غزة - خاص صفا

هدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها، سياسة اتبعتها "إسرائيل" لتتغول في حرب الإبادة التي تشنها ضد أهالي قطاع غزة، وتتركهم في ظروف مأساوية متعمّدة خاصة عند نجاة طفل وحيد أو أحد الأفراد نتيجة مجزرة قضت على العائلة بأكملها.

حزن وألم يعيشه أنس منذ أن فقد عائلته في ساعة متأخرة من ليلة الثالث عشر من أكتوبر 2023، حينما استهدف الاحتلال منزلهم بكل وحشية في مدينة غزة، ولم يتبقّ إلا هو وأخيه الصغير محمد على قيد الحياة دون معيل.

"محمد" الطفل الذي لم يتجاوز عمره التسع سنوات، يعيش حالياً تحت وطأة الصدمة، بعد فقد والديه وإخوته وباقي عائلته في لحظة واحدة.

ويقول أنس جعرور البالغ من العمر 18 عامًا لوكالة "صفا"، "منذ بداية الحرب استهدف الاحتلال منزلنا، واستشهد ما يقارب الـ30 شهيدًا من عائلتي، من ضمنهم أسرتي المكونة من أبي وأمي و4 من أخوتي، بالإضافة إلى أعمامي ونسائهم وأطفالهم، فكانت مجزرة بكل معنى الكلمة ولم يتبق سوى أنا وأخي الصغير محمد".

حياة صعبة عاشها أنس الذي أصبح ولي رعاية لأخيه الصغير بعد فقدان عائلتهما، يعبر قائلًا: "الحياة ليست مثل السابق كما أنني أصبحت أحمل مسؤولية كبيرة، فأنا الآن أقدم دور الأب والأم والأخ والأخت لأخي الصغير الذي أهتم بكل تفاصيله".

أنس ومحمد يعانيان ألم الفراق الذي أثر على نفسيتهما بشكل كبير وغيّر مجرى حياتهما، يضيف: "منذ استشهاد عائلتي وحتى هذا اليوم نشعر بأن كل شيء نفعله في الحياة صعب جدًا، فأنا وأخي غير معتادين على فعل هذه الأمور وحدنا دون وجود عائلتنا".

كانت حياتهما سعيدة بلمة العائلة المليئة بالدفء ومشاركة كافة التفاصيل معًا، لكن تلك الذكريات الآن باتت تؤلمهما لأنها لن تعود ثانيةً، نظرًا لفقدانهما عائلتهما.

ويتابع لـ"صفا": "أخي عندما يتذكر عائلتي يتعب ويفزع أثناء نومه كثيرًا، وأحيانًا يسير وهو نائم، وهذا الأمر جديدًا عليه، إذ أنه لم يكن هكذا في السابق".

رغم صعوبة الحياة على أنس نفسيًا ومعنويًا واقتصاديًا، إلا أنه دائمًا ما يحاول بذل الجهد كي يتناسى أخيه الصغير الأمر، يوضح: "عندما نتحضر للنوم أنا وأخي ليلًا، يقوم بمراجعة كل الذكريات معي فنبكي معًا، وسرعان ما أقوم بالطبطبة والتهوين عليه، حتى أجعله يتناسى بقدر الإمكان". 

وحول الحالة المادية، يشير أنس إلى أنها صعبة جدًا فهو لوحده دون أي معيل أو كبير يوجهه، منوهًا إلى ثقل الأيام التي تمر عليه خاصة داخل الخيام.

ويعبر عن شعوره بالحزن لعدم قدرته تلبية احتياجات أخيه، قائلاً: "هناك أمور كثيرة يطلبها مني أخي محمد لا أستطيع تلبيتها وتوفيرها، مثل: الملابس والألعاب، وعندما أكون غير قادر على توفيرها له أتألم من داخلي".

ويتمنى أنس أن يقف شلال الدم وتنتهي الحرب، مضيفًا: "نحن لا نحتمل فقدان أكثر من ذلك، حيث كان لنا بصيص أمل أنا وأخي بأن اثنين من أعمامي سيتولون رعايتنا ولكنهما استشهدا في مجزرة "مدرسة التابعين" بمدينة غزة، وانقطع عندها الأمل كافة، ولم يتبق لنا أحد".

عائلات كثيرة تشارك أنس ومحمد نفس المصير، مع تصاعد حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" ضد أهالي قطاع غزة منذ 7 أكتوبر العام الماضي، وأسفرت عن استشهاد 43391 مواطنًا، وإصابة 102347 آخرين، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإنقاذ الوصول إليهم.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: حرب غزة عدوان اسرائيلي فقدان مجازر جرائم حرب

إقرأ أيضاً:

الجنايات تلزم متهمي "الخلية الإعلامية" بدورات لإعادة تأهيلهم لمدة خمس سنوات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قررت الدائرة الأولى إرهاب بمحكمة جنايات أمن الدولة العليا المنعقدة، بمجمع محاكم بدر، برئاسة المستشار محمد السعيد الشربينى، اليوم الأحد، بالزام المحكوم عليهم بالإشتراك في دورات إعادة تأهيلهم لمدة خمس سنوات، وذلك بتهمة تولى قيادة جماعة إرهابية أسست على خلاف أحكام القانون والدستور، وحيازة طائرة للتصوير وأجهزة أخرى، وارتكاب جريمة من جرائم تمويل الإرهاب، فى القضية المعروفة بـ"الخلية الإعلامية".

وقضت المحكمه بمعاقبة 10 متهمين بالسجن المؤبد وعاقبت 6 متهمين بالسجن المشدد لمدة 15 عام والزمتهم المحكمة بالمصاريف الجنائية.

 

صدر الحكم برئاسة المستشار محمد السعيد الشربيني، وعضوية المستشارين غريب عزت ومحمود زيدان، وسكرتارية ممدوح عبد الرشيد وأحمد مصطفي.


والمتهمين هم حمزة سعد أحمد زوبع ومعتز محمد عليوة محمد إبراهيم مطر ومحمد ناصر علي عبد العظيم وشهرته "محمد ناصر" والسيد فرج محمد توكل وعبدالله محمد احمد الشريف وجلال عبد السميع عبد السلام جبريل وعبد الرحمن محمد زغلول عبد الرحمن ومصعب عبد الحميد محمود عبد الحميد ومحمد علی محمد احمد الخطيب وياسر سيد أحمد أبو العلا الهواري وحسين على أحمد كريم ومحمد أنيس محمد الشريف ومحمد سيد سيد محمد عبدالرحيم / حركي "سيف" ومحمد عبد النبى فتحى عبده وشهرته "محمد المرشدى" ورضا السيد أبو الغيط عبده محمد / حركي "صالح" ومحمد السيد أحمد أبو هاشم ومحمود جمعة خليل عبد الهادي ومحمد جمعة خليل عبد الهادي.

كانت نيابة أمن الدولة العليا قد أمرت بإحالة القضية إلى محكمة الجنايات المختصة بدائرة محكمة استئناف القاهرة لمعاقبة المتهمين طبقا لنصوص مواد الاتهام الواردة بقرار الإحالة مع استمرار حبس 11 متهمين على ذمة القضية.

وحدد قانون مكافحة الإرهاب فى المادة 12 منه على عقوبة إنشاء أو إدارة جماعة إرهابية، ومتى تصل هذه الجريمة الإعدام، ونصت على أنه "يُعاقب بالإعدام أو السجن المؤبد كل من أنشأ أو أسس أو نظم أو إدار جماعة إرهابية، أو تولى زعامة أو قيادة فيها.

ويُعاقب بالسجن المشدد كل من انضم إلى جماعة إرهابية أو شارك فيها بأية صورة مع علمه بأغراضها، وتكون العقوبة السجن المشدد الذى لا تقل مدته عن عشر سنوات إذا تلقى الجانى تدريبات عسكرية أو أمنية أو تقنية لدى الجماعة الإرهابية لتحقيق أغراضها، أو كان الجانى من أفراد القوات المسلحة أو الشرطة، كما يُعاقب بالسجن المؤبد كل من أكره شخصًا أو حمله على الانضمام إلى الجماعة الإرهابية، أو منعه من الانفصال عنها.

مقالات مشابهة

  • تشكيل تلا وصيد المحلة في دوري القسم الثاني
  • أنس ومحمد.. وحيدان يواجهان مرارة الحياة بعد أن سلبتهما "الإبادة" عائلتهما
  • إيرادات السينما المصريةl "آل شنب" يتصدر و"عنب" يحصد 400 جنيه
  • إيرادات السينما المصرية.. «آل شنب» يتصدر و«عنب» يحصد 272 جنيها فقط
  • إحالة أوراق 3 أشقاء للمفتى بتهمة تصنيع والاتجار فى الشابو بقنا
  • من البداية للنهاية.. كيف وصلت قصة ميار الببلاوى ومحمد أبوبكر للمحكمة؟
  • الجنايات تلزم متهمي "الخلية الإعلامية" بدورات لإعادة تأهيلهم لمدة خمس سنوات
  • الجنايات تقضي بحل جماعة الإخوان التابعة لها عضوية متهمي "الخلية الإعلامية"
  • المؤبد لـ 10 متهمين والمشدد لآخرين بقضية الخلية الإعلامية