معرض الجزائر الدولي للكتاب.. قطر ضيفة شرف وإقبال على رواية الشوك والقرنفل
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
تتواصل فعاليات معرض الجزائر الدولي للكتاب بعدما فتح أبوابه، أمس الخميس، لزواره من عشاق القراءة والكتب، الذي سيستمر إلى 16 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري. تحت شعار "نقرأ لننتصر"، تزامنا مع احتفالات الجزائر بالذكرى الـ70 لاندلاع ثورة أول نوفمبر/تشرين الثاني المجيدة.
ويشارك في هذا الحدث 1007 ناشرين من 40 دولة، من بينهم 290 ناشرا جزائريا، يعرضون ما يزيد على 300 ألف عنوان في معرض تقيمه الجزائر سنويا، ويستقطب حوالي 3 ملايين زائر، حسب أرقام صادرة عن منظمي هذا الحدث الثقافي المهم.
وقال محافظ معرض الجزائر الدولي للكتاب، محمد إيقرب، إنه ومنذ ساعات النهار الأولى لافتتاح المعرض كان هناك إقبال كبير من عشاق الكتب، وهو ما يعرف عادة عن معرض الجزائر الدولي للكتاب.
وتوقع محمد إيقرب، في تصريحات للجزيرة نت"، أن يكون الإقبال أكبر بالتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع، حيث يستقطب العرض عادة في الفترة نفسها خلال السنوات السابقة حوالي 600 ألف زائر يوميا، مؤكدا أن قطاع الثقافة يسعى من خلال التنظيم الجيد والمحكم لهذا المعرض لتعزيز حب الكتب والمقروئية لدى الجزائريين.
قطر ضيفة شرفواعتبر محافظ معرض الجزائر الدولي للكتاب أن اختيار قطر لتكون ضيف شرف هذه الطبعة قرار سديد للغاية كونها تملك ديناميكية متقدمة في الجانب الثقافي والفني، فهي بلد يحتضن أدباء وأقلاما معروفة، مما يجعل المناسبة فرصة لتبادل الأفكار بين الكتاب الجزائريين ونظرائهم القطريين، وحتى مع القراء وهو ما يظهر في الإقبال الكبير على الجناح القطري
من جانبه، أكد سفير دولة قطر بالجزائر، عبد العزيز علي النعمة، أن مشاركة وزارة الثقافة القطرية بصفتها ضيف شرف في معرض الجزائر الدولي للكتاب تأتي لتجسد العلاقات الجزائرية القطرية المستمرة، المتجذرة والمتقدمة التي أرسى معالمها قائدا البلدين أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
فعاليات بمعرض الجزائر الدولي للكتاب (الجزيرة)ونوه عبد العزيز علي النعمة، في حديثه للجزيرة نت، إلى أن المشاركة القطرية تعد كبيرة وذات طابع خاص في عيون الجزائريين، وهو ما يظهر في الإقبال الكبير على الجناح القطري والمعرض بصفة عامة وهو ما يؤكد نجاحه.
بدوره، أشاد المشرف على جناح وزارة الثقافة القطرية، عبد الكريم سعد الحميدي، بالإقبال المنقطع النظير على الجناح القطري، واعتبره راجعا لطبيعة المجتمع الجزائري الواعي والمنفتح على الاطلاع بالثقافة القطرية على تنوع عاداتها وتقاليدها.
زوار بجناح قطر في معرض الجزائر الدولي للكتاب (الجزيرة)ونوه عبد الكريم سعد الحميدي، في حديثه مع الجزيرة نت، إلى الحرص على إبراز التراث القطري بالجناح المستوحى من فن العمارة القطرية، إضافة إلى كونه يشمل إصدارات لوزارة الثقافة القطرية ودور نشر قطرية، كما يتم عرض مقتنيات دار الكتب القطرية وبعض الحرف التقليدية، مع تخصيص جناح للطفل والمشاركة في الندوات المختلفة وعروض تقدمها فرقة شعبية قطرية.
الشوك والقرنفلشهدت رواية "الشوك والقرنفل" للشهيد يحيى السنوار -الرئيس السابق لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إقبالا كبيرا على اقتنائها مع انطلاق معرض الجزائر الدولي للكتاب، حسب ما أكده المسؤول التجاري بدار الوعي الجزائرية للنشر والتوزيع، رفيق شابة، لرغبتهم في التعرف على قصة الشهيد يحيى السنوار.
كما أرجع رفيق شابة، في حديثه للجزيرة نت، الإقبال الكبير لمعرفة الوافدين بأن عائدات هذه الرواية ستذهب إلى المركز الفلسطيني للدراسات دعما لغزة.
ومن جانبهم، أكد الوافدون على اقتناء رواية "الشوك والقرنفل"، في حديثهم للجزيرة نت، أن حب الاطلاع على مسيرة يحيى السنوار ونشر بعض من أجزاء الرواية تزامنا مع استشهاده يعد أبرز أسباب اقتنائها.
وبهذا الخصوص يبرر المؤرخ الجزائري، الدكتور محمد الأمين بلغيث، اقتناء الرواية بالمكانة التي بات يحظى بها يحيى السنوار كشخص قام بواجبه لآخر دقيقة من حياته، إلى جانب استشرافه في حديثه مع أمه وفق ما تضمنته الرواية بطريقة استشهاده فكانت له، مما يجعل الاطلاع على مسيرة رجل أصبح بطلا -بحسبه- عند الشعوب الحرة ودوره في طوفان الأقصى ضرورة ملحة.
إقبال كبير على زيارة معرض الجزائر الدولي في أول أيامه (الجزيرة)واعتبرت سهام إحدى الوافدات على المعرض لاقتناء الرواية أن الصيت الكبير لـ"الشوك والقرنفل" وكاتبها هما ما دفعاها للبحث عنها، إلى جانب رغبتها في معرفة طريق تفكير رجل كتب اسمه في تاريخ النضال، إضافة إلى كون الرواية وليدة سجون الاحتلال حيث وجد السنوار لسنوات.
توجهات متنوعةويقول مدير دار رؤية المصرية للنشر، رضا عوض، إن عددا من الناشرين والكاتبين يحرصون على حضورهم كل عام في معرض الجزائر الدولي للكتاب، خاصة في ظل اهتمام المنظمين في الجزائر على جذب جميع دور النشر التي تمتلك مشاريع ثقافية هادفة بقصد خلق نوع من الحوار والجدل الصحفي من خلال الكتاب المطبوع.
فعاليات بمعرض الجزائر الدولي للكتاب (الجزيرة)ويؤكد رضا عوض، في حديثه مع الجزيرة نت، أنه لاحظ توافدا على دور النشر، مما يوحي بالتوجهات المختلفة للقراء على غرار الإقبال الذي عرفته الكتب التنويرية الحداثية وكتب الدراسات والمعرفة.
وتصف سلسبيل إحدى زائرات المعرض المناسبة الثقافية بالفرصة التي تتيح اقتناء كتب يصعب إيجادها في سائر الأيام، كون المعرض يضم دور نشر من مختلف البلدان وبأسعار تعد تنافسية خاصة هذا العام.
وتؤكد سلسبيل، للجزيرة نت، أن تجولها في المعرض سمح لها بالعثور على أغلب الكتب التي ترغب في اقتنائها بلغات مختلفة، منها العلمية والفلسفية وحتى الروايات التي تستهويها قراءتها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات معرض الجزائر الدولی للکتاب الثقافة القطریة الشوک والقرنفل یحیى السنوار للجزیرة نت فی حدیثه فی معرض وهو ما
إقرأ أيضاً:
التفاصيل الصغيرة تصنع الحكايات الكبيرة.. أسرار الكتابة الإبداعية في معرض جدة للكتاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في أمسية ملهمة ضمن فعاليات "معرض جدة للكتاب 2024"، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، أُقيمت ورشة عمل بعنوان "من أين تأتي الفكرة؟". قاد الورشة المهندس بدر السماري، الذي حثّ الحضور على أهمية القبض على التفاصيل البسيطة في حياتهم اليومية وتدوينها باستمرار، مشيراً إلى أنها تُعد منطلقاً لفكرة كتابات مميزة ومليئة بالتفاصيل الباهرة.
وافتتح سعود المقحم الورشة بتقديم لمحات من سيرة السماري، ثم أفسح له المجال للإجابة عن السؤال المركزي للورشة حول مصادر الأفكار لدى الكاتب.
استهل السماري حديثه باستدعاء مقولة للمؤلف المسرحي الروماني أوجين يونسكو، الذي يرى أن حياة الكاتب تنقسم إلى قسمين: الكتابة، والرصد من أجل الكتابة. وأكَّد أن معظم الكُتّاب يُنشئون دفاتر أو ملفات لتدوين الأفكار والملاحظات العابرة، مشيرًا إلى أن هذه العادة قد تسهم في صنع أعمال أدبية مميزة، حتى وإن لم تُستخدم كل تلك التدوينات.
أوضح السماري أن كل كاتب محترف يحتفظ بملف يحتوي على شذرات من أفكار متنوعة: جملة قالها سائق أجرة، أو موقف في السوق، أو حتى وصف غريب سمعه في مكان عام.
وأكَّد أن هذا الملف، وإن بدا بلا قيمة لشخص آخر، يُمثِّل أداة ثمينة لتحفيز مخيلة الكاتب واسترجاع أفكار قابلة للتطوير.
وفي استطراده، شدَّد السماري على أهمية تدوين التفاصيل التي نمر بها في حياتنا اليومية، مثل وقوفنا في طابور طويل، أو شجار عابر في متجر، أو رائحة المطر في الصحراء، أو حتى شعور الإنسان أثناء الإقلاع بالطائرة، وقال: "دعونا نكتب عن الشخصيات الغريبة التي نقابلها، عن المشاعر التي نختبرها للمرة الأولى، فهذه التفاصيل هي روح الكتابة".
عزَّز حديثه بمقولة للروائي الإيطالي أنطونيو تابوكي، الذي وصف الكاتب بأنه "مُتلصِّص على الجميع، وكل شيء متاح له".
وأضاف السماري مقتبساً من حوار تابوكي مع جمانة حداد: "الكاتب سارق لطيف، يسرق من الواقع ليُعيد تشكيله، وكلنا نمارس هذا الفعل بشكل أو بآخر عندما نرصد تفاصيل الحياة من حولنا".
يُذكر أن "معرض جدة للكتاب 2024" يستقبل الزوار يومياً من الساعة 11 صباحاً حتى 12 منتصف الليل، باستثناء يوم الجمعة حيث تبدأ الزيارة من الساعة 2 ظهراً، ويستمر حتى 21 ديسمبر الجاري