نقص التمويل والعمالة يهدد موسم الحصاد في السودان| تفاصيل
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
في ظل استمرار الحرب في السودان منذ أكثر من عام ونصف، يعاني المزارعون في ولاية القضارف، أحد أهم مراكز الإنتاج الزراعي في البلاد، من أزمة حادة في التمويل والعمالة.
أحمد عثمان، مزارع من المنطقة، اضطر لبيع سيارتين من أصل ثلاث يمتلكها لتمويل حصاد محصول السمسم في مزرعته الواسعة، بعد أن أصبحت البنوك عاجزة عن توفير السيولة، وتضاءل عدد العمال نتيجة تعذر التنقل بين الولايات بسبب الحرب.
ولاية القضارف، التي تعد المنتج الرئيسي للذرة في السودان، تواجه تحديات غير مسبوقة نتيجة الحرب المتواصلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، هذه الحرب التي بدأت في أبريل 2023، أدت إلى تدمير بنى تحتية حيوية، من بينها المصارف.
وأوضح عثمان، في حديثه لوكالة "فرانس برس"، أن الاضطراب في النظام المصرفي دفعه لبيع شاحنة صغيرة وسيارة لتغطية تكاليف الوقود وأجور العمال الذين يقومون بتنظيف الأرض والحصاد.
وقال عثمان: "أول مشكلة واجهتنا كانت نقص السيولة في البنوك، وهو ما أجبرني على بيع سيارتين لتمويل المشروع".
وأشار إلى أن تدمير المصارف في الخرطوم وسلبها أثر سلباً على فروعها في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك القضارف، مما ترك المزارعين بلا دعم مالي.
نقص العمالة وارتفاع الأجورإلى جانب أزمة التمويل، تعاني ولاية القضارف من نقص كبير في العمالة الزراعية، فالحرب التي امتدت إلى ولايات كردفان وسنار، ومنعت العمال من التنقل بحرية بين الولايات.
وكان المزارعون يعتمدون على العمالة القادمة من هذه المناطق، غير أن النزاع المسلح حدّ من وصولهم.
وفي هذا الصدد، يقول عثمان: "المشكلة الثانية تتمثل في قلة العمال الزراعيين بسبب الحرب، وهذا أضر كثيراً بعملية الحصاد".
واضطر المزارعون في القضارف إلى الاعتماد على لاجئين إثيوبيين للعمل في الحقول، بعدما ارتفعت أجور العمال السودانيين المتبقين نتيجة ندرتهم.
أثر الحرب على الأمن الغذائييشكل التأخر في حصاد المحاصيل تهديداً إضافياً للأمن الغذائي في السودان، حيث يواجه أكثر من نصف سكان البلاد، أي حوالي 25 مليون شخص، خطر انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وقد حذرت ثلاث منظمات إغاثة دولية الشهر الماضي من أزمة جوع "تاريخية" قد تشهدها البلاد، مع اضطرار الكثير من العائلات السودانية إلى اللجوء إلى أكل أوراق الأشجار والحشرات للبقاء على قيد الحياة.
وفي هذا السياق، يقول عثمان عبد الكريم، أحد مزارعي جنوب القضارف، إن العديد من المزارعين اضطروا إلى التخلي عن الموسم الزراعي الحالي بالكامل بسبب نقص التمويل والعمالة".
أغلب المزارعين اعتمدوا على تمويلهم الذاتي، وهذا جعل الكثيرين ينسحبون من الموسم ولم يزرعوا شيئاً"، مضيفاً أن تأخير الحصاد سيؤدي إلى تدهور جودة المحصول ويزيد من الخسائر.
تراجع مساحة الأراضي المزروعةوفقاً لوزارة الزراعة في ولاية القضارف، فإن المساحة المزروعة هذا العام بلغت تسعة ملايين فدان، خمسة منها مخصصة للذرة، بينما زُرعت المحاصيل الأخرى مثل السمسم وعباد الشمس والفول السوداني والقطن في بقية الأراضي.
هذا بالمقارنة مع 20 مليون فدان كانت تُزرع في السنوات السابقة، وهو ما كان يوفر أكثر بكثير من الستة ملايين طن من الذرة التي يحتاجها السودان سنوياً لإطعام سكانه.
يخشى المزارعون مثل سليمان محمد من أن يتعرضوا لخسائر كبيرة نتيجة نقص العمالة وتأخر الحصاد، وقال سليمان من مزرعته في شرق القضارف: "مع قلة العمال والتأخير في الحصاد، نحن مهددون بخسائر فادحة، وسيضيع جزء من المحصول".
ختامتتفاقم أزمة الزراعة في السودان مع استمرار الحرب وتأثيرها المباشر على القطاع الزراعي، المزارعون في ولاية القضارف يواجهون تحديات معقدة تتراوح بين نقص السيولة، وغياب العمالة الزراعية، وتأخر الحصاد، ما يهدد الإنتاج الغذائي في البلاد ويزيد من احتمالية تفاقم الأزمة الإنسانية في ظل نقص المساعدات الدولية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السودان موسم الحصاد نقص التمويل السمسم الحرب الامن الغذائي ولایة القضارف فی السودان
إقرأ أيضاً:
حرب السودان.. صراع على السلطة أم مؤامرة ضد الدولة؟
إن فوكس
نجيب عبدالرحيم
najeebwm@hotmail.com
الحرب الدائرة في السودان منذ أبريل 2023 ليست مجرد صراع تقليدي بين جيش نظامي ومليشيا خارجة عن السيطرة، بل هي أقرب إلى مسرحية سيئة الإخراج تديرها وتحرك خيوطها قوى ظلامية تسعى لإعادة السودان إلى عهود الاستبداد والهيمنة الأيديولوجية. هذه الحرب لم تكن وليدة اللحظة، بل جاءت كنتيجة لتحركات مدروسة بدأت منذ سقوط نظام البشير عام 2019، حين أدركت الحركة الإسلامية أن أدوات القمع المباشر فشلت في احتواء الثورة السودانية، وأن استمرار الانتقال الديمقراطي يعني نهايتها الحتمية.
ما يميز هذه الحرب هو حجم الفوضى الممنهجة والانتهاكات غير المسبوقة بحق المدنيين، حيث لم تسلم منها القرى والمدن، المساجد والخلاوي، المدارس والجامعات، الوزارات والسفارات، بل وحتى السجلات الوطنية والمرافق العامة التي تعكس هوية السودان وتاريخه. لم يكن هذا التدمير عشوائيًا، بل يبدو كجزء من مخطط يهدف إلى إعادة تشكيل السودان وفق رؤية القوى التي أشعلت الحرب.
الحملة الإعلامية المصاحبة لهذه الحرب، بما تتضمنه من فيديوهات عنصرية تحريضية تُظهر الانتهاكات من كلا الطرفين، ليست مجرد توثيق للأحداث، بل هي جزء من استراتيجية منظمة تهدف إلى تكريس حالة العداء والانقسام داخل المجتمع السوداني، وتصوير البلاد على أنها غير قابلة للحكم المدني، مما يسهل إعادة إنتاج نموذج حكم عسكري–إسلاموي جديد.
منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021، ظهر جليًا أن قيادات الحركة الإسلامية لم تستسلم لخسارتها السلطة بعد سقوط البشير، بل شرعت في إعادة ترتيب أوراقها داخل الجيش والأجهزة الأمنية، وسعت لاختراق الدعم السريع، لضمان أن يكون طرفا الحرب في النهاية خاضعين لتأثيرها. فبعد أن فشل انقلاب البرهان – بدعم من فلول النظام المباد – في قمع الحراك الشعبي وإنهاء مطالب الحكم المدني، أصبح إشعال الحرب هو الخيار الوحيد أمام الحركة الإسلامية لضمان استمرار نفوذها في المشهد السياسي السوداني. وبذلك، فإن الحرب الحالية ليست مجرد صراع بين الجيش والد**عم السريع، بل هي حرب صممت خصيصاً لمنع قيام دولة مدنية، وتفتيت أي مشروع وطني جامع قد يُنهي عقوداً من سيطرة الإسلاميين على السودان.
الحرب لم تسفر فقط عن مقتل الآلاف وتشريد الملايين وسرقة ممتلكاتهم ومدخراتهم، بل خلقت واقعًا جديدًا تتضاءل فيه فرص استعادة الدولة الوطنية. فمع استمرار القتال، تترسخ سلطة أمراء الحرب، وتتوسع رقعة الفوضى، ويزداد تغلغل المجموعات المتطرفة والجماعات الإجرامية في المشهد. وبذلك، فإن المستفيد الأكبر من هذه الفوضى هم أولئك الذين يسعون إلى إعادة إنتاج نموذج الدولة الأمنية التي تسيطر عليها الأيديولوجيا الدينية والقمع العسكري ولذا يريدون إستمرارها . بالقمع القضائي، ولا علاقة له بالحق والحقيقة والعدالة، إن من يقف وراء ذلك يلحقون بأنفسهم العار الأخلاقي والوطني والإنساني، فهم الذين نهبوا الدولة وأفلسوا الشعب وتنازلوا عن سيادة الوطن وثرواته وأنفصل جنوب السودان عن شمالة، وفارقنا الحبيب (منقو زمبيري ) فراق الطريفي لجملو ومنقو عاش من يفصلنا وها هم يغطون جرائمهم بتلفيقات لقمع الحريات.
