الجزيرة:
2024-12-26@14:57:02 GMT

داود وصنصال يشعلان أزمة جديدة بين الجزائر وفرنسا

تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT

داود وصنصال يشعلان أزمة جديدة بين الجزائر وفرنسا

الجزائر- تخطت قضية الكاتبين الفرنسيين من أصول جزائرية كمال داود وبوعلام صنصال أبعادها الحقيقية لتتحول من مجرد مثولهما أمام عدالة وطنهما الأم إلى قضية رأي عام بأبعاد سياسية تخطت حدود الجزائر، بعد قبول دعوى قضائية رُفعت ضد داود وزوجته في محكمة وهران، واعتقال صنصال في الجزائر.

ويحاكَم الكاتب كمال داود صاحب جائزة "غونكور" عن رواية "حوريات" بتهمة استغلاله قصة ضحية الإرهاب سعادة عربان، رغم رفضها، بالاشتراك مع زوجته الطبيبة النفسية التي كانت تعالج عربان من تبعات الحادثة التي نجت منها بأعجوبة في تسعينيات القرن الماضي، مما يجعلها محل متابعة دعوى تستند على إفشاء السر المهني بالنسبة للأطباء وأمام عقوبة تصل إلى السجن مدة 6 أشهر.

كما يحاكَم بتهمة المساس بقانون السلم والمصالحة الوطنية الذي يعاقب ويمنع استعمال جراح المأساة الوطنية (أي سنوات العشرية السوداء في الجزائر) من خلال تصريحات أو كتابات أو أي عمل آخر، وقد تصل عقوبته إلى السجن حتى 5 سنوات حسب المادة الـ46 من هذا القانون.

وأكدت محاميته فاطمة الزهراء بن براهم أن "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو من ضغط عليه لإصدار الكتاب"، نقلا عما قالته لها صديقة مقربة من داود.

الكاتب كمال داود فاز بجائزة غونكور الأدبية بفرنسا (مواقع التواصل) قلق فرنسي

ويُعرف صنصال بتصريحات "مشككة في استقلال وتاريخ وسيادة وحدود الجزائر وإنكار وجود الأمة الجزائرية، والترويج لأفكار أقصى اليمين الفرنسي المعادي للمهاجرين وارتباطه بأطراف معادية للجزائر على غرار إسرائيل التي زارها سابقا".

ويقول المحلل السياسي وأستاذ القانون موسى بودهان إن الكاتب صنصال يحمل جنسية جزائرية أصلية بغض النظر عن جنسيته الفرنسية المكتسبة، ما يجعله مطالبا بالالتزام بدستور الدولة وقوانين الجمهورية سواء في تصريحاته أو كتابته أو جميع أعماله.

وفي حديثه للجزيرة نت، أشار بودهان إلى بعض مواد الدستور الجزائري بدءا من المادة 78 إلى 83 التي تشير كلها إلى أنه يجب "على المواطن أن يحمي ويصون سيادة البلاد وسلامة ترابها ووحدة شعبها، كما تعاقب بصرامة على الخيانة والتجسس والولاء للعدو، وعلى كل الجرائم المرتكبة ضد أمن الدولة".

وتطرق إلى عقوبة المساس بسلامة "وحدة الوطن" التي تتراوح بين السجن من سنة إلى 10 سنوات مع دفع غرامة مالية وإمكانية حرمان مرتكبها من حقوقه السياسية والمدنية وغيرها المنصوص عليها في المادة 14 من قانون العقوبات. وبرأيه، "لا تدخل كتابات صنصال وتصرفاته ضمن حرية الرأي والتعبير المكفولة دستوريا وقانونيا، بل هي خرق صريح للقانون".

زيارة الكاتب صنصال إسرائيل قبل عدة أعوام أثارت جدلا واسعا حينها وندد بها أغلب المثقفين العرب (مواقع التواصل) ضجة كوميدية

وقالت وكالة الأنباء الجزائرية إن "اللوبي الحاقد على الجزائر في فرنسا مر بأسبوع سيئ؛ فيجب تفهمهم. أولا، أحد محمييهم وهو كمال داود ضُبط متلبسا باستغلال معاناة ضحية للإرهاب في الجزائر للحصول على جائزة "غونكور" الأدبية بفرنسا".

وتابعت: "ثم جاء الدور على صديقهم مرتكب الإبادة الجماعية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف دولية من قبل المحكمة الجنائية الدولية. وأخيرا تم توقيف صنصال في خضم هيجانه التحريفي".

ووصفت الوكالة الضجة، التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية على غرار اليمينيين مارين لوبان وإيريك زمور حول حالة صنصال، بالكوميدية وعدتها دليلا إضافيا على وجود تيار "حاقد على الجزائر وهو لوبي لا يفوت أي فرصة للتشكيك في سيادتها".

وقال رئيس حزب حركة مجتمع السلم الجزائري عبد العالي حساني شريف إن الكاتبين صنصال وداود "يتكلمان بلسان فرنسا"، متهما إياها بـ"شن حملة ذات بعد ثقافي على الجزائر".

