليضعونها تحت المجهر المعرفي الإستقصائي ، حتى يجلون حقيقتها فإن صدقت تبِعُوها ، وإن بان خطلها ، ولامنطق يسندها ، عقلياً و أخلاقيا فلينبذوها ، ولكن ما حدث حسب ما نرى ، أن بعضهم قد أنفذت هذه الإرتكازات سهامها السامة ، ونالت أهوائهم ، فتناولوها بالتاييد ، وراقت لهم ، بل إستل بعضهم سيوفهم ، ليس ضدها ، مع بعدها عن الحقيقة ، إنما ضد هؤلاء الآخرين الذين إستهدفتهم تلك المرتكزات المغرضة بغرض النيل منهم وإزاحتهم ليس من المشهد السياسي ، إنما من مسرح الحياة ، وإن كنت لا أعمم ، فمثقفينا وكتابنا في تمام خيرهم وشدت بأسهم ، جنوداً لشعبهم ووطنهم ، فقط أعني أؤلئك المثقفين والكتاب الذين لاعلاقة ولا مصلحة مباشرة لهم ، في الترويج لهذه المرتكزات الضدية ، وقطعا لا أعني من أيدوهم في دعمهم للجيش ، من منطلق حس وطني ، مشفق على جيش الدولة الوطني من فناء وإنتفاء اللادولة ، وإن كانوا مع الثورة والتغيير وضد الطرف ألآخر حتى النهاية ، إنما أعني اؤلئك الذين جرفهم تيار الثورة المضادة ، ولفظتهم الثورة من عباءتها ، وتركتهم هأئمين تابعين بوعي أو بغير وعي لغيرهم من قوى الظلام ، فتباروا في نشرها وترويجها ، تلك الإرتكازات الشريرة ، وكان أحرى بهم ، دحضها وتفنيد دعاويها الملفقة كذباً ، والعمل على دفنها حتى تلاشيها ، فور صناعتها ومن ثم تصديرها من قبل مبتكريها .
ولهذه الإرتكازات المنسوجة بذكاء ، لإذكاء نار الحرب ، بروزها الأساسي ، ومحورها هو الحرب وإشعال نيرانها ، وإن بدأ دخانها منذ إنطلاق الثورة المجيدة ، وزنَّ اصحابها على لسان المتخفي الأول (زن ، زن . زن) المتلاحق لحظة بلحظة ، من قبل أعداء الحياة في آذان الناس المسالمة ، لا يدانيها أو يقابلها ، إلا مقولة وزير الإعلام النازي جوبلز ، (أكذب أكذب أكذب) حتى يصدقك الآخرون ، لياتي ويصدقها صاحبها قبلهم ومن بعدهم ما صدقه جحا الأكول !! .
ومن قوة سريان هذه الإرتكازات غير الحربية ، وإن كانت في شرها ، حددت للناس مواقفهم من الحرب نفسها فأنقسمت جبهتين (وإن لم تكن مناصفة ، ولا متقاربة ، لأسباب معلومة منها صوت المال والسلطة وفوضى الحرب) فكانت الجبهتين :
- مع الحرب وإستمرارها ومن ثم "نعمها" للحرب .
-أو مع "لا للحرب" وإنهائها الفوري ، ليسلم الوطن من شرورها .
وكما نرى فإن اثرها كان عظيماً ، لمن بها هم ساروا وطبلوا لها ، بحيث أنها زادت النار لهيباً وإنتشاراً ، ولمن ليسوا بها مقتنعون. شغلت كذلك وأثارت دهشة عقولهم لعجائبية منطقها الذي يسندها في سرديتها ، فهي بملامحها العريضة ، ظاهرة المنبت والمنشأ كوضوح شمس الظهيرة ، أنها صادرة من قوى الثورة المضادة ، ولكن صَدَّقها ودافع عنها حتي من هم أنصار الثورة كانوا ، ووقعوا في فخ دعمها كحرب كرامة ، وهي ليست إلاحرب تنازع سلطة ، بين الطرفين التوأم ، العسكروز والجنجوكوز ، وضاع وسط نيرانها الفتاكة ، أؤلئك الذين يعيشون تحت سعيرها وفي خندق الموت والجوع والنزوح والإذلال اين توجهت أقدامهم ، ولأنهم الأكثر تضرراَ وحيرة ، فهم يبحثون عن كل سردية فيها ، لانهم الذين يحاصرهم الموت بين جناحيه النعم واللا ، فكيف يريدونهم أن يقولوا نعم للحرب وهم المكتوين بنارها ، هل هذا منطق العقل والأخلاق ، أن يطالب مخلوق بشري باستمرار الحرب أي حرب في الدنيا ، ويسميها "بلا حياء"حرب كرامة ، والحرب ما هي إلا أس البلاء والإبتلاء ، في إنهاك وإنتهاك شرف ونقاء قيمة الكرامة .
ونواصل في القادم من الأيام ، فحص هذه الإرتكازات الثلاث ، اللجنة الأمنية التى تحكم بغير شرعية ، وتقولاتها البائرة ، ثم تقدم والإفتراءات التي لاقتها وتحملتها ، رغم تقصيرها في إخماد المد الثوري ، وأخرها اليسار وخاصة الشيوعي ، ومحاولات عزله بعد إسكاته ، وفيها نتساءل هل هي مع المنطق والأخلاق هذه الإرتكازات المصنوعة ، أم هي بقصد التجهيل للغرض المجهول المعلوم .
omeralhiwaig441@gmail.com