مؤمن الجندي يكتب: كأس مها سلامة
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
في رحلة الحياة، نقف أحيانًا أمام لقطات تحكي قصصًا أعمق من الكلمات، تحمل في تفاصيلها أسرارًا من الحب الخفي والدعم الصامت، وتبوح بأسرار قلوب كانت تُبنى في الظل، وتُروى بالدموع والأمل.. هناك في الزحام، تظهر صورة؛ ليست مجرد انعكاس على ورق، بل مرآة لعلاقة خُلقت من صبر امرأة وقوة عزيمتها، ومن عزف قلب ابن يسير بخطىً متعبة نحو حلمه، إنها ليست مجرد أم وابنها؛ بل حكاية عن ميثاق غير مرئي! رُسمت حدوده بالإيمان، وتلونت ملامحه بالحنان.
في عالم كرة القدم، تُعَد كل لحظة نجاح أو إنجاز تتويجًا لرحلة شاقة من الكفاح والدعم اللامتناهي، ووراء كل لاعب يقف أشخاص ساهموا في تكوينه، ودعموه في كل خطوة، ليصل إلى تلك اللحظات المشرفة، ويأتي دور الأم ليكون هو الأعظم والأكثر تأثيرًا.. إنها قصة تُروى بين مصطفى شوبير، حارس مرمى الأهلي المتألق، ووالدته التي لم تكن مجرد متفرجة على طريقه، بل كانت رفيقة وداعمة وصديقة حقيقية.
تحمل صورة مصطفى شوبير ووالدته بعد حصوله على جائزة أفضل حارس مرمى في مصر من "دير جيست" تفاصيل أكثر من مجرد لقطة عابرة؛ فهي شهادة حب وتضحية ووفاء بين الأم وابنها، وقفت والدته معه في كل لحظة، تتقاسم معه الفرح والخوف، النجاح والخذلان، كانت معه عند أول خطواته في عالم كرة القدم، تحثه وتشجعه، وتُعلمه أن طريق النجاح ليس سهلًا، لكنه يستحق الجهد والمثابرة.
في تلك الصورة تتجلى ملامح فخرها بثمرة تعبها وصبرها، نظرتها إليه تُخبره بوضوح أنها كانت تؤمن به منذ اللحظة الأولى، حتى وإن شك الآخرون في قدراته! حملها لكأس الجائزة وكأنها هي المنتصر الحقيقي يُظهر الحقيقة -الأم هي الداعم الأكبر-، ولم يكن دعمها له مقتصرًا على تشجيعه على تحقيق أهدافه الرياضية فحسب، بل كانت له سندًا نفسيًا، وصوتًا داخليًا يدعوه للمواصلة، ويخبره أن الإصرار هو ما يصنع الأبطال.
والدة شوبير تحمل كأس الجائزة بكل فخرلم تكن "مها سلامة" الأم مجرد مشجعة من بعيد، بل كانت حاضرة في كل مباراة مهمة، في كل تدريب، وربما حتى في كل خيبة أمل، لتكون له عونًا ومرشدًا، وقفت بجواره في لحظات انكساره، تعلمه أن الهزيمة ليست نهاية الطريق، بل خطوة في مسار النجاح، هذا الدعم لم يكن له قيمة مادية، بل كان يمثل عمق الحب والعطاء، فكلما واجه مصطفى شوبير تحديات جديدة.
لقراءة مقالات الكاتب مؤمن الجندي بالكامل اضغط هنا
بعيدًا عن حصول مصطفى شوبير على جائزة أفضل حارس مرمى في مصر، فإن الجائزة الأكبر هي رضا والدته عنه وأن الرحلة التي قطعها مع والدته لم تذهب سدى.. إنها جائزة للعلاقة الوطيدة التي جمعت بينهما، وللمثابرة التي زرعتها فيه، في كل مرة يرفع فيها الكأس أو يتوج بإنجاز جديد، يكون ذلك تتويجًا لحب وتضحيات والدته، وإثباتًا أن دعم الأهل هو أساس النجاح.
ففي هذه الرحلة، لم يكن مصطفى شوبير مجرد لاعب موهوب؛ بل تعرض لضغوطات لا يتحملها أحد في بدايته فقط لأنه ابن أحمد شوبير حارس الأهلي العملاق، شوبير الصغير كان نموذجًا للابن المحب والوفي، الذي لم ينسَ فضل والده ووالدته في كل لحظة نجاح، ولا يزال يحتفظ بتلك اللحظة التي التقطت فيها تلك الصورة، ليبقى أثرها محفورًا في ذاكرته كدليل على أن النجاح الحقيقي يبدأ من البيت، ومن حضن الأم ودعم الأب.
مؤمن الجندي يكتب: "الإرهاب والكباب" من أبوتريكة إلى أحمد.. الرسالة واحدة مؤمن الجندي يكتب: مُحلل خُلعوفي الختام، "مها سلامة" رمزًا للأم التي تتسع قلبًا وروحًا، لا لابنها وحده، بل لكل من سار معه في دروب الملعب، كأم حاضرة بحبها لكل لاعب يرتدي القميص الأحمر، تكون والدة شوبير صورة للتضحية والإيثار، متمثلة في تلك اليد التي تمتد بالدعم والنصح، وتلك الابتسامة التي تحتضنهم كأبنائها.. وهنا، يستحضرني طيف والدة الراحل محمد عبد الوهاب -رحمه الله-، نجم الأهلي الذي خطفه القدر مبكرًا، فكانت أمه حكاية أخرى من التضحية والحب، بين هؤلاء الأمهات وأبنائهن.. تمتد روابط غير مرئية، قادرة حقًا على أن تحوّل الملاعب إلى عائلة، تُرسم فيها حدود الانتماء بالدموع والصبر، ويبقى إرثهنّ خالدًا، يضيء طريق كل جيل جديد يسعى للنجاح والوفاء.. إلى أمي وأم شوبير وكل أم شكرًا من هنا لنهاية العمر!
للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مصطفى شوبير مها سلامة والدة مصطفى شوبير أحمد شوبير شوبير مؤمن الجندی یکتب مصطفى شوبیر
إقرأ أيضاً:
إكرامي الشحات :مصطفي شوبير لازم يأخد فرصة فى الأهلي
علق إكرامي الشحات، حارس مرمى الأهلي السابق علي مشاركة حارسي مرمي الفريق في الموسم المقبل .
وقال إكرامي في تصريحات تلفزيونية عبر ام بي سي مصر: الشناوي هيلعب أساسي من بداية الموسم لكن شوبير لازم ياخد فرصة ،وجمهور الأهلي مش بيحاسب بالقطعة.
وكان قد صرح مجدي طلبة، نجم النادي الأهلي السابق، أن مصطفى شوبير، حارس مرمى الفريق الأول لكرة القدم بالقلعة الحمراء، هو الأجدر بالمشاركة أساسيًا خلال الموسم الجديد، وليس محمد الشناوي.
وقال مجدي طلبة، في تصريحات لبرنامج "البريمو" مع الإعلامي محمد فاروق، عبر فضائية TeN: "محمد الشناوي قدَّم مسيرة حافلة مع الأهلي خلال السنوات الماضية، وكان من أفضل لاعبي الفريق في المباراة الأولى ببطولة كأس العالم للأندية أمام إنتر ميامي الأمريكي، لكن لا بد من منح مصطفى شوبير الفرصة في الموسم المقبل، فهو حارس مميز وأثبت جدارته حينما شارك في بعض المباريات بالموسم قبل الماضي، ويجب أن يخرج من عباءة البديل".
وأضاف: "هناك أيضًا محمد سيحا، الذي تعاقد معه الأهلي خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية قادمًا من المقاولون العرب، وهو مكسب كبير للفريق، وسيُصبح من أفضل الحراس في الدوري الممتاز خلال السنوات القادمة"