أوصى المشاركون في مؤتمر الجمعية العُمانية لطب القلب، في ختام أعمال المؤتمر بمسقط اليوم، بأهمية استخدام المؤشرات الحيوية في تشخيص ومتابعة مرض هبوط عضلة القلب، وضرورة أن يلم الأطباء بالاستخدام الأمثل لهذه الفحوص المخبرية المهمة، وتدريب الأطباء، خاصة في أقسام الطوارئ، على الاستخدام الأمثل لفحص «التروبونين» كدليل حيوي على إصابة عضلة القلب بـ«الاحتشاء» أو بأي أذى يلحق بخلايا القلب.

كما أوصى المؤتمر، الذي شارك فيه أكثر من 400 متخصص في مجال طب القلب من مختلف دول العالم، على مدى يومين، بضرورة الاكتشاف المبكر لاحتمالية إصابة مرضى السكري بهبوط عضلة القلب.

وحث المؤتمر في توصياته الأطباء على الاكتشاف المبكر لتدهور حالة مرضى هبوط القلب والتدخل قبل تفاقم الحالة بما يستلزم التنويم بالمستشفى، وأكّد المشاركون أن مرضى هبوط عضلة القلب المرتبط باعتلال وظائف الكلى يشكلون مجموعة مهمة تحتاج إلى المتابعة والحرص الشديد لخطورة هذا التزاوج بين هبوط عضلة القلب واعتلال الكلى.

وأشار الدكتور محمد هاشم الديب، استشاري أول أمراض القلب ورئيس المؤتمر ومدير الجمعية العُمانية لطب القلب، إلى أنه مع دخول أدوية جديدة لعلاج هبوط عضلة القلب، يجب على الأطباء إعطاء هذه الأدوية الفرصة قبل التفكير في تركيب جهاز الصدمات الكهربائية، موضحًا أن مرض ارتفاع ضغط الدم يعتبر العامل الرئيسي لهبوط عضلة القلب وجلطات القلب والدