لجريدة عمان:
2025-02-23@17:23:38 GMT

ديمقراطية للقلة

تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT

قضيتُ إجازة الأسبوع الماضي وأنا أشاهد لقاءات مع كتاب وسياسيين أمريكيين. لا لاهتمامي بنتائج الانتخابات الأمريكية، بل لإيقاد ذلك «الترمومتر» تجاه مواقفهم مما يحدث، هذه الحساسية يمكن أن تعطي المتحدث شرعية لبقية مواقفه أو تنزعها عنه.

فـي الحقيقة لا أعتبر أننا جزء مما يحدث إلا فـي جزئية المشهدية/المسرحية الأمريكية التي تبث على الهواء مباشرة فـي كل أصقاع العالم، كما هو كل شيء أمريكي آخر.

وفـي الوقت الذي نعتقد فـيه أن ملفات الشرق الأوسط مهمة بالنسبة لخطط المرشحين الانتخابية، إلا أننا نبالغ كثيرًا. عمومًا يبدو أن هنالك نوعًا من العماء المقصود والمتعمد من قبل النخب فـي أمريكا، فإذا ما كان المرشح «س» سيئًا إلا أنه أفضل من المرشح «ص» الأكثر سوءًا.

وبهذا يتغير الرأي العام مباشرة، يقول مثلًا نورمان فنكلستاين الأمريكي المناهض للصهيونية فـي مقابلته مع علي الظفـيري عبر برنامج «المقابلة» التي تبثه الجزيرة، أن كمالا هاريس سرعان ما أصبحت نجمة، وتعليقاتها تثير الضحك دلالة على بساطتها وتواضعها، لقد تم استثمار حتى ما كان يعيبها لكن هذه المرة فـي الاتجاه المضاد تمامًا، يحدث ذلك لكي لا يفوز ترامب فحسب.

من جهة أخرى تقول لي صديقة أمريكية: إن ما يحدث جنون محض. فأتباع الديمقراطيين سيصوتون بطبيعة الحال لكاملا هاريس، لكن المسلمين والعرب والمهاجرين والأقليات ومجتمع الميم عين سيصوتون حسب المؤشرات لها كذلك، نظرًا لخوفهم الكبير من سياسات ترامب اليمينية التي قد تضيّق الخناق عليهم، لكن هل تستطيع كاملا هاريس أن تدافع عنهم حقًا؟ لا تظن هذه الصديقة أنها تستطيع فعل ذلك إذا ما قرأنا مسيرتها كنائبة للرئيس الأمريكي خلال الدورة الانتخابية الماضية، وفـي ما يحدث فـي غزة وعدم إيقافه لأربعة عشر شهرًا الآن أن يكون شاهدًا على ذلك، مثل شواهد أخرى عديدة وأكثر قوة بالنسبة للأمريكيين مثل منع الإجهاض فـي بعض الولايات الأمريكية، وانحسار مُثل التمييز على أساس الجندر.

يلمع فـي رأسي اقتباس من كتاب يعجبني كثيرًا «ديمقراطية للقلة» لمايكل بارينتي «لو أن الرئيس الأمريكي رأى الفلاحيين الصينيين ينقبون عن طعامهم فـي صناديق القمامة أثناء زيارته للصين لقال إن الشيوعية أثبتت فشلها. فماذا نستدل إن حدث هذا فـي موطن نجاح الرأسمالية المسمى بـ(أمريكا)»؟

لكن هل يستطيع أي شيء أن يغير السياسة الأمريكية أقصد هل يمكن أن نشاهد شيئًا غير هذا الاستقطاب المسرحي بين الديمقراطيين والجمهوريين الذين لا يختلفون كثيرًا عن بعضهم البعض؟ تريدنا الرأسمالية أن نقر بنوع من الواقعية الحتمية التي لن ننجر وراءها، لكن ينبغي أن نفكر جيدًا فـيما كتبه كاتب كتاب ديمقراطية للقلة قائلًا: الحقيقة المهمة المتعلقة بفهم القوة السياسية فـي أمريكا هي أن معظم مؤسساتنا الثقافـية تقريبًا إنما تقع تحت سيطرة طبقة ثرية، وترتبط بمؤسسات الأعمال وتحكمها مجموعات من ممثلي الشركات الغنية وهي مجموعات لم ينتخبها أحد وتظل فـي هذه المناصب إلى ما شاءت... نحن لا نملك أي صوت، ولا أي جزء من الملكية، ولا أي قوة تمكننا من اتخاذ القرارات القانونية داخل تلك المؤسسات»، وهذا يعني صديقي القارئ أن تلك المؤسسات المنوطة بالتغيير من داخل هذه الأنظمة والتي تدفع نحو فهم للسياسة قائم على تغيير الصراعات لا الإبقاء عليها مع تغير اللاعبين، هي نفسها ملك لهؤلاء اللاعبين!

ثم ماذا؟ هل سنقضي الوقت فـي إعابة الدول التي تقدم نفسها كنموذج ديمقراطي؟ هل سنقول كما يصطاد البعض فـي الماء العكر إما أن لا ديمقراطية فـي هذا العالم، أو أن حتى الديمقراطية يمكن أن تكون وحشية وتنشأ فـيها أكثر الأنظمة الرأسمالية شراسة؟ هل يكفـي التلويح بهذا لعالم أفضل نريده لنا جميعًا، وإن لم يكن لنا فلأبنائنا.

أعرف الكثيرين ممن هم فـي مواقع السلطة ممن يجدون هذه الأمثلة فرصة للتشفـي وتسويغ استبدادهم فـي سياقات أخرى، حتى إذا ما لوحت لهم بحقك فـي المشاركة والتمثيل والتعبير لقال لك انظر حتى أمريكا تدعي أنها ديمقراطية.

أظن بأنه تقع على عاتقنا مسؤولية كبيرة، فردية عبر المعرفة فـي أقل درجات التغيير، وعبر دعم المؤسسات الثقافـية المستقلة التي لا تخدم أجندة هؤلاء اللاعبين، وبدلًا من أن تصبح الانتخابات الأمريكية تقليعة كل أربع سنوات، ماذا لو ذهبنا أبعد من ذلك، خصوصًا وأننا الآن لسنا سوى متفرجين، فرجة زادت نكبتنا منذ ١٤ شهرًا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ما یحدث ا یحدث

إقرأ أيضاً:

بعد تحقيق سعر الذهب مستوى تاريخي.. ماذا يحدث في السوق العالمي اليوم؟

شهد سعر الذهب العالمي تراجعاً خلال تداولات اليوم الجمعة بعد أن سجل أعلى مستوى تاريخي خلال تداولات الأمس، بينما على المستوى الأسبوعي يتجه الذهب إلى تسجيل ارتفاع للأسبوع الثامن على التوالي في ظل الدعم الذي يجده من الاقبال على الملاذ الأمن في الأسواق المالية.

سعر الذهب العالمي

وبحسب تحليل جولد بيليون فإن سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض اليوم بنسبة 0.4% ليسجل أدنى مستوى عند 2916 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2939 دولار للأونصة ليتداول حاليًا عند المستوى 2928 دولار للأونصة.

الذهب في طريقه إلى تسجيل ارتفاع هذا الأسبوع بنسبة 1.6% ليسجل ارتفاع للأسبوع الثامن على التوالي، وبذلك يكون ارتفع الذهب في كل أسابيع التداول منذ بداية عام 2025.

تراجع أسعار الذهب اليوم

تراجع أسعار الذهب اليوم يعد تصحيح سلبي طبيعي بعد ارتفاعه الكبير خلال الفترة الأخيرة وتسجيله يوم أمس اعلى مستوى تاريخي عند 2954 دولار للأونصة، يأتي هذا في ظل ارتفاع الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية بسبب المخاوف من تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتعريفات الجمركية.

في وقت سابق من هذا الأسبوع قال ترامب إنه سيعلن عن تعريفات جمركية جديدة خلال الشهر المقبل أو قبل ذلك، مضيفًا الأخشاب ومنتجات الغابات إلى الخطط المعلنة سابقًا لفرض رسوم على السيارات المستوردة وأشباه الموصلات والأدوية.

كما هدد ترامب بفرض تعريفات جمركية متبادلة ضد شركاء تجاريين رئيسيين للولايات المتحدة، مما أثار مخاوف بشأن حرب تجارية عالمية. كانت هذه المخاوف محركًا رئيسيًا للطلب على الملاذ الآمن للذهب.

أيضاً استفاد سعر الذهب من انخفاض الدولار هذا الأسبوع حيث عوضت المخاوف المتزايدة بشأن صحة الاقتصاد الأمريكي وخاصة الإنفاق الخاص الرسائل المستمرة من البنك الاحتياطي الفيدرالي بأن أسعار الفائدة الأمريكية ستظل مرتفعة لفترة أطول.

فقد أظهر أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في محضر اجتماعه الأخير ما يرون أنه مخاطر تضخمية متزايدة والتأثير غير المؤكد للتجارة والهجرة وسياسات ترامب الأخرى. وقالت محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي أدريانا كوجلر يوم الخميس إنه بالنظر إلى توازن المخاطر، فمن المناسب الإبقاء على سعر الفائدة على الأموال دون تغيير لبعض الوقت.

الطلب المتزايد على الذهب

بشكل عام يعمل الذهب كتحوط ضد المخاطر الجيوسياسية والتضخم، لكن أسعار الفائدة المرتفعة تضعف جاذبية الذهب لأنه لا يقدم عائد لحائزيه، إلا أن الطلب المتزايد على الذهب كملاذ آمن عوض أي تأثير لأسعار الفائدة وتوقعات البنك الفيدرالي.

إضافة إلى هذا فقد أعلن البنك المركزي الصيني عن إضافة 5 أطنان أخرى إلى احتياطاته من الذهب في يناير الماضي لتمثل ثالث زيادة شهرية متتالية، لتبلغ حيازاته الرسمية من الذهب الآن 2285 طنا أي ما يمثل 5.9% من إجمالي الاحتياطيات.

إلى جانب تزايد عمليات سحب الذهب من بورصة شنغهاي للذهب بنسبة 3% على أساس شهري إلى 125 طنًا، مما يدل على استمرار الطلب الفعلي على الذهب ما يدعم بقاء الأسعار مرتفعة على المدى القصير إلى المتوسط.

مقالات مشابهة

  • أضرار خلط الشاي مع القهوة.. ماذا يحدث لجسمك عند تناول كوب واحد؟
  • ماذا يحدث لجسمك عند تناول التمر الهندي يوميا على الفطار؟
  • حد الرفاع.. ماذا يحدث في اليوم الأخير قبل بدء الصوم الكبير؟
  • ماذا يحدث لجسمك إذا تناولت ملعقة من السمسم يوميا؟
  • مقاول حرب| السفير محمد حجازي: ما يحدث في غزة هولوكوست جديدة
  • يعالج مرض خطير .. ماذا يحدث للجسم عند تناول الزعفران؟
  • ماذا يحدث لجسمك عندما تأكل بسرعة؟... اكتشافات ستغير سلوكك
  • علي جمعة: الإنسان مع كثرة العبادة يحدث له أنس بالله
  • بعد تحقيق سعر الذهب مستوى تاريخي.. ماذا يحدث في السوق العالمي اليوم؟
  • ماذا يحدث لجسمك عند تناول القرصيا؟