من سمك السلمون إلى مشروب الساكي: تذوق أرقى المأكولات المستدامة في محافظة نييغاتا في اليابان
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
في هذه الحلقة الجديدة من Explore Sustainable Japan، نكتشف ثقافة المأكولات والشراب المستدامة في محافظة نييغاتا، التي تشتهر بأسماك السلمون والأرز والساكي.
تشتهر نييغاتا بكونها مركزًا لتجارب الطهي الفريدة في اليابان، إذ حُبيت المحافظة بأرض خصبة ومياه نقية ومناخ متنوع؛ وتسهم جميع هذه السمات في توفيرها لمنتجات محلية استثنائية.
تميل فردوس عشاق الطعام هذه إلى أن تغيب عن أذهان من المسافرين حو العالم، غير أن نييغاتا بجعبتها الكثير من التجارب التي تقدمها لعشاق الطعام المغامرين، من خلال ثقافة الطعام والشراب المتنوعة والغنية لديها.
في هذه الحلقة الجديدة من Explore، ننطلق في رحلة عبر نييغاتا لتذوق أطيب المأكولات والتعرف على فنون الطهي المستدام في المنطقة من خلال اثنين من أشهر منتجاتها؛ ألا وهما سمك السلمون وشراب الساكي.
فيما يلي دليل يشرح لك كيف يمكنك أيضًا الاستمتاع حتى الثمالة بالتجارب المحلية في نييغاتا، وأن تدعم في الوقت نفسه تعافي المنطقة من كارثة زلزال نوتو الذي وقع عام 2024.
بادر إلى زيارة موراكامي "مدينة السلمون" في اليابانتقع مدينة موراكامي عند نقطة التقاء نهري ميوموتي وأوكاوا ببحر اليابان، وهي أحد الأماكن التي تشتهر بتكاثر أسماك السلمون فيها.
بحلول موسم الخريف من كل عام، تتحول المجاري المائية إلى طرق تعج بمئات الأسماك التي تسبح بسرعة كبيرة في النهر لوضع بيضها. ومع عودة الأسماك، يعود الصيادون أيضًا، ويمكنك أن تشهد بنفسك الأحدث المثيرة التي تقع على ضفاف نهر موراكامي.
يعتبر أسلوب الصيد الأكثر شعبية في موراكامي هو أيضًا الأسلوب الأقدم، حيث يستخدم الصيادون عصا محلية الصنع بنهايتها خطاف، تسمى كاجي.
نظرًا لعدم وجود طُعم حي يجذب الأسماك، يتعين على الصيادين استخدام أساليب مبتكرة. ومن ثم، أنشؤوا منصات خشبية وفخاخ تسمى "الكودو"، ثم أخفوها بشكل تمويهي بأشجار السرو الصغيرة والسراخس.
يُحفظ بيض السلمون لتلقيحه صناعيًا وتفريخه في الربيع. ويُقال أن مدينة موراكامي هي أول مكان في العالم تكاثر فيه سمك السلمون بهذه الطريقة، وذلك في القرن الثامن عشر عندما كانت مدينة قلعة للساموراي.
واليوم، لا تزال المدينة تُعرف باسم "مدينة السلمون"، وعند التجول في شوارع المدينة الخلابة، سيتضح لك كيف يشكل السلمون عنصرًا أساسيًا لهوية موراكامي.
في فصل الشتاء، يُعرض سمك السلمون في واجهات جميع المتاجر تقريبًا، ويعتبر سمك السلمون المجفف، المسمى ساكابيتاشي، من الأطباق الخاصة بمدينة موراكامي.
لتذوق هذا الطبق الشهي الفريد، توجه إلى سينّينساكي كيكّاوا، وهي شركة مملوكة ومدارة عائليًا تخصص في تصنيع سمك السلمون موراكامي والساكي.
إذا كنت محظوظًا، فقد تتمكن من رؤية المالك شينجي كيكاوا، أثناء عمله على حفظ سمك السلمون بطريقة موراكامي التقليدية، أي باستخدام ملح البحر فقط. يجفف السلمون من شهر إلى عام.
يقول كيكاوا لمراسلة Euronews Travel "بعد التجفيف لمدة عام وتعرضه لرياح موراكامي، يكتسب سمك السلمون مذاقًا شهيًا (أومامي) فريدًا".
يحظى سمك السلمون باحترام كبير في أعمال موراكامي حتى أنه يُعامل دائمًا باحترام كبير، فعندما تزال أحشائه، تُفتح معدة السمكة إلى شقين لتجنب محاكاتها بالهاراكيري، وهو شكل من أشكال الانتحار الطقسي يخرج فيه الساموراي المهانون أحشائهم.
يؤكل كل جزء من سمك السلمون، بما في ذلك أعضائه، وزعانفه، وجلده. ويقال أن موراكامي تقدم نحو 100 وصفة مختلفة لتحضير سمك السلمون، ويمكنك تجربة 22 منها في مطعم إيزوتسويا، المملوك أيضًا لعائلة كيكاوا.
من الأطباق الشهية والرائعة في مطعم إيزوتسويا طبق جلد السلمون، الذي يتجعد مثل المخلب أثناء شوائه على مائدتك. وتُقدم الوجبة أيضًا مع أرز نييغاتا، الذي يعتبره الكثيرون النوع الأفضل في اليابان.
احتسِ بعضًا من أفضل أنواع الساكي في اليابانإن أرز نييغاتا الشهير هو المكون الرئيسي لأحد منتجاتها المحلية المتخصصة الأخرى؛ وهي الساكي.
تتميز جغرافية المنطقة بطبيعة فريدة تجعلها مثالية لإنتاج الساكي، حيث توفر الثلوج الكثيفة من جبالها أنقى المياه، وهو العنصر الأكثر أهمية في صناعة الساكي.
وللتعرف على طرق صناعة ساكي نييغاتا، توجه إلى مصنع أساهي شوزو، أكبر مصنع ساكي في مدينة ناغاوكا، وقد تأسس عام 1830. في جولة داخل مصنع الساكي، يمكن للزوار رؤية كل خطوة من خطوات عملية تصنيعه، بدءًا من تنقية الأرز ومعالجة الكوجي وصولاً إلى التخمير والتعبئة.
تركز شركة أساهي-شوزو بشكل قوي على الحفاظ على البيئة، وتقود مبادرة محلية لإنقاذ اليراعات في المنطقة، التي يُعتقد أنها مؤشر على جودة المياه.
في أمسيات الصيف، يمكنك رؤية ثمار عمل مصنع الساكي أثناء تجولك في أراضيه، حيث تتلألأ الحشرات المضيئة بكل سعادة حول المكان.
في الخريف، يمكن للزوار الاستمتاع بأشجار القيقب الأحمر أساهي-شوزو المزروعة في حديقة شجر القيقب موميجين المطلة على مصنع الساكي.
يوضح موتويوشي ياماجا، وهو رئيس صناع الساكي لمراسلة Euronews Travel "يُصنع الساكي من الماء والأرز، لذا تشكل جودة الماء عاملاً مهمًا للغاية". "لهذا السبب نزرع الأشجار هنا، حتى نتمكن من الحصول على مياه نظيفة طوال الوقت".
في سارا نو ساتو أساهي ياما، الذي يضم متجر ومطعم مصنع الساكي، يمكنك تجربة الأصناف المختلفة من العلامة التجارية الرائدة لساكي أساهي-شوزو؛ كوبوتا.
ويعتبر تذوق كل أنواع الساكي المختلفة جنبًا إلى جنب وسيلة رائعة لتتعرف على ذوقك بالروائح والنكهات المختلفة.
استرخِ وسط الينابيع الساخنة في الهواء الطلق، أو "الأونسن"بعد أن تتذوق ملء فمك من سمك السلمون والساكي، يمكنك الاسترخاء في أحد ينابيع المياه الساخنة الطبيعية البالغ عددها 144 ينبوعًا نييغاتا.
تمنحك رحلات الينابيع الساخنة أو الأونسن تجربة متكاملة، وهي من الأماكن المفضلة لدى اليابانيين وغالبًا ما تبدأ بإقامة في نزل تقليدي أو ريوكان.
ولمن يفضلون الاستجمام والراحة، يمكنهم تجربة منتجع تسوكيوكا أونسين ماسيو، الذي تم تجديده مؤخرًا ليجمع بين سحر النزل الياباني التقليدي وفخامة الفنادق.
تتميز الحمامات الداخلية والخارجية في النزل بمياه ساخنة طبيعية غنية بالكبريت ذات لون زمردي آسر، ويُعتقد أنها مفيدة للبشرة والمفاصل.
يُلتزم هنا بالمبدأ التوجيهي Omotenashi - وهو أحد المفاهيم الياباني الأساسية التي ترتقي بالضيافة إلى مستويات أعلى، ويقدم رعاية شاملة للضيوف تتسم بالدفء واللطف والاهتمام.
والعشاء شهي للغاية، إذ يتضمن المنتجات المحلية الموسمية المقدمة بشكل جميل في مجموعة من الأطباق الصغيرة.
للحصول على تجربة أكثر واقعية، توجه إلى سينامي أونسن وتمتع بإقامة في تايكانسو سينامي نو يو، وهو مكان أكبر به عدد أكبر من سبل الراحة وإطلالة استثنائية على بحر اليابان.
يمنحك الحمام الخارجي تجربة تنعش جميع الحواس؛ إذ يتسلل إلى أنفك رائحة البحر، وتتنغم أذنك بأصوات الأمواج، ويتسرب الدفء إلى عظامك، وتشاهد الأفق في آن واحد. إنه المكان المثالي للاسترخاء والتأمل بعد رحلة طويلة وممتعة.
لمعرفة المزيد، شاهد الحلقة الكاملة من Explore Sustainable Japan في المشغل أعلاه.
المصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 دونالد ترامب روسيا غزة كامالا هاريس فيضانات سيول الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 دونالد ترامب روسيا غزة كامالا هاريس فيضانات سيول طبخ تقاليد اليابان سفر الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 دونالد ترامب روسيا غزة كامالا هاريس إسرائيل الاتحاد الأوروبي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا عاصفة فيضانات سيول ألمانيا الأرجنتين یعرض الآن Next سمک السلمون فی الیابان السلمون ا
إقرأ أيضاً:
رعاية المسنين بممرضين AI في اليابان
أبوظبي (الاتحاد)
تعاني اليابان نقصاً مزمناً في أطقم التمريض وزيادة كبيرة في عدد المسنين الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً، وهم في الأغلب بحاجة إلى رعاية صحية.
وتتصدر اليابان بقية العالم في الشيخوخة، حيث يبلغ عمر 3 من كل 10 أشخاص 65 عاماً أو أكثر. وتعول السلطات الآن على روبوتات تشبه البشر، مثل الممرض AIREC لتقديم الرعاية الصحية المطلوبة. يتم تزويد الروبوت البالغ وزنه 150 كيلوجراماً بتقنيات الذكاء الاصطناعي اللازمة لإجراء مهام، مثل التصوير بالأشعة أو تغيير الحفاضات أو تقليب المرضى لإنقاذهم من الإصابة بتقرحات الفراش، حسبما تقول وكالة «رويترز».
ويقول شيجيكي سوجانو، الأستاذ بجامعة واسيدا اليابانية الذي يقود أبحاث AIREC بتمويل حكومي: «نظراً لمجتمعنا المتقدم للغاية وانخفاض المواليد، سنحتاج إلى دعم الروبوتات للرعاية الطبية ورعاية المسنين، وفي حياتنا اليومية أيضاً».
ويذكر أن أبناء جيل (طفرة المواليد)، أولئك ولدوا بعد الحرب العالمية الثانية من عام 1947 إلى عام 1949، بلغوا 75 عاماً على الأقل نهاية عام 2024، وانضموا إلى فئة عمرية تسمى (كبار السن في المرحلة المتأخرة)، فيما يكافح قطاع التمريض لملء الوظائف، وسط نقص حاد ومتفاقم في العاملين بقطاع رعاية المسنين في ظل تقييد سياسات الهجرة». إذن ما الحل؟ يقول تاكاشي مياموتو، مدير Zenkokai، مشغل مرافق رعاية المسنين: «التكنولوجيا هي أفضل فرصة أمامنا»، محذراً: «نحن بالكاد نبقي رؤوسنا فوق الماء وفي غضون 10 أو 15 عاماً، سيكون الوضع قاتماً للغاية».