بوابة الفجر:
2025-01-18@02:09:57 GMT

مؤمن الجندي يكتب: صلاح والحمار

تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT

في زوايا العالم المزدحم بالصخب، حيث تتقاطع الأرواح في طرقات لا تنتهي، تنشأ عيون لا تعرف السكون، تترصد تفاصيل الآخرين بلا دعوة.. كأنما الحياة أصبحت خشبة مسرح، والجميع فيها مُشاهدون ومتفرجون، لا يتوقفون عن الهمس، ولا يملّون من تقديم الأحكام.. بل لا يعجبهم العجب!.. وتبدو هنا الخصوصية في هذا المشهد  حلمًا بعيد المنال، يتحول الإنسان إلى لوحة مكشوفة، تُفسر ألوانها، وتُنتقد ضربات فرشاتها، وكأن حريته في رسم حياته أصبحت مسألة رأي عام.

ترى، ما الذي يدفع البشر إلى التلصص على أرواح غيرهم؟ وهل بات الصمت فضيلة منسية في زمن يُقاس فيه كل تصرف بعدسات الآخرين؟.

مؤمن الجندي يكتب: حضرة المتهم فتوح.. أما بعد مؤمن الجندي يكتب: مسرحية بلا فصل أخير

نعيش اليوم في زمنٍ يبدو فيه الجميع مراقبًا من الجميع، تُصبح حياتنا مشهدًا عامًا، والجميع يُدلي بدلوه في كيفية عيشنا، وكأن الآخرين يملكون مفاتيح سعادتنا.. محمد صلاح، في بساطة كلماته، يُعيد صياغة الحقيقة الكبرى: الحياة لا تُقاس بما يتوقعه الآخرون، بل بما يُرضي قلوبنا ويُشعرنا بالسلام الداخلي، وقبلهما بالطبع رضا الله عز وجل.

"أنا بعيش الحياة بالشكل اللي أنا عايزه، مش اللي الناس عايزاه".. هذا التصريح لصلاح ليس مجرد كلمات، بل هو فلسفة حياة، دعوة للتفكر في معاني الحرية الشخصية والاستقلالية، ورحلة نحو استعادة الذات في مواجهة الضغوط المجتمعية.. فكلنا نعرف قصة جحا والحمار حيث نفذ ما يريده الناس في كل مرة (جلس وجر ابنه الحمار وأجلس ابنه وجره ونزلا وجرا الحمار) ولكنهم انتقدوه في كل الأحوال.. وها هو النجم المصري المتفرد ينسف قصة صلاح والحمار مبكرًا!.

تصريحه هذا هو صوت يُخاطب كل من يشعر بثقل نظرات الناس.. إنه يرفض قيودًا غير مرئية تُكبلنا: "مش فارق معايا الناس شايفة إني المفروض أعيش إزاي".. وهنا يكمن درس عميق في الانفصال عن أحكام الآخرين، درسٌ يحرر الروح من وهم التوقعات.

الحقيقة أنني أرى أن الحياة ليست مجرد قائمة مهام تُنجز لإرضاء الآخرين، بل هي لحظات من الشغف والبهجة.. كيف يُمكن لإنسان أن يحيا حياةً كاملة إذا كان دومًا رهينة لآراء الناس؟ دائمًا ما أدعو نفسي لكسر هذه القيود، إلى تذوق كل لحظة كما هي، بكل صدقها وبساطتها.

متاهة بلا نهاية

"هي حياتي أنا مش حياتهم هما"، عبارة تحمل عمقًا فلسفيًا.. هنا يُذكّرنا صلاح بحقيقة أن الحياة هي رحلة فردية، مهما كثرت الأصوات المحيطة، كل شخص مسؤول عن رسم مساره، عن اتخاذ قراراته، وعن تحمّل نتائجها، سواء أكانت نجاحًا أم فشلًا.. العيش وفق توقعات الآخرين أشبه بالسير في متاهة بلا نهاية، أما أن تعيش حياتك كما تريد، فهو أشبه بالسير في حقل مفتوح، حيث تُشرق الشمس في كل خطوة، ويُزهر الطريق بثمار اختياراتك.

مؤمن الجندي يكتب: ولي العهد والنيل الذي لا يجف أبدًا مؤمن الجندي يكتب: "العالمي".. هناك من يسلم باليد وهناك من يسلم بالروح

في النهاية، تصريح محمد صلاح ليس مجرد موقف شخصي؛ إنه رسالة لكل إنسان يبحث عن ذاته وسط ضجيج العالم.. هو دعوة لأن نكون أكثر شجاعة، أكثر صدقًا مع أنفسنا، فعندما نُدرك أن حياتنا ملك لنا وحدنا، حينها فقط نعيش بصدق.. حينها فقط سنُدرك أن الحياة ليست سباقًا لإرضاء الآخرين، بل هي فرصة لا تُقدّر بثمن لنُشكلها كما نشاء، لنعيشها كما نُحب.

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: محمد صلاح مو صلاح ليفربول معرض الشارقة الدولي للكتاب مؤمن الجندي يكتب مؤمن الجندی یکتب

إقرأ أيضاً:

آمال الحياة في غزة تنبعث من بين الركام

فقد الكثيرون أحباءهم من أطفال ونساء ورجال، من مختلف شرائح المجتمع؛ مسعفين وممرضين ومعلمين وعمال وفلاحين وأكاديميين وأدباء وصحفيين.

وبينما تلوح في الأفق هدنة وصفت بالهشة، يتطلع أهل غزة إلى فرصة للخروج من الجحيم الذي عاشوه لمدة 15 شهرا، وتتنوع أولوياتهم بين دفن الضحايا، والبحث عن المفقودين، وتأمين الاحتياجات الأساسية للحياة.

16/1/2025

مقالات مشابهة

  • مؤمن الجندي: ما الذي لا يستطيع المال شراؤه؟
  • صلاح الشرنوبي يكشف أسرار مسيرته الموسيقية مع عمرو الليثي
  • مواليد 3 أبراج فلكية يستمدون طاقتهم من دعم الآخرين.. «امدحهم طول الوقت»
  • آمال الحياة في غزة تنبعث من بين الركام
  • مؤمن الجندي يكتب: مقادير صناعة الأسطورة
  • خبير تكنولوجي: التحول الرقمي في مصر يضعها على الخريطة العالمية
  • جنوب إفريقيا: انتشال 78 جثة من منجم ذهب مهجور والمخاوف تتزايد بشأن مصير المئات الآخرين
  • هل يجوز التسبيح أثناء مشاهدة التلفزيون والانشغال مع الآخرين؟
  • دوللي شاهين تطلق كتابها الأول.. تفاصيل
  • مؤمن الجندي يكتب: قلوب بلا أقنعة