لماذا خلق الله الإنس والجن؟.. لـ3 أسباب ينبغي عليك الالتزام بها
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
الاستفهام عن لماذا خلق الله الإنس والجن ؟، يفتح إحدى بوابات الأسرار عن بداية الخلق ، ولعل ما يجعل معرفة لماذا خلق الله الإنس والجن ؟ ضرورة ، هو أن من شأن هذا السؤال أن يعيد الإنسان إلى الصراط المستقيم.
قال الدكتور أسامة الجندي، وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد، إن الإنسان عندما يسأل عن الغاية من وجوده، يجيب الكثيرون على الفور بأنها العبادة، وفقًا للآية الكريمة: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ).
وأوضح “ الجندي ” في إجابته عن سؤال: لماذا خلق الله الإنس والجن ؟، أنه ينبغي أن يتفكر الناس في ثلاثة مقاصد عليا من وجودهم، أولها العبادة، ثم العمارة، وأخيرًا التزكية بالأخلاق الحميدة.
وأكد أن العبادة هي الغاية الأساسية، ولكن العبادة في الإسلام ليست محصورة في الصلاة والصوم فقط، بل تشمل كافة الأفعال التي تقرب الإنسان إلى الله، بما في ذلك عبادات بدنية، قلبية، لسانية، وتعاملية.
وأضاف أن العمارة، تتمثل في "عمار الأرض"، أي في كيفية استغلال الإنسان لما سخره الله له من موارد وكنوز من أجل النماء والازدهار، وتحتاج هذه الغاية إلى فقه التعاون والتعايش بين الناس.
وتابع: وهو ما يظهر بوضوح في موضوع "التعارف بين الحضارات" الذي يهدف إلى التعاون وتبادل المنافع، منوهًا بأنه بالنسبة للتزكية بالأخلاق الحسنة، فهي نقطة أساسية في بناء الشخصية السليمة.
واستشهد بما يقول الله تعالى: ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10)) من سورة الشمس، مشيرًا إلى أن الأخلاق الطيبة، التي منها الأمانة، هي جزء لا يتجزأ من هذه التزكية.
وأفاد بأن الأمانة تُعتبر من أسمى وأرقى الأخلاق التي حثنا عليها الإسلام، كما أنها جزء أساسي من المقاصد العليا التي أوكلها الله سبحانه وتعالى للإنسان، فصاحب خلق الأمانة يتسم بالطهارة والنقاء، ويكون بعيدًا عن الكراهية والتنمُّر.
وأشار إلى أن الأمانة لا تقتصر على الأمانة في المال أو في العهد فقط، بل تشمل أيضًا حفظ أسرار الآخرين، فمن يستأمنك على سر، فإن إفشاءه يعد خيانة لهذه الأمانة.
وألمح الدكتور مبروك عطية، الداعية الإسلامي، إلى أن الله سبحانه وتعالى خلقنا في الأساس لعبادته، أي أننا نعيش مدة حياتنا لنعبده جل وعلا، مستشهدًا بما قال تعالى: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ» الآية 56 من سورة الذاريات.
وبين «عطية» أن عبادة الله سبحانه وتعالى تكون بتأدية شعائره وعمارة الأرض، وعليه فإن من يزرع أو يصنع أو يذاكر أو يُصلي، فإنهم جميعًا يعبدون الله تعالى، منوهًا بأنه من أجل تعمير الأرض خفف الله تعالى العبادة فرخص للمسافر قصر وجمع الصلاة، وكثير من الرخص الأخرى، فعبادة الله هي وظيفة الإنسان التي يؤديها في كل عمل صالح.
من جانبه، نوه الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن العلاقة بين البشر والخالق -عز وجل- أساسها العبادة، مستدلًا بقول الله تعالى: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ».
وأضاف «جمعة» ، أن العلاقة بين الإنسان وبين نفسه أساسها التزكية، كما قال تعالى: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا»، منوهًا بأن العلاقة بين الإنسان وبين الكون أساسها عمارة الأرض، كما قال تعالى: «هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا».
الحكمة من خلق الإنس والجنلم يكن خلق الله للإنس والجن عبثًا، بل كان لغاية ذكرها - عز وجل- في القرآن الكريم ألا وهي العبادة، لقوله - تعالى-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) الآية 56 من سورة الذاريات، فحملت هذه الآية العديد من المعاني، والحكم، والدروس الموجهة لبني البشر.
يُخبرنا الله - عزّ وجل- في هذه الآية بأنّه هو من خلق الجن والإنس، وأنّ الحكمة من ذلك إفراده بالعبادة، والكفر بسواه، إذ لم يخلقهم لمصلحة نفوذ لذاته، وإنّما خلقهم لعبادته، وتَكفل بأرزاقهم، فهو صادق بوعده على تحقيقه لهم (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)[الذاريات:] .
وعلى الرغم من هذه الغاية، فقد عبده البعض، وأعرض عن عبادته البعض الآخر، إذ لا يلزم بكونه خلقهم من أجل عبادته أن يعبده الجميع، فمن شاء الله له الهداية عبده، ومن شاء له الضلالة كفر به، وستلقى كلّ فئة منهما الجزاء المناسب لهما.
تفسير قوله وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدونورد أن في معنى قوله (ما خلقت الجن والإنس): أي خلقتهم من أجل عبادتي، فمن يعبدني أُكرمه، ومن لا يعبدني أهنته، والجن: هي مخلوقات العالم الغيبيّ المستتر عن أنظار البشر.، والإنس: هم البشر، وتمّت تسميتهم بذلك لعدم قدرتهم على العيش دون إيناس، حيث يأنسون ببعضهم البعض.
وجاء عن قوله يعبدون: أي يُوحدون، والعبادة هي اسم جامع لكل ما يُحبّه الله، ويرضاه من الأعمال، والأقوال، وقيل: يتذلّلون لله تعالى بالطاعة، وذلك بترك المحظور، وفعل المأمور، فهذه هي الغاية من خلق الجنّ والإنس، لذا خلق الله للبشر عقولًا، وأرسل إليهم الرسل، وأنزل عليهم الكتب السماوية من أجل هدايتهم إلى عبادته، ولو أنّ الغرض من خلقهم هو ذات الغرض من خلق البهائم لما كانت هناك حكمة من بعث الرسل، وإنزال الكتب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون قوله وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون الله تعالى ل ی ع ب د ون من أجل من خلق
إقرأ أيضاً:
قاذفة B-2 في مرمى النيران.. أي معادلة فرضها اليمن باعتراض هذه القاذفة؟
يمانيون../
كشف السيد القائد عبدُ الملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله تعالى- في خطابه الأخير عن حُزمةٍ من الإنجازات العسكرية التي حقّقتها قواتُنا المسلحة بفضل الله تعالى خلال معركة الإسناد وجولة التصعيد القائمة ضد كيان العدوّ الإسرائيلي والأمريكي،
وفيما يبدو أن من أهمِّ تلك الإنجازات هي العملياتُ الجوية التي نفّذتها وحداتُ الدفاع الجوي لأول مرة بمستوى 11 عملية اعتراض ضد مجموعة من أهم الطائرات الأمريكية على رأسها:
– مقاتلات F-18 الحربية.
– طائرات الشحن والتزوُّد بالوقود.
– طائرات التنصُّت والاستخبارات الاستراتيجية.
– قاذفات القنابل الشبحية B-2.
وحسب طبيعة الموقف العملياتي، فَــإنَّ اعتراضَ قاذفات B-2 تحديدًا في هذا التوقيت وبمنظومة دفاعية محلية الصنع لقواتنا المسلحة، يُعَدُّ عمليةً سابقة من نوعها ونقطةَ تحول لها أبعاد وتداعيات استراتيجية مباشرة، خُصُوصًا على موازين معركة الجو.
فالقيمة الحسَّاسة لقاذفات القنابل B-2 وقدراتها التقنية وبرنامج عملها في منظومة العدوان، لم يطرح فيها خبراء العدوّ الأمريكي فرضيةَ أن يتم اكتشافُ هذه القاذفة من قبل الدفاعات الجوية اليمنية أَو أن تتعرض لعملية اعتراض خطيرة ومباشرة بصاروخ أرض جو محلي الصنع. لذلك، هذا الأمر بالنسبة للعدو الأمريكي واقعٌ كالصاعقة على فرضياته وتقديراته العسكرية.
ما هي قاذفةُ الشبح B-2؟
دخلت القاذفة B-2 الخدمة في سلاح الجو الأمريكي في العام 1997م، وهي قاذفة شبه تقليدية من مختلف النواحي، تُعَدّ من القاذفات الشبحية التي تعمل بتقنيات التخفِّي عالية السرية في العالم. يمكنها حملُ 27 طُنًّا من القنابل والصواريخ التقليدية والنووية، ويمكنها التحليقُ لمسافة 11 ألف كلم دون الحاجة إلى تزوّد بالوقود. صُمِّمت B-2 أَسَاسًا للإفلات من مختلف الأنظمة الدفاعية الحديثة لدى الدول وتنفيذ مهامَّ هجومية في أعماق أية دولة تريدها أمريكا. تم استخدامُها لأول مرة خلال عملية الناتو في يوغوسلافيا، ثم قاتلت لاحقًا في العراق وأفغانستان وليبيا. يمتلكُ سلاحُ الجو الأمريكي نحو 19 قاذفة من هذا النوع؛ باعتبَارها ذاتِ كلفة باهظة فقيمة الوحدة منها تبلغ 700 مليون دولار.
أبعادُ اعتراض B-2:
عسكريًّا، يمكن تقييمُ الأبعاد والتداعيات المترتبة على عملية اعتراض دفاعاتنا الجوية لقاذفة B-2 في التالي:
أولًا- عمليةُ الاعتراض تعني عمليًّا أن الدفاعاتِ الجوية لقواتنا المسلحة تمتلك أنظمةَ كشف متطورة للغاية مكَّنتها -بفضل الله تعالى- من اكتشاف القاذفة وتتبُّعها واعتراضها.
ثانيًا- الميزةُ المهمة في قاذفات B-2 التي تحافِظُ على تفوقها في أية معركة هي تصميمها الهندسي الشبيه بالمثَّلث وتقنية غطاء الشبح الذي يغطِّي هيكلها الخارجي ويمنحُها القدرةَ على تشتيت وامتصاص موجات الرادارات. فإذا سقطت هذه الميزة وتم اكتشافُ القاذفة، ينتهي تفوُّقُها وَتصبح مسألة اعتراضها أسهلَ من اعتراض مقاتلة F-18؛ نظرًا لحجمها الضخم، وضَعف قدرتها على المناورة وسرعتها البطيئة التي لا تتجاوز 1000 كم/ساعة؛ أي أقل من “1 ماخ”. بالتالي، إذَا توافرت ظروف مناسبة في اختيار المكان والزمان والسلاح المناسب، يمكن إسقاطها وتدميرها عمليًّا بعون الله تعالى.
ثالثًا- تعتبر القاذفة B2 درّة سلاح الجو الاستراتيجي الأمريكي، وإحدى الأذرع الرئيسية للثالوث النووي، فأهميتها بالغة خُصُوصًا أنها مصنَّعة بتقنيات متطورة وسرية للغاية، وذات ثمن باهظ يصل إلى 700 مليون دولار للطائرة. لذلك، اعتراضها أَو إسقاطها ستكون ضربة قاصمة لأمريكا ولأمنها القومي ولسُمعة أقوى أسلحتها الجوية، وستكون الشركات الأمريكية أمام مصيبة خسارة تقنيتها السرية، وخسارة فاعليتها وموقعها في الحرب وقيمتها الباهظة.
تقدير عسكري:
القدرة التي فرضتها دفاعاتنا الجوية -بعون الله تعالى- في مجابهة مثل هذه الطائرات الحديثة يُعتبَرُ خرقًا كَبيرًا في موازين معركة الجو، وكسرًا لتفوُّق أخطر التقنيات الأمريكية؛ كون الأمر يحتاج إلى منظومات متطورة موازية لأنظمة “إس 300 أَو إس 400” الروسية ونظيراتها من منظومات الجيل الرابع التي يمكنها التعاملُ مع أنظمة الحرب الإلكترونية وتقنيات التخفي “الشبح”.
ما حقّقته دفاعاتُنا الجويةُ ضد هذه التكنولوجيا يؤكّـد مستوى تطوُّرها الذي بات ينافِسُ أحدثَ المنظومات عالميًّا، ويبشِّرُ بأنه فاتحةٌ لمرحلة يمكن من خلالها -بعون الله تعالى- وضع حَــدٍّ لعربدة طائرات العدوّ الأمريكي في أجواء اليمن، والإطاحة بأهم ركائز القوة الأَسَاسية التي يعتمد عليها في عدوانه وفي عملياته العسكرية.
*زين العابدين عثمان – باحث عسكري