مؤمن الجندي يكتب: ولي العهد والنيل الذي لا يجف أبدًا
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
في عالمٍ يعشق المفاجآت، حيث تتلاعب الأقدار وتختبئ الفرص بين طيات الأيام، تظل هناك لحظات من النور تتسلل في صمت، لتُفاجئ الجميع بما لم يتوقعوه.. تلك اللحظات التي تبدو كما لو كانت وليدة الصدفة، ولكنها في الحقيقة ثمرة سنوات من العمل الشاق والصبر الطويل، حيث تُنسج خيوط النجاح بأيدٍ لا تعرف الكلل، لا أحد يروي قصة هذا النجاح، كما لا يعرف أحد تفاصيل المسار الذي لم يُرَ إلا بعيونٍ ممتلئة بالحلم والتحدي، هي رحلة تبدأ بنية صادقة، وتستمر بإصرار لا يعرف التراجع، ليظهر النجاح فجأة، كأثرٍ لجهدٍ متواصل لا يأت بالصدفة، بل بتضحياتٍ لا يراها إلا من عاش بين طياتها.
في مسرح الأحلام، تتعانق النجوم وتترسخ الأسماء في ذاكرة المجد، يتألق شاب مصري بعزيمة لا تقهر وحلم لا يعرف الانكسار، إنه عمر مرموش، الذي يحمل على عاتقه طموح جيل كامل، ويشق طريقه نحو العالمية، ليستكمل مسيرة بدأت مع الأسطورة محمد صلاح، وليثبت للعالم أن النيل لا يجف أبدًا عن إنجاب الأبطال.
عندما خطا محمد صلاح أولى خطواته في أوروبا، كان يسير في طريق وعر، مجهول الآفاق، لكن بموهبته وعزيمته، استطاع أن يصبح أيقونةً عالمية، وأن يصنع تاريخًا لمصر في البريميرليج، فتحول من لاعبٍ شاب إلى رمز ملهم، يترقبه العالم ويشيد بإنجازاته كل يوم، وبعد أن حفر صلاح اسمه بحروف من ذهب، يأتي عمر مرموش ليكون ولي العهد الذي يحمل الراية، راسمًا ملامحَ مستقبلٍ جديدٍ للكرة المصرية والعربية في القارة العجوز.
من ألمانيا، أرض التحديات الصعبة والدوريات الحماسية، أتى مرموش بمسيرة ملؤها التحدي والمثابرة، شابٌ يمتلك القوة والجرأة، جعل من مهاراته سلاحًا، ومن طموحه وقودًا لا ينفد.
تنقل بين الأندية الألمانية، من فولفسبورج إلى شتوتجارت، ثم إلى آينتراخت فرانكفورت، مقدمًا عروضًا تأسر القلوب، وأداءً ينم عن موهبة صاعدة تخطو بثبات نحو النجومية، بلمساته الحاسمة وأهدافه التي تأتي في لحظات فارقة، استطاع مرموش أن يلفت الأنظار، لا كمجرد لاعب واعد، بل كنجم يحمل أمل الملايين الذين يرونه امتدادًا لمسيرة صلاح في أوروبا، ولكني أرى أنه نسخة جديدة مستقلة بنفسها.
عمر مرموش ليس فقط لاعبًا يجيد التحكم بالكرة؛ بل هو رمزٌ لجيلٍ جديد من الشباب العربي، الذي يرفض حدود الممكن ويطمح للوصول إلى القمة.. استطاع أن يثبت قدمه في صفوف الأندية الكبرى، وأن يكون حاضرًا في لحظات لا تُنسى، مبتسمًا لكل التحديات التي حاولت أن تقف في طريقه.. يسير مرموش بثقةٍ وشجاعة، مستلهمًا من محمد صلاح تجربةً طويلةً من الصبر والإصرار، وعيناه تلمعان بحلمٍ كبير، هو أن يسجل اسمه بين الكبار، وأن يُخلّد نفسه كأحد النجوم الذين تجاوزوا الحدود ليصنعوا مجدهم الخاص.
مؤمن الجندي يكتب: أونكل "طاهر" حبيبي والديك لهيطة مؤمن الجندي يكتب: دونالد ترامب الكرة المصريةواليوم، تترقب الأعين رؤية هذا الشاب الطموح في ملاعب أوروبا، باحثةً في خطواته عن وميض صلاح وعن بصمات جديدة يحملها اسمه، حيث ينتظره مستقبل مليء بالتحديات التي لا يخشاها، بل يُقبل عليها بقلب أسد، متوكلًا على موهبته، واثقًا بأن الشغف والعمل الجاد سيُخلدان اسمه.
في النهاية، يمكننا القول إن عمر مرموش هو ولي العهد الحقيقي لمحمد صلاح، ليس فقط في المهارات والأداء، بل في الروح التي لا تنكسر.. مرموش يُثبت أن لكل جيلٍ نجومه، ولكل نجمٍ حلمه وبموهبته الفريدة، يأخذ مكانه بين الكبار، ليصبح علامة جديدة في سماء كرة القدم الأوروبية، ونجمةً أخرى تحمل بريق مصر العربية.
للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: عمر مرموش مرموش محمد صلاح مؤمن الجندي يكتب مؤمن الجندی یکتب عمر مرموش
إقرأ أيضاً:
مصطفى الشيمى يكتب: رسائل
إنه الخوف يا "حبيبتي" .. الخوف الذي يُكبل الروح ويُشعل الصراع بين الحياة والخذلان، بين التعلق و السقوط. الخوف الذي يسمع صوت القلب حين يصرخ بأوجاعه الخفية، حين يحمل أثقال الحب وحده ويخشى أن ينكسر تحت وطأتها. كيف لا أخاف وأنا أتنفسك كأنكِ جزءٌ مني؟
الخوف يا "عزيزتي"، هو الحكاية التي نعيشها حين يصبح القلب أسيرًا لحلمٍ أكبر من احتماله. هو رجفة الصدق التي تعصف بالروح، حين يُصبح القرب نارًا والبعد جرحًا. كيف أصف لكِ تلك الحالة؟
أنا أخاف أن أقترب فأكسر الحواجز التي تحمين بها ذاتكِ، أخاف أن أسلبكِ قوتكِ، أن أجعلكِ أضعف، وأنا لا أريد إلا أن تكوني أعظم. لكني أيضًا أخاف أن أكون ظلًا عابرًا، مجرد ذكرى تتلاشى بين طيات الأيام.
إنه الخوف يا " ملهمتي " ، الذى يأكل من عمري، وطاقتي، وقوتي، وصبري، وروحي التي هانت كثيرًا. ورغم كل ما ينهش روحي من تعب، أجدني متمسكًا بهذا الخيط الرفيع بيننا. أحيانًا أراه واهيًا كأنه على وشك الانقطاع، وأحيانًا أراه قويًا كأنه سر بقائي. ومع ذلك، أبقى هنا، خائفًا ومُحبًا، متعبًا ومُؤمنًا، محاصرًا بين رغبتي في أن أقتحم حصونكِ وأحافظ على كيانكِ، وبين حاجتي لأن أكون أكثر من مجرد ظل في حياتكِ.
تحدثت إلى ربي ، كيف لها أن تكون ذنبًا، وأنتَ يا ربي مَن وضعتها في دمي، وربطتَ رحيقها بفمي وأنفاسي؟ هي ليست ذنبًا، وأنا لست مذنبًا. إنما نحن اثنان نُصارع قدرات القلب والروح، نُصارع المخاوف التي قد تُثقل الحياة، نُصارع من أجل البقاء على قيد الحياة ولو في قليلٍ من العمر.
إنها معركة القلب يا "حبيبتي"، معركة أعيشها في صمت، بينما كل ما أتمناه هو سلامكِ، حتى وإن كان ذلك على حساب نفسي.
لكن، يا عزيزتي، هل تعلمين ما هو أعمق من الخوف؟ إنه ذلك الإيمان الذي يحركني نحوكِ رغم كل هذا الاضطراب. إيمانٌ بأنكِ لستِ مجرد عابرة، بل نقطة البداية والنهاية لكل معاركي. أنكِ منبع قوتي وضعفي معًا، وأنكِ، بطريقةٍ ما، الإجابة لكل الأسئلة التي تركتها الأيام في قلبي.