بوابة الوفد:
2025-01-09@00:48:17 GMT

دور الحضانة .. بيزنس "اغتيال البراءة"

تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT

تعامل غير آدمى.. أسعار مرتفعة وعدم وجود رقابة أهم المشكلات عدوى «السبلايز» انتقلت من المدارس إلى الحضانات.. وأولياء الأمور يدفعون الثمنالأمهات تطالبن جهات العمل بتوفير دور رعاية لأطفالهن خبير تربوى: حضانات «بير السلم» خطر على الأطفال.. والعاملون بها غير مؤهلين 

تعتبر دور الحضانة واحد من أهم المرافق فى مصر، فهى بمثابة المنقذ للأم العاملة والملاذ الآمن لها ولأطفالها، وأحد أهم روافد التعليم الأولى للصغار، ولكن العديد من هذه الدور التى تفتقد للرقابة من وزارة التضامن الاجتماعى أصبحت مرتعاً لكل الموبقات بدءاً من ضرب الأطفال والتعامل معهم بقسوة مثلما حدث فى حضانة بمحافظة الغربية، وانتهاء باستغلال الأمهات حيث ارتفعت أسعارها بشكل مبالغ فيه بما يفوق قدرات العديد من الأمهات العاملات، والأكثر من ذلك أن عدوى «السبلايز» انتقلت من المدارس إلى الحضانات أيضاً لتزيد من الأعباء المفروضة على الأسر.

واقعة مؤسفة شهدتها إحدى دور الحضانات الخاصة بمركز السنطة بمحافظة الغربية حيث قامت معلمة بضرب طفلة (3 سنوات) على رأسها بعصا خشبية، وانتشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعى ما دفع وزارة التضامن الاجتماعى للتحقيق فى الواقعة وفصل المعلمة من عملها وإغلاق الحضانة بشكل مؤقت لحين التأكد من تصاريحها.

هذه الواقعة جعلت «الوفد» تفتح ملف الحضانات، فالمرخص منها يتراوح اشتراكه بين 2000 جنيه ويصل إلى 10 آلاف جنيه فى بعض المناطق، أما غير المرخص فاشتراكاته مرتفعة أيضاً، ومع ذلك يتعرض فيه الأطفال للعديد من الانتهاكات، لذلك تطالب العديد من الأمهات العاملات مؤسسات العمل بتطبيق القانون الذى ينص على إنشاء دور حضانة للعاملات لمنع استغلال الحضانات لهن، حماية لهن ولأطفالهن بالإضافة إلى النفع الذى سيعود على المؤسسة نفسها بزيادة معدلات الإنتاج. 

بدأت «مريم» موظفة بمؤسسة خاصة حديثها قائلة إن لديها طفلتين 4 سنوات ورضيعة لا يتجاوز عمرها 5 أشهر، وراتبها لا يسمح بأن تشترك فى حضانة كبيرة، ما دفعها لترك طفلتها بحضانة غير مرخصة.

وتابعت أنه فى رابع أيام التحاق طفلتها بالحضانة جاءها اتصال يخبرها بأن الطفلة مريضة، وجهت فوراً للطبيب الذى أخبرها بأن الطفلة تعانى فيرس «الهيربس» وبعد فترة انتشر الفيروس فى جسدها واستمرت فترة العلاج لشهرين كاملين.

وقالت «هالة» موظفه أن لديها 3 أطفال، وأن دخلها وزوجها لا يكفى لسد احتياجاتهم الأساسية خاصة مع ارتفاع مصروفات المدارس والحضانات فضلاً عن الأدوات أو «السبلايز» التى أصبحت موضة تلهث وراءها الحضانات أيضاً لمص دماء أولياء الأمور.

وفى هذا الصدد أوضحت داليا الحزاوى مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر وخبيرة أسرية، أن بعض الحضانات انتهجت نفس سياسة المدارس الخاصة ورفعت أسعار الالتحاق بها مستغلين حاجة أولياء الأمور خاصة المرأة العاملة.

وتابعت «الحزاوى»: أنه نتيجة لهذا الارتفاع الرهيب فى مصروفات الحضانات، يلجأ ولى الأمر إلى الحضانات المنزلية غير المرخصة، التى تقدم الخدمة بأسعار معقولة، بالرغم من معرفته بعدم قانونية هذه الحضانات، وإدراكه أن هناك نوعاً من الخطورة لعدم وجود اشتراطات أمان كافية فى المكان.

وناشدت «الحزاوى»: الدولة أن تهتم بتوفير حضانات حكومية بشكل موسع بمصاريف رمزية مثل ما تفعل مع المدارس قائلة المرأة عضو منتج وفعال فى مجتمع لابد أن نساعدها.

 

قوانين مع إيقاف التنفيذ

وقالت الدكتورة إلهام المهدى، المحامية، إن المرأة العاملة تلعب دوراً حيوياً فى تنمية المجتمع وتقدمه، حيث تسهم فى تعزيز الاقتصاد وتسهم فى تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والعائلية، كما أن وجود المرأة فى مجالات العمل المختلفة يعكس التنوع ويعزز الابتكار، وبالتالى، فإن دور المرأة العاملة لا يقتصر على الجوانب الاقتصادية فحسب، بل يمتد ليشمل التأثيرات الاجتماعية والثقافية الإيجابية، لذلك حرصت الدولة على الاهتمام بحقوق المرأة، واختصت المرأة العاملة بقوانين بل امتدت لأطفالها أيضاً، ولكن هذه القوانين لا يتم تطبيقها على أرض الواقع بسبب عدم تشديد العقوبات بها.

وتابعت أن المادة ٩٦ من قانون العمل تلزم صاحب العمل الذى يستخدم مائة عاملة فأكثر فى مكان واحد أن ينشئ داراً للحضانة أو يعهد إلى دار حضانة برعاية أطفال العاملات بالشروط والأوضاع التى تحدد بقرار من الوزير المختص. 

كما نصت (المادة 73) من قانون الطفل الذى نظمه قرار وزير القوى العاملة رقم 121 لسنة 2003 على نفس الشىء، أما إذا كانت المنشأة تستخدم أقل من مائة عاملة، فتلتزم بالاتفاق مع المنشآت المجاورة لها على توفير خدمات الحضانة لأطفال العاملات، إما بالاشتراك فى إنشاء دار حضانة واحدة، أو أن تعهد إلى دار حضانة قائمة برعاية أطفال العاملات لديها.

كما حدد القرار الوزارى شروط المكان الذى تقام فيه دار الحضانة ومواصفات الدار ذاتها من حيث الموقع والمبنى والسعة والمرافق والتجهيزات والاشتراطات الصحية، كما حدد الاشتراك الشهرى الذى تدفعه العاملة للانتفاع بخدمات دار الحضانة وتتراوح بين 4% و5% من أجر العاملة عن طفلين، مع تحمل صاحب العمل باقى النفقات. وإذا زاد عدد الأطفال عن اثنين تتحمل العاملة تكاليف الإيواء الفعلية عن العدد الزائد.

وأضافت الدكتورة إلهام المهدى أن القانون لم يفرق فى شأن التزامات صاحب العمل بتوفير دور الحضانة لأبناء العاملات بين القطاع الرسمى والقطاع الخاص.

كما تقرر (المادة 74) من قانون الطفل عقوبة الغرامة التى لا تقل عن مائة جنية ولا تزيد على خمسمائة جنيه لكل من يخالف الأحكام الخاصة برعاية الأم العاملة، وتتعدد الغرامة بتعدد العمال الذين وقعت فى شأنهم المخالفة، وفى حالة العود تزداد العقوبة بمقدار المثل ولا يجوز وقف تنفيذها. 

وأكدت أنه على الرغم من الحماية التى تقررها القوانين للمرأة العاملة، إلا أن الواقع العملى يشير إلى أنها لا تزال تعانى بشدة، بالمخالفة لكل الشرائع والقوانين والاتفاقيات الدولية التى تقر حقوق المرأة والتى صدقت عليها مصر فصارت جزءاً من نظامها القانونى، ومن أوجه هذه المعاناة أزمة اختيار دار الحضانة من حيث الكفاءة والنظافة والأمان وقرب المكان، ناهيك عن الأسعار الباهظة، رغم النصوص القانونية التى تحدد هذه الرسوم.

وطالبت المهدى بضرورة تغليظ العقوبات المقررة فى حال عدم الالتزام بتنفيذ نصوص القانون، وقيام الدولة بتفتيش دورى لبيان مدى التزام تلك المؤسسات بتطبيق القوانين التى تساعد على انتعاش الاقتصاد المصرى، مع الانتباه للتلاعب الذى ربما تقوم به بعض المؤسسات كنوع من التحايل على القانون مثل فصل العاملات تعسفياً واستبدالهم برجال حتى يتهربوا من التكلفة التى تقع على عاتقهم بقوة القانون، هذا بالإضافة إلى تشجيع الدولة للمؤسسات التى تحرص على تطبيق القانون وذلك بتسهيل إجراءات استخراج تصاريح إنشاء دور الحضانة وإعفاء هذه الدور من الضرائب وخفض فواتير المياه والكهرباء الخاصة بها.

 

وسيلة للتجارة

من ناحية أخرى أوضحت الدكتورة داليا نعمان المحامية بالنقض وعضو المجلس القومى للأمومة والطفولة أن الحضانة كيان فقد الكثير من المقومات التربوية والسلوكية وأصبح كغيره من دور الرعاية وسيلة للتجارة والتربح، فرغم أن هذه الحضانات تتعامل مع الأطفال من سن الميلاد حتى ما قبل المدرسة وهو السن الأخطر والأكثر احتياجاً للاهتمام من كل النواحى التعليمية والصحية والنفسية، إلا أنه لا توجد رقابة فعلية على معظمها.

وأضافت أن قانون العمل ساهم فى حماية المرأة ومساعدتها على القيام بعملها بأن ألزم صاحب العمل فى المادة ٦٠ من القانون بإنشاء دار للحضانة أو توفير دار قريبة لرعاية أطفال العاملات وذلك فى المنشأة التى بها مائة عاملة فأكثر، ولكننا على أرض الواقع لا نجد تطبيقاً لهذا القانون ولا تفعيلاً لنصوصه ما يضطر الكثير من العاملات للجوء إلى حضانات تبالغ فى أجرها لقاء رعاية أطفال المرأة العاملة، ما يرهق الكثير من السيدات فى ظل الظروف الاقتصادية التى تمر بها الدولة، كذلك نجد أن بعض هذه الحضانات قد تكون غير مرخصة الأمر الذى يمثل خطورة على الأطفال فى مثل هذا السن، لذلك لابد أن تنتفض الدولة وجميع الهيئات المختصة لمراقبة تنفيذ القانون وضرورة إحالة المؤسسات المخالفة إلى المحاكمة وإصدار أحكام بالغلق والغرامات بمبالغ كبيرة حتى يكون المخالف عبرة لكل من تسول له نفسه التلاعب بالقانون. 

وتابعت الدكتورة داليا نعمان أنه أصبح لزما على المؤسسات الحقوقية التى تهتم بشئون المرأة أن تهتم بدورها فى متابعة تلك الأمور بالتحدث عنها وعن معاناة السيدات العاملات، والوضع بعين الاعتبار أن المرأة التى تعمل وهى غير مطمئنة على أطفالها لن تكون ناجحة فى عملها.

 

ملامح الشخصية

التقط أطراف الحديث الدكتور مصطفى كامل، استشارى تدريب وتطوير دولى وخبير تربوى، مؤكداً أن علماء التربية اتفقوا على أهمية الحضانة فى تحديد ملامح شخصية الطفل، باعتبارها مرحلة مهمة فى حياته باعتباره وسيلته للاختلاط بالآخرين، فينشأ شخصاً اجتماعياً، كما تبعد عن الطفل شبح الانطواء والعزلة، كما أنها تكسب الطفل سلوكيات جيدة وتساعد الأسرة فى تربيته وتنشئته بطريقة سليمة، وتفيد الطفل بالتعرف على العالم الخارجى الذى يحيط به والتعامل معه، وبذلك ينشأ الطفل معتمداً على نفسه قادراً على القيام بكثير من الأمور بمفرده، كما يتعلم فيها احترام حقوق الآخرين.

وأضاف كامل أن قرار مجلس الوزراء رقم 86 لسنة 2005 حدد فى المادة 16 المواصفات الواجب توافرها فى دور الحضانة وهى: أن يكون مبنى الدار صحياً تتوافر فيه الإضاءة والتهوية المناسبة، أن يوجد بها فناء واسع وآمن للعب الأطفال، ويلزم تزويده بالألعاب والمظلات، وأن تتوافر مساحة بمعدل 2.2م2 للطفل الواحد، وأن يكون المبنى مجهزاً بوسائل التبريد والتدفئة ويشترط أن تكون من النوع الآمن، وأن تتوافر فى المبنى شروط الأمان والسلامة العامة وفقاً للقوانين المعمول بها، وأن يكون المبنى فى طابق أرضى أو الطابق الأول من البناية حيث يسهل الوصول إليه، وأن يكون الأثاث جديداً وخالياً من الزوايا والحواف الحادة، مع تجهيز ألعاب تساعد على النمو العقلى والنفسى والجسمى والاجتماعى للطفل، كما يجب أن تتوافر بدار الحضانة حقيبة إسعاف أولى، ويجب أن تزود دورات المياه بمراحيض تتناسب مع عدد الأطفال، وتكون من النوع الصغير المناسب لأعمارهم، مع توفير أحواض لغسل اليدين على ارتفاع معقول، وتوفير مياه صالحة للشرب، وأن يكون عدد الحنفيات مناسب لعدد الأطفال، وبعيدة عن دورات المياه وتخضع للرقابة البيولوجية والكيميائية وفق الشروط والمعايير الخاصة بوزارة الصحة، مع توفير مكان مناسب لتغيير الحفاضات مزود بوعاء خاص للتخلص الآمن منها، وتوفير مراحيض خاصة للمعاقين، وأدوات الإطفاء، مستلزمات النظافة والتعقيم، وتوفير وسائل الحماية للطفل من الإيذاء أو الحوادث داخل الحضانة.

 

حضانات بير السلم

وأشار كامل إلى أن هناك مشكلة كبيرة فى مصر تسمى بحضانات بير السلم، حيث يقوم عدد من الأشخاص بتخصيص شقة فى عمارة سكنية دون الحصول على التراخيص اللازمة، ثم يتولون تدريب الأطفال وتعليمهم أساسيات الحفظ والاستذكار، وهم غير مؤهلين للتعامل مع الأطفال فى هذا العمر الصغير. 

 ومن هنا يجب على المسئولين إعادة النظر فى الحضانات غير المرخصة والعمل على تفعيل القانون لضمان سلامة الأطفال وحمايتهم من أى خطر محتمل، حيث ان معظم العاملين فى تلك الحضانات غير مؤهلين لتعليم الأطفال، ما يؤثر سلباً على سلوكهم الاجتماعى والنفسى ومستواهم فى المراحل التعليمية.

وأضاف أن مثل هذه الحضانات يمكن أن تكون عائقاً وعنصرهدم لشخصية الطفل بدلاً من أن تكون مكاناً للتأهيل والتدريب، ومن الضرورى ألا تقتصر الرقابة على الحضانات على معرفة برامج التدريس، ولكن شروط المبنى إنشائياً، والشروط الصحية للحفاظ على صحة الأطفال، مع ضرورة التأكد من تأهيل المسئولين عنها علمياً وتربوياً لتجنب التأثير السلبى على فكر الأطفال.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحضانة الحضانات الخاصة بمحافظة الغربية المرأة العاملة هذه الحضانات دور الحضانة دار الحضانة صاحب العمل وأن یکون أن یکون

إقرأ أيضاً:

«نوستالجيا 80/90».. يستعيد سحر الماضى ويحيى فنون ذكريات القوة الناعمة

ومحمود العزازى: تجسيد شخصية عادل إمام تحدٍ فني لا يُفوَّتأحمد حسنين: تفاعل الجمهور مع أحمد زكى استثنائيًا

 

مسرحية «نوستالجيا 80/90» هى رحلة فنية استثنائية تأخذنا فى عمق الذكريات والأحاسيس التى شكّلت هوية جيل كامل، خلال عمل استعراضى يعكس روعة حقبتى الثمانينيات والتسعينيات فى مصر، تلك الفترات التى كانت مليئة بالابتكار والإبداع على مختلف الأصعدة الفنية من مسلسلات وأفلام وأغان، وحتى الإعلانات والكارتون، قدّم العرض الذى يحمل طابعًا دراميًا استعراضيًا، مجموعة من اللوحات الفنية التى تحيى أبرز وأروع الأعمال التى طبعت فى ذاكرة الشعب المصرى، وتظل إلى اليوم مصدر فخر واعتزاز.

«نوستالجيا 80/90» ليست مجرد مسرحية، بل هى احتفاء بماضى ملىء بالتميز والقوة الناعمة التى شكلت وجدان الأمة، من خلال تجسيد أبرز الشخصيات الفنية وتقديم أروع المشاهد التمثيلية والرقصات الاستعراضية، يعيد العرض إحياء لحظات لا تُنسى كانت تمثل جزءًا من الحياة اليومية لجيل بأسره، هى دعوة للتفكير فى كيفية تأثير الفن على المجتمع فى مختلف أبعاده، كما تبرز أهمية الحفاظ على التراث الفنى المصرى وتطويره للأجيال القادمة، هى بمثابة رسالة قوية تؤكد أن الفن الحقيقى لا يموت، بل يظل خالداً فى ذاكرة الأجيال.

وأضاف تامر عبدالمنعم: «قدمنا أعمالاً تظل خالدة فى ذاكرة الجميع كمصريين، وهذه الأعمال تحمل الكثير من الفخر لنا، سواء كانت مسلسلات أو مسرحيات أو أفلام أو حتى إعلانات وكارتون، بالإضافة إلى الأغانى التى شكلت وجداننا فى تلك الفترات، وجعلت من نجوم الثمانينات والتسعينيات أيقونات فى حياتنا».

وتابع قائلاً: عرض «نوستالجيا 80/90» هو التفاعل الفنى الذى خرج من أعماق وجدانى، أقدم من خلاله تعبير لأقول إن هذا هو جيلى وهذه هى الأعمال التى تربيت عليها، وهى بمثابة «ألماظات مصرية» تستحق أن نحتفل بها ونفخر بها، وأن نعيد إحياءها لنقول بكل فخر إننا نحن من صنعنا القوة الناعمة».

وأشار إلى أن «المشاهد التى تم اختيارها فى العرض تم اختيارها بعناية فائقة، من الأعمال التى حفرت فى وجدان الجمهور، وقد قدم الفنانون المشاركون المشاهد بإتقان عالٍ، حيث شارك فى العرض أربعة فرق من فرقة الفنون الشعبية بقصور الثقافة فى روض الفرج، وبورسعيد، والحرية، وسوهاج، بالإضافة إلى فرقة السامر، كما قدمت الفرق الموسيقية بالهيئة الموسيقى بأسلوب مبتكر يتماشى مع فكرة العرض».

وأشاد عبدالمنعم بجودة ديكور المسرحية، الذى جاء لافتاً للإعجاب، مشيراً إلى أنه احتفى بشكل خاص بالمبدعين المصريين مثل وحيد حامد ومحفوظ عبدالرحمن، وأكد أن الملابس جاءت متقنة وملائمة لتعبّر عن شخصيات الأبطال فى الأعمال الأصلية، ما يخدم العمل الفنى بأكمله.

وأضاف خالد محروس: «فكرة العمل كانت عظيمة وملهمة، وهو ما أدى إلى إنتاج مسرحية (نوستالجيا) التى نالت إعجاب الجميع».

وتابع «محروس»: «لكن ما ينقص الأعمال المسرحية فى إطار الثقافة الجماهيرية هو القدرة على كسر الروتين وتحطيم القيود القديمة التى تحد من الإبداع، هناك حاجة ماسة لتعديل اللوائح وتفعيل دور المبدعين بشكل أكبر من خلال وضع الشخص المناسب فى المكان المناسب لضمان تطوير وتحسين الجودة».

وعن المشهد الأكثر تأثيرًا فى مسرحية «نوستالجيا»، قال محروس: «المشهد الذى افتتح به العرض، وهو المنولوج، هو الأكثر تأثيرًا بالنسبة لى، هذا المشهد يحمل الكثير من المشاعر العميقة التى خرجت من أعماق ذكرياتى الشخصية، يعكس أحاسيسى الصادقة التى تصل إلى قلب الجمهور وتجعلهح يتفاعل مع كل كلمة فيه».

وتابع محمود العزازى: «أما السبب الثانى فيعود إلى ترشيحى لأداء شخصية الفنان العظيم عادل إمام فى ثلاث لوحات من العرض، تجسيد شخصية الزعيم كان حلمًا قديمًا بالنسبة لى، وعندما عرضت على هذه الفرصة، قبلت على الفور دون تردد، هذا الدور جذبنى بشكل كبير لأنه يشكل تحديًا فنيًا يمكننى من تقديم جانب جديد من قدراتى الفنية».

وأشار «العزازى»: «أما عن اللوحة المفضلة لى فى العرض فهى لوحة «الواد سيد الشغال»، هذه اللوحة تتميز بأنها مليئة بالاستعراضات الضخمة، ما يوفر لى مساحة أكبر لعرض قدراتى فى تجسيد شخصية عادل إمام، بالنسبة لى، كانت هذه اللوحة بمثابة فرصة لتقديم دور يعكس كل ما تعلمته من فنون التمثيل والقدرة على محاكاة شخصية فنية بهذا الحجم».

وأوضح فيما يتعلق بالمسرح بشكل عام، أرى أنه يمثل ذاكرة الأمم، وغياب المسرح عن أى مجتمع يعد علامة سلبية كبيرة، فالمجتمعات تتطور من خلال الفن بشكل عام، وعلى رأسه فن المسرح الذى يعكس حالة المجتمع ويسهم فى تطوره، أما عرض «نوستالجيا 80/90»، فهو ليس مجرد تذكير بحقبة مليئة بالفن والإبداع، بل هو بمثابة رحلة سفر عبر الزمن، تتيح لنا أن نتأمل فى ما كنا عليه وكيف أصبحنا، خصوصًا فى ما يتعلق بتأثير القوى الناعمة بشكل عام، المسرحية تبرز التحديات التى تواجهها مجتمعاتنا فى الحفاظ على فنونها وتطورها، وفى نفس الوقت تدعونا للتفكير فى المستقبل.

وتابع أحمد حسنين: «من الأشياء التى أضفتها للعمل كان لدينا اسكتشات استعراضية لبعض الرقصات الشهيرة فى أفلامه مثل (كابوريا) و(مستر كاراتيه)، وهذا أيضًا كان تحديًا بالنسبة لى، كنت حريصًا أن أقدم هذه المشاهد بشكل متطابق إلى حد كبير مع ما قدمه الأستاذ أحمد زكى فى أفلامه، حتى يخرج العمل فى النهاية متناسقًا مع الذاكرة الفنية للجمهور».

أما عن السبب الذى جذبنى لمسرحية «نوستالجيا»، فهو أولًا أن الشخصية التى سأقدمها هى شخصية أحبها كثيرًا على المستوى الشخصى والفنى، ثانيًا كانت هناك رؤية فنية واضحة للمخرج الأستاذ تامر عبدالمنعم، الذى كان لديه شغف كبير لعرض الموضوع بشكل مختلف ومميز، ولقد استطاع أن يحقق ذلك بامتياز، كما أن فترة الثمانينيات والتسعينيات كانت فترة غنية بالذكريات التى كنت أفتقدها، وأعتقد أن الجمهور أيضًا يشعر بذلك، خاصة من حيث التمثيل والموسيقى التصويرية والمسلسلات والأغانى.

وأشار حسنين فى حديثه عن ردود فعل الجمهور، قائلاً: «الحمد لله كانت إيجابية جدًا، كان الجمهور يتفاعل بشكل كبير أثناء العرض، وهذا شىء أسعدنى للغاية، كانت أكثر لحظات السعادة عندما يخرج الناس من العرض وهم يسترجعون ذكريات معينة ويشعرون بالسعادة، هذا التفاعل كان بالنسبة لى من أجمل الأشياء التى يمكن أن تحدث فى عرض مسرحى».

واضافت آلاء فتحى، معلقه: «ما جذبنى إلى المسرحية هو أننى قبل أن أشارك كممثلة، كنت قد شاركت كراقصة فى فرقتى، وحتى أخبرنى الأستاذ تامر عبدالمنعم أنه تم اختيارى لهذا الدور، المسرحية كانت فكرة عظيمة، وكلنا كنا متحمسين لتقديم أفضل ما لدينا فى هذا العمل بكل حب وجهد، لأنه كان مختلفًا عما كنا متعودين عليه، والحمد لله حققنا نجاحًا كبيرًا».

واكملت آلاء حديثها عن المشاهد المفضلة بالنسبة لها فى المسرحية، قائلة: «فهى المشاهد التى أقدم فيها دور سعاد حسنى، خاصةً لأننى أحب المسلسل الذى يتضمن مشاهد استعراضية من أفلامها، وقد شاهدت كل حلقاته بعناية، كنت أقدم هذه المشاهد بكل حب وجهد، وهو ما جعلها قريبة إلى قلبى.

عرض «نوستالجيا 80-90» بطولة أعضاء فرقة السامر المسرحية رؤية وإخراج تامر عبدالمنعم، استعراضات فرق بورسعيد والحرية وسوهاج وروض الفرج للفنون الشعبية، إعداد التصور الموسيقى وأعاد التوزيع الموسيقى للعرض محمد مصطفى، ديكور المهندس محمد جابر، مكياچ إسلام عباس، مصمم الازياء رنا عبدالمجيد واضاءة عز حلمى والعرض من إنتاج الهيئة العامة لقصور الثقافة.

مقالات مشابهة

  • المهمة الأساسية للأحزاب السياسية
  • حكايات يكتبها خيري حسن : عطية معبد..شاعر التفاصيل ضد التفاصيل الأخرى
  • «نوستالجيا 80/90».. يستعيد سحر الماضى ويحيى فنون ذكريات القوة الناعمة
  • شروط حصول المرأة على إجازة وضع بقانون العمل الجديد
  • حال زواج طليقتك.. ما هى الحقوق التى تسقط عنها كحاضنة؟
  • 5 رسائل مهمة للرئيس السيسي من قلب كاتدرائية ميلاد المسيح
  • البابا تواضروس الثاني يكتب: رسائل لـ "أصحاب القلوب الدافئة"
  • للطلاب .. أغذية تعزز من الذاكراة وتساعد على التركيز
  • أنشودة البسطاء|رحلة يحيى حقى مع المسرح.. من «قنديل أم هاشم» إلى مدرسة النقد
  • محمد سعد لـ «الأسبـوع»: «الدشاش» عمل جماعي هدفه إرضاء الجمهور