"حوريات" كمال داود تفوز بجائزة غونكور الفرنسية
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
فاز الكاتب الجزائري الناطق بالفرنسية كمال داود (1970)، بجائزة غونكور الأدبية لعام 2024، عن روايته "Houris" أو "حوريات" الصادرة عن (دار غاليمار). تتناول الرواية الحرب الأهلية في الجزائر بين (1992و 2002)، المعروفة بـ"العشرية السوداء"، حيث شهدت البلاد أحداث عنف دموية، وهي من أكثر المراحل حساسية في التاريخ الجزائري بعد الاستقلال.
وتُعدّ "غونكور" أبرز المكافآت الأدبية الفرنكوفونية، ونال كمال داود 6 أصوات من أعضاء الأكاديمية العشرة، مقابل اثنين للفرنسية إيلين غودي، وواحد لكلّ من الفرنسية ساندرين كوليت، والفرنسي من أصل رواندي غاييل فاي، بحضور رئيس أكاديمية غونكور فيليب كلوديل. وحصل غاييل فاي على جائزة "رونودو" الفرنسية عن روايته "جاكراندا"، الصادرة عن دار "غراسيه"، والمتمحورة حول إعادة إعمار رواندا بعد الإبادة الجماعية عام 1994.
وقال الكاتب البالغ 54 سنة في مطعم "دروان" الذي أعلن منه الفائزين بجائزتي غونكور ورونودو، "أنا سعيد جداً. إنها عبارة مستهلكة، لكن لا توجد كلمات أخرى".
ونال كمال داود ستة من أصوات أعضاء أكاديمية غونكور الـ10، في مقابل اثنين للفرنسية إيلين غودي، وواحد لكل من مواطنتها ساندرين كوليت، والفرنسي من أصل رواندي غاييل فاي الذي حصل على جائزة رونودو، وفق ما أعلن رئيس أكاديمية غونكور الكاتب فيليب كلوديل.
وأوضح كلوديل أن "أكاديمية غونكور توجت كتاباً تتنافس فيه القصائد الغنائية مع التراجيديا، ويعبر عن العذابات المرتبطة بفترة مظلمة من تاريخ الجزائر، وخصوصاً ما عانته النساء". وأضاف "تظهر هذه الرواية إلى أي مدى يستطيع الأدب، في حريته العالية في معاينة الواقع، وكثافته العاطفية أن يرسم إلى جانب القصة التاريخية لشعب ما سبيلاً آخر للذاكرة".
رواية سوداوية
وتعد "الحوريات" رواية سوداوية بطلتها الشابة أوب التي فقدت قدرتها على الكلام في الـ31 من ديسمبر (كانون الأول) 1999.
وحرص داوود على أن تكون شخصية امرأة هي الراوية للحبكة، واختار لبداية القصة مدينة وهران التي كان يعمل فيها صحفياً خلال "العشرية السوداء"، ثم تجري الأحداث في الصحراء الجزائرية التي تنتقل إليها أوب لتعود لقريتها.
وهذه الرواية هي الثالثة لكمال داود والأولى التي تصدر عن دار غاليمار، وسبق له أن فاز بجائزة لاندرنو للقراء في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ولا يمكن نشر "الحوريات" في الجزائر، إذ يحظر القانون أي مؤلف يستحضر الحرب الأهلية التي امتدت من 1992 إلى 2002.
حظر في الجزائر
يعرف الكاتب الجزائري الفرنسي كمال داود الذي فاز بجائزة غونكور الأدبية بكتاباته الناقدة للجزائر التي اضطرته إلى مغادرة مسقط رأسه وهران إلى باريس، ولم تطرح روايته "الحوريات" الصادرة عن دار "غاليمار" التي حاز الجائزة عنها، للبيع في الجزائر، ولم تترجم إلى اللغة العربية.
وكما كتب المؤلف في روايته، يحظر القانون الجزائري أية إشارة في الكتب إلى الأحداث الدامية التي وقعت في "العشرية السوداء"، وهي الحرب الأهلية بين السلطة والإسلاميين بين عامي 1992 و2002.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: كمال داود غونكور الأدبية الجزائر فی الجزائر کمال داود
إقرأ أيضاً:
تحت رعاية رئيس الدولة.. جائزة الشيخ زايد للكتاب تعلن أسماء الفائزين والشخصية الثقافية في دورتها الـ 19
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب في مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، أسماء الفائزين والشخصية الثقافية في دورتها الـ 19، بعد اجتماع مجلس أمناء الجائزة، الذي ناقش النتائج النهائية، واستعرض مسوغات فوز كل مرشح، عقب عملية مراجعة أجرتها لجان التحكيم والهيئة العلمية وفقاً لأعلى معايير التقييم الدقيقة الأدبية والثقافية التي تتبعها الجائزة.
وتضمنت الدورة الـ 19 فائزين من 7 دول هي، المملكة المتحدة، وإيطاليا، واليابان، ولبنان، والعراق، والمغرب، ودولة الإمارات العربية المتحدة.
ترأس اجتماع مجلس الأمناء، معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس مجلس الأمناء، وحضره الأعضاء، معالي الدكتور زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، ومعالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وسعادة سعود عبدالعزيز الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وسعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب، وسعادة الدكتور عبد الله ماجد آل علي، مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية، وعبد الرحمن النقبي، مدير إدارة الجوائز الأدبية في مركز أبوظبي للغة العربية.
وقال معالي محمد خليفة المبارك، إن جائزة الشيخ زايد للكتاب ترسخ مكانة دولة الإمارات مركزًا عالميًا للإبداع والمعرفة، لما تُمثله من منصة داعمة للإنتاج المعرفي ومُحفزة للحراك الثقافي والبحث العلمي والتأليف، بما ينسجم مع رؤية القيادة الحكيمة التي تؤمن بأنّ الثقافة والمعرفة ركيزتان أساسيتان للتنمية المستدامة، فالجائزة اليوم تواصل مسيرتها ليس فقط في تكريم المبدعين من حول العالم، وإنما في توفير الدعم المستمر للابتكار والأفكار الجديدة، انعكاساً لالتزام دولة الإمارات بتعزيز الثقافة بين جميع أفراد المجتمع.
من جهته هنأ سعادة الدكتور علي بن تميم، الفائزين بالدورة الـ19 من الجائزة، مثمنا إنجازاتهم المتميزة التي أثرت المشهد الثقافي العربي والعالمي، وسيستلهم منها القراء لما تناولته من مواضيع وأفكار نوعية وجديدة، منها ما تعمّق في روح الإنسان ومنها ما سلّط الضوء على التاريخ والزمان، تألقت وكانت موضع تقدير القائمين على الجائزة.
كما هنأ الكاتب الياباني العالمي هاروكي موراكامي بفوزه بشخصية العام الثقافية، والذي استحق الفوز باللقب عن مجمل أعماله الأدبية التي تتميز بطابع خاص، ولما لأدبه وكتاباته من تأثير واسع تجاوز حدود اليابان ووصل إلى العالمية بكل شغف، واختياره لهذا العام يؤكد حرص الجائزة على مد جسور الحوار والأدب والفكر بين الثقافات والحضارات المختلفة، والتزامها بتكريم المبدعين من جميع أنحاء العالم، ترسيخًا لدورها الرائد في رفد المشهد الثقافي الدولي.
وفازت بجائزة فرع الآداب الكاتبة اللبنانية الفرنسية هدى بركات، عن روايتها “هند أو أجمل امرأة في العالم”، وفازت الكاتبة المغربية لطيفة لبصير بجائزة فرع أدب الطفل والناشئة عن كتابها “طيف سَبيبة”.
في حين فاز بجائزة فرع الترجمة المترجم الإيطالي ماركو دي برانكو عن كتاب “هروشيوش” لبولس هروشيوش، والذي نقله من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية.
أما الفائز بجائزة فرع الفنون والدراسات النقدية، فهو الباحث المغربي الدكتور سعيد العوادي عن كتابه “الطعام والكلام: حفريات بلاغية ثقافية في التراث العربي”.
وفاز بجائزة فرع التنمية وبناء الدولة، الأستاذ الدكتور الإماراتي محمد بشاري من عن كتابه “حق الكد والسعاية: مقاربات تأصيلية لحقوق المرأة المسلمة”.
وفاز بجائزة فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى، الباحث البريطاني أندرو بيكوك عن كتابه “الثقافة الأدبية العربية في جنوب شرق آسيا في القرنين السابع عشر والثامن عشر”.
وفاز الباحث العراقي البريطاني رشيد الخيون، بجائزة فرع تحقيق المخطوطات عن تحقيقه كتاب “أخبار النساء”.
وشهدت الدورة التاسعة عشرة تتويج الأديب الياباني العالمي هاروكي موراكامي بجائزة شخصية العام الثقافية، تقديرًا لمسيرته الإبداعية ومدى تأثره وتأثيره الأدبي العابر للحدود على الثقافة العربية والعالمية، إذ تعد أعماله من بين الأكثر قراءةً وترجمةً في العالم، ما يعكس قدرة الأدب على التقريب بين الثقافات المختلفة.
يذكر أنّ جائزة الشيخ زايد للكتاب ستكرم الفائزين بدورتها الحالية يوم الإثنين الموافق 28 أبريل 2025، خلال حفل ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، بالتزامن مع فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب الـ 34 في مركز أدنيك أبوظبي.
وتجاوزت نسبة المشاركات في هذه الدورة الـ 4000 ترشيح من 75 دولة، توزعت بين 20 دولة عربية و55 دولة أجنبية، مع تسجيل خمس دول مشاركة للمرة الأولى، وهي ألبانيا، وبوليفيا، وكولومبيا، وترينيداد وتوباغو، ومالي، ما يعكس المكانة المرموقة التي تحظى بها الجائزة على الساحة الثقافية الدولية.
وتعد الجائزة واحدة من أهم الجوائز الأدبية والعلمية المستقلة، التي تسهم في دعم المشهد الثقافي، وتعزيز حركة النشر والترجمة، وتكريم المبدعين والمثقفين والناشرين على إنجازاتهم في مجالات التأليف، والبحث، والكتابة، والترجمة.
وتؤدي دورًا محوريًا في إبراز التنوع الثقافي ومد جسور التواصل بين الحضارات، انطلاقًا من رؤيتها الهادفة إلى تعزيز الحوار والانفتاح المعرفي بين الشعوب.وام