صدى البلد:
2025-02-22@07:26:02 GMT

لماذا جبل الطور الوحيد الذي تجلى الله عليه ؟

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

تجلى الله عز وجل للجبل موقف جليل ومهيب، فالله بعظمته وقدرته يتجلى للجبل فى طور سيناء، حكي لنا المولى عز وجل الموقف فى الآية 143 فى سورة الأعراف يقول تعالى{وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}.

وأوضحت دار الإفتاء المصرية، أن اختصاص الله تعالى لجبل الطور بالتجلي دون بقية البقاع يعود إلى محض فضله، ويأتي كتذكير بالآيات العظيمة التي وقعت هناك. وتشير إلى أن هذا التفضيل هو تكريم من الله لأحد مخلوقاته، بما يليق بجلاله وقدرته.

لماذا اختص الله جبل الطور بالتجلي؟

ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَرْبَعَةُ أَجْبَالٍ مِنْ أَجْبَالِ الْجَنَّةِ، وَأَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ، فَأَمَّا الْأَجْبَالُ: فَالطُّورُ، ولُبْنَانُ، وطورُ سَيْنَاءَ، وطورُ زَيْتًا، وَالْأَنْهَارُ مِنَ الْجَنَّةِ: الْفُرَاتُ، وَالنِّيلُ، وَسَيْحَانُ، وَجَيْحَانُ» أخرجه الطبراني.

فاختصاص الله تعالى لأيِّ مخلوق من مخلوقاته بفضيلة أو ميزة، هو محضُ فضلٍ وتكرُّمٍ من الله تعالى، فهو سبحانه يفضل ما يشاء ويختار، واختصاص جبل الطور بالتجلي دون بقية البقاع الطاهرة من باب هذا التَّفضُّل والتكرم والتذكير بما وقع فيها من الآيات كما جعل له فضائل متعددة كالآتي:

1) جبل الطور من جبال الجنة.

2) جبل الطور حرز يحترز به عباد الله المؤمنين من فتنة يأجوج ومأجوج.

3) جبل الطور من البقاع التي حرَّمها الله على الدجال. 

4) جبل الطور تواضع لله فرفعه الله واصطفاه.

5) الجبل الوحيد الذي وقع عليه تكليم الله لنبيه موسى عليه السلام.

كيف تجلى الله للجبل ؟

وعد الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى أن يعطيه الألواح التى ستكون بها الشريعة التى يتعامل بها بنو اسرائيل وان يعلمه هذه الشريعة، قال تعالى { وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ۚ وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ}، ولما جاء موسي لميقاتنا وكلمه ربه، إزاد شوق سيدنا موسى عندما كلم الله فتمنى ان يرى الله، فقال ربي ارني انظر اليك.

هل رأى سيدنا موسى الله بعينه ؟

قال العلماء ان سيدنا موسى عارف ان رؤية الله فى الدنيا غير ممكنة لأن الانسان بهذه الطبيعة غير مؤهل ان يرى الله تعالى، لكن الرؤية فى الاخرة ممكنة، فعندما طلب سيدنا موسى هذا الطلب طلبه بمحبة عندما زاد شوقه واستمع لكلام الله تعالى، فقال له يا رب عاوز ارتقي فى المحبة والقرب اليك فقال له يا رب ارني انظر اليك قال له عز وجل "لن تراني" فقال اهل التفسير ربنا لم يقل له انا لن أُرى أو لا أُرى بل قال له لن تراني لو قال لن أرى تعنى “اى محدش هيشوفني فى الدنيا ولا فى الاخرة”، ولو قال لا أرى فكذلك “محدش هيشوف الله فى الدنيا ولا فى الاخرة” انما قال لن تراني اى بهيبتك هذه يا موسى لن تتحمل هذه الرؤية، أما فى الاخرة ربنا تعالى يهيئنا تهيئة جديدة لتحمل هذه الرؤية وهذه الأنوار الألهية.

قال تعالى {وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}، إذا تحمل هذا الجبل على قدر قوته وشدته هذا التجلى العظيم هذه الرؤية فبالتالى سيتحمل سيدنا موسى رؤية الله، إلا إن الجبل لما يتحمل وتحول لتراب وصعق سيدنا موسى واغمى عليه فلما افاق قال سبحانك توبت اليك، اى تاب عن هذا السؤال وفى هذا الطلب وأنا أول المؤمنين من بني اسرائيل وأول المؤمنين والمصدقين بانك لا تُرى فى الدنيا.

وأشار الى أن الله عز وجل جعل اعظم مكافأة لأهل الجنة هى رؤيته جل شانه، لقوله تعالى فيها ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى  رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ سورة القيامة، وقوله تعالى أيضًا ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ سورة يونس، والحسنى هى الجنة والزيادة هى النظر لله تعالى فيها . 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سیدنا موسى الله تعالى جبل الطور فى الدنیا فى الاخرة عز وجل قال له

إقرأ أيضاً:

رمضـان علـى الأبـواب.. فمـا أشبـه اليـوم بالبارحـة!

أيام قليلة وتشرق شمس أول يوم في شهر رمضان المبارك، أيام وتبدأ معها دورة حياة أخرى لطالما انتظرناها عامًا كاملًا. ستأتي ليالي النور والضياء والخير والبركة، شهر يذكرنا بما قد مضى من أيامنا الخوالي، أيام تقربنا أكثر من الله تعالى عن غيرها من أيام الله وشهوره العظيمة. في هذا الشهر الفضيل عبر لا تُحصى، وموعظة ورثاء لأيام قد مضت من أعمارنا دون أن ندرك كيف تمضي الأيام سريعًا وتذهب بلا عودة.

إذا كان طرفة بن العبد هو أول القائلين عبارة «ما أشبه اليوم بالبارحة»، فإنها أيضًا مقولة شهيرة يرددها الكثير منا على ألسنتهم، لا سيما عندما تتشابه الحوادث وتتكرر المواقف وتتبدل الآراء والمبادئ. فمنذ شهور قليلة ماضية، كان هناك رمضان ثم ارتحل بكل ما فيه من أحداث وخصوصية لهذا الشهر العظيم، وها نحن اليوم نعد أيامًا أخرى ليعود إلينا من جديد، فما أسرعها من أيام!

ما نحن فيه اليوم هو حال ما سبق توديعه، وكأن الأيام تعيد نفسها، لكنها ليست بنفس الحال الذي تركتنا عنده، فمن لحظة إلى أخرى هناك عالم يأتي وآخر يرحل نحو الغياب، وليس للإنسان قدرة على إيقاف ساعة الزمن أو توالي الأيام.

رمضان ليس مجرد شهر هجري يأتي إلينا زائرًا كل عام، وإنما هو ناقوس يذكرنا بما قد نسيناه من حقوق وواجبات كتبها الله تعالى علينا، فهو أيضًا يزكي النفوس، ويعيد العقول إلى رشدها وصوابها، وهو فانوس مضيء يوقد شعلة الإيمان في قلوب الناس. في كل عام يأتي إلينا، يطرق أبواب قلوبنا الوجلة من خطوب الزمن، ويغرس في عقولنا خيم الذكريات التي ربما قد نسينا فصولًا منها. فرمضان وهج يجعلنا نتذكر من كانوا إلى جانبنا في رمضان السابق، وهذا العام يأتينا وقد أصبحت أماكنهم خالية من وجوههم المختفية في ثرى الأرض البعيدة.

رمضان هو أيضًا ضياء رباني ينير العقول بشعاع العلم والإيمان، ويقربنا نحو الخالق عز وجل في السماوات العلا. ففي كل ليلة من ليالي رمضان الفضيل تتجلى الخيرات، وتتنزل الرحمات، وتفيض البركات على العباد، وتُقضى الذنوب، وتُغفر الزلات، ويعتق الله عز وجل برحمته رقاب العباد.

إذا كانت البيوت قد استعدت لاستقبال شهر رمضان بإعداد قائمة عريضة من النواقص التي تشتمل عليها المائدة الرمضانية، فإن ما نصنعه بهذا يُعد عبئًا ماديًا تتحمله الأسر، ومع ذلك أصبح ضمن أولويات الشهر الفضيل، ومهمة لا بد من إتمامها بكل تفاصيلها. وهنا يظهر لنا كيف يمكن أن يكون هذا الشهر الفضيل فاتحة خير وثواب عظيم عندما نحس بما يحتاجه الآخرون من عطاء، وهم يتعففون عن مدّ أيديهم إلى الناس.

أيضًا، من الأمور المهمة والضرورية لاستقبال شهر رمضان الفضيل هو جانب الاستعداد النفسي والفطري الذي يجب أن يستشعره الإنسان المسلم في نفسه قبل حلول أيام الشهر المبارك. وهو جانب مهم يجب أن يكون موجودًا لدى الجميع، حتى وإن اختلفت مستوياتهم العمرية. لهذا الشهر منزلة عظيمة عند جميع المسلمين، ففيه أبواب يفتحها الله لعباده التائبين العائدين إلى رشدهم، والمقلعين عن فعل المعاصي. كما أنه فرصة ذهبية لكل من يريد أن يتقرب إلى الله تعالى من خلال الصيام والقيام وتقديم أعمال الخير لوجهه الكريم، بالعطاء الذي لا تشوبه شبهة الرياء ولا تفاخر بين الناس.

يأتي رمضان ليفتح صفحات قد لا تُفتح في شهور أخرى غيره، فهناك تلاحم مجتمعي، وقرب ديني، وعطاء لا ينضب معينه، بل يزيد من الخير والثواب أكثر فأكثر.

وقد يسأل سائل منا: لماذا نحب رمضان؟

نحبه لأنه شهر يزكي نفوسنا من شوائب الذنوب والتقصير في حقوق الله تعالى. نحبه لأنه يجمعنا على المحبة الخالصة لوجهه الكريم. نحبه لأنه يغرس في قلوبنا معاني الألفة والعمل الصالح، ويطرح عن ظهورنا النزاعات والشقاق والتفرقة، وينشئ جسور الود، ويشيع بيننا مبادئ التسامح، «فمن عفا وأصلح فأجره على الله». لذا، فإن لرمضان منزلة عظيمة في قلوب الناس لا يمكن أن تتكرر كثيرًا، فالمسلم الحقيقي هو الذي يُقبل على الله طالبًا منه العفو والصفح، راجيًا أن يمنحه العفو والغفران، ويمحو عنه الذنوب والمعاصي.

كما لا ننسى أبدًا أن لرمضان خصوصية مجتمعية، سواء في المنزل أو خارجه. فهناك منازل تُزين بزينة تبعث الفرح في النفوس، سواء لدى الصغار أو الكبار، كما أن هناك التزامًا بين الأسرة وبعضها البعض بالأمور الدينية، كالصيام والقيام وقراءة القرآن. وفي ليالي شهر رمضان، نشعر جميعًا بنفحات إيمانية عظيمة تتجسد في قلوب كل الصائمين، فهو شهر عظيم بكل ما فيه من خير للبشرية.

يقول الله تعالى في كتابه العزيز:

«(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون)» (البقرة: 185).

لقد خص الله تعالى شهر رمضان بأن جعل فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، كما أنه شهر تُفتح فيه أبواب التوبة والغفران. وشهد رمضان الكثير من الأحداث الزمنية المحورية التي لا تُنسى من صفحات التاريخ الإسلامي.

إذًا، نحن على مقربة من شهر عظيم، فيه من الخير العميم. فلنستعد له بما نستطيع حتى ننال الثواب والجزاء من الله عز وجل، ونسأله أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يرحم موتانا وموتى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

اللهم بلغنا رمضان، لا فاقدين ولا مفقودين، واجعلنا من أهل الجنة.

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال تقتحم مخيم الجلزون قضاء مدينة رام الله بالضفة الغربية
  • رمضـان علـى الأبـواب.. فمـا أشبـه اليـوم بالبارحـة!
  • «المفتي»: يجب على المؤمن جعل عمله في الدنيا وسيلةً لنيل رضا الله «فيديو»
  • خطيب الجامع الأزهر: تقوى الله أقوم سبيل للطمأنينة في الدنيا والسعادة بالآخرة
  • خطيب الجامع الأزهر: تقوى الله أمثل طريق للطمأنينة في الدنيا والآخرة
  • برنامج الامم المتحده الانمائي : الاقتصاد السوري بحاجه الى 55عاما للعوده الى المستوى الذي كان عليه في 2010قبل الحرب
  • حاجة المؤمنين إلى مغفرة رب العالمين
  • خالد الجندي: الأحاديث النبوية كتبت في عهد سيدنا النبي
  • من هو “خط الصعيد ” المجرم الذي قضى عليه الأمن المصري مؤخرا؟
  • أمين الفتوى : سيدنا النبي أوصانا بالجار مهما كان دينه .. فيديو