ما يجري في السودان اليوم هو معركة وجودية بين قوى تريد إرساء حكم مدني ديمقراطي، وأخرى لا ترى في السودان سوى ساحة لتجاربها الفاشلة في الحكم عبر العنف والإرهاب الفكري والعسكري. لقد بات واضحًا أن الحركة الإسلامية، بعد أن أدركت استحالة العودة إلى السلطة عبر الوسائل التقليدية، لجأت إلى آخر أسلحتها: الحرب الشاملة التي تضمن لها موطئ قدم في مستقبل السودان، ولو على أنقاض الدولة نفسها. لكن رغم كل ذلك، فإن الشعب السوداني الذي أسقط أعتى الدكتاتوريات لا يزال قادرًا على إفشال هذه المخططات، شريطة أن يدرك أن المعركة ليست بين جيش ودعم سريع، بل هي بين مشروع وطن ديمقراطي، ومشروع فوضى تسعى من خلاله قوى الظلام للبقاء في المشهد إلى الأبد وتمارس إنتهاكات فظيعة بعد تحرير مدني إستبشرنا خيرا بخروج أوباش الجن**جويد الذين مارسوا كل أساليب البرابرة والمغول قتل بلا رحمة ونهب واغتصاب.
إذا اختلفت مع المؤيدين للحرب العبثية المدمرة تطالك التهم المجانية متعاون عميل وخائن ودعامي وقحاتي وهكذا مع البقية من لا يعجبه كلامك سيتهمك بما ليس فيك فالمشهد أصبح واضحا أن هذه قادة المليشيات تريد استمرار الحرب من أجل مصالحهم السياسية وعودة (مشروعهم الحضاري ) الذي لم يكتمل فوق الأشلاء والجماجم..
ظهور صفحات وهمية وجداد إلكتروني ولايفاتية ومنقبين وقونات على مواقع التواصل الإجتماعي مهمتهم التضليل والكذب والتركيز على كل من يقول لا للحرب عميل خائن دعامي قحاتي وتقدم المفترى عليها حاصة للدعا**مة والكل يعلم أن الدع**م السر**يع حاضنتهم البندقية shoot to kill
الجيش السوداني جيش الوطن ولا يوجد سوداني يتمنى هزيمته فهو صمام أمان الوطن وحامي الأرض والعرض ولكن المليشيات الإسلامية تبع النظام المباد التي تقاتل مع الجيش لم تلتزم بأوامر القادة وتقوم بقتل المواطنين العزل وشاهدنا مقطع فيديو لأفراد منهم في مدينة ودمدني عند دخول الجيش إليها مارسوا نفس سلوك الجن**جويد بل تفوقوا عليها بالوحشية الداعشية البربرية والكل شاهد المناظر المقززة التي لا تمت للإنسانية بصلة جز الرؤوس والإعدام رمياً بالرصاص بتهمة التعاون مع الدعا**مة دون محاكمة وما يقومون به رسالة إلى الثوار وكل من يطالب بالحرية والديمقراطية على قول الكمرد مناوي .. (السماء ذات البروج) . .
ضبابية النهايات والفوضى الميدانية وتشابه ألوان الكاكي والكدمول تنذر المشهد المعقد باحتمالات لا يحمد عقباها قد تفتح الباب أمام تهجير المواطنين (كلاكيت ثاني) سيشكل نقطة تحول في الحرب تؤدي إلى إجراءات ضاغطة من قادة المليشيات الإسلامية لإفشال أي مسار يقود إلى سلام وفي نفس الوقت المواطن خلاص استوى و(لاك الصبر) والجمر ولم يعد يحتمل المزيد من والمعاناة.. ولازم تقيف وحتقيف.
ما يسمى كتيبة البراء ثورة ديسمبر المجيدة ليس (تفحيط).. تعد من أعظم الثورات في تاريخ النضال سطرها الشباب (الديسمبريون) بصدور عارية بدمائهم وتضحياتهم وأسقطوا نظام الدكتاتور البشير الذي جثم على صدور السودانيين ثلاثين عاماً .. حتماً ستعود ديسمبر
يدور كلام كثير أن الطرفين متفقين بخارطة وحدود للعبتهما بميزان دقيق في حدود .. والانتصارات السريعة التي حققها الجيش في سنجة وجبل موية والدندر ومدني والمصفاة وسلاح الإشارة والوتيرة المتسارعة في إنسحابات الدع**م السر**يع. من هذه الأماكن يعزز من فرضية الاتفاق والمسموح به في اللعبة.. والشعب السوداني يعول على إسكات البندقية بمنبر جدة وتنتهي الحكاية.
الحرية للإعلامي خالد بحيري
الحرية للحكم منصور
المجد والخلود للشهداء .. والدولة مدنية وإن طال السفر .. لا للحرب وألف لا
لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك