د. مسعود شومان: إن لم تتحول الثقافة لأثر وفعل فلا قيمة لها
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
شهد لها الكثيرون بالنجاح، ربما عضد من شهادتهم تلك قدرة القائمين عليه على تخطي عقبات التأجيل وتجنب أزمة الإلغاء التي كان قاب قوسين أو أدنى منها، والأهم أنه بينما يصارع هذا وذاك، كان اختيار عروس الصعيد المنيا لتكون ذلك الجبل الذي يأوي إليه من الغرق، ولينطلق مؤتمر أدباء مصر في دورته السادسة والثلاثين معلنا أن الرغبة في النجاح كثيرا ما تكون أقوى من محاولات العرقلة مهما كثرت.
كثيرة هي النقاط التي تميز مؤتمر هذا العام عن غيره في دورات فائتة، وعديدة هي النقاط التي أثرناها في حوارنا مع الشاعر الكبير الدكتور مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية.
بداية أردت أن أتعرف منه على تلك الاختلافات في تلك الدورة التي تحتضنها محافظة المنيا، وبين الدورات السابقة، فقال:المختلف في تلك الدورة عن الدورات الماضية عدة أمور، أولها أن المؤتمر قد شهد ظروفا خاصة، الانتقال به من محافظة لأخرى والاضطرار لتأجيله عدة أيام، بعد تأهلنا تماما لإقامته بالاسماعيلية، كلها إشكاليات لم تحد من انطلاقه،
نحن لدينا طاقات ممتازة استطعنا من خلالها إنجاز كتب المؤتمر، والجديد فيها هو إصدار كتاب توثيقي عن كل دورة، فالدورة الماضية أصدرنا كتابا عن ذاكرة أدباء مصر، على مدى ٣٥ دورة، ضم الأبحاث المقدمة لكل دورة ومكرميها وتوصياتها، أما هذا العام فقد أنجزنا ببلوجرافيا النشر الإقليمي، عبر ربع قرن، وهو مجهود كبير أن نرصد عناوين الكتب ومؤلفيها وانتماءاتهم الجغرافية، والترتيب الموضوعي، لأن ذلك سيمنحنا قراءة جيدة ودقيقة للمنتج الإبداعي لكل محافظة خلال ربع قرن، ومميزات كل محافظة عن غيرها.
ويتابع د.شومان: الأمر الثاني المختلف في تلك الدورة هو أننا نقدم فيلما عن كل ما تتميز به المحافظة، بمصاحبة أغنية كتبت كلماتها في السابق، فقد وضعت لكل محافظة أغنية خاصة بها، وأما أغنية دورة هذا العام والخاصة بمحافظة المنيا فقد لحنها عبدالله رجال، وقدمتها على المسرح في حفل الافتتاح فرقة المنيا مع المخرج أسامة عبدالرؤوف.
ثم قدمنا الفيلم التوثيقي عن تاريخ المؤتمر بمكرميه وامنائه ورؤسائه.
ثالث تلك الأمور أننا نعقد المؤتمر بالتعاون مع الجامعة، ربما قابلتنا بعض المعوقات التي سببها الاختلاف بين سياسة الجامعة والهيئة، إلا أن الجميع كان متعاونا، ولأول مرة يضم حفل الافتتاح كل هذا العدد من الحضور.
فأجابني: بالنسبة لي أحب كثيرا عبارة الأبنودي، حين قال: إذا مش نازلين للناس فبلاش .
إذن فمن المهم بمكان أن تنزل الثقافة للناس، ذلك أن المؤتمرات النخبوية لا تفيد على الإطلاق، فالمناقشات في غرف مغلقة لا تؤتي أكلها.
لذلك كان التعاون مع الجامعة لعقد فعاليات المؤتمر في قاعاتها،
لتكون فرصة لحضور طلاب وأساتذة الجامعة، فالأجواء الأكاديمية مع أجواء المثقفين قد تصنع نوعا من الحراك، كما أن الأكاديميين يتعاطون النقد مع المبدعين في قصور الثقافة ونوادي الأدب.
ومن مظاهر محاولتنا للنزول للشارع، فقد قدمنا السنوات الماضية السيرة الهلالية في المقاهي، فأقمنا ما أسميناه "لقاء في مقهى"، استضفنا من خلاله عفيفي مطر ومحمد مستجاب على مقاهٍ.
أما في مؤتمر هذا العام فقد خرجنا لأماكن أخرى وانتقلنا من أماكن الجلسات إلى أماكن أخرى مثل مغاغة وسمالوط وتونة الجبل، فالحراك هنا كونك لست حبيسا بين القاعات.
إن الثقافة إن لم تتحول لفعل وأثر فلا قيمة للمثقف، فالمثقف يجب أن يكون مثقفا عضويا، ينزل للناس ويتوجه اليهم، لأن ذلك الحراك لابد أن يكون مؤثرا، خاصة أن لدينا موجات عارمة من الجهل مع تدني مصادر الثقافة التي صارت الآن تعتمد تماما على السوشيال ميديا، وهي ليست صادقة في معظمها، وبالتالي فإن هناك مشكلة في تلقي المعلومة، وموضوع مثل أدب العبور والأمن الثقافي عندما يتم عرضه بشكل مبسط، مع عرض الأفلام وغيرها، كل ذلك قد يصنع حراكا وأثرا فارقا.
نحن كثقافة جماهيرية منتشرون في كل ربوع مصر، وأنشطتنا جميعا تتعلق بالجغرافيا الثقافية، وأرى أنه إن لم يكن المسئول الأول في أي مؤسسة ثقافية ومن معه من قيادات يدركون معنى الرؤية الأنثربولوجية التي تراعي ثقافة المجتمع المحيط أثناء تقديم الأنشطة الثقافية، فما يتناسب مع محافظة القاهرة مثلا لا يمكن تقديمه كما هو في محافظة أخرى، فلكل مكان طبيعته وعاداته وتقاليده ونوع النشاط الذي يتقبله سكانه.
ليجيبني د.مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية قائلا: المؤتمر بحاجة لتعديلات جذرية، فلابد من النظر في لوائحه، لأن حضور المؤتمر هذه الأعداد الكبيرة يكون عبئا في التحرك والحضور والتسكين، إذن لابد أن يتم اختيار الأدباء الذين يشاركون فيه بدقة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مؤتمر أدباء مصر مسعود شومان محافظة المنيا حوار الدورة ٣٦ مسعود شومان تلک الدورة هذا العام د شومان
إقرأ أيضاً:
أفضل الليالي التي يستحب إحياؤها بالعبادة وفعل الخيرات
قالت دار الإفتاء المصرية إن الله تعالى حدد بعض الليالي والأيام بمزيد فضل وبركة، وذلك تشجيعًا للناس على الطاعة، ورغبة في إيصال الرحمة والثواب إليهم؛ فهناك بعض الليالي يستحب إحياؤها بالعبادات وفعل الخيرات.
وقد نص العلماء على هذه الليالي، وهي: ليلة القدر، وليلة عيد الفطر، وليلة عيد الأضحى، وليالي العشر من ذي الحجة، وليالي العشر الأواخر من رمضان، وليلة النصف من شعبان، وليلة عرفة، وليلة الجمعة، وأول ليلة من رجب.
وقد نصَّ كثير من العلماء على أنَّ هناك بعض الليالي على مدار العام يُندب للمسلم قيامها؛ لما لها من فضل عند الله تعالى؛ قال العلامة ابن نجيم الحنفي في "البحر الرائق" (2/ 56-57): [ومن المندوبات: إحياء ليالي العشر من رمضان، وليلتي العيدين، وليالي عشر ذي الحجة، وليلة النصف من شعبان.
كما وردت به الأحاديث، وذكرها في "الترغيب والترهيب"، ويكره الاجتماع على إحياء ليلة من هذه الليالي في المساجد؛ قال في "الحاوي القدسي": ولا يصلى تطوع بجماعة غير التراويح، وما روي من الصلوات في الأوقات الشريفة؛ كليلة القدر، وليلة النصف من شعبان، وليلتي العيد، وعرفة، والجمعة، وغيرها، تصلى فرادى] اهـ.
وقال العلامة القليوبي الشافعي في "حاشيته على شرح الجلال المحلي على منهاج الطالبين للإمام النووي" (1/ 310، ط. مصطفى الحلبي): [(تتمة): يُندَب إحياء ليلتي العيدين بذكر أو صلاة، وأولاها صلاة التسبيح. ويكفي معظمها، وأقله صلاة العشاء في جماعة، والعزم على صلاة الصبح كذلك. ومثلهما: ليلة نصف شعبان، وأول ليلة من رجب، وليلة الجمعة؛ لأنها مَحالُّ إجابة الدعاء] اهـ.
وقد ذكر شيخ الإسلام تقي الدين السبكي في "تفسيره": [أن إحياء ليلة النصف من شعبان يكفر ذنوب السنة، وليلة الجمعة تكفر ذنوب الأسبوع، وليلة القدر تكفر ذنوب العمر كله] اهـ. نقله عنه الزبيدي في "إتحاف السادة المتقين" (3/ 427، ط. الميمنية).
وفي "الإقناع" للحجاوي وشرحه "كشاف القناع" للبهوتي من كتب الحنابلة (1/ 437، ط. دار الكتب العلمية): [ولا يقومه كله -أي: الليل-، إلا ليلة عيد؛ لحديث: «من أحيا ليلة الفطر، أو ليلة الأضحى؛ لم يمت قلبه إذا ماتت القلوب» رواه الدارقطني في "علله"، وفي معناها: ليلة النصف من شعبان، كما ذكره ابن رجب في "اللطائف"] اهـ.