لجريدة عمان:
2025-01-23@21:25:06 GMT

ديمقراطية للقلة

تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT

قضيتُ إجازة الأسبوع الماضي وأنا أشاهد لقاءات مع كتاب وسياسيين أمريكيين. لا لاهتمامي بنتائج الانتخابات الأمريكية، بل لإيقاد ذلك «الترمومتر» تجاه مواقفهم مما يحدث، هذه الحساسية يمكن أن تعطي المتحدث شرعية لبقية مواقفه أو تنزعها عنه.

فـي الحقيقة لا أعتبر أننا جزء مما يحدث إلا فـي جزئية المشهدية/المسرحية الأمريكية التي تبث على الهواء مباشرة فـي كل أصقاع العالم، كما هو كل شيء أمريكي آخر.

وفـي الوقت الذي نعتقد فـيه أن ملفات الشرق الأوسط مهمة بالنسبة لخطط المرشحين الانتخابية، إلا أننا نبالغ كثيرًا. عمومًا يبدو أن هنالك نوعًا من العماء المقصود والمتعمد من قبل النخب فـي أمريكا، فإذا ما كان المرشح «س» سيئًا إلا أنه أفضل من المرشح «ص» الأكثر سوءًا.

وبهذا يتغير الرأي العام مباشرة، يقول مثلًا نورمان فنكلستاين الأمريكي المناهض للصهيونية فـي مقابلته مع علي الظفـيري عبر برنامج «المقابلة» التي تبثه الجزيرة، أن كمالا هاريس سرعان ما أصبحت نجمة، وتعليقاتها تثير الضحك دلالة على بساطتها وتواضعها، لقد تم استثمار حتى ما كان يعيبها لكن هذه المرة فـي الاتجاه المضاد تمامًا، يحدث ذلك لكي لا يفوز ترامب فحسب.

من جهة أخرى تقول لي صديقة أمريكية: إن ما يحدث جنون محض. فأتباع الديمقراطيين سيصوتون بطبيعة الحال لكاملا هاريس، لكن المسلمين والعرب والمهاجرين والأقليات ومجتمع الميم عين سيصوتون حسب المؤشرات لها كذلك، نظرًا لخوفهم الكبير من سياسات ترامب اليمينية التي قد تضيّق الخناق عليهم، لكن هل تستطيع كاملا هاريس أن تدافع عنهم حقًا؟ لا تظن هذه الصديقة أنها تستطيع فعل ذلك إذا ما قرأنا مسيرتها كنائبة للرئيس الأمريكي خلال الدورة الانتخابية الماضية، وفـي ما يحدث فـي غزة وعدم إيقافه لأربعة عشر شهرًا الآن أن يكون شاهدًا على ذلك، مثل شواهد أخرى عديدة وأكثر قوة بالنسبة للأمريكيين مثل منع الإجهاض فـي بعض الولايات الأمريكية، وانحسار مُثل التمييز على أساس الجندر.

يلمع فـي رأسي اقتباس من كتاب يعجبني كثيرًا «ديمقراطية للقلة» لمايكل بارينتي «لو أن الرئيس الأمريكي رأى الفلاحيين الصينيين ينقبون عن طعامهم فـي صناديق القمامة أثناء زيارته للصين لقال إن الشيوعية أثبتت فشلها. فماذا نستدل إن حدث هذا فـي موطن نجاح الرأسمالية المسمى بـ(أمريكا)»؟

لكن هل يستطيع أي شيء أن يغير السياسة الأمريكية أقصد هل يمكن أن نشاهد شيئًا غير هذا الاستقطاب المسرحي بين الديمقراطيين والجمهوريين الذين لا يختلفون كثيرًا عن بعضهم البعض؟ تريدنا الرأسمالية أن نقر بنوع من الواقعية الحتمية التي لن ننجر وراءها، لكن ينبغي أن نفكر جيدًا فـيما كتبه كاتب كتاب ديمقراطية للقلة قائلًا: الحقيقة المهمة المتعلقة بفهم القوة السياسية فـي أمريكا هي أن معظم مؤسساتنا الثقافـية تقريبًا إنما تقع تحت سيطرة طبقة ثرية، وترتبط بمؤسسات الأعمال وتحكمها مجموعات من ممثلي الشركات الغنية وهي مجموعات لم ينتخبها أحد وتظل فـي هذه المناصب إلى ما شاءت... نحن لا نملك أي صوت، ولا أي جزء من الملكية، ولا أي قوة تمكننا من اتخاذ القرارات القانونية داخل تلك المؤسسات»، وهذا يعني صديقي القارئ أن تلك المؤسسات المنوطة بالتغيير من داخل هذه الأنظمة والتي تدفع نحو فهم للسياسة قائم على تغيير الصراعات لا الإبقاء عليها مع تغير اللاعبين، هي نفسها ملك لهؤلاء اللاعبين!

ثم ماذا؟ هل سنقضي الوقت فـي إعابة الدول التي تقدم نفسها كنموذج ديمقراطي؟ هل سنقول كما يصطاد البعض فـي الماء العكر إما أن لا ديمقراطية فـي هذا العالم، أو أن حتى الديمقراطية يمكن أن تكون وحشية وتنشأ فـيها أكثر الأنظمة الرأسمالية شراسة؟ هل يكفـي التلويح بهذا لعالم أفضل نريده لنا جميعًا، وإن لم يكن لنا فلأبنائنا.

أعرف الكثيرين ممن هم فـي مواقع السلطة ممن يجدون هذه الأمثلة فرصة للتشفـي وتسويغ استبدادهم فـي سياقات أخرى، حتى إذا ما لوحت لهم بحقك فـي المشاركة والتمثيل والتعبير لقال لك انظر حتى أمريكا تدعي أنها ديمقراطية.

أظن بأنه تقع على عاتقنا مسؤولية كبيرة، فردية عبر المعرفة فـي أقل درجات التغيير، وعبر دعم المؤسسات الثقافـية المستقلة التي لا تخدم أجندة هؤلاء اللاعبين، وبدلًا من أن تصبح الانتخابات الأمريكية تقليعة كل أربع سنوات، ماذا لو ذهبنا أبعد من ذلك، خصوصًا وأننا الآن لسنا سوى متفرجين، فرجة زادت نكبتنا منذ ١٤ شهرًا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ما یحدث ا یحدث

إقرأ أيضاً:

ماذا يحدث لجسمك عند شرب ماء تخليل اللفت؟

يعد اللفت من الأطعمة المفيدة لجسم الانسان فهو يحتوى على عدد من العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم لأداء وظائفه بشكل صحيح، بما في ذلك مستويات عالية من البوتاسيوم والألياف مما يساعد في تقليل الضغط على الأوعية الدموية والشرايين عن طريق خفض ضغط الدم.


ووفقا لما جاء فى موقع “organicfacts” نعرض لكم أهم فوائد شرب ماء اللفت الصحية والعلاجية.

فوائد  شرب ماء تخليل اللفت..

1-المساعدة على خفض مستويات سكر الدم

 ٢-التخفيف من الالتهابات

٣-إنقاص الوزن: يحتوي اللفت على دهون معروفة بتعزيز عملية الأيض، يمنع تراكم الدهون في الجسم ،

٤-يحتوي فيتامين سي وفيتامين B6 والمنجنيز.

٥-مدر جيد للبول، ولهذا يفيد في التخلص من الرمال والحصى المتوضعة في المسالك البولية. 

6- مفيد للبدينين، والراغبين في التخلص من الوزن الزائد

7-من فوائد ماء اللفت المحتملة أنه يساعد في منع نمو الخلايا السرطانية، فهو يحوي على مركب نباتي بمستويات عالية يدعى الغلاكوسينولات (glucosinolate) والذي وُجد أن له دور في تعزيز عمل الكبد في إزالة السموم، والوقاية من مسببات السرطان والمواد المسرطنة، وقد يمنع نمو وتطور الخلايا السرطانية

فوائد اللفت:

يسرّع عملية الأيض

يقوي جهاز المناعة

يمنع تكون العدوى في الجسم

يحمي صحة العين بفضل البيتا كاروتين الذي يحتوي عليه

غني بالكالسيوم ويقوي العظام

يحمي البشرة بخصائصه المضادة للأكسدة ويؤخر الشيخوخة

يسهّل عملية الهضم ويمنع الإمساك بفضل احتوائه على نسبة عالية من الألياف

الطريقة الصحيحة لتخليل اللفت:

١- يغسل اللفت ويقشر مع عدم التخلص من الجزء الملون (يعطى اللون البينك المحبب دون استخدام البنجر)

٢-ينقع اللفت فى ماء مذاب به م ك ملح وم ك سكر لكل كيلو لفت

٣-يغلى ماء يكفى لتغطية اللفت ويترك ليبرد

٤- نحضر برطمان نظيف ومعقم وجاف

٥-نصفى اللفت من ماية النقع ونضع فى البرطمان دون ترك فراغ

٣- نضع على الماية المغلية الباردة لكل كيلو لفت( م ك ملح)

٤-نضيف على الماية المغلية الباردة ربع كوب خل(مهما كانت كمية اللفت)

٥- نقلب المايه ونضيفها على برطمان اللفت بحيث تغطى اللفت ونغطى وتترك من ٤- ٥ ايام


 

مقالات مشابهة

  • أول عاصفة ثلجية في تاريخ تكساس والأسوء خلال 130 عاما.. ماذا يحدث في أمريكا؟
  • ما الذي يحدث في الضفة الغربية؟
  • الخطوات التي ستتخذها الحكومة الأمريكية بعد تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية
  • سلاح البحرية الأمريكية يحدث نظامه بسبب عمليات البحر الأحمر
  • تصعيد جديد ضد حقوقيي مصر.. ماذا يحدث مع حسام بهجت؟
  • ماذا يحدث عند الصلاة على النبي في رجب؟.. علي جمعة: 10 عجائب
  • ماذا يحدث لجسمك عند شرب ماء تخليل اللفت؟
  • حدث لم يحدث.. مايكل جوردان يهزم كريستيانو رونالدو!
  • ماذا يحدث عند تناول القهوة باللبن
  • تفجير عنيف.. ماذا يحدث داخل البلدة الجنوبية؟