مجلس النواب الجديد أمام اختبار الحرية: هل يصحح أخطاء الماضي؟
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
#سواليف
#مجلس_النواب الجديد أمام #اختبار_الحرية: هل يصحح #أخطاء_الماضي؟
بقلم: أ.د #محمد_تركي_بني_سلامة
عندما يشرع مجلس النواب قانونًا جديدًا، يفترض أن يكون الهدف الأساسي منه هو تعزيز العدالة والحرية، وترسيخ حقوق الإنسان. لكن الواقع يختلف كثيرًا عن هذا الهدف النبيل، كما تجلى في قانون الجرائم الإلكترونية الذي أقره مجلس النواب السابق.
القانون الذي يُفترض أن يحمي المجتمع، تحول إلى أداة لتكميم الأفواه وقمع الأصوات الحرة. تقرير لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب أشار بوضوح إلى مخاطر النصوص القانونية الغامضة التي تحمل أكثر من تفسير، مؤكدًا أنها تشكل تهديدًا حقيقيًا لحقوق الإنسان. وهذا ينطبق بدقة على قانون الجرائم الإلكترونية، حيث أصبحت هذه النصوص وسيلة يستخدمها البعض بشكل تعسفي لترهيب المواطنين وتقييد حرية التعبير.
المأساة الكبرى أن هذا القانون لم يُصغ لحماية الناس من الجرائم الإلكترونية، بل لحماية الفاسدين الكبار الذين يتلاعبون بمقدرات الوطن. تحول القانون إلى درع يحتمي به هؤلاء الفاسدون لتكميم الأفواه التي تحاول كشف فسادهم. يعاني الشعب الأردني من قمع مزدوج: قمع الفساد الذي يستنزف الموارد ويعوق التنمية، وقمع حرية التعبير التي تُعد الوسيلة الأهم لمحاسبة الفاسدين وإيقافهم.
لقد بات المواطن الأردني يعيش في ظل تهديد دائم. الحديث عن الفساد أو المطالبة بالعدالة أصبح مغامرة محفوفة بالمخاطر. الفاسدون، الذين يتخفون خلف هذا القانون، نجحوا في جعله سيفًا مسلطًا على رقاب الشعب، يمنعهم من التعبير عن معاناتهم أو حتى مناقشة المشكلات التي تواجههم. الإنجاز الأكبر لهذا القانون لم يكن حماية المجتمع من الجرائم، بل تحصين الفاسدين وإضعاف ثقة الشعب بمؤسساته الوطنية.
أمام مجلس النواب الجديد مسؤولية تاريخية لا يمكن التهرب منها. يجب أن يكون هذا المجلس على قدر التحدي، وأن يدرك حجم الأضرار التي ألحقها هذا القانون بسمعة الأردن وكرامة شعبه. تعديل هذا القانون أو حتى إلغاؤه بالكامل ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة وطنية ملحة. الشعوب التي تُحرم من حريتها لن تتمكن من النهوض، والأردن الذي يسعى ليكون نموذجًا إقليميًا في الديمقراطية والانفتاح، لا يمكنه تحقيق هذا الطموح في ظل قوانين تقيد حرية التعبير وتشوه صورته عالميًا.
سمعة الأردن الدولية، التي كانت دائمًا مصدر فخر واعتزاز، باتت الآن على المحك. كيف يمكن لدولة كانت تُعرف بالاستقرار والانفتاح أن تُدرج ضمن قائمة الدول التي تقيد الحريات وتكتم أصوات شعبها؟ تقرير الأمم المتحدة أشار بوضوح إلى أن الدول التي تسير في هذا الاتجاه تفقد تدريجيًا مكانتها واحترامها على الساحة الدولية. مجلس النواب الجديد أمام فرصة تاريخية لاستعادة هذه السمعة المفقودة من خلال اتخاذ خطوات جريئة لتعديل هذا القانون.
الرؤية الملكية التي دعت إلى الإصلاح والتحديث السياسي باتت هي الأخرى على المحك. قانون الجرائم الإلكترونية لا يتماشى بأي شكل مع هذه الرؤية، بل يناقضها بشكل صارخ. مجلس النواب الجديد مطالب بأن يثبت أنه شريك حقيقي في عملية الإصلاح، وأن يتجاوز أخطاء الماضي بدلاً من الاستمرار فيها.
الشعوب لا تنهض إلا عندما تتوفر لها الحرية ولا تزدهر الا بالكرامة. القوانين التي تسلب المواطنين حقوقهم هي خنجر في قلب الوطن، تقوض تقدمه بدلاً من أن تعززه. تعديل هذا القانون هو اختبار حقيقي لمدى التزام مجلس النواب الجديد بمسؤولياته تجاه الشعب والوطن. الشعب الأردني يستحق قوانين تحترم حقوقه، وتُعبر عن طموحاته، وتمنحه مساحة للتعبير والمشاركة في بناء مستقبل أفضل.
إن الكرة الآن في ملعب مجلس النواب الجديد. هل سيكون على قدر التحدي ويصحح هذا الخطأ التاريخي؟ أم سيكرر ما حدث في الماضي ويترك الشعب الأردني يرزح تحت وطأة قانون جائر؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد مسار الأردن في السنوات القادمة، وستحسم مكانة المجلس النيابي في ذاكرة الشعب. نحن نأمل أن يكون المستقبل مشرقًا، وأن تتحقق العدالة والحرية، فالأردن وشعبه يستحقان الأفضل.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف أخطاء الماضي محمد تركي بني سلامة الجرائم الإلکترونیة مجلس النواب الجدید الشعب الأردنی هذا القانون قانون ا التی ت
إقرأ أيضاً:
ننشر حصاد جلسات مجلس النواب 23 - 25 فبراير 2025
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بعد 24 جلسة عامة من المناقشات الدقيقة من حيث المبدأ، والمواد، مجلس النواب يوافق على مجموع مواد مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد وسط إشادات واسعة من النواب والحكومة بأن المناقشات اتسمت بالموضوعية وقيم الحوار السليم وانفتحت على كافة الآراء، مشيدين بحرص المجلس على دعم مصلحة الوطن والمواطن على نحو يتماشى مع متطلبات الحاضر ومواجهة تحديات المستقبل لحماية الحقوق والحريات العامة وإرساء نظام قضائي عادل، ونقيب المحامين يشكر المجلس على مشاركة النقابة في صناعة هذا التشريع المهم ويشيد باستجابته لتعديلات النقابة ترسيخاً لدور المحامين في تحقيق العدالة.
واستمراراً لدوره التشريعي بنفس الوتيرة التي انتهجها لحل كافة الإشكاليات القانونية التي تواجه جميع القطاعات، مجلس النواب يبدأ مناقشة مشروع قانون العمل الجديد الذي تضمن حزمة من القواعد والأحكام التي تمثل حماية اجتماعية فاعلة لعمال مصر وتضمن الحفاظ على حقوقهم، وتحقيق علاقة عمل متوازنة بين أطراف العملية الإنتاجية وفقاً لأعلى المعايير الدولية، ورئيس اتحاد نقابات عمال مصر يؤكد أن مشروع القانون تم بعد توافق بين العمال وأصحاب الأعمال ويحقق الاستقرار ويدعم الاستثمار ويتفق مع المعايير الدولية والدستورية.
وانطلاقاً من الدور الدبلوماسي للمجلس ودعمه الثابت لجهود الدولة تجاه القضية الفلسطينية، شارك المستشار الدكتور رئيس مجلس النواب في أعمال المؤتمر السابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية "بمقر جامعة الدول العربية".
وأكد خلال المؤتمر أن الدولة المصرية وفرت غطاءً من الحماية الدبلوماسية المُكثفة لإجهاض أية مُخططات خبيثة تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني، وتعكف حالياً على وضع خُطة شاملة ومتعددة المراحل للبدء في عملية التعافي المُبكر وإعادة إعمار قطاع غزة بوجود الفلسطينيين وتمسكهم بأرضهم، محذراً من المُخططات الخبيثة التي تهدف لتهجير الشعب الفلسطيني من غزة والتي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية ونسفها من الأساس، وهو ما يُشكل تهديداً فادحاً لثوابت منظومة الأمن القومي العربي.
والتقى المستشار الدكتور رئيس مجلس النواب مع رئيسة مجلس النواب القبرصي، وأكد أهمية تعزيز التعاون المصري القبرصي في مجالات الطاقة والربط الكهربائي والسياحة، مشددًا على أهمية تنشيط مبادرة إحياء الجذور بين مصر وقبرص واليونان، وأكد موقف مصر الثابت لحل القضية القبرصية وفقاً لقرارات الأمم المتحدة.
كما تم عقد لقاء بين وفد من مجلس النواب برئاسة المستشار الدكتور رئيس المجلس وبين أعضاء مجلسي النواب والأعلى للدولة في ليبيا، أكد خلاله رئيس المجلس على دعم المجلس الكامل للمؤسستين الوطنيتين الليبيتين ودورهما الوطني لتحقيق ما فيه صالح الشعب الليبي الشقيق، معرباً عن ترحيبه بالمخرجات الهامة التي أسفر عنها الاجتماع، وما توصل إليه الأشقاء أعضاء مجلسي النواب والأعلى للدولة في ليبيا من توصيات ملموسة تدفع باتجاه استقرار ليبيا الشقيقة وتحقيق تطلعات وآمال الشعب الليبي الشقيق في إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
الجلسات العامة
جلسة الأحـد 23/2/2025
استمع المجلس فى بداية الجلسة العامة برئاسة المستشار الدكتور حنفى جبالى - لبيان عاجل- مُقدم من نائب محافظة مرسى مطروح الذى استنكر خلاله تصريحات أحد رجال الأعمال بشأن تعطيل أبناء مطروح لبعض المشروعات السياحية.
وتعقيباً على البيان العاجل أكد المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب أن أبناء المحافظات الحدودية لديهم حس وطنى بأن التنمية المستدامة هى السبيل لبناء الوطن.
وأشاد بجهود الدولة الحثيثة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لتنمية وتطوير جميع محافظات مصر، وبالأخص المحافظات الحدودية التى ساهمت في جذب مزيد من الاستثمارات، مؤكداً أن التنمية المستدامة هى السبيل لبناء الوطن.
أحال المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، قرارين جمهوريين باتفاقيتين دوليتين إلـى لـجنـة الشئون الدستورية والتشريعية، و(5) مشروعات قوانين مُقدمة من الحكومة، إلى لجنة مشتركة من لجنة الطاقة والبيئة ومكتبي لجنتي الشئون الدستورية والتشريعية، والخطة والموازنة لدراستها وإعداد تقارير بشأنها.
واستأنف المجلس مناقشة مشروع قانون الإجراءات الجنائية (الجديد)، الذي أعدته اللجنة الفرعية المنبثقة عن لجنة الشئون الدستورية والتشريعية، ومكتب لجنة حقوق الإنسان، حيث وافق المجلس على المواد من (٤٦٥) إلى (٥٢٨) من مشروع القانون، وفقاً لما انتهت إليه اللجنة، مع إرجاء مناقشة المادة (٤٨٠) إلى جلسة قادمة لمزيد من الدراسة.
والذي يمثل مشروع القانون قانون متكامل للإجراءات الجنائية يحقق فلسفة جديدة تتسق مع دستور ٢٠١٤، والاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، ويتلافى العديد من الملاحظات والتوصيات الصادرة عن بعض الأجهزة التابعة للمنظمات الدولية الرسمية، وبما يتواكب مع التطور التكنولوجي، وذلك كُله بما يحقق المصلحة العليا للدولة في مجال حقوق الإنسان على الصعيدين الداخلي والدولي، ويحقق الاستقرار المنشود للقواعد الإجرائية، حيث تضمن مزيداً من ضمانات الحقوق والحريات للمواطن المصري بما يليق بالجمهورية الجديدة على النحو الوارد بتقرير اللجنة المشتركة بشأنه.
وشهدت الجلسة مناقشات موسعة من جانب النواب -بمختلف انتماءاتهم السياسية- ومن جانب الحكومة، حيث أقر المجلس المواد الخاصة بإلزام المحكوم عليه بعمل للمنفعة العامة لتحصيل المبالغ الناشئة عن الجريمة المقضي بها للدولة، والتي "ألغت" بذلك الإكراه البدني المنصوص عليه في القانون القائم، كما وافق المجلس على المقترح المقدم من إحدى النائبات بإضافة مادة جديدة تقضي بأن "يصدر بتحديد أعمال المنفعة العامة والجهات الإدارية التي تقام بها هذه الأعمال قراراً من النائب العام"، بهدف تخويل النائب العام تحديد أنواع الأعمال التي يجوز تشغيل المحكوم عليهم بها بحيث تكون هذه الأعمال محددة ومعروفة من قبل الجهات المنوط بها ذلك، وانتهى المجلس من مناقشة الباب الخاص "بحماية المجنى عليهم والشهود والمتهمين والمبلغين" والذى تضمن نصوصاً وفرت -للمرة الأولى- حماية قانونية فاعلة لهم وفقاً لأحكام الدستور ومعايير العدالة وحقوق الإنسان، كما أقر المجلس المواد الخاصة بحالات استحقاق تعويض عن الحبس الاحتياطي الخاطئ وإجراءاته وفقاً لأحكام المادة (٥٤) من الدستور، وأقر المجلس أيضاً المواد المنظمة لإجراءات التحقيق والمحاكمة عن بُعد استجابة للتطور الرقمي الذي تشهده الدولة ووفقاً لجميع الضمانات الدستورية والقانونية المقررة للمحاكمات العادية.
ووافق المجلس "نهائياً" على قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 642 لسنة 2024 بشأن الموافقة على اكتتاب جمهورية مصر العربية في الزيادة العامة لرأس المال القابل للاستدعاء في بنك التنمية الإفريقي بعدد 554770 سهماً.
يأتى ذلك فى إطار توجه الدولة إلى تعزيز وتعميق الوجود المصرى فى المؤسسات المالية والاقليمية، وحفاظاً على مكانة مصر الرائدة فى القارة الإفريقية ودعمها الدائم لمؤسساتها التنموية إلى دعم القوة التصويتية لمصر لدى بنك التنمية الافريقى، وزيادة قدرة مصر على تحقيق التنمية المستدامة.
وخلال المناقشات، أكد النواب أهمية الاتفاقية، لتعزيز الهيكل الرأسمالى للبنك على غرار العديد من البنوك الإنمائية متعددة الأطراف، مما يوضح مدى قوة الدعم الذى يتلقاه البنك من الدول الأعضاء وتمكنه من تعبئة الموارد المالية من خلال إتاحة فرص الاقتراض من الأسواق العالمية بهدف تلبية الطلب المتزايد على التمويل الإنمائى من مختلف الدول الأعضاء.
جلسة الإثنين 24/2/2025
واصل المجلس بجلسته العامة مناقشة المواد من (529) إلى (541) من مشروع قانون الإجراءات الجنائية (الجديد)، وفقاً لما انتهت إليه اللجنة المشتركة من لجنة الشئون الدستورية والتشريعية، ومكتب لجنة حقوق الإنسان، حيث انتهى المجلس من مناقشة جميع مواد مشروع القانون، ووافق عليه "فى مجموعه" مع إرجاء أخذ الرأى النهائى عليه لحين الانتهاء من مراجعته نهائياً بصورة كاملة.
وشهدت الجلسة مناقشات موسعة شهدت مداولات قانونية اتسمت بالديمقراطية... وتعزيزاً لحق الدفاع وتنفيذاً لما ألزم به مشروع القانون الجديد من وجوب حضور محام مع المتهم فى مرحلتى التحقيق والمحاكمة، وإذا لم يكن له محام؛ فإن النيابة العامة أو المحكمة المختصة بحسب الأحوال، ملزمة بندب محام، وفى ضوء ما سبق وأبداه السيد نقيب المحامين من أن النقابة ملزمة بتقديم أية ضمانات لتنفيذ هذا الالتزام الدستورى، ووافق المجلس على مقترح تعديل المادة (534) المقدم من رئيس اللجنة الفرعية والذى بمقتضاه تلتزم النقابات الفرعية أو العامة بالتنسيق مع رئيس المحكمة الابتدائية المختصة فى بداية كل عام قضائى، أو كلما اقتضت الحاجة لذلك بإعداد قوائم بعدد كاف من المحامين المنتدبين وترسل هذه القوائم إلى النيابات والمحاكم المختصة للندب من بينهم أمام جهات التحقيق أو المحاكمة، وقد رحب السيد نقيب المحامين بهذا التعديل مؤكداً أن أعداد المحامين كافية وتزيد على العدد المطلوب، وأن هذا التعديل يدعم ضمانات حقوق الدفاع، ووافق المجلس على المقترح المقدم من السيد وزير العدل بإضافة مادة جديدة تخول لوزير العدل سلطة إصدار القرارات اللازمة لتنفيذ أحكام مشروع القانون، وذلك فيما لم يرد بشأنه نص خاص، وإلى حين صدور هذه القرارات يستمر العمل بالقرارات المعمول بها حالياً بما لا يتعارض مع أحكام مشروع القانون الجديد، كما وافق المجلس على المواد المرجأة وفقاً لما أقرته اللجنة المشتركة.
فيما رفض المجلس التعديل المقدم من أحد النواب المستقلين بحذف عبارة "عدا استجواب المتهم" الواردة بالمادة (178) بما يجيز لمأمور الضبط القضائى استجواب المتهم، معللاً ذلك بأنه يتسبب فى إفلات الكثير من المتهمين من العقاب، الأمر الذى رفضه أغلبية النواب لأن هذا المقترح يصطدم مباشرةً بالضمانات الدستورية التى حرص مشروع القانون على تطبيقها، وباعتبار أن الاستجواب من إجراءات التحقيق التى لا يجوز لعضو النيابة العامة أو القاضى بحسب الأحوال أن يندب فيها مأمور الضبط القضائى.
وفى ختام مناقشات مشروع القانون، ألقى المستشار الدكتور رئيس المجلس كلمةً أشار فيها إلى الإنجاز التاريخى للمجلس فى إقرار هذا المشروع بقانون لما له من أهمية على المستويين الداخلى والدولى، لما ينطوى عليه من أحكام تمس بشكل مباشر حقوق وحريات الأفراد، مشيداً بتضافر جهود الوزارات والجهات ذات الصلة لإنهاء هذا المشروع العظيم الذى يجسد رغبة أمة فى بناء حاضرها ومستقبلها فى ظل الجمهورية الجديدة التى أرسى دعائمها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية.
وأشار إلى أن المجلس لا يدعى الكمال فكل عمل بشرى يقبل الاجتهاد وتعدد الآراء بين مؤيد ومعارض، مؤكداً أن مجلس النواب بيقين صادق لم يضع نصب عينيه أثناء مناقشة هذا المشروع بقانون سوى تحقيق الصالح العام للدولة والمواطن، ولم يوصد المجلس أبوابه أو يصم آذانه عن سماع أى طرح أو مقترح.
وفى ختام كلمته، وجه المستشار الدكتور حنفي جبالي الشكر لمجلس الوزراء برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي على مجهوداته المستمرة بالتعاون والتنسيق الدائم مع مجلس النواب في سبيل إنجاز هذا المشروع التاريخي، كما وجه الشكر والتقدير للسيدين وزيري الشئون النيابية والقانونية، والعدل على تعاونهما ومداخلاتهما القيمة.
وفى كلمته، أعرب وزير العدل عن شكره وتقديره لمجلس النواب لإخراج مشروع القانون بالصورة المتكاملة التى تعد إضافة حقيقية لدور مصر الريادى فى المجال التشريعى، الأمر الذى اعتبره تجسيداً حقيقياً لجمهوريتنا الجديدة من خلال إرساء نظام قضائى عادل.
وأشاد وزير الشئون النيابية بتمسك مجلس النواب خلال المناقشات بالموضوعية وقيم الحوار السليم لإخراج هذا المشروع بقانون متوافقاً مع المبادئ والضمانات التى أقرها الدستور.
كما أشاد نقيب المحامين بجهود مجلس النواب فى الأخذ بعين الاعتبار لجميع الرؤى، مثمناً حرص مجلس النواب على إشراك نقابة المحامين فى صناعة هذا التشريع خلال أعمال اللجنتين الفرعية والمشتركة، وفى الجلسة العامة، واستجابة المجلس للتعديلات التى ابدتها النقابة تأكيداً وترسيخاً لدور المحامين فى تحقيق العدالة.
جلسة الثلاثاء 25/2/2025
أحال المجلس فى بداية الجلسة العامة (23) تقريراً للجنة الاقتراحات والشكاوى عن اقتراحات برغبات مقدمة من النواب إلى الحكومة بشأن بعض المشكلات الخاصة بدوائرهم لدراستها وتنفيذ ما ورد بها من توصيات.
وناقش المجلس مشروع قانون مُقدم من الحكومة بإصدار قانون العمل، حيث وافق عليه "من حيث المبدأ"، كما انتهى من الموافقة على مواد الإصدار وعددها (11) مادة بخلاف مادة النشر.
والذي يتضمن تنظيم جديد متكامل لقانون العمل بهدف وضع رؤية جديدة لحقوق العمال وأصحاب الأعمال، دون الإخلال بمبدأ التوازن بين الطرفين، تماشياً مع المتغيرات الجديدة والتطورات الهائلة التي شهدتها مصر في بنيتها التحتية في جميع القطاعات ومنها الصناعة والتجارة والزراعة، وجذب الاستثمارات الوطنية والأجنبية، وتعزيز دور القطاع الخاص، حيث قام مشروع القانون الجديد على فلسفة جديدة مفادها بناء علاقات عمل متوازنة بين طرفي العملية الإنتاجية، والحفاظ على حقوق العمال لضمان استمرارية العمل وزيادة الإنتاج، وتحفيز الشباب على العمل بالقطاع الخاص بعد عزوفهم عنه في الفترات الأخيرة، ومعالجة فجوة المهارات، والعمل على التوائم بين مخرجات التعليم والتدريب واحتياجات سوق العمل.
خلال المناقشات أشاد النواب بمشروع القانون، مؤكدين أنه يراعى التوازن بين طرفي العملية الإنتاجية ويتوافق مع الأحكام الواردة في مواثيق واتفاقيات العمل الدولية وهو ما يسهم فى توفير مناخ جاذب للاستثمار بالتوازى مع ضمانات الأمن الوظيفي للعمال، وأكدوا أيضاً أهمية استخدام قانون العمل الجديد للتسويق للاستثمار في مصر، مشددين على أهمية التوازن بين حقوق وواجبات العامل وصاحب العمل حيث لا يجب أن نعطي ميزة لطرف على حساب الآخر وهو ما قد يؤثر على الإنتاجية، وأشار النواب إلى أن مشروع القانون يمنح أكثر من 40 ميزة لصالح العامل المصري أبرزها دخول العمالة غير المنتظمة والمقاولات وعمال الزراعة تحت مظلته بالإضافة إلى منح حقوق كثيرة للمرأة العاملة في فترات الحمل والولادة ورعاية الطفل مشددين على أهمية استحداث الصناديق الخاصة بالتدريب والتدريب التحولي خاصة فى قطاع الصناعات الحديثة والصناعات التحويلية، كما أشاد النواب بدعم القيادة السياسية للدور الحيوي الذي يقوم به العمال المصريين والحرص على تعزيز حقوق العمال فى ظل الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، مؤكدين أن قانون العمل الجديد يأتى بمثابة التزام دستوري ومعايير دولية التزمت بها مصر بما يشجع على الانخراط فى العمل الخاص دون تخوف.
من جانبه، وجه عبدالمنعم الجمل، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، الشكر لمجلس النواب على دعوته لحضور مناقشة مشروع قانون العمل الجديد، الذي يعبر عن تطلعات جموع العمال في وضع تشريع متوازن يراعي الحقوق والحريات مع أصحاب العمل ويعلي من قيمة العمل ويساهم في التقدم الاقتصادي، مشيراً إلى أن إعداد مشروع جديد لقانون العمل يمثل تحدياً كبيراً، وتم وضع مشروع القانون المعروض بعد حوار مجتمعي بين أطراف العمل الثلاثة (الحكومة، أصحاب العمل، العمال).
وأضاف أن مشروع القانون المعروض متوافقاً - في أغلب مواده - مع رؤية العمال وأصحاب الأعمال داعماً للاستقرار ودافعاً للاستثمار ومحققاً للعدالة وملتزماً بالمعايير الدولية والدستورية، مؤكداً على دعم اتحاد نقابات عمال مصر لإقرار هذا المشروع بالقانون، مشيراً إلى وجود بعض التعديلات لديهم على بعض المواد الخاصة بالمنظمات النقابية العمالية وسيقوم بتسليمها إلى الأمانة العامة للمجلس.
هنأ المستشار الدكتور حنفى جبالى رئيس مجلس النواب شعب مصر بمناسبة قرب حلول شهر رمضان الكريم والصوم الكبير للإخوة المسيحيين، حيث قال "يهل علينا بعد أيام قليلة شهر رمضان المعظم حاملاً معه أجواءً إيمانية مباركة، وأياماً مليئة بالرحمة والمغفرة، يسعد بها المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها، ويشاء القدر هذا العام أن تتعانق دعوات الصائمين من المسلمين والمسيحيين، حيث بدأ بالأمس الصوم الكبير للكنيسة الأرثوذكسية والذى يعد رحلة روحية عميقة يتجدد فيها الإيمان، وتابع رئيس مجلس النواب: يطيب لى بهذه المناسبة أن أتقدم باسمكم جميعاً وباسمي بصادق التهنئة القلبية لجميع المسلمين والمسيحيين فى كافة أرجاء الوطن، داعياً المولى العلى القدير أن تهل هذه الأيام المباركة الطيبة على الشعب المصرى بالخير واليمن والبركات، فى ظل قيادة فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، وأن يبارك جهود سيادته فى تحقيق آمال الشعب المصرى العظيم".
ورفع رئيس المجلس الجلسة العامة، على أن يعود المجلس للانعقاد الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحـد الموافق 9 مارس 2025.