بوابة الفجر:
2024-11-18@10:30:41 GMT

مؤمن الجندي يكتب: صلاح والحمار

تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT

في زوايا العالم المزدحم بالصخب، حيث تتقاطع الأرواح في طرقات لا تنتهي، تنشأ عيون لا تعرف السكون، تترصد تفاصيل الآخرين بلا دعوة.. كأنما الحياة أصبحت خشبة مسرح، والجميع فيها مُشاهدون ومتفرجون، لا يتوقفون عن الهمس، ولا يملّون من تقديم الأحكام.. بل لا يعجبهم العجب!.. وتبدو هنا الخصوصية في هذا المشهد  حلمًا بعيد المنال، يتحول الإنسان إلى لوحة مكشوفة، تُفسر ألوانها، وتُنتقد ضربات فرشاتها، وكأن حريته في رسم حياته أصبحت مسألة رأي عام.

ترى، ما الذي يدفع البشر إلى التلصص على أرواح غيرهم؟ وهل بات الصمت فضيلة منسية في زمن يُقاس فيه كل تصرف بعدسات الآخرين؟.

مؤمن الجندي يكتب: حضرة المتهم فتوح.. أما بعد مؤمن الجندي يكتب: مسرحية بلا فصل أخير

نعيش اليوم في زمنٍ يبدو فيه الجميع مراقبًا من الجميع، تُصبح حياتنا مشهدًا عامًا، والجميع يُدلي بدلوه في كيفية عيشنا، وكأن الآخرين يملكون مفاتيح سعادتنا.. محمد صلاح، في بساطة كلماته، يُعيد صياغة الحقيقة الكبرى: الحياة لا تُقاس بما يتوقعه الآخرون، بل بما يُرضي قلوبنا ويُشعرنا بالسلام الداخلي، وقبلهما بالطبع رضا الله عز وجل.

"أنا بعيش الحياة بالشكل اللي أنا عايزه، مش اللي الناس عايزاه".. هذا التصريح لصلاح ليس مجرد كلمات، بل هو فلسفة حياة، دعوة للتفكر في معاني الحرية الشخصية والاستقلالية، ورحلة نحو استعادة الذات في مواجهة الضغوط المجتمعية.. فكلنا نعرف قصة جحا والحمار حيث نفذ ما يريده الناس في كل مرة (جلس وجر ابنه الحمار وأجلس ابنه وجره ونزلا وجرا الحمار) ولكنهم انتقدوه في كل الأحوال.. وها هو النجم المصري المتفرد ينسف قصة صلاح والحمار مبكرًا!.

تصريحه هذا هو صوت يُخاطب كل من يشعر بثقل نظرات الناس.. إنه يرفض قيودًا غير مرئية تُكبلنا: "مش فارق معايا الناس شايفة إني المفروض أعيش إزاي".. وهنا يكمن درس عميق في الانفصال عن أحكام الآخرين، درسٌ يحرر الروح من وهم التوقعات.

الحقيقة أنني أرى أن الحياة ليست مجرد قائمة مهام تُنجز لإرضاء الآخرين، بل هي لحظات من الشغف والبهجة.. كيف يُمكن لإنسان أن يحيا حياةً كاملة إذا كان دومًا رهينة لآراء الناس؟ دائمًا ما أدعو نفسي لكسر هذه القيود، إلى تذوق كل لحظة كما هي، بكل صدقها وبساطتها.

متاهة بلا نهاية

"هي حياتي أنا مش حياتهم هما"، عبارة تحمل عمقًا فلسفيًا.. هنا يُذكّرنا صلاح بحقيقة أن الحياة هي رحلة فردية، مهما كثرت الأصوات المحيطة، كل شخص مسؤول عن رسم مساره، عن اتخاذ قراراته، وعن تحمّل نتائجها، سواء أكانت نجاحًا أم فشلًا.. العيش وفق توقعات الآخرين أشبه بالسير في متاهة بلا نهاية، أما أن تعيش حياتك كما تريد، فهو أشبه بالسير في حقل مفتوح، حيث تُشرق الشمس في كل خطوة، ويُزهر الطريق بثمار اختياراتك.

مؤمن الجندي يكتب: ولي العهد والنيل الذي لا يجف أبدًا مؤمن الجندي يكتب: "العالمي".. هناك من يسلم باليد وهناك من يسلم بالروح

في النهاية، تصريح محمد صلاح ليس مجرد موقف شخصي؛ إنه رسالة لكل إنسان يبحث عن ذاته وسط ضجيج العالم.. هو دعوة لأن نكون أكثر شجاعة، أكثر صدقًا مع أنفسنا، فعندما نُدرك أن حياتنا ملك لنا وحدنا، حينها فقط نعيش بصدق.. حينها فقط سنُدرك أن الحياة ليست سباقًا لإرضاء الآخرين، بل هي فرصة لا تُقدّر بثمن لنُشكلها كما نشاء، لنعيشها كما نُحب.

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: محمد صلاح مو صلاح ليفربول معرض الشارقة الدولي للكتاب مؤمن الجندي يكتب مؤمن الجندی یکتب

إقرأ أيضاً:

متى تصل عقوبة انتحال شخصية الآخرين إلى السجن المشدد؟.. القانون يجيب

ينص قانون العقوبات المصري على فرض عقوبات صارمة على جريمة انتحال الصفة، والتي قد تصل في بعض الحالات إلى السجن المشدد لمدة تصل إلى سبع سنوات.


وتوضح المادة رقم ١٥٥ من القانون أن: «كل من تدخل في وظيفة من الوظائف العمومية، ملكية كانت أو عسكرية، من غير أن تكون له صفة رسمية من الحكومة أو إذن منها بذلك، أو أجرى عملًا من مقتضيات إحدى هذه الوظائف، يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين.»


وتنص المادة رقم ١٥٦ من قانون العقوبات على: «كل من لبس علانية  كسوة غير رسمية بغير أن يكون حائزا للرتبة التى تخوله، أو حمل علانية العلامة المميزة لعمل أو وظيفة من غير حق يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين، مع عدم الإخلال بأى عقوبة أشد منصوص عليها في قانون آخر تكون العقوبة السجن المشدد لمدة سبع سنوات، إذا وقعت الجريمة لغرض إرهابى أو أثناء حالة الحرب أو إعلان حالة الطوارئ أو اشترك فى تظاهر.»


وأيضا تضمنت المادة رقم ١٥٧ من قانون العقوبات أنه: يعاقب بغرامة لا تتجاوز مائتي جنيه كل من تقلد علانية نشانا لم يمنحه أو لقب نفسه كذلك بلقب من ألقاب الشرف أو برتبة أو بوظيفة أو بصفة نيابية عامة من غير حق.


وتنص المادة ٢١١ من قانون العقوبات على أن كل صاحب وظيفة عمومية ارتكب فى أثناء تأدية وظيفته ‏تزويرا فى أحكام صادرة أو تقارير أو محاضر أو وثائق أو ‏سجلات أو دفاتر أو غيرها من السندات والأوراق الأميرية ‏سواء كان ذلك بوضع إمضاءات أو أختام مزوره أو بتغيير ‏المحررات أو الأختام أو الإمضاءات أو بزيادة كلمات أو ‏بوضع أسماء أو صور أشخاص آخرين مزورة يعاقب بالسجن ‏المشدد أو بالسجن.‏


وتنص المادة  ٢١٢ من قانون العقوبات على أن كل شخص ليس من أرباب الوظائف العمومية ارتكب تزويرا ‏مما هو مبين فى المادة السابقة يعاقب بالسجن المشدد أو ‏بالسجن مدة أكثرها عشرة سنين.‏


وتنص المادة ٢١٣ من قانون العقوبات على أن يعاقب أيضا بالسجن المشدد أو بالسجن كل موظف مصلحة ‏عمومية أو محكمة غير بقصد التزوير موضوع السندات فى حال تحريرها المختص بوظيفته سواء كان ذلك ‏بتغيير إقرار أولى الشأن الذى كان الغرض من تحرير تلك ‏السندات إدراجه بها أو بجعله واقعة مزورة فى صورة واقعة ‏صحيحة مع علمه بتزويرها أو بجعله واقعة غير معترف بها ‏فى صورة واقعة معترف بها.‏


كما تنص المادة ٢١٥ من قانون العقوبات على أن كل شخص ارتكب تزوير في محررات أحد الناس بواسطة أحد الطرق السابق بيانها أو استعمل ورقة مزورة وهو عالم بتزويرها يعاقب بالحبس مع الشغل.

مقالات مشابهة

  • متى تصل عقوبة انتحال شخصية الآخرين إلى السجن المشدد؟.. القانون يجيب
  • محمد صلاح: النجاح يأتي دائما من داخلك وليس عبر كلام الناس لك
  • أسامة الجندي: العبادة ليست محصورة في الصلاة والصيام
  • أسامة الجندي: نقل الكلام لتشويه صورة زملاء العمل خيانة للأمانة 
  • صلاح: "تجربتي في تشيلسي غيرت نظرتي للحياة وأفكاري"
  • عاجل: محمد صلاح يرفض مقارنته بـ عمر مرموش.. ماذا قال «مو» عن «داهية» الدوري الألماني؟
  • كريستيانو رونالدو يكتب صفحة جديدة في مسيرة محمد صلاح
  • هل يكتب حسام حسن فصل النهاية مع إمام عاشور؟
  • مؤمن الجندي يكتب: حضرة المتهم فتوح.. أما بعد