ويُنظر للكاتبين الفرنسيين من أصول جزائرية في الأوساط الثقافية الجزائرية على أنهما "يميلان للترويج لخطابات بعض الأوساط الفرنسية ذات الفكر الاستعماري"، وانتقدهما الروائي الجزائري رشيد بوجدرة سابقا في كتابه "زناة التاريخ" كونهما "زورا وشوها تاريخ الجزائر وصورتها في الداخل والخارج لأنهما من أنصار باريس وأفكارها الغربية".

View this post on Instagram

A post shared by قناة الأنيس الفضائية – احتياطية (@alanistv1)

فكر استعماري

ووصف المحلل بودهان المحاولات الفرنسية بالتدخل في الشؤون السياسية والقضائية للجزائر بالأمر المرفوض الذي لن تقبله الجزائر من أي جهة كانت.

من جانبه، أكد الإعلامي والباحث في الشأن المغاربي عبد النور تومي أن الضجة الإعلامية في باريس تقف وراءها أطراف سياسية تابعة "لليمين المتطرف المعادي للجزائر والمهاجرين والمسلمين".

وأرجع "التدخل الفرنسي في شؤون الجزائر الداخلية إلى غطرسة الشخصيات الفكرية والسياسية الفرنسية صاحبة الفكر الاستعماري"، موضحا أن "ازدواجية المعايير الفرنسية هي من اعتقلت سابقا مؤسس منصة تليغرام بافيل دوروف بواسطة أجهزتها الأمنية في المطار أثناء نزوله من طائرته الخاصة".

وقال تومي للجزيرة نت إن الضجة الأخيرة التي أحدثتها قضية الكاتبين داود وصنصال تزيد توتر العلاقات بين الجزائر وفرنسا؛ ما قد يُعقد الأمور أكثر ويصل بها إلى احتمال القطيعة، وأكد قدرة الجزائر على قطع علاقاتها مع باريس "فهي بغنى عنها، خاصة في ظل تموقعها الحالي في الساحة الدولية وامتلاكها عديد الأوراق التي قد تستخدمها للضغط على الإليزيه".

واعتبر أن الجانب الفرنسي يستغل هذه الأقلام لتنفيذ أجندته، مشددا على أن ما قام به كل من داود وصنصال "لا يمت بصلة للثقافة وتنوير القراء، بل أصبحا وسيلة لضرب وطنهما الأم".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات کمال داود

إقرأ أيضاً:

الشيباني وعراقجي يشعلان منصات التواصل

تفاعل جمهور منصات التواصل مع التصريحات التي قالوا إنها متبادلة بين وزير خارجية إيران عباس عراقجي ووزير خارجية سوريا في حكومة تصريف الأعمال أسعد الشيباني.

ونقلت وسائل إعلام عالمية وعربية تصريحات لوزير خارجية إيران قال فيها: "من يعتقدون بتحقيق انتصارات في سوريا، عليهم التمهل في الحكم، فالتطورات المستقبلية كثيرة".

#عاجل | وزير الخارجية الإيراني: من يعتقدون بتحقيق انتصارات في #سوريا عليهم التمهل في الحكم فالتطورات المستقبلية كثيرة#الجزيرة_سوريا pic.twitter.com/68L6SelGq5

— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 24, 2024

وغرد بعدها بساعات وزير الخارجية السوري الشيباني، قائلا -عبر حسابه على منصة إكس- إنه "يجب على إيران احترام إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد وسلامتها، ونحذرهم من بث الفوضى في سوريا، ونحمّلهم كذلك تداعيات التصريحات الأخيرة".

يجب على #إيران احترام إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد وسلامته، ونحذرهم من بث الفوضى في سوريا ونحملهم كذلك تداعيات التصريحات الأخيرة.

— أسعد حسن الشيباني (@Asaad_Shaibani) December 24, 2024

تصريحات وزير الخارجية الإيراني ورد وزير خارجية سوريا عليها أشعلت جدلا واسعا بين المغردين، فهناك من اعتبر تصريحات عراقجي تهديدات صريحة لسوريا وللثورة السورية، وهناك من اعتبرها من باب النصيحة، خاصة مع عدم استقرار الأمور في دمشق، حسب رأيهم.

اذا دفعو التعويضات المطلوبة. و تعهدو بعد التدخل بسوريا فانا مع فتح السفارة

— Mohamad Barakat (@MohamaddAleppo) December 24, 2024

واستغرب مدونون من هذه التصريحات التي قالها وزير الخارجية الإيراني، الذي يمثل واجهة طهران الدبلوماسية، وقال سوريون ردا على تصريحات عراقجي "نحن أبناء سوريا نقف سندا وعونا لتصريحات وزيرنا ولحكومة دمشق، وعلى إيران أن تعي الآن أنه أصبحت لسوريا سيادتها، ولن نسمح لها (لإيران) بعد اليوم بممارسة سياستها، التي وصفوها بالتدميرية في سوريا، وأن مشروعها انتهى ولن يعود"، حسب رأي بعضهم.

قطع العلاقات وبشكل كامل للدولة التي دعمت الديكتاتور الساقط وساهمت في إطالة أمد الصراع وسقوط المزيد من الشهداء واستمرار معاناة المعتقلين مع مطالبة بتعويضات للسوريين والدولة السورية بسبب تدخلهم في الشؤون الداخلية السورية

— Ahmad Alfarouk (@ahmad_21289) December 25, 2024

وطالب مدونون سوريون وزير الخارجية السورية في حكومة تصريف الأعمال بالاستمرار في قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران.

إعلان

وأشار مغردون إلى أن رد الوزير الشيباني دليل واضح على أن سوريا الجديدة -كما وصفوها- أصبحت ذات سيادة وأنها صاحبة الكلمة العليا، وليست كما كانت في عهد الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، حين كانت تتحكم روسيا وإيران في جميع مفاصل الدولة.

لازم يؤخذ كلامه على محمل الجد اعتقد انه سوف يتدخلون عن طريق قسد وخاصة أنه هناك معلومات عن تواجد عدد كبير من فلول العصابة الأسدية في قنديل يجب العمل على إزالة قسد من الخاصره السورية بأسرع وقت.

— عبدالله طه (@AboT70522) December 24, 2024

في المقابل، قال متابعون إن إسرائيل لم تستطع التوغل في سوريا عندما كان نظام الرئيس المخلوع الأسد متحالفا مع إيران، على عكس ما جرى بعد إسقاط نظامه وخروج القوات الإيرانية من الأراضي السورية.

عزيزي عمر هذه ليس تهديد بلـ عوامل الخطوات القادمة التي ستجري في سوريا بسبب التدخلات الدولية
بين الحكومه المؤقته وتركيا وامريكا واسرائيل وقطر والقوات قسد وخطر التنظيمات المسلحة والخطر الداخلي بسبب التهجم على الاقليات في سوريا فهمت عزيزي الايام بيننا وسوف تعرف

— Mount Iraq | جبل العراق (@Mountiraq) December 24, 2024

واعتبر مغردون أن تصريحات عراقجي هي أول تصريحات "عقلانية ومنطقية" من الخارجية الإيرانية بشأن الملف السوري منذ سقوط نظام الأسد.

و من جهة أخرى:

هذا أول تصريح "عاقل" من الخارجية الإيرانية بشأن الملف السوري منذ سقوط النظام.

— خالد (@7esabraqm2011) December 25, 2024

وطالب آخرون بأخذ تصريحات وزير خارجية إيران على محمل الجد بالقول إن "الرجل ينصحكم، والأفضل أن تأخذوا بنصيحته".

وأشار هؤلاء إلى أن محور ما وصفوه بالحق سوف ينتصر في النهاية، والحرب سجال، وخسارة سوريا ليست نهاية المطاف، وأن الأيام ستثبت للسوري قبل غيره فداحة ما يسيرون عليه الآن.

محور الحق سوف ينتصر في النهاية
والحرب سجال
وخسارة سوريا ليست نهاية المطاف
القادم افضل ان شاء الله
الايام ستثبت للسوري قبل غيره بفداحة ما يسيرون عليه الآن

— kokaya ???????????????? (@kori3901) December 24, 2024

وهناك من اعتبر أن هذه التصريحات لا معنى لها، فهي خارج التاريخ تماما كما وصفوها، وأضاف هؤلاء أنه إن كنتم صادقين في دعم حماس وغزة، فركزوا على ذلك، وتعاونوا مع أي أحد كان في رأس السلطة بسوريا.

اذا كانت هذه تصريحات وزير خارجيه فهي تناقض القول الى ان ايران تسعى لسفارتها في دمشق

— د.أيسر Ayser (@aysardm) December 24, 2024

مقالات مشابهة

  • هل تواجه تركيا أزمة جديدة؟ تحذيرات من تأثير الزيادة في الأجور على التضخم
  • الشيباني وعراقجي يشعلان منصات التواصل
  • بعد أزمة صحية جديدة..الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون يغادر المستشفى
  • الأورو يتراجع وارتفاع طفيف للدولار.. أسعار جديدة للصرف في بنك الجزائر
  • أزمة لصناع المحتوى.. يوتيوب تشن حملة على الفيديوهات التي تحمل عناوين مثيرة للانتباه
  • حكومة جديدة في فرنسا.. كيف ستتعامل مع أزمة الميزانية؟
  • الاتحاد البرلمانى العربى يمدد رئاسة الجزائر لفترة جديدة
  • الاتحاد البرلماني العربي يمدد رئاسة الجزائر له لفترة جديدة
  • رسالة جديدة من الكاتب الحر احمد حسن الزعبي في معتقله من سجن ام اللولو
  • عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن تفجيرات البيجر التي هزت حزب الله