الإمارات نحو الجيل التـالي من الرقمنة الحكومية
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
يوسف العربي (أبوظبي)
قطعت دولة الإمارات أشواطاً كبيرة لتحقيق هدفها المتمثل في أن تصبح رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031، كما اتخذت خطوات سريعة للانتقال للجيل التالي من الخدمات الحكومية من خلال توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، بحسب خبراء تقنيين. وأكد هؤلاء لـ «الاتحاد» أن الذكاء الاصطناعي يسهم بدور رئيس في تطوير الجيل التالي من الخدمات الحكومية من خلال دمج خوارزميات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة لتقديم خدمات أكثر تطوراً ومواءمة لكل مستخدم، وتسهم هذه التقنيات في مثل رفع الإنتاجية، وتسريع الخدمات، وتقليل الوقت اللازم للحصول عليها، فضلاً عن الارتقاء بمستويات الموثوقية والأمان.
منظومة متكاملة
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد عبد الحميد العسكر، مدير عام برنامج «تم» في دائرة التمكين الحكومي، أن منظومة «تم» لديها استراتيجية ورؤية واضحتان في مجال استخدامات الذكاء الاصطناعي، حيث يتم توظيف هذه التقنية في مجمل المنظومة، بدءاً من تقديم الخدمات، وجمع وتحليل البيانات، وتحديد نسبة رضا المتعاملين.
وقال: «يعد الجيل الثالث من منظومة (تم) نموذجاً فريداً ورائداً في مجال توظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير الخدمات الحكومية الرقمية، ما يعكس الجهود الكبيرة التي بذلتها جهات حكومية عديدة في إمارة أبوظبي، ما يمكِّننا من إرساء معايير جديدة لتميُّز الخدمات والكفاءة وتجربة المتعاملين».
وأضاف: «إن إطلاق هذه النسخة الجديدة من (تم) يأتي تجسيداً لجهودنا في دعم الابتكار وتبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويؤكِّد سعينا المستمر لصياغة تصوُّر جديد للخدمات الحكومية من أجل استمرار ريادة إمارة أبوظبي وفق رؤيتها الاستراتيجية».
ترسيخ التميز
ومن جانبها، قالت المهندسة لمياء الشامسي، إن دائرة الشارقة الرقمية تلتزم بتوظيف التقنيات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي، إيماناً منها بأهمية هذه التقنيات في ترسيخ التميُّز الرقمي والابتكار لتقديم خدمات سلسة تتسم بالموثوقية والأمان، وفقاً لرؤية الإمارة وتوجهات دولة الإمارات لتعزيز دور الذكاء الاصطناعي في دفع عجلة النمو الاقتصادي والاجتماعي قدماً.
وأضافت: «إن الذكاء الاصطناعي مجال واسع ومتشعب وحالياً، ونحن في صدد تطوير قدرات الحكومة في هذا المجال، إذ أطلقنا شراكة مع (مايكروسوفت) لتمكين الموظفين الحكوميين بالمهارات التي تؤهلهم للاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي».
وقالت: «دمجنا تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإصدار الثاني من منصة الشارقة الرقمية، حيث أضفنا خدمة الدردشة الفورية المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي تسهل الوصول إلى المعلومات الحكومية الموثوقة، كما سنعمل على تسخير الذكاء الاصطناعي في أمور مثل رفع الإنتاجية وتسريع الخدمات، وتقليل الوقت اللازم للحصول على الخدمات».
وأوضحت أنه عند الحديث عن الذكاء الاصطناعي، لا بدّ من ذكر البيانات، حيث يُعتبر الذكاء الاصطناعي إحدى الأدوات الأساسية في تحليل البيانات الضخمة بشكل فوري، وتوفير نظرة شاملة تساعد في اتخاذ القرارات الاستباقية السليمة.
كفاءة العمل
ومن ناحيته، أكد مروان آل علي، مدير عام دائرة المالية في عجمان، أن توظيف التقنيات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي، من شأنه أن يلعب دوراً ملموساً في تحسين فاعلية وكفاءة العمل المالي الحكومي وتحقيق التحول الرقمي الكامل، وجعل الخدمات المالية أكثر استجابة لاحتياجات المجتمع والاقتصاد، مشيراً إلى أن الدائرة حريصة على دمج أحدث الحلول والتطبيقات التكنولوجية القائمة على الذكاء الاصطناعي لتطوير المنظومة المالية في الإمارة، بما يواكب توجّهات الإمارة ودولة الإمارات في تسخير هذه التقنيات من أجل دفع عجلة التنمية المستدامة قدماً، وتعزيز الجاهزية للمستقبل، ودعم تنافسية الدولة على الصعيد العالمي. وأوضح أنه عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبح بالإمكان تحسين تجربة المستخدمين عبر أتمتة العمليات وتقليل الأخطاء البشرية، وتبسيط الإجراءات، ما يعزز شفافية وفاعلية العمل الحكومي، ويسهم في تحسين جودة الحياة، إضافة إلى الدور الكبير الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في تحسين عملية التخطيط المالي، وإدارة الموارد بشكل أكثر كفاءة. ونوه بأنه على سبيل المثال تم إطلاق النسخة السحابية لنظام التخطيط المالي الذكي في جيتكس 2024 الذي يعتمد على أدوات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الحالية والتاريخية المتاحة، مثل المؤشرات الاقتصادية الكلية والجزئية، ما يتيح توليد توقُّعات مالية تُمكّن الجهات الحكومية من التنبؤ بالإيرادات والنفقات على مدى فترات طويلة الأجل.
تقديم الخدمات
ومن جانبه، أكد أحمد عدلي، نائب الرئيس للهندسة السحابية للتكنولوجيا في الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا في أوراكل «Oracle»، أن الذكاء الاصطناعي يساعد الحكومات المحلية على العمل بكفاءة وشفافية أكبر، فهو يعمل على تسريع تقديم الخدمات، ويوفر أيضاً فهماً أعمق وأكثر دقةً لاحتياجات المجتمع، وإضافةً إلى ذلك، يمكنه أيضاً أتمتة وتبسيط المهام الإدارية الروتينية، مما يوفر الوقت والأموال، إلى جانب إجراء تحليلات البيانات المتطورة لمساعدة المديرين العموميين على اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً.
وقال «يمكن تلخيص الفوائد الرئيسة للذكاء الاصطناعي في القطاع العام من خلال تقديم خدمات أسرع للمواطنين، فوفقاً لبحث أجرته شركة الخدمات المهنية Avanade في عام 2024، يعتقد حوالي 98% من الحكومات أن المواطنين يفضلون التواصل معها عبر التقنيات الجديدة، وتتيح برامج الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي باللغة الطبيعية للمواطنين الحصول على إجابات سريعة لأسئلتهم حول الخدمات المحلية، وتقديم طلبات الخدمة، ومشاركة أفكار التحسين وإبداء الملاحظات حول أداء الحكومة.
وتسهم هذه التقنيات أيضاً في زيادة الإنتاجية، حيث يساعد الذكاء الاصطناعي موظفي الحكومة على مدى السنوات القليلة القادمة في أداء وظائفهم بشكل أسرع وأفضل، فمن خلال سحب البيانات تلقائياً من مختلف الهيئات والأقسام، يستطيع الذكاء الاصطناعي تسريع العمليات الروتينية وتحرير الموظفين من العمل اليدوي الذي يستغرق وقتاً طويلاً ويعرضهم للأخطاء».
ولفت إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تسهم في اتخاذ قرارات أكثر استباقية وتخطيط طويل الأمد من خلال تُحسّن أدوات تحليل البيانات التي تعمل بخوارزميات الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات والتخطيط طويل الأمد، ووفقاً لاستطلاع «بلومبرج للأعمال الخيرية» لعام 2023، تستكشف 58% من المدن التطبيقات المحتملة للذكاء الاصطناعي التوليدي لتحليل البيانات، و76% لوضع السياسات القائمة على البيانات، وستعتمد الحكومات المحلية على الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تلبية اتجاهات المجتمع والتنبؤ بطلب الخدمة، فضلاً عن ترقية التخطيط الحضري والتنمية والسلامة العامة، وإنفاذ القانون، وإدارة الطاقة، والمزيد.
وأكد أن شركة Oracle تدعم طموحات دولة الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي بشكل كامل من خلال توفير أحدث التقنيات، وتوسيع القدرات المحلية، والمساعدة في تطوير المواهب المتميزة والحلول المبتكرة للتحديات المحلية.
خدمات مبتكرة
من جهته، أكد المهندس فراس كيالي، المدير العام لشركة «ترست تيك تريدينج»، أن دولة الإمارات تسعى إلى تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في جميع القطاعات لتقديم خدمات مبتكرة وفعالة، مشيراً إلى أن تأسيس مجلس الإمارات للذكاء الاصطناعي، الذي يعمل على تنفيذ استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي يمثل أحد أبرز المبادرات التي تسهم في ترسيخ مكانة الإمارات كقائد عالمي في قطاع الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031، من خلال تشكيل لجان فرعية لدعم هذه الجهود.
الكفاءة التشغيلية
وتوقع كيالي أن يشهد المستقبل القريب زيادة في تبني الحكومة الإماراتية لتقنيات الذكاء الاصطناعي بهدف تعزيز الكفاءة التشغيلية، وتحسين تجربة المستخدم في مختلف الخدمات، مما يحقق رؤية الإمارات في الابتكار والاستدامة.
وأوضح أن تسارع وتيرة الطلب على تبني تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي فتح آفاقاً جديدة أمام الشركات العاملة في هذا القطاع، لتوفير هذه التقنيات مثل منتجات جالاكس المدعومة بمعالجات إنفيديا، حيث تساعد هذه الأجهزة المتطورة في تشغيل برامج الذكاء الاصطناعي وتحسين قدراتها في تحليل البيانات وتعلم الآلة، كما توفر البنية التحتية الأساسية لتسريع البحث والتطوير في هذا المجال، مما يساهم في تمكين المؤسسات العامة والخاصة من تبني حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي. وأضاف المدير العام لشركة ترست تيك تريدينج، أن النمو المتسارع في الطلب على التكنولوجيا الرقمية في دولة الإمارات بوجه عام، حفز شركات التقنية على الاستفادة من الفرص القوية في الأسواق، لاسيما في مجال الألعاب الإلكترونية الذي يشهد معدلات نمو قوية مدعوماً ببرنامج دبي للألعاب 2033، الذي يسعى إلى وضع دبي ضمن أفضل 10 مدن في صناعة الألعاب العالمية وخلق 30,000 وظيفة جديدة في قطاع الألعاب. وأكد كيالي أن الآفاق الواعدة لهذا القطاع من شأنها أن تحفز الشركات على مواصلة تقديم وتطوير حلول وخدمات تكنولوجية مبتكرة، وبناء شراكات قوية مع علامات تجارية عالمية، لتلبية الاحتياجات المتزايدة في سوق الألعاب الإلكترونية.
مكانة رائدة
أكد علي صباغ، خبير تكنولوجيا وتطوير أعمال، أن دولة الإمارات تتبوأ مكانة رائدة بين دول العالم في سباق ثورة الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح أداةً حيوية لتحقيق التقدم ورمزاً لرؤى مستقبلية طموحة، وتعمل الإمارات على وضع خطط استراتيجية لمستقبل مزدهر قائم على التكنولوجيا، من خلال جهودها المستمرة لدمج الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات.
ونوه بأنه في عصر التكنولوجيا الحديثة، تشهد وسائل الدفع بين الشركات تحولاً جذرياً بفضل الابتكارات المستمرة في مجالي الـ«فينتك»، «التكنولوجيا المالية»، والذكاء الاصطناعي. وأوضح أن وسائل الدفع الرقمية، مثل المدفوعات عبر الهاتف المتحرك والمحافظ الإلكترونية، من أبرز هذه الابتكارات، وأحدثت هذه الوسائل نقلة نوعية في كيفية إجراء المعاملات، حيث تتيح للشركات إجراء المدفوعات بسرعة وسهولة، مما يُقلل من الاعتماد على النقد ويعزز من فعالية العمليات المالية في هذا الإطار. وقال: «تؤدي تكنولوجيا الفينتك دوراً محورياً في إعادة تعريف المشهد المالي، وتُقدم الشركات الناشئة في هذا المجال حلولاً مبتكرة تسهم في تبسيط العمليات المالية، مثل إدارة الفواتير والمدفوعات بكل سهولة». وأضاف: «بالنسبة للذكاء الاصطناعي، فيُعتبر عنصراً أساسياً في تطوير وسائل الدفع، من خلال استخدام تقنيات التعلم الآلي، تستطيع الشركات تحليل سلوك العملاء وتوقع احتياجاتهم، مما يُساعدها في تقديم خدمات مالية أكثر تخصيصاً».
نقلة نوعية في خدمات القطاعين العام والخاص إركي كيلدو
أكد إركي كيلدو، وزير التجارة والصناعة الإستوني: «أصبح الذكاء الاصطناعي ضرورة أساسية في تطوير الخدمات العامة، ومن خلال تبنّي الحكومات لهذه التكنولوجيا ستتمكن من تحسين كفاءة الخدمات المقدمة إلى مواطنيها، فضلاً عن خفض التكاليف وتخفيف الهدر في المال العام، ما يؤدي بدوره إلى بناء اقتصاد قوي قائم على بنية تكنولوجية متطورة، الأمر الذي يشكل نقلة نوعية في مجال الخدمات المقدمة في القطاعين العام والخاص».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الذكاء الاصطناعي التحول الرقمي الشارقة عجمان دائرة المالية التنمية المستدامة دائرة الصحة تقنیات الذکاء الاصطناعی على الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی للذکاء الاصطناعی الخدمات الحکومیة الشارقة الرقمیة تحلیل البیانات دولة الإمارات هذه التقنیات تقدیم خدمات الحکومیة من فی تطویر من خلال تسهم فی فی مجال فی هذا
إقرأ أيضاً:
“مانيج إنجن”: الذكاء الاصطناعي المستدام محرك لرؤية السعودية 2030
المناطق_الرياض
تُعد المملكة العربية السعودية اليوم في قلب التحول الاقتصادي العالمي، مستفيدة من التكنولوجيا كركيزة أساسية لتحقيق أهداف “رؤية 2030” الطموحة. في ظل هذا التطور السريع، يبرز الذكاء الاصطناعي كعنصر محوري في تسريع النمو الاقتصادي المستدام، وخلق فرص جديدة، وتعزيز مكانة المملكة كوجهة عالمية للابتكار التكنولوجي.
أخبار قد تهمك القوات الخاصة لأمن الطرق تشارك في مؤتمر ومعرض الحج 2025م 15 يناير 2025 - 4:56 مساءً رسميًا.. القادسية يحصل على شهادة الكفاءة المالية 15 يناير 2025 - 4:52 مساءً
تسعى المملكة إلى تنويع اقتصادها بعيدًا عن الاعتماد على النفط، وتعمل على تعزيز الابتكار التكنولوجي كوسيلة لتحقيق هذا الهدف. فالبيانات والذكاء الاصطناعي يشكلان حجر الأساس لرؤية 2030، حيث ترتبط 99.66% من أهداف الرؤية المباشرة وغير المباشرة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
رؤية فريدة لمصادر التنوع الاقتصادي
يساهم صندوق الاستثمارات العامة (PIF) بشكل كبير في هذا التحول، من خلال إدارة أصول بقيمة 1.07 تريليون دولار بحلول 2025، وخلق 1.8 مليون وظيفة جديدة. هذا التوجه يعزز مكانة المملكة كقوة تكنولوجية عالمية من خلال الاستثمار في القطاعات الناشئة وتوطين التقنية وتطوير البنية التحتية للاتصالات.
أطلقت السعودية أربع مناطق اقتصادية خلال عام 2023 بهدف جذب الاستثمارات العالمية من خلال بيئة تنظيمية مرنة، وحوافز خاصة لكل قطاع، وخدمات حكومية متكاملة. كما أطلقت المملكة مبادرة مبادرة طموحة للذكاء الاصطناعي، تحت اسم “مشروع التسامي السعودي (Project Transcendence)” بتمويل يصل إلى 100 مليار دولار (367 مليار ريال سعودي)، بهدف إنشاء مركز تقني عالمي يستقطب الشركات الناشئة والمواهب العالمية في مجالات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الحيوية. بحسب مصادر مطلعة لوكالة بلومبيرغ.
وتعد هذه الخطوات الاستراتيجية جزءًا من الجهود الواسعة التي تبذلها المملكة لتضع نفسها في طليعة الابتكار العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو ما يعكس نجاح المبادرات التي أنشئتها المملكة أحد أبرز الأمثلة على التحول التكنولوجي هو تأسيس شركة “آلات” التابعة والمملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، والتي خصص لها تمويلًا بقيمة 100 مليار دولار. تسعى الشركة لدعم تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي محليًا وتعزيز الاقتصاد الرقمي.
الذكاء الاصطناعي: الطريق إلى التميز الرقمي
أنشئت المملكة العربية السعودية في عام 2019 “الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (SDAIA)”، بهدف استكشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي وتوظيف البيانات لدفع عجلة الاقتصاد الوطني. جاءت هذه الخطوة الاستراتيجية لتعزز من تنوع مصادر الدخل، حيث أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي أداة أساسية في تحسين كفاءة الأداء الحكومي، وتعزيز الخدمات العامة، وتحفيز النمو الاقتصادي في مختلف القطاعات.
وقد نجحت المملكة في تحقيق تقدم ملحوظ في تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما جعلها تحتل مكانة متقدمة في قائمة الدول الرائدة في التكنولوجيا على مستوى العالم. كما أسهمت هذه الجهود في تسريع وتيرة التحول الرقمي، بما يتماشى مع طموحات “رؤية 2030”، التي تسعى إلى تحقيق اقتصاد رقمي متنوع ومستدام.
ومن خلال إطلاق مشروعات طموحة من خلال مبادرتها للمدن الذكية مثل “نيوم”، وضعت المملكة معايير عالمية جديدة في استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير البنية التحتية وتعزيز جودة الحياة. ويُعد هذا التوجه الطموح مؤشرًا واضحًا على التزام المملكة بتبني أحدث التقنيات الناشئة لضمان ريادتها في المستقبل التكنولوجي.
الذكاء الاصطناعي المستدام: جوهر الابتكار
يمثل الذكاء الاصطناعي المستدام ركيزة أساسية في رؤية المملكة لتحقيق التنمية الاقتصادية مع الحفاظ على الموارد البيئية. ويعكس هذا التوجه رؤية المملكة الشاملة التي تجمع بين الابتكار التكنولوجي والاستدامة البيئية، بهدف بناء اقتصاد قوي يلبي احتياجات الحاضر دون الإضرار بمستقبل الأجيال القادمة.
ويُقصد بـ”الذكاء الاصطناعي المستدام” تطوير وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي بطريقة تضمن تحقيق الفائدة الاقتصادية والاجتماعية على المدى الطويل. ويشمل هذا النهج مجموعة من المبادئ والممارسات التي تضمن أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تُستخدم بكفاءة عالية ودون إهدار للموارد أو إنشاء تبعيات غير مستدامة.
ويركز الذكاء الاصطناعي المستدام على ثلاثة محاور رئيسية: الاستدامة البيئية، والاستدامة الاقتصادية، وتطوير الذكاء الاصطناعي. إن تبني هذه المبادئ يُعزز من قدرة المملكة على تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والاستدامة
المدن الذكية: نموذج للاستدامة التكنولوجية
مشروعات مثل “نيوم” و*“ذا لاين”* تعد أمثلة بارزة على كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي المستدام في بناء مدن ذكية. تسهم هذه التقنيات في تحسين إدارة الموارد مثل النفايات والطاقة وحركة المرور، مما يرفع من جودة الحياة ويقلل من الأثر البيئي.
الزراعة والرعاية الصحية: التحول نحو الاستدامة
في قطاع الزراعة، تستخدم المملكة تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة المياه والحفاظ على المحاصيل في ظل الظروف المناخية الصعبة والتي تستلزم اعتماد ممارسات مستدامة أيضاً لتمكين المزارعين من التكيف مع الظروف البيئية الصعبة.. أما في الرعاية الصحية، فتعتمد السعودية على الذكاء الاصطناعي لتحسين التشخيصات المبنية على البيانات وإحداث ثورة في رعاية المرضى من خلال التنبؤ بمتطلبات الرعاية الصحية وتحسين استخدام الموارد ، مما يعزز من استدامة القطاع الصحي.
التحديات البيئية للذكاء الاصطناعي
رغم فوائد الذكاء الاصطناعي، إلا أن هناك قلقًا متزايدًا بشأن بصمته البيئية. وفقًا لاستطلاع أجرته شركة “جارتنر” عام 2023، يعتقد 78% من المديرين التنفيذيين أن فوائد الذكاء الاصطناعي تفوق مخاطره، إلا أن استهلاك الطاقة يظل تحديًا بيئيًا.
لتقليل هذه التأثيرات، تعمل “مانيج إنجن” على تقديم حلول ذكاء اصطناعي مستدامة من خلال استخدام النماذج المدربة مسبقًا وتقنيات مثل التقليم والتكميم وتقطير المعرفة.
التقليم (Pruning): يقلل عدد المتغيرات في النموذج، مما يقلل استهلاك الطاقة.التكميم (Quantization): على تحويل متغيرات النموذج من أرقام الفاصلة العائمة 32 بت إلى أعداد صحيحة 8 بت، مما يقلل من استخدام الذاكرة ويزيد من الكفاءة التشغيلية.تقطير المعرفة (Knowledge Distillation): ينقل المعرفة من النماذج الضخمة إلى نماذج أصغر وأكثر كفاءة، مما يقلل الحاجة إلى عمليات حسابية كثيفة.
هذه التقنيات المقدمة من “مانيج إنجن” تُستخدم في تطبيقات TinyML، مما يمكن الأجهزة منخفضة الطاقة من معالجة البيانات محليًا بكفاءة دون الاعتماد على الموارد السحابية.
وصرح “رامبراكاش رامامورتي”، مدير أبحاث الذكاء الاصطناعي في “مانيج إنجن”: “بصفتنا شركة مختصة بإدارة تقنية المعلومات المؤسسية والتابعة لمجموعة زوهو، ، نهدف إلى تمكين الشركات من السيطرة على تكنولوجيا المعلومات الخاصة بها. بدءًا من الأمن والشبكات والخوادم إلى التطبيقات وخدمة العملاء والدليل النشط وأجهزة الكمبيوتر المكتبية والأجهزة المحمولة، إن حلولنا الشاملة تساعد في تسريع التحول الرقمي وتمكين العمل عن بُعد، مع التركيز على الاستدامة البيئية”.
وأضاف: “بينما تتقدم المملكة نحو أهداف رؤية 2030، فإن تبني ممارسات الذكاء الاصطناعي المستدام سيكون حاسمًا لبناء اقتصاد مرن ومتنوع. الاستدامة لم تعد مجرد اتجاه، بل أصبحت نهجًا تحويليًا سيشكل مستقبل الابتكار في المملكة العربية السعودية.”
نسخ الرابط تم نسخ الرابط 15 يناير 2025 - 5:00 مساءً شاركها فيسبوك X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد15 يناير 2025 - 2:35 صباحًاوزير الاتصالات ورئيس “سدايا” يتوِّجان 10 فرق فائزة في “هاكاثون إنجاز” قدمت حلولاً ذكية لرفع إنتاجية العمل في القطاعين الحكومي والخاص أبرز المواد14 يناير 2025 - 10:10 مساءًمدير مركز المعلومات الوطني بـ “سدايا”: تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي لها دور محوري في إثراء تجربة ضيوف الرحمن أبرز المواد14 يناير 2025 - 9:30 مساءًرئيس مركز الذكاء الاصطناعي بوزارة الداخلية: ارتكزت الوزارة على استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير حلول طويلة الأمد تعزز من استدامة خدمات الحج أبرز المواد14 يناير 2025 - 1:01 مساءً“تعليم عسير” يحقق 85 ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية في مسابقة “بيبراس موهبة للمعلوماتية” أبرز المواد13 يناير 2025 - 3:23 مساءًأمير حائل يستقبل الرئيس التنفيذي لشركة دمج التقنيات الذكية للصناعة15 يناير 2025 - 2:35 صباحًاوزير الاتصالات ورئيس “سدايا” يتوِّجان 10 فرق فائزة في “هاكاثون إنجاز” قدمت حلولاً ذكية لرفع إنتاجية العمل في القطاعين الحكومي والخاص14 يناير 2025 - 10:10 مساءًمدير مركز المعلومات الوطني بـ “سدايا”: تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي لها دور محوري في إثراء تجربة ضيوف الرحمن14 يناير 2025 - 9:30 مساءًرئيس مركز الذكاء الاصطناعي بوزارة الداخلية: ارتكزت الوزارة على استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير حلول طويلة الأمد تعزز من استدامة خدمات الحج14 يناير 2025 - 1:01 مساءً“تعليم عسير” يحقق 85 ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية في مسابقة “بيبراس موهبة للمعلوماتية”13 يناير 2025 - 3:23 مساءًأمير حائل يستقبل الرئيس التنفيذي لشركة دمج التقنيات الذكية للصناعة القوات الخاصة لأمن الطرق تشارك في مؤتمر ومعرض الحج 2025م القوات الخاصة لأمن الطرق تشارك في مؤتمر ومعرض الحج 2025م تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2025 | تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوكXYouTubeانستقرامواتساب فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوكXYouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن