في هذا الحوار الذي يستحق وقتك، يأخذنا المستعرب والأكاديمي الإسباني خوسيه ميغيل بويرتا فليشيت في رحلة استكشاف معرفي عبر دهاليز التاريخ والفن والأدب في الأندلس. يكشف بويرتا عن تجربته الشخصية الفريدة في اكتشاف اللغة العربية، التي بدأت من زيارة عابرة لقصر الحمراء لتتحول إلى شغف عميق بالثقافة العربية والإسلامية.

يقول بويرتا: "أنا اكتشفت وجود اللغة العربية في آخر سنة من تخرجي في غرناطة… عندما زرت الحمراء مع أستاذي في الجامعة وبدأ يقرأ في الجدران، فوجئت وسألته: ما هذا الذي تقرؤه منقوشا على الجدران؟ قال لي إن هذا كله مكتوب باللغة العربية وكانت صدمة كبيرة بالنسبة لي".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2طنجة.. صعود وهبوط الفن السابع في المغربlist 2 of 2ناشرون في المهجر: هذا دورنا في نشر الثقافة العربية بأوروباend of list

ولد بويرتا فليشيت عام 1959 في قرية دوركل الواقعة جنوب غرناطة. تدرج في سلم المعرفة حتى نال شهادة الدكتوراه في اللغة العربية من جامعة غرناطة عام 1995 عن رسالته "مفاهيم الفن والجمال والإدراك البصري في الفكر الأندلسي"، ليصبح فيما بعد أستاذاً لتاريخ الفن في الجامعة ذاتها وعضواً في الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة بغرناطة.

بويرتا، المسكون بعشق الثقافة العربية وفنونها، برز كأحد أهم المتخصصين في تاريخ الفن الإسلامي والأندلسي وعلم الجمال عند العرب. أثرى المكتبة العلمية بمؤلفات قيّمة تتناول جواهر التراث الأندلسي، لا سيما قصر الحمراء الذي سحره مبكراً. كما ساهم في إنجاز موسوعة "مكتبة الأندلس" الضخمة، التي جمعت جهود 150 باحثاً مستعرباً. لم يقتصر إبداعه على التأليف، بل امتد ليشمل الترجمة، حيث نقل أعمالاً أدبية وفكرية بين العربية والإسبانية، مد بذلك جسوراً ثقافية بين الضفتين. جهوده الدؤوبة في تقريب الثقافة العربية الإسلامية لقراء الإسبانية أكسبته تكريماً دولياً، إذ منحته بلدية بوينس آيرس وسام "ضيف شرف" عام 2017

وفي هذا الحوار الشائق، يستعرض بويرتا الجماليات الفريدة للفن الإسلامي والعربي، مسلطا الضوء على التداخل الرائع بين العمارة والشعر في قصر الحمراء. يصف القصر قائلا: "تحولت العمارة إلى ديوان شعري. فهي مزيج بين العمارة والشعر، وحوار بين القصيدة المنقوشة التي وصلت إلى 100 قصيدة منقوشة في الجدران نفسها".

كما يتناول اللقاء قضايا تتعلق بالتبادل الثقافي بين العالم العربي وإسبانيا، مستعرضا جهود الترجمة والتثاقف بين الأدبين العربي والإسباني، ويسلط الضوء على العلاقة بين الشاعرين محمود درويش ولوركا، ويفتح نافذة فريدة على عالم غني بالتفاصيل الثقافية والتاريخية، ويدعو القارئ للغوص في أعماق التراث الأندلسي وتأثيراته الممتدة حتى يومنا هذا، فإلى الحوار المطول متضمنا 3 أجزاء من مقاطع الفيديو:

الجزء الأول من الحوار بالفيديو: اكتشاف اللغة العربية وجماليات الفكر الأندلسي (1-3)

يتناول الجزء الأول من الحوار مع المستعرب والأكاديمي الإسباني "بويرتا فليشيت" تجربته الفريدة لاكتشاف اللغة العربية في غرناطة، حيث تبدأ القصة من زيارة لقصر الحمراء، ثم تتطور لتشمل دراسة علم الجمال والفكر العربي. ويتحدث عن دور العمارة في التعبير الفني والأدبي، ويسلط الضوء على العلاقة بين العمارة والشعر، مستعرضا كيف تعكس كتابات قصر الحمراء عمق الفكر والجماليات في التراث العربي، مرورا بالفلاسفة العرب والمفكرين وتأثيرهم على الجماليات الأندلسية.

نبدأ من غرناطة وتجربتك الشخصية مع اللغة العربية، كيف اكتشفت اللغة العربية؟

أنا اكتشفت وجود اللغة العربية في آخر سنة من تخرجي في غرناطة. أنا من مواليد غرناطة وبالإضافة إلى ذلك درست تاريخ الفن في كلية الآداب في كلية غرناطة. ولكن حتى آخر عام لي في الجامعة، لم أكن أعرف أن اللغة العربية كانت موجودة.

فعندما زرت الحمراء مع أستاذي في الجامعة وبدأ يقرأ في الجدران، فوجئت وسألته: ما هذا الذي تقرؤه في العمارة؟ قال لي إن هذا كله مكتوب باللغة العربية وكانت صدمة كبيرة بالنسبة لي.

وبعد الخدمة العسكرية بدأت أتعلم وأدرس اللغة العربية هنا وهناك. وفي نهاية المطاف تعلمت اللغة العربية للأسف عصاميا من دون متابعة أو دروس منظمة. وكتبت رسالة الدكتوراه في قسم اللغة العربية واستغرقت 10 سنوات لإنجاز الأطروحة، لأني كنت أعمل في الوقت نفسه في مكتبة.

وفي هذه الأطروحة راجعت وحللت وتعمقت في علم الجمال عند العرب، من الجاهلية حتى ابن خلدون مرورا بالقرآن الكريم والتوحيدي وإخوان الصفا وابن رشد وكل الفلاسفة والمفكرين والأدباء. وهذا بالطبع سمح لي بالاطلاع يوميا، وعن طريق القراءة تطورت إمكانياتي باللغة العربية.

وبعد ذلك بفترة انضممت إلى قسم اللغة العربية في وكالة الأنباء الإسبانية، وعملت مترجما من الإسبانية للعربية مع مصححين من العرب، وهذه التجربة كانت كبيرة ومكثفة وتقريبا مكنتني من الكتابة باللغة العربية حتى.

 عن الفنون والآداب وعلم الجمال في الفكر الأندلسي.. هل يمكنك أن تعطينا ملامح عن رسالتكم؟

ملامح الموضوع واسعة طبعا. لكن من ناحية أخرى، لدينا في الأندلس من كبار الفلاسفة العرب الذين كانوا يفكرون باللغة العربية والمفاهيم العربية مثل ابن باجه وابن طفيل وابن رشد وابن السيد البطليوسي وابن عربي المتصوف الكبير.

ولدينا في الفكر الأندلسي نماذج تقريبا من أهم التيارات أو المذاهب الجمالية عند العرب، بدءا من المذاهب العقلانية المتمثلة في ابن رشد مثلا إلى المذاهب الأفلاطونية المخلصة مثل ابن باجه وابن طفيل وكذلك التصوف. ودائما كان هؤلاء على علاقة بكبار المفكرين العرب في المشرق، مثل الفارابي وابن سينا وإخوان الصفا وأبي حيان التوحيدي وغيرهم.

وأنا درست في كل هذه النصوص بالإضافة أيضا إلى كتب الأدب، مثل "ديوان الصبابة"، وكتب أخرى حتى "ألف ليلة وليلة" وكذلك كتب للأندلسيين مثل ابن الخطيب وابن حزم وكتابه "طوق الحمامة".

استنتجت أن العرب عندهم مفاهيم متنوعة وأحيانا متضاربة في وصف الجمال الطبيعي وجمال الإنسان وكذلك جمال الفن، بالإضافة إلى ذلك هذا مهم لأنهم طوروا علوم النفس والإدراك الحسي والإدراك العقلاني والخيال. وكما قلت سابقا تتنوع الاتجاهات من العقلانية التي تعتمد أكثر على الإدراك الحسي وعلى الإلهام والتأمل الروحاني عند المتصوفين مثلا. هذا كله متمثل في الفكر العربي بشكل عام والفكر الأندلسي كجزء أساسي مهم من الفكر العربي العام.

 

تحدثت عن الفلسفة والأدب ولم تتحدث عن العمارة. والعمارة لها علاقة مباشرة بالأدب لأن قصر الحمراء أشبه أن يكون قصرا من الكلمات

هو كذلك بالفعل، وأول دراسة لي كتبتها باللغة الإسبانية وكتبتها مرة أخرى باللغة العربية بعنوان "البنية الطوباوية لقصور الحمراء". والمثير أنه من ناحية أن الخط العربي والكتابة كما تعرفون هو فن أساسي في كل الفنون، أما في العمارة فالخط والنقوش موجودان في كل العمارة على مدى الأراضي والأقطار العربية والإسلامية.

لكن ظاهرة الحمراء حالة مميزة وفريدة في نوعها، لأن كل الجدران منقوشة بكتابات للسلطان وهذا طبيعي وكتابات قرآنية وهذا طبيعي، ولكن العمارة تحولت إلى ديوان شعري. فهي مزيج بين العمارة والشعر، حوار بين القصيدة المنقوشة التي وصلت إلى 100 قصيدة منقوشة في الجدران نفسها، حوالي 30 قصيدة أو مقطعا من قصائد، وتضفي القصائد على العمارة صفة المتكلم وغالبا المتكلمة.

وفي الوقت نفسه فإن الأشعار تجعل "قصر الحمراء" في حوار بين الشعر والحدائق والماء والكون. لهذا إذا ما قرأنا الأشعار المنقوشة لن نفهم أبدا "قصر الحمراء" وتحليل القصائد باندماج بتحليل العمارة، هذه حقيقة تجربة مفيدة ودائما أعود إلى تلك التجربة، وأنا الآن في صدد كتابة كتاب عن القصائد المنقوشة في قصر الحمراء مع الصور والرسوم لتبيان ما كان يسميه السينمائي التونسي "الناصر خمير" حين وصف الحمراء بأنها قصر الشعر الوحيد في العالم، وهو توصيف صحيح وصائب تماما.

الجزء الثاني من الحوار بالفيديو تداخل الثقافات: العمارة والشعر والأدب في الأندلس بين الروايتين (2-3)

في الجزء الثاني من الحوار، يتناول بويرتا كيف انقسم التاريخ الأندلسي بين رواية العرب ورواية التاريخ الوطني الإسباني الحديث. ويستعرض تأثير هذا الانقسام على الفهم المعاصر للعمارة والشعر والفلسفة، وكيف يتلقى كل من العرب والأوروبيين تجربة زيارة "قصر الحمراء" بشكل مختلف. كما يناقش الكتاب الذي يتناول "شعرية الماء في الإسلام" وكيف يبرز الجماليات الفريدة المرتبطة بالماء في الفن الإسلامي.

برأيك، التاريخ الأندلسي تاريخ العمارة والشعر والأدب والفلسفة.. كيف انقسم كل هذا بين روايتين؟.. رواية العرب ورواية التاريخ الوطني الإسباني الحديث (الرواية الأوروبية).. كيف نجد هذا التراث بين الضفتين؟

بصفتي مستعربا وأدرّس "قصر الحمراء" كل عام للكثير من الطلاب.. أغلبيتهم إسبان وأوروبيون ولكن عندي أيضا طلاب عرب. وقام كثير من العرب بزيارات لـ"قصر الحمراء". ولكن هناك فارق مهم وهو أن الأوروبيين أو غير العرب عندما يزورون الحمراء حقيقة، هم لم يشاهدوا حقيقة "الحمراء" بحد ذاتها كما هي تصميما ومعنى وجمالا.

بالنسبة لهم كل الجدران هي مجرد زخارف.. زخارف جذابة وحدائق، يعتبرونه شيئا غرائبيا جذابا وغالبية الناس لا يعرفون أن هناك كلمات عليه، فهم يحبون "الحمراء" وينجذبون إليها كمجرد ديكور مثير لا يوجد فيه روح ولا ثقافة ولا عمق فكري وفلسفي وديني وحضاري بشكل عام

لأنه بالنسبة لهم كل الجدران هي مجرد زخارف.. زخارف جذابة وحدائق، يعتبرونه شيئا غرائبيا جذابا وغالبية الناس لا يعرفون أن هناك كلمات عليه، فهم يحبون "الحمراء" وينجذبون إليها كمجرد ديكور مثير لا يوجد فيه روح ولا ثقافة ولا عمق فكري وفلسفي وديني وحضاري بشكل عام. لذلك فالدراسة صعبة حتى بالنسبة للعرب لأنه فكرتهم تكون سطحية عنه.

ولكن هناك فرق، فالعرب متعودون على الخط العربي والنقوش ولكن لم يستطيعوا قراءة كل شي لأنه صعب لوجود تشويش (بسبب قدم العمارة التاريخية) والقصائد صعبة القراءة. لكنهم يشعرون أن هذا ينتمي لهم. فهم معتادون على تلك اللغة.

فاللغة الفنية الإسلامية والعربية مختلفة عن اللغات الفنية الأوروبية وبالإضافة الى ذلك يوجد هناك الكثير من الآراء السطحية وحتى المجحفة تجاه الفن الإسلامي والعربي. يعتقدون أن الفن العربي فقط جذاب غرائبي جميل مثير، ويشعرون أن له علاقة بالمتع الحسية ولكن البعد الثقافي كالأدب وكيف أن الشعراء الذين ألفوا القصائد المنقوشة في "الحمراء" هم من كبار المفكرين والعلماء، مثل ابن الخطيب وعلاقة هذا كله بعلم النجوم وعلم العمارة العربية وعلم الحدائق والبساتين.

هذا البعد الحضاري المتكامل الرقيق والدقيق جدا، يحتاج للإدراك ولا يمكن فهمه إلا بعد التعمق والبحث ليلم المشاهد بهذه العناصر الكثيرة التي تشكل هذا الفن وتجعله فنا مميزا وفنا غنيا جدا نحو أبعاد اجتماعية وتاريخية.

هذا الاندماج بين الخط والتصوير ممثل في قصر الحمراء

لذلك هناك فجوة كبيرة بين الرؤية الأوروبية والتي تفكر بأن العرب يرسمون الخط العربي لأن التصوير محرم عليهم وعندما يزورون قصر (بهو) السباع يرون تماثيل ونصوصا شعرية تحكي عن التماثيل وهذا الاندماج/الازدواج بين الخط والتصوير ممثل في قصر الحمراء.

وهذا موجود في كل تاريخ الفن الإسلامي.. فلدينا بالأندلس تماثيل لغزلان وعندهم مخطوطات. فيها اندماج وحوار وتلاق جميل بين الخط العربي والتصوير. ضمن الفن العربي والإسلامي نفسه وهذا متمثل بالحمراء. فهناك الكثير من التفاصيل مثل جماليات المرايا، مثلا وصف البرك كالمرايا والعمارة كعروس ترى نفسها معكوسة على سطح الماء وتجد نفسها جميلة وفي حالة الازدهار.

 

لك بالفعل كتاب عن "شعرية الماء في الإسلام".. حدثنا عنه؟

كتبت كتابا طلب مني في شمال إسبانيا.. فهم غير معتادين عن مثل هذه الجماليات. في غاليسيا، إحدى الأساتذة المرموقين والمتخصصة في فن القرون الوسطى المسيحية والأوروبية قالت لي إنهم كانوا يتباحثون دائما في ذلك عندما يشاهدون قصر الحمراء. واقترحت على أن أكتب في هذا الموضوع (شعرية الماء في الإسلام).

كتبت عن علاقة الماء بالفن والشعر منذ الجاهلية ومرورا بالقرآن وكذلك عند بعض الفلاسفة والتصوف وكذلك في المخطوطات وطريقة تمثيل الماء بصريا. بالإضافة الى ذلك بناء فراديس (جمع فردوس) وجنان وحدائق يمتزج فيها الماء والخط والشعر

كانت من هنا الفكرة وتعمقت فيها وكتبت عن علاقة الماء بالفن والشعر منذ الجاهلية ومرورا بالقرآن وكذلك عند بعض الفلاسفة والتصوف وكذلك في المخطوطات وطريقة تمثيل الماء بصريا. بالإضافة الى ذلك بناء فراديس (جمع فردوس) وجنان وحدائق يمتزج فيها الماء والخط والشعر وتوصلت إلى فكرة أن مما قدمه الأندلسيون هو هذه الطريقة لبناء الحدائق، وتفننوا فعلا بطريقة مذهلة حتى كتبوا في كل فترة بالأندلس الطريقة العلمية لطريقة وديكور بناء الحدائق بطريقة منتجة وبفكرة بناء مكان مثالي.

تثاقف عربي إسباني (3-3) في الجزء الثالث من الحوار، يستعرض بويرتا جهود الترجمة والتثاقف بين الأدب العربي والإسباني، وكيف يُنظر إلى الأعمال الأدبية من الجانبين. ويتناول أيضًا دوره في الترجمة لكتّاب مثل غادة السمان وأدونيس ولوركا وأثر ذلك في تعزيز التبادل الثقافي. وكيف يُقرأ الأدب العربي في إسبانيا وكيف يستقبل العرب الأدب الإسباني، بالإضافة إلى التأثير العميق لشخصيات مثل لوركا على الأدب العربي، خصوصًا في سياق القضية الفلسطينية.


 ترجمت عددا من الأعمال العربية المهمة والروايات مثل روايات "غادة السمان" و"أدونيس" وأعمالا شعرية وترجمت أيضا نقوشا وعرفت القارئ الإسباني على أسماء عربية وعرفت العرب على أسماء إسبانية..  كيف ترى هذا التثاقف العربي الإسباني؟ وكيف يقرأ الإسبان الأدب العربي وكيف يقرأ العرب الأدب الإسباني أيضا؟

الحمد لله عندنا بعض الأجيال بإسبانيا من كبار المعمرين والشباب يهتمون بالأدب العربي المعاصر. وأنا من هذه الناحية، سابقا وحتى الآن، يفهمون تاريخ الإسلام وتاريخ الفن العربي كأنه انتهى بعد سقوط الأندلس، ويتجاهلون في مجال تاريخ الفن الخلافة. وبما أني لدي علاقات مع كتاب وفنانين عرب أحياء وناشطين، أدخلت هذا في الجامعة الإسبانية، وهذا لم يكن موجودا قط، تعليم الفن العربي المعاصر مع صور وأسماء وتجارب الفنانين العرب الأحياء ونفس الشيء الأدب العربي. ولكن مساهماتي متواضعة مقارنة بزملاء آخرين، لأنهم كانوا متخصصين فقط لترجمة الأدب.

على كل حال لقد ترجمت لـ"غادة السمان" لأن كتابتها لم تكن ترجمت للإسبانية، وهي طلبت مني الترجمة لها. وكتبت دراسة لها "بيروت 75″ و"القمر المربع" وهي أيضا بنفس الوقت لها علاقة بالفن والسريالية والصوفية.

وكان تحديا بالنسبة لي أن أترجم الصوفية السريالية، لأن في إسبانيا وفي أوساط الأكاديميين المتخصصين في تاريخ الفن عموما، يعرفون كيف أن العرب الأحياء الممثلين لنا يفهمون الفن ولهذا السبب دائما أبحث عن نصوص مكتوبة باللغة العربية عن الفن.

أما "أدونيس" فهو كاتب معروف وهناك الكثير من ترجمات شعره وكتب أخرى لنقد الأدب العربي. وأنا ترجمت له "الصوفية السريالية"، وهو كتاب استغرقت 3 سنوات لترجمته، لا سيما لترجمة النصوص الصوفية المتضمنة في الكتاب وترجمته باللغة الحديثة والرؤية الحديثة قدر الإمكان.

وكذلك ترجمت مثلا لـ"سعد الله ونوس" فقد كتب عن "عاصم الباشا" وهو نحات سوري معروف وهو الأديب "سعد الله ونوس" كتب رؤيته عن النحت. وبعض النصوص الأخرى مثلا "شاكر حسن السعيد" وكان فنانا عراقيا تجريديا مهما، وعنده إنتاج هائل عن الفن.

 

 عرّفت أيضا أسماء إسبانية مهمة أبرزهم "لوركا" للغة العربية

هذه كانت مساهمات بسيطة، لأنني كنت طوال فترة أكتب لصديق لي وهو "صلاح النيازي" وزوجته "سميرة المانع" وكانا ينشران في مجلة "الاغتراب الأدبي" في لندن وأنا ترجمت لهما بعض النصوص لـ"لوركا".

وترجمت لـ"لوركا" بشكل خاص، ما نشره له "جمال الغيطاني" في جريدة أخبار الأدب عام 1998، ووقتها كان وقت مئوية ولادة لوركا. وترجمت له أول نص كتبه في الـ19 من العمر بعنوان "تعليقات حول عمر الخيام".

ولقد أعطيت محاضرات بعلاقة لوركا المميزة بالثقافة العربية، وعن علاقة لوركا بما كان يسميه بـ"الشعر الشرقي" و"المخيال الشرقي" أو أحيانا "المخيال العربي".

حتى الإسبان عندما يسمعون هذا الكلام وأقدم دلائل ونصوص وصورا لذلك يستغربون لأنهم غير مطلعين على هذا الجانب.

وهذا الموضوع نادرا ما نجد فيه مقالات جدية ولكني لاحظت أن "لوركا" كان مهتما بهذا الموضوع بطريقة جدية ويسرد المصادر عندما يكتب. ومنذ شبابه وحتى آخر أيامه، وقد اغتيل شابا للأسف. وحتى آخر ديوان له "غزل وقصائد" وبهذا العنوان العربي، كان كله مستوحى من الشعر العربي وهذا نشر بعد اغتياله.

في البداية، كتب عن عمر الخيام ويذكر الفردوسي والحافظ والصياد وبعد ذلك كتب عما يسمى بـ"جمالية التصغير عند الغرناطيين" وكتب مقالة طويلة وطور هذه النظرية عن جمالية التصغير الذي اختص به الغرناطيون وهذا انطلاقا من الأندلس وقصور الحمراء، إلى آخره.

وبعد ذلك كتب عن "غناء الفلامنغو" وقارن قصائد وكلمات أغاني الفلامنغو بالشعر العربي والفارسي وكان مقتنعا بهذا الشيء، وكان يشعر أنه ينتمي إلى هذا الفضاء الجمالي وليس الفضاء الأوروبي.

وفي رسومه ومقابلاته كان دائما يعتز بهذا رغم الظروف الصعبة عليه. وهذا لأنه ليس كل الإسبان حتى الآن وآنذاك كانوا يعتزون بالإسلام والعروبة. أما بالثقافة الأدبية الإسبانية، وجد تيار يعتز بالعروبة و"لوركا" كان من أكبر المعتزين بالعروبة وهو نموذج للأمثال الجمالية والوجودية لأنه دائما لديه بعد وجودي عندما يكتب.

 

لوركا كان له مكانة خاصة عند الفلسطينيين بشكل خاص.. فما السر في ذلك؟

نعم بالطبع، فقد كتب محمود درويش "خمسون عاما بلا لوركا"، وجاء لغرناطة خصيصا عام 1992 من باريس إلى غرناطة، لكتابة "أحد عشر كوكبًا" للمشهد الأندلسي ويذكر الأندلس ولوركا.

أنا في محاضراتي تحدثت عن هذا الموضوع ولدي محاضرة حول محمود درويش ولوركا.

يعني في موازاة واضحة بين الاثنين، وهناك فروق أيضا ومثلا رموز مثل "ابن زيدوت" والأجواء الطبيعية وهذا الحنين عند محمود درويش لـ"لوركا"، فقد كان درويش مهوسا بـ"لوركا".

 قصيدة "أحد عشر كوكبا" عن أواخر المشهد الأندلسي لمحمود درويش كتبها في الذكرى الـ500 لسقوط غرناطة، وكانت فيها رمزية كبيرة تجاه القضية الفلسطينية وكأنه كان يستحضر فلسطين أخرى وكان بها رسائل سياسية حتى ذكر فيها "ياسر عرفات".. حدثنا عن ذلك.

كتبت عن هذا الموضوع وتعرفت على رضوى عاشور وزوجها وابنها وأيضا "كمال بلاطة" تعاونت معه وهو مقدسي وكان يتعاون مع صديقه "محمود درويش" وهو رسم غلاف "أحد عشر كوكبا". لأن النشر قالوا له إن محمود درويش منشور في "الدار البيضاء" والذي صمم الغلاف استوحاه من العلم الفلسطيني والفسيفساء الأندلسية والمغربية وهو "كمال بلاطة" وتم هذا كله في ذكرى سقوط غرناطة.

ولقد حكيت مع "كمال بلاطة" و"رضوى عاشور" أن تلك القصيدة بالنسبة لهم عبارة عن مرآة خطيرة، إذ يرى الفلسطينيون مرآة غرناطة وطرد المورسكيين وانتهاء حضارة رقيقة ومهمة وأنيقة وإنسانية واجتثاثها من أرضها.

درويش كان متشائما في تلك القضية ثم أصبح أكثر تفاؤلا، فقال "أتحسبها الأندلس؟" ويجيب بالنفي

عندي انطباع أنه حينما اهتم درويش بلوركا بحد ذاته، لأنه مثل له تكرارا لجريمة سقوط غرناطة، إذ تكرر ذلك مع لوركا. فقد كان لوركا حساسا ورقيقا وله هذا الإبداع الشرقي المتعلق بالطبيعة وكان متحررا وقتلته الفاشية.

لذا، فأنا أتصور أنه هذين الاتجاهين "القمع والاحتلال" وما كان عنده انتماءات سياسية واضحة ولكنهم قتلوه لأنه حر وهذا صار صدمة بالنسبة لدرويش. وكان فترة كبيرة في حياته أنه يراه كإلهام.

ونحن أنفسنا كنا ولا نزال لا نعلم لماذا حدث ذلك؟ وحتى اليوم، في إسبانيا ويبحثون عن المكان الذي دفن فيه ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك، والحرب الأهلية الإسبانية كانت كوارث إبادة فظيعة وكان لوركا رمزا للجنون الجماعي الذي حدث والحروب الأهلية هي أسوء شيء بالفعل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات اجتماعي اللغة العربیة فی باللغة العربیة فی قصر الحمراء الفن الإسلامی الأدب العربی محمود درویش الخط العربی الفن العربی هذا الموضوع فی الجامعة فی الجدران تاریخ الفن من الحوار فی الفکر الماء فی هذا کله مثل ابن ما کان کل عام

إقرأ أيضاً:

تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي

على مدى يومي الأربعاء والخميس الماضيين، استضافت تونس "المؤتمر الدولي حول التراث العثماني" في المغرب العربي، والذي نظمه مركز الأبحاث حول التاريخ الإسلامي والفن والثقافة "إرسيكا" التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، في منتجع الحمامات السياحي شمال شرق تونس. حيث اجتمع باحثون من الجزائر وتونس والمغرب لدراسة التراث العثماني والنظر في كيفية تثمينه والمحافظة عليه.

التراث طريق للمستقبل

تحدث رئيس قسم الأبحاث والمنشورات بمركز "إرسيكا"، جنكيز طومار، عن نشاطهم في تنظيم مؤتمرات وورشات عمل ومعارض وطباعة كتب عن كل المنطقة العربية وخاصة الأقطار المغربية.

مضيفا أن الفترة العثمانية كانت مهمة في مناطق المغرب العربي، ليس سياسيا فقط، بل من الناحية الإدارية والاقتصادية وأيضا العمارة والثقافة والتراث، والآثار العثمانية موجودة في الكتب والخرائط حول هذه المنطقة. وأن الأرشيف العثماني لدى تركيا يحتوي على كثير من الوثائق المرتبطة بهذه الفترة.

مستعرضا جهود المركز في هذا السياق، أشار طومار إلى دورهم في تنظيم كثير من المؤتمرات التي تجمع الأساتذة في المغرب العربي والأجانب والأتراك، موضحا جدوى تلك اللقاءات أنه غالبا لا يتم الاستفادة من أبحاث الأساتذة داخل أو خارج تركيا بسبب عدم اجتماعهم سويا، في حين أن تلك المؤتمرات والورشات تتيح ذلك التعاون وتقديم الأفكار والدراسات الجديدة بالنسبة للمستقبل، ونشر الكتب بالعربية والفرنسية والإنجليزية وبعدة لغات.

ويجمع المؤتمر الأساتذة المغاربة والأتراك للتشارك في دعم الآثار وبحث ودراسة تلك الفترة العثمانية، وبناء علاقات مستقبلية جيدة في العالم الإسلامي.

هذه هي المرة الثانية لإقامة هذا المؤتمر حول التراث العثماني في تونس، ويأمل طومار بتنظيمه في تركيا بالمرة القادمة.

جنكيز طومار: الفترة العثمانية كانت مهمة في مناطق المغرب العربي، ليس سياسيا فقط، بل من الناحية الإدارية والاقتصادية (الأناضول) الأتراك والعرب.. علاقات ودية

يؤكد طومار على ودية العلاقات بين تركيا والعالم العربي والمغرب العربي، موضحا أن التراث الموجود من الحقبة العثمانية ليس للأتراك وحدهم ولا للعرب وحدهم، بل هو تراث إسلامي وإنساني يفيد بأننا هنا منذ القِدم. مؤكدا أن ما يحدث الآن في بعض المناطق في سوريا والعراق وهدم بعض الآثار الإسلامية والعثمانية، يمحو وجود هذه الثقافة.

وشدد على أهمية العمارة والآثار للمستقبل وللأجيال القادمة، حتى ترى تلك الأجيال أن التاريخ مشترك بين الشعوب في العالم الإسلامي. ومؤكدا على أهميتها سياحيا، فتونس تمتلك تاريخا كبيرا من قرطاج إلى الرومان والإسلام والفترة العثمانية.

مشيرا إلى ثراء الفترة الإسلامية والعثمانية، وأن تراث تلك الفترة لا يقتصر على العمارة فقط، بل يمتد إلى التراث اليدوي والمعماري والفني.

قصور البايات في خطر

"التراث العثماني في تونس يتركز في العاصمة وضواحيها" هذا ما قاله "محمد العيدودي" المهندس وباحث التراث التونسي، في إطار دراسات قام بها لإنجاز رسالته للدكتوراه، التي اهتمت بقصور البايات في تونس. والبايات -وخاصة الحسينيين منهم (نسبة للباي حسين بن علي)- عثمانيون حكموا تونس من 1705 إلى 1956.

وأضاف العيدودي أن الدولة كانت الوريث الرئيسي لقصور البايات بعد خروج فرنسا (مارس/آذار 1956) وبلغ عددها -بحسب المؤرخين مثل المؤرخ الفرنسي جاك ريفو والمؤرخة التونسية بية العبيدي- حوالي 200 قصر تعود للفترة العثمانية، ولكن مع الأسف لم يبق منها سوى 35 قصرا، أحصى منها 15 قصرا، بين قصور متروكة، وقصور تم إعادة توظيفها لاستخدامها بصورة مختلفة كمراكز إدارات رسمية.

توظيف القصور العثمانية

وأشار العيدودي إلى أن غالبية القصور التي أعيد توظيفها استُخدمت في حاجات إدارية، مثل مقرّات إدارية وتعليمية، وبعضها استخدم متاحف، والبقية لا تتوفر بشأنها الدراسات اللازمة.

وباعتبارها إرثا عثمانيا يهم تونس، طالب العيدودي الدولة بتكثيف الاهتمام بها بإنجاز خارطة حولها وإيجاد مصادر لتمويل ذلك. ولفت إلى ضرورة استكمال مراجعة مجلة التراث، ليُسمح بتحويل هذه القصور ضمن المباني التراثية، لعدم إحاطة المجلة بالموضوع من كل جوانبه، مما يكبل عمليات إنقاذ التراث.

ولكي ترتب الدولة معلما أو تحميه لا بد أن تساهم في كلفة إعادة تهيئته، وفقا لمجلة التراث، ويطالب العيدودي بحل هذا على مستوى مجلة التراث، حتى يمكن استعادة الموجود وعدم تركه مهملا، فبعض القصور لا تزال مسكونة عشوائيا من قبل بعض العائلات، ولضعف الإمكانيات، لم تتمكن الدولة من إعادتها لتثمينها وإعادة الحياة لها من جديد.

ونبّه العيدودي إلى أن أول خطوة للحفاظ على هذا التراث هي الاعتراف به وجرده وإحصاؤه وإنجاز خريطة للمباني القديمة، فبعض المعالم قد نجت بالفعل، والدولة وجدت الإمكانيات للحفاظ عليها، ولكن البقية لم يتم ترتيبها أو حصرها وظلت مغمورة وسط بنايات أخرى.

وأكد العيدودي أن قصور البايات تعد تراثا مهما لحقبة تاريخية غنية في تونس، ويجب إعادة تثمينها وتوظيفها.

رشيدة الديماسي: المدرسة الصادقية هي معمار ثمين جدا وجميل ومشرف على العديد من الأماكن الأخرى بالمدينة العتيقة (الأناضول) معمار ثمين

من ناحيتها، أكدت الباحثة التونسية رشيدة الديماسي على أهمية المدارس في التراث العثماني بالمغرب العربي، وخاصة العمارة بتونس، بقولها إن "المدرسة الصادقية رمز ونموذج كبير للمدارس العثمانية من حيث العمارة المدرسية، فهي معمار ثمين جدا وجميل ومشرف على العديد من الأماكن الأخرى بالمدينة العتيقة، وهي بنايات عثمانية مثل مستشفى عزيزة عثمانة وساحة القصبة ودار الباي".

وتابعت الديماسي أن المدرسة مبنية في مكان مرتفع يسمى سنان باشا، فيه واجهتان، واحدة تفتح على ثكنة قديمة هدمت لبناء معلم جديد (قبالة وزارة الدفاع)، والثانية على شارع باب بنات (بالمدينة العتيقة) وهي بناية ضخمة زاد توسعها من الجانبين وبُنيت على الجانبين قبتان وصومعة. الصومعة رمز للتعليم الزيتوني التقليدي الذي يؤدى في الجوامع والمساجد وخاصة الجامع الكبير جامع الزيتونة الموجود في المدينة العتيقة، وهو معلم بارز.

وذكرت الديماسي أن خير الدين باشا (1820-1890) قد تولى رئاسة الوزراء بتونس قبل أن يغادرها لإسطنبول ليشغل منصب الصدر الأعظم العثماني، وهو المصلح الذي عينه محمد الصادق باي الذي أدخل تغييرات كبيرة في التعليم، ووقتها كانت فرنسا تستعد لدخول تونس وبدأت تتسرب.

وقالت إن تلك المدرسة الصادقية قد أنشئت في مطلع فبراير/شباط 1875 في ثكنة في نهج جامع الزيتونة (الرابط بين جامع الزيتونة وباب البحر)، وبعد زيارة خير الدين باشا فرنسا، أدخل نمطا أوروبيا على البناية الجديدة التي انتقلت إليها المدرسة فيما بعد (وهي فيها إلى اليوم).

لوحة للمصلح التونسي والوزير الأكبر خير الدين باشا وهي في معرض عهد الأمان بقصر سعيد في العاصمة تونس (الجزيرة) مدارس عثمانية عريقة

رصدت الديماسي وجود مشارب أخرى فنية أندلسية إسبانية وعربية في تلك المدارس، إلى جانب تدريس الكيمياء والفيزياء والجبر واللغات لحاجة الإدارة إلى مترجمين، وإلى جانب العربية، أدخل خير الدين عدة لغات أخرى للتدريس مثل اللغة الفرنسية والإنجليزية والتركية. ولبناء تلك المدرسة، تم جلب المرمر من مدينة كارارا في إيطاليا.

وأوضحت الديماسي أن المدارس العثمانية وجدت في تونس خلال القرن الـ17 والـ18 والـ19 وحتى القرن الـ20. وإلى جانب المدرسة الصادقية، هناك مدارس أخرى عديدة في مدينة تونس، منها المدرسة الطابعية (نسبة إلى الوزير يوسف صاحب الطابع 1765-1815)، والمدرسة الباشية، والمدرسة الأندلسية.

وأكدت أن المعهد الوطني للتراث والوكالة الوطنية لحماية التراث (الحكوميين)، يحمي التراث العثماني العمراني وغيره، وتم تسجيل المدرسة الصادقية بالمعالم التاريخية في اليونسكو عام 1995.

ووفق المصادر التاريخية، استمر الوجود العثماني بتونس من العام 1574 ميلادي، عندما حرر القائد سنان باشا تونس من السيطرة الإسبانية، إلى غاية عام 1881 عندما احتلت فرنسا تونس.

مقالات مشابهة

  • رئيس البرلمان العربي: الجامعة العربية بيت العرب ورمز وحدتهم 
  • رئيس البرلمان العربي: الجامعة العربية رمز وحدة العرب
  • "حكايات من الرمال" يمزج التراث بالذكاء الاصطناعي
  • "أميركية الشارقة" تناقش دور الشباب والإعلام في حماية التراث
  • “أميركية الشارقة” تستضيف ندوة “دور الشباب والإعلام في حفظ التراث”
  • تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
  • الشباب والرياضة تنظم حوار فني ثقافي ضمن فعاليات ملتقي أطفال العالم تحت شعار "الفن حياة"
  • حفل «كورال العرب».. مسك ختام مهرجان العين للكتاب 2024 -
  • حفل «كورال العرب».. مسك ختام مهرجان العين للكتاب