السترويدات الصناعية -وتعرف أيضا باسم المنشطات الابتنائية- هي أشكال صناعية من هرمون التستوستيرون الذكري الطبيعي والذي يتم إساءة استخدامها في محاولة لتعزيز نمو العضلات، وتعزيز الأداء الرياضي أو غيره من الأداء البدني، وتحسين المظهر الجسدي. السترويدات الطبيعية هي مركبات تحاكي السترويدات التي ينتجها الجسم البشري بشكل طبيعي، فما مصادرها؟ وهل هي فعالة؟

يتم تناول المنشطات الابتنائية عن طريق الفم، أو حقنها في العضل، أو وضعها على الجلد.

غالبا ما تكون الجرعات التي يتم إساءة استخدامها أعلى من الجرعات العلاجية والطبية المعتمدة بمقدار 10 إلى 100 مرة. يتناول المستخدمون عادة اثنين أو أكثر من المنشطات الابتنائية في الوقت نفسه بطريقة دورية، معتقدين أن هذا سيحسن من فعاليتها ويقلل من الآثار الضارة.

وترتبط مجموعة واسعة من الآثار الضارة باستخدام أو إساءة استخدام المنشطات الابتنائية. وتعتمد هذه الآثار على عدة عوامل بما في ذلك: العمر والجنس والمنشط الابتنائي المستخدم والكمية المستخدمة ومدة الاستخدام.

في مرحلة المراهقة، يمكن أن يعيق استخدام المنشطات الابتنائية الطول الأقصى الذي قد يصل إليه الفرد بخلاف ذلك. وللفتيات المراهقات والنساء، يمكن أن يؤدي استخدام المنشطات الابتنائية إلى تغييرات جسدية دائمة، مثل تعمق الصوت وزيادة نمو شعر الوجه والجسم وعدم انتظام الدورة الشهرية والصلع الذكوري.

وعند الرجال، يمكن أن يسبب استخدام المنشطات الابتنائية انكماش الخصيتين وانخفاض عدد الحيوانات المنوية وتضخم أنسجة الثدي عند الذكور والعقم وزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.

وفي كل من الرجال والنساء، يمكن أن يسبب استخدام المنشطات الابتنائية ارتفاع مستويات الكوليسترول، مما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي والسكتات الدماغية والنوبات القلبية. وقد يؤدي استخدام المنشطات الابتنائية أيضا إلى ظهور حب الشباب واحتباس السوائل. ويمكن أن تؤدي المستحضرات الفموية من المنشطات الابتنائية، على وجه الخصوص، إلى تلف الكبد. وقد يصاب المستخدمون أيضا بالتهاب الشغاف، وهو عدوى بكتيرية تسبب التهابا قاتلا محتملا في بطانة القلب.

والتستوستيرون، الترينبولون، الأوكسيميثولون، الميثاندروستينولون، الناندرولون، الستانوزولول، البولدينون، والأوكساندرولون هي بعض المنشطات الابتنائية الأكثر شيوعا التي يتم استعمالها بشكل غير قانوني.

السترويدات الطبيعية

السترويدات الطبيعية هي مركبات تحاكي الهرمونات التي ينتجها الجسم البشري بشكل طبيعي، مثل هرمونات التستوستيرون والبروجسترون والكورتيزول. ويمكن العثور عليها في بعض النباتات والأعشاب والأطعمة.

وينتج الجسم بشكل طبيعي السترويدات، مثل هرمون التستوستيرون، لبناء أنسجة العضلات، من بين العمليات الجسدية المهمة الأخرى.

المنشطات الطبيعية هي مركبات موجودة في النباتات والأعشاب وغيرها من المصادر الطبيعية التي تحاكي الهرمونات البشرية أو المنشطات.

ويزعم مؤيدو المنشطات الطبيعية أنها تعمل في الجسم مثل المنشطات الابتنائية. وهي مركبات تعمل على بناء وإصلاح العضلات عن طريق زيادة إنتاج هرمون التستوستيرون.

وقد يُطلق على المنشطات الطبيعية أيضا اسم المنشطات القانونية، وغالبا ما تبيعها الشركات كمزيج من المكونات.

تتضمن ما يمكن تسميته بالسترويدات الطبيعية ما يلي:

1- الكرياتين

الكرياتين هو حمض أميني موجود في الطعام وله تأثيرات شبيهة بالستيرويدات. وقد وجدت العديد من الدراسات أن استخدام الكرياتين لمدة 5-7 أيام يمكن أن يزيد بشكل كبير من القوة العضلية ويحسن شكل العضلة.

2- الأشواغاندا

الأشواغندا Ashwagandha شجيرة دائمة الخضرة تنمو في آسيا وأفريقيا. وتحتوي على مواد كيميائية قد تساعد في تهدئة الدماغ وتقليل التورم وخفض ضغط الدم وتثبيط جهاز المناعة.

وفي دراسة أجريت عام 2018، أعطي ذكور أصحاء جرعة 500 مليغرام من أشواغاندا يوميا لمدة 12 أسبوعا، بينما أجرى المشاركون تدريبات مقاومة التحميل الزائد التدريجي 4 أيام في الأسبوع.

أظهر الأشخاص الذين تناولوا أشواغاندا تحسنات أكبر في قوة الجزء السفلي والعلوي من الجسم.

3- فيتامين دي

مستويات فيتامين دي الصحية المتداولة ضرورية لصحة العظام.

وتشير الأبحاث الحديثة إلى أنه قد يلعب دورا في صحة العضلات، وأن هناك صلة بين نقص فيتامين دي وفقدان قوة العضلات والكتلة. ومع ذلك، يحتاج الباحثون إلى التحقيق في هذا الارتباط المحتمل بشكل أكبر.

وقد وجدت دراسة عام 2017 أن الإناث البالغات ذوات التركيبة الجسدية المعتدلة ومستويات الدهون المنخفضة في الجسم تميل إلى أن يكون لديهن مستويات أعلى من فيتامين دي النشط المتداول.

وخلص الباحثون إلى أن فيتامين دي قد يساهم في صحة العضلات بشكل غير مباشر من خلال العمل على الأنسجة الدهنية.

4- الزنك

الزنك هو عنصر معروف بأنه يساعد في التحكم في نمو العضلات وإصلاحها.

حتى الآن، ركز الباحثون بشكل أساسي على كيفية تأثير الزنك على تنظيم العضلات. وقد تكون للمادة ارتباطات بفقدان العضلات المرتبط بالعمر، والذي يُسمى أيضا فقدان العضلات.

ووجدت مراجعة أجريت عام 2018 أن دراسة مراقبة فقط اقترحت وجود علاقة بين تناول الزنك والأداء البدني لدى كبار السن.

مع وضع هذا في الاعتبار، يحتاج الخبراء إلى إجراء المزيد من الدراسات قبل أن يتمكنوا من تحديد دور الزنك في الأداء البدني.

5- المغنيسيوم

يعد المغنيسيوم جزءا مهما من التفاعلات الإنزيمية المختلفة التي تؤثر على الأداء العضلي أثناء التمرين.

ويعتقد الباحثون أن المعدن قد يساعد أيضا في الحفاظ على سلامة العضلات أثناء الأنشطة الشاقة.

ووجدت دراسة أجريت عام 2019 أن تناول 400 ملغرام من المغنيسيوم يوميا لمدة 3 أسابيع ساعد في تقليل تلف العضلات لدى 18 من راكبي الدراجات المحترفين من الذكور.

6- الحلبة

يحتاج الباحثون إلى معرفة المزيد عن هذه العشبة. وأظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران الذكور أن مستخلص الحلبة عزز القدرة على التحمل واستخدام الأحماض الدهنية أثناء التمرين. كما يشير البحث إلى أن الحلبة قد تحتوي على خصائص تقليل الدهون.

وقد تزيد المركبات الموجودة في مستخلص الحلبة من مستويات هرمون التستوستيرون عن طريق منع الجسم من تحويله إلى هرمونات جنسية أخرى.

تحذير حتى من السترويدات الطبيعية

وفقا لإدارة الغذاء والدواء الأميركية، فإن العديد من المنتجات التي يتم تسويقها كمكملات غذائية لبناء الأجسام ليست آمنة.

وتسوق العديد من الشركات هذه المنتجات كمكملات غذائية، على الرغم من أن إدارة الغذاء والدواء لا توافق عليها ضمن هذا التصنيف.

وتقول إدارة الغذاء والدواء إن العديد من منتجات بناء الأجسام تحتوي على مركبات ضارة مخفية ومواد أخرى لا تعتبرها مكونات غذائية.

وقد يكون لهذه المكونات المخفية وغير المعتمدة آثار جانبية سلبية. كما يمكن أن تتفاعل مع مكملات أو أدوية أخرى.

وفي عام 2013، أصدرت إدارة الغذاء والدواء تحذيرا لتجنب المنتجات التي تحتوي على المنشط ثنائي ميثيل أميلامين.

وحذروا من أن هذا المركب يمكن أن يزيد من ضغط الدم ويؤدي إلى مشاكل القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية.

هناك خطر في استهلاك أو حقن المنتجات التي تباع بدون وصفة طبية أو في المنزل والتي تحتوي على أي منشط أو مادة شبيهة بالمنشطات.

قد تكون المخاطر الصحية شديدة وقد تشمل:

الإدمان تلف الكبد تلف الكلى زيادة خطر الإصابة بالأحداث القلبية الوعائية، بما في ذلك السكتة الدماغية أو النوبة القلبية التهيج السلوك العدواني زيادة الوزن احتباس السوائل الغثيان الإسهال التشنج الصلع تساقط الشعر حب الشباب الشديد جلطات الدم ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول تقلبات المزاج جنون العظمة الهلوسة والأوهام

وقد يعاني الذكور الذين يتناولون المنشطات الطبيعية المصممة لمحاكاة المنشطات الابتنائية أيضا من هذه الآثار الضارة:

نمو الثدي  زيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا تقلص الخصيتين انخفاض عدد الحيوانات المنوية العقم الإصابة بضعف الانتصاب

وقد تعاني الإناث اللاتي يتناولن المنشطات الطبيعية المصممة لمحاكاة المنشطات الابتنائية أيضا من الآثار الجانبية التالية:

نمو مفرط لشعر الوجه والجسم فقدان أنسجة الثدي خشونة الصوت مشاكل في الدورة الشهرية

وتحتوي العديد من المكملات الغذائية لبناء الجسم أو العضلات أيضا على: تحتوي على فيتامينات ومعادن، بعضها قد يكون ساما عند مستويات عالية.

ما مدى فعالية السترويدات الطبيعية؟

يجب استعمال هذه المواد بحذر، مع التأكيد أنها ليست سترويدات حقيقية، ولذلك فهي لن تؤدي لنمو ضخم في العضلات مثل السترويدات الابتنائية، والتي حذرنا في الأعلى من مخاطرها الكبيرة على الصحة.

الهدف الوصول لنمو معقول وطبيعي للعضلات، مع الحفاظ على صحة الجسم، وهذا يكون بالتغذية الصحية -التي تشمل تناول كميات معقولة من السترويدات الطبيعية- والرياضة، والابتعاد تماما عن المنشطات الابتنائية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات هرمون التستوستیرون الغذاء والدواء خطر الإصابة فیتامین دی العدید من تحتوی على یمکن أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

النمر يوضح مدى فاعلية المنتجات الطبيعية في خفض الكلسترول الضار

أميرة خالد

أوضح الدكتور خالد النمر استشاري أمراض القلب وقسطرة الشرايين مدى فاعلية المنتجات الطبيعية في خفض الكلسترول الضار .

وقال النمر عبر حسابه على موقع إكس:”المنتجات الطبيعية التي تخفض الكلسترول موجودة ولكن يجب معرفة التالي عنها:جميعها ضعيفه لايتجاوز تاثيرها في المتوسط ١٠ الى ١٥%،كما أن الدراسات عليها قليلة وضعيفة وليست طويلة الأمد”٠

‏وأضاف” لها أعراض جانبية وتتفاعل مع الأدوية الأخرى…بل إن بعضها يزيد حدوث النزيف او الرجفان الاذيني او يتفاعل مع أدوية السكري والضغط،ليست بديلاً لأدوية الكلسترول لأن متوسط خفضها من ٣٠ الى ٦٠% حسب الجرعه وهذا مانحتاجه لمنع الجلطات”٠

‏وتابع”لا أمنع استخدامها من اللي كلسترولهم ارتفاعه بسيط وليس لديهم امراض قلب ولا جلطات سابقة مثل: البريغموت والبيربيرين ورز الخميرة الحمراء والزنجبيل وبذور الكتان (مع ملاحظة الأعراض الجانبيه لكل مكمل حسب النشرة المصاحبة له)…أما ما كان خارج ماذكرتُ فالأدله عليه أوهنُ ولا أنصح به حسب ماتوفر لدينا من دراسات في هذا الوقت”٠

 

مقالات مشابهة

  • رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية للدم والأورام الدكتور جميل الدبل خلال المؤتمر: نعلم ‏جميعاً حالة الفقر التي يعاني منها شعبنا حالياً، وصعوبة تأمين بعض الأدوية ‏وغلاء ثمنها، وهذه المعاناة تتضاعف مرات ومرات عند مرضى السرطان ‏في سوريا بسبب ندرة توافر أدوية الس
  • رهان القرفصاء يتسبب في إصابة شاب بفشل كلوي
  • كشف النقاب عن القاعدة العسكرية السرية التي تنطلق منها طائرات أمريكا لقصف اليمن
  • هذه كمبالا التي تشرق منها شمس “التحول المدني الديمقراطي” لتغمر ظلام السودان????
  • الحواسيب الكمومية تحاكي تخليق أول جسيمات الكون
  • الثروات الطبيعية الكوردية وحقوق الشعوب
  • النمر يوضح مدى فاعلية المنتجات الطبيعية في خفض الكلسترول الضار
  • مع ارتفاع درجات الحرارة.. تناول هذا المشروب الطبيعي لترطيب الجسم خلال رمضان
  • تعرف على خطة سامسونغ التي خدعت بها آبل وتصدرت سوق الهواتف العالمي
  • بحضور نائب وزير الرياضة.. اتحاد الطب الرياضي يوقّع اتفاقية مع الشؤون الصحية بالحرس الوطني لتطوير مختبر متخصص للكشف عن المنشطات بالرياض