سواليف:
2025-04-24@09:58:39 GMT

“اسكايبوس”… داء يفتك بأجساد الأسرى الفلسطينيين

تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT

#سواليف

في زوايا #السجون المغلقة، حيث يُحتجز #الأسرى في #ظروف_قاسية، تظهر معاناة خفية لا يراها إلا من عاش بين جدرانها، معاناة تجسدها أمراض كثيرة، وأبرزها اليوم مرض ” #اسكايبوس ” المعروف بـ” #الجرب” خلف هذه الأبواب، لا تقتصر #المعاناة على الحبس فقط، بل تتجسد في معاناة يومية مع مرض ينتشر كالنار في الهشيم، يحصد من أجساد الأسرى ضعفاً وإرهاقاً لا نهاية له.

وفي إحدى الغرف الصغيرة، التي بالكاد تتسع لاثني عشر أسيراً، يصاب ستة إلى ثمانية منهم بهذا المرض. الحكة الشديدة التي تسيطر على أجسادهم تمنعهم من النوم، وتزيد من ألمهم الجسدي والنفسي. يتحدث الأسرى المحررون عن الوضع المأساوي الذي كانوا يعيشونه قبل الافراج عنهم، في حين تتواصل معاناة من بقي قيد الاعتقال؛ فالغرف تفتقر إلى النظافة، ولا توجد لديهم غيارات كافية أو حتى وسائل شخصية للعناية بأنفسهم.

فقد كشفت الصور التي رافقت الإفراج عن عدد كبير من الأسرى مؤخرا جزءا بسيطا من الفظائع التي يعانون منها في سجون الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في ظل انتشار هذا المرض وإصابة الآلاف به نتيجة الإهمال الطبي من جهة، وانعدام النظافة الشخصية والعامة، ورفض تقديم العلاج للمصابين.

مقالات ذات صلة إعلام عبري: الجيش الإسرائيلي بحاجة ماسة إلى 7 آلاف جندي 2024/11/04

تجارب مريرة

يقول الأسير المحرر ماجد عبد اللطيف لـ”قدس برس”: “كان يأتينا الجنود بالشامبو كنوع من السخرية، لكنهم يستعيدونه بعد فترة قصيرة، وكأنهم يتلاعبون بنا. أما الأدوية، فلا وجود لها سوى بضع حبات من “البندول” لتسكين الألم، فيما يحتاج مرض إسكابيوس إلى مرهم خاص لعلاجه، غير متوفر لهم”.

ويصف كيف يتحول المرض على أجسادهم إلى دمامل مؤلمة، تفرز مادة سوداء وتزيد من تفاقم حالتهم. إذ أنه دون علاج مناسب، يستمر المرض بالانتشار داخل السجن، ويصيب الجميع، ما يفاقم الأزمة الصحية.

من جهته، يروي الأسير المحرر موسى إبراهيم دويكات تجربة اصابته بالمرض خلال اعتقاله الأخير، يقول “كنت أجلس لأيام وحيدا في زاوية غرفتي المظلمة ولا أحتك مع أحد خشية من نقل المرض له”.

ويتابع بلهجة عامية بسيطة “الحياة هناك مش بس سجن للجسد، لكن كمان سجن للألم. كنا نشعر بحكة بتقطع أجسامنا، ما في نوم، ما في راحة”.

ويشير إلى أن المرض ينتشر بشكل كبير بين الأسرى بسبب نقص أو انعدام النظافة الشخصية كون إدارات سجون الاحتلال ترفض إدخال أي مواد تنظيف للجسم، “تباعا أصبح نصف من هم بغرفتي التي تضم 12 أسيرا يعانون من المرض ذاته. الحكة المستمرة تؤدي إلى جروح ودمامل تجعل النوم أو الراحة أمرا مستحيلا… أجسامنا صارت مليانة دمامل، وكل محاولة لحكّ الجلد بتصير في تقرحات وبيزيد الوجع”، يصف أحمد بصوت مليء بالإحباط، الظروف التي عاشها هناك.

حالة صعبة

أما زوجة الأسير منتصر الشنار (30 عاما) وهو من مدينة نابلس فتعيش برفقة عائلته قلقا كبيرا بعد أن أبلغهم عدد من الأسرى المفرج عنهم قبل أيام من سجن “ريمون”، أن منتصر المعتقل إداريا منذ أكثر من 25 شهرا، أصيب بالمرض الجلدي منذ شهر أيار مايو الماضي عندما كان في سجن النقب، ويعد وضعه الصحي الأصعب بين الأسرى، حيث أن الطفح الجلدي يغطي جسمه بالكامل، وقد تحول إلى دمامل، الأمر الذي حوّل حياته داخل السجن إلى جحيم مضاعف.

تضيف والدموع تسابقها “لا يستطيع دخول الحمام لقضاء حاجته إلا بمساعدة اثنين من الأسرى، وإلى درجة انه لا يعرف النوم، ونحن أيضا منذ أن وصلنا الخبر لا يعرف النوم طريقه إلينا”.

حاولت عائلة الأسير الشنار التواصل مع كافة المؤسسات الحقوقية الدولية والمحلية ومع عدد كبير من المحامين لمساعدتهم في الحصول على أي معلومات تخصه دون جدوى”.

إهمال طبي

بدوره، أوضح أخصائي الأمراض الجلدية د . حسام خريم أن مرض “الجرب” ينتقل عن طريق التلامس المباشر مع الجلد، أو من خلال استخدام أغطية الفراش المشتركة، حيث يتسبب في حفر أنفاق تحت الجلد لوضع بيوض جديدة، ما يؤدي إلى حكة شديدة وانتشار الطفح الجلدي بشكل أكبر.

وأشار إلى أن “ظروف الاعتقال في سجون الاحتلال تسمح بانتشار المرض، حيث الازدحام وانعدام النظافة الشخصية، تساهم في انتشار المرض بشكل كبير”، محذرا من المضاعفات التي قد تترتب على المرض إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب، التي تشمل التهابات بكتيرية في الدم والتهابات الكلى، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة بسبب قلة التغذية أو الأمراض المزمنة.

أما بشأن العلاج، فيمكن من خلال متابعة طبيب مختص والنظافة الشخصية واستخدام المراهم الطبية، وتجنب استخدام ممتلكات أشخاص آخرين، وهو الشيء الذي لا يقدمه الاحتلال للأسرى ما يؤدي إلى تفشي المرض.

وعن سبل تجنب العدوى يقول خريم إنه “أمر شبه مستحيل لعدم توفر العلاج، فلا ملابس بديلة، ولا توجد منظفات، ولا فرصة للتعرض للشمس، كما أن الطعام رديء وكمياته قليلة”. وقال إن “المرض لا يتوقف إلا بالعلاج وهو غير متوفر في السجون، سواء للمصابين بالجرب أو بأمراض أخرى”.

وفي هذا السياق، أكّد “نادي الأسير” الفلسطيني (حقوقي مقره رام الله) أنّ “الغالبية من الأسرى الذين يتم الإفراج عنهم، يعانون من مشاكل صحيّة، ومنها مشاكل مزمنة وبحاجة إلى متابعة طبيّة، وشكّل مرض الجرب أحد أبرز الأمراض التي خرج الأسرى وآثارها واضحة على أجسادهم، كما واثبتت الفحوص الطبيّة إصابتهم بمشاكل صحية أخرى نتيجة لذلك”.

وأضاف النادي، أن “إدارة السّجون تستخدم مرض الجرب أداة للتنكيل وتعذيب الأسرى كما حوّلت الحقّ بالعلاج على مدار عقود طويلة لأداة تنكيل، ووصل ذروة ذلك منذ بدء حرب الإبادة، حيث تابعت المؤسسات العديد من إفادات الأسرى داخل السّجون، وممن أفرج عنهم، عن كيفية استخدام إدارة السّجون المرض لتعذيبهم، والتسبب لهم بمشكلات صحيّة يصعب علاجها، ومنهم أطفال ومرضى، وكبار في السّن”.

وكانت آخر هذه الإفادات لأحد الأسرى المفرج عنهم، الذي رافق الشهيد محمد موسى في سجن (ريمون)، عن الآثار الخطيرة التي تركها المرض على الحالة الصحية للأسرى، وكيف وصفت إدارة السجن القسم الذي تواجد به الأسير (بالزومبي)، لما تركه المرض على هيئاتهم.

وقد أظهرت صورهم الأولى عقب الإفراج عنهم، كيف تغيرت هيئاتهم جرّاء ما تعرضوا له من جرائم ممنهجة مارسها الاحتلال بحقّهم، وتحديدا الجرائم الطبيّة وجريمة التّجويع، إلى جانب أساس هذه الجرائم، وهي جريمة التّعذيب.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف السجون الأسرى ظروف قاسية الجرب المعاناة النظافة الشخصیة من الأسرى یعانون من

إقرأ أيضاً:

“ردع وصفقات مرتقبة”… ما رسائل التدريبات المشتركة لأول مرة بين مصر والصين

تجري القوات الجوية المصرية ونظيرتها الصينية أول تدريب جوي مشترك تحت اسم “نسر الحضارة 2025″، في الفترة من منتصف أبريل/نيسان وحتى أوائل مايو/أيار 2025.
ويعكس التدريب الذي ينفذ على الأراضي المصرية، مستوى التعاون العسكري بين البلدين، ويتوقع أن يشمل تنفيذ طلعات جوية مشتركة وتبادل الخبرات في مجالات القتال الجوي والتكتيكات، كما يعد مقدمة لصفقات قد تنفذها القاهرة الفترة المقبلة مع بكين.
وكانت القاهرة قد أعلنت انطلاق فعاليات التدريب الجوي المشترك بين القوات المسلحة المصرية والصينية تحت اسم “نسور الحضارة- 2025″، والتي تحمل رسائل وتساؤلات مهمة في ظل ما تعيشه المنطقة من توترات، وما تشهده العلاقات المصرية الأمريكية من فتور.
تطرح التدريبات المشتركة تساؤلات مهمة في ظل توترات متقدمة تشهدها المنطقة منذ أكثر من عام، وفتور في العلاقات بين القاهرة وواشنطن على خلفية مقترح التهجير طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحقيقا لرغبة إسرائيلية باحتلال القطاع وإفراغه من سكانه في إطار حرب الإبادة التي تقوم بها بحق الشعب الفلسطيني، وفق توصيف الخبراء.
تساؤلات أخرى يطرحها قلق الجانب الإسرائيلي من حصول مصر على منظومة دفاعية صينية متطورة وحديثة.
ونقل تقرير لموقع “نزيف.نت” العسكري الإسرائيلي أن مصر تمتلك منظومات دفاعية حديثة ومتنوعة، بما في ذلك المنظومة الصينية بعيدة المدى “إتش كي 9 بي” HK-9B التي تشبه صواريخ “إس-400” S-400 الروسية، موضحا أن المنظومة الصينية توفر العديد من المميزات منها زيادة مدى الاشتباك إلى ما لا يقل عن 200 كيلومتر، وتعزيز قدرات التتبع والاستهداف، الأمر الذي يضع التدريب المشترك محط أنظار العالم.

تعليقا على التدريبات المشتركة، قال العميد سمير راغب، الخبير العسكري المصري، إن هذه التدريبات بين الجيشين، لا علاقة لها بالتوترات الحالية على مستوى الشرق الأوسط.
يوضح الخبير المصري في حديثه مع “سبوتنيك”، أن المناورات التي تأتي في سياق التعاون الكبير بين مصر والصين، إذ تعد أعلى درجات التعاون العسكري بين الدول، ما يوضح عمق وقوة العلاقات بينهما.
وفق راغب تعد التدريبات المشتركة مع الصين بمثابة مقدمة لصفقات أسلحة، حيث تمكن مثل هذه المناورات الجانب المصري من رؤية الطائرات والأسلحة في الميدان، ليقيم كافة الجوانب الفنية والعملية أثناء التدريب، وهو أمر يتبع مع الجانب الأوروبي والروسي كذلك.
يشير راغب إلى أن الصين معنية بالمنافسة على مستوى توريد الأسلحة الفترة المقبلة، ونجحت بإدخال “عائلة طائرات j” نطاق المنافسة مع نظيراتها الأمريكية والفرنسية والروسية، وشارك بعضها التدريب المشترك مع مصر، مع الأخذ بالاعتبار أن السوق الأفريقي هو أهم الأسواق التي تستهدفها الصين، في حين أن مصر تبحث عن طائرة من الجيل الرابع معادل لطائرات f16، ويمكن أن تكون الطائرات الصينية أحد الخيارات إلى جانب الخيارات الروسية والكورية.
وشدد على أن الرسائل الواضحة من التدريبات تتمثل في تنوع التعاون العسكري وتنوع الشراكات، وأنها لا تقبل أي إملاءات، بل تحدد علاقاتها بما يخدم مصالحها.
يذهب الخبير المصري إلى أن تأثر العلاقات المصرية الأمريكية نتيجة ملف غزة، يدفع القاهرة باعتبارها دولة وازنة في المنطقة لتعزيز وتوازن علاقاتها مع دول فاعلة في العالم، مثل الصين وروسيا، مع الأخذ بالاعتبار أنها تحافظ على شراكاتها التاريخية أيضا.

على مدار الفترة الماضية ذهبت بعض التقديرات إلى احتمالية الصدام بين مصر وإسرائيل، غير أن رؤية الخبير المصري تذهب إلى مستوى آخر من التقدير، إذ يشير إلى أن خوض إسرائيل مواجهة مع الجماعات لا يعني قدرتها على خوض مواجهة مع مصر، في حين أن حالة السلام الممتدة منذ سنوات حققت استفادة للجانبين، كما تأكد للجميع أن الأمن الحقيقي تحققه الجيوش لا المليشيات، مع الأخذ بالاعتبار عدالة القضايا.

وفق راغب، فإن الجانب الإسرائيلي لديه “فوبيا” من التطور الكبير الذي يتمتع به الجيش المصري، ويدرك تماما أن جيش مصر لا يمكن مقارنته بجيوش أخرى بالمنطقة، مع إدراكه أيضا أنه يحمي ولا يعتدي.
تراجعت التدريبات العسكرية المشتركة بين مصر والجانب الأمريكي خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي يعدد راغب أسبابه، بداية من اتجاه القاهرة لتنويع مصادر تسليحها، ووجود بعض القيود الأمريكية على توريد بعض الأسلحة، وكذلك خلط واشنطن بين الجوانب السياسية والتجارية وعمليات التسليح، في حين أن بعض الدول الأخرى لا تفرض مثل هذه القيود على عمليات التسليح، بل تتجه لتوطين الأسلحة.

وكالة سبوتنيك

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الإبادة المستمرة خلف القضبان.. قراءة في يوم الأسير الفلسطيني 2025م
  • “ردع وصفقات مرتقبة”… ما رسائل التدريبات المشتركة لأول مرة بين مصر والصين
  • ورم سرطاني يهدد حياة الأسير حسام زكارنة في سجن “مجدو”
  • نادي الأسير: تدهور خطير يطرأ على صحة المعتقل حسام زكارنة من جنين
  • إهمال طبي وتعذيب.. هكذا يقتل الاحتلال الأسرى الفلسطينيين
  • نادي الأسير الفلسطيني يحذر من تصاعد الجرائم الممنهجة بحق الأسرى والمعتقلين
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين الأسرى إلى 65 منذ بدء حرب الإبادة في غزة
  • القسام تنشر مشاهد “كسر السيف” وكمين جديد يفتك بـ جنود للاحتلال في غزة
  • نادي الأسير يكشف عن تصاعد جرائم ممنهجة وتدهور صحي بحق الأسرى
  • ارتفاع عدد الشهداء بين الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال إلى 65