في النيجر تهدف “مدارس الأزواج” لخلق مساحة من الحوار والتفكير في مشاكل الأسر الحديثة التي نتجت عن انتشار ظاهرة الزواج المبكر بين الجنسين معا في النيجر، وتحاول هذه المدارس الفريدة من نوعها تقديم النصح والمشورة وتساعد على تحقيق المودة والوئام بين الأزواج.
ويقود هذه المدارس زعماء تقليديون يحظون باحترام وسطهم الاجتماعي، وينظمون حلقات دراسية في أي مكان تأتى لهم، بالمدارس ومراكز الجمعيات وفي الأسواق الشعبية وحتى تحت الخيام في مكان مفتوح، ليتمكن الجميع من سماع حديثهم الذي يتمحور عادة حول الحياة الزوجية ودور كل فرد من إنجاحها.


وعلى عكس ما قد يظنه البعض من أن هذه المدارس تركز أكثر على نصح النساء، إلا أن أكثر ما يركز عليه القائمون عليها هو رفع مستوى وعي الرجال بأهمية تنظيم الأسرة وصحتها، ويحاولون إقناعهم بأهمية الحقوق، وضرورة المساواة خاصة فيما يتعلق بتعليم الأبناء وحقوق الإرث.
في مجتمع تقليدي يتمتع بواحد من أعلى معدلات الخصوبة في العالم (7.6 طفل لكل امرأة)، تحاول مدارس الزواج إقناع الأسر بخطورة تزويج الفتيات الصغيرات وكثرة ما تعاني المرأة بسببه لاحقا، ويحذرون من ظاهرة العنف ضد النساء التي لم تكن معروفة في المجتمع النيجري قبل أن تخترق النسيج الاجتماعي والثقافي وتتحول إلى ظاهرة تقوض المنظومة الأخلاقية للمجتمع.
200 مدرسة أزواج
يقدر عدد مدارس الأزواج في النيجر بنحو 200 مدرسة بعضها لا يحتوي على مركز بل يتنقل أعضاؤها عبر القرى ليلاً ونهاراً لتغطية أوسع للمناطق الأكثر احتياجيا، ويأمل القائمون عليها في افتتاح مدارس أخرى في منطقتي مارادي وتاهوا غربي البلاد.
وإضافة إلى النصائح والدروس ذات الطابع الاجتماعي يقدم القائمون على هذه المدارس استشارات ما قبل الولادة وحصصا لتعزيز تنظيم الأسرة، ونصائح لحث السكان على زيارة المراكز الصحية خاصة النساء، في محاولة منهم لخفض معدل وفيات الأمهات المرتفع بالنيجر بسبب التقاليد السائدة التي تفرض على النساء الولادة في المنزل وعدم استعمال وسائل منع الحمل.
ويتم التسجيل في مدرسة الأزواج بشكل طوعي لكل من يجد في نفسه القدرة على المساعدة وإلقاء الدروس، لكن اختيار المعلمين يتم بناءً على 9 معايير، منها أن يكون المدرس زوجًا صالحا ورب أسرة ناجحة، وأن يكون عمره 25 عامًا على الأقل، وأن يظهر سلوكًا أخلاقيًا جيدًا، وأن يكون مدافعا عن مشاركة المرأة في المجتمع.
ويُنظر إلى المدرسين كمرشدين ونماذج يحتذى بها داخل أسرهم ولأعضاء آخرين في مجتمعهم. ويختار القائمون على هذه المدارس طريقة لإقناع السكان بناء على خصوصية كل منطقة، ويبحثون عن حلول بناءً على معرفتهم وخبراتهم، ووفقاً للتقاليد والقواعد القانونية.
نتائج مشجعة
جميع الأعضاء متساوون ويعملون في إطار غير هرمي، ويتحمل كل منهم بدوره جزءًا من مسؤوليات المدرسة. وتقوم وزارة الصحة وكذلك المنظمات غير الحكومية المحلية بدعم هذه المدارس وتوفير ما يلزم من أجل التنقل إلى المناطق النائية. كما تستفيد مدارس الأزواج من دعم الجمعيات النسائية التي تسهل لها التواصل مع النساء ومعرفة مشاكلهن.
ويقول القائمون على هذه المدارس إنها حققت نتائج جيدة في 3 سنوات فقط، حيث تزايدت الزيارات إلى المركز الصحي وارتفع الوعي بضرورة استعمال وسائل منع الحمل وانخفض مستوى العنف ضد المرأة.

العربية نت

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: هذه المدارس فی النیجر

إقرأ أيضاً:

إدخال مادة البرمجة لطلاب الصف الأول الثانوي: خطة لتأهيل الطلاب لسوق العمل

أعلن الدكتور محمد عبداللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، عن إدخال مادة البرمجة لطلاب الصف الأول الثانوي العام بدءًا من العام الدراسي المقبل. 

سيتم تدريس المادة بنظام التعليم المدمج، حيث سيكون هناك جزء من التدريس في الفصول الدراسية التقليدية وجزء آخر "أونلاين" عبر الإنترنت.

 وتهدف الوزارة إلى أن يصبح كل طالب في المدارس الحكومية مؤهلًا للبرمجة بحلول عام 2027، ليحصل على شهادة مبرمج معتمد في التعليم قبل الجامعي.

دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم

وفي إطار التطوير المستمر لقطاع التعليم، أشار الوزير إلى أهمية الذكاء الاصطناعي في المناهج التعليمية. 

يتم حاليًا التعاون مع منظمة اليونسكو لتصميم منهج البرمجة لطلاب الصف الأول الثانوي، مع تنظيم ندوات تدريبية للمعلمين حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم. 

هذا التوجه يسعى لإعداد الطلاب لمواكبة متطلبات القرن الـ21 وتعزيز مهاراتهم في مجالات البرمجة وعلوم الحاسب.

تطوير التعليم الفني وتعليم التكنولوجيا

أكد الوزير على التطور الكبير الذي شهدته مدارس التعليم الفني في مصر، مشيرًا إلى إنشاء مدارس للتكنولوجيا التطبيقية بالتعاون مع الشركاء الصناعيين. 

هذه المدارس تهدف إلى إعداد جيل من الطلاب قادر على المنافسة في سوق العمل، بما يسهم في تنمية الاقتصاد المصري.

 وأضاف أن الوزارة تسعى إلى تحسين الصورة الذهنية للتعليم الفني، وزيادة عدد المدارس الفنية الحديثة، التي بدأت في عام 2018 بثلاث مدارس، واليوم بلغ عددها 82 مدرسة.

جودة التعليم الفني وتطوير المناهج

وتابع الدكتور محمد عبداللطيف قائلًا إن الوزارة قد طبقت نظام الجودة في مدارس التعليم الفني، حيث تم تطوير المناهج الدراسية باستخدام نظام الجدارات (المهارات)، مع تحديث الكتب المدرسية وطرق التقويم. 

كما أشار إلى أن هناك 10 مدارس تعليم فني دولية تهدف إلى توفير تعليم فني معتمد وفقًا للمعايير الدولية.

شراكات مع الشركات وخلق فرص عمل

أكد الوزير أن الوزارة تعمل على تعزيز الشراكات مع الشركات لتوفير بيئة تعليمية تواكب احتياجات سوق العمل. 

من خلال مراكز التميز، يتم تطوير المدارس الفنية وتزويدها بأحدث المعدات والتقنيات لضمان اكتساب الطلاب المهارات المطلوبة في القطاعات الصناعية المختلفة.

مقالات مشابهة

  • اختتام المسابقات المنهجية بمديريات صنعاء الجديدة وجحانة وبني حشيش
  • وهبي يكشف عن أهم التعديلات التي جاءت بها مراجعة قانون الأسرة
  • رئيس الوزراء يستعرض عددا من التحديات التي تواجه بعض المستثمرين وسبل حلها
  • تربية ميسان تعلن عبر بغداد اليوم الانتهاء من ملف المدارس الكرفانية والطينية
  • وكيل تعليم أسيوط يتفقد بعض مدارس مركز القوصية للاطمئنان على العملية التعليمية
  • إدخال مادة البرمجة لطلاب الصف الأول الثانوي: خطة لتأهيل الطلاب لسوق العمل
  • اختتام المسابقات المنهجية في مدارس مديرية الحوك بالحديدة
  • طلبة مدارس في دلهي يرسلون تهديدات بالقنابل لتأجيل الامتحانات
  • لتأجيل الاختبارات.. طلبة يهددون بتفجير مدارس في دلهي
  • وحدات صحية في مدارس العراق: تحسين أم تغطية للفشل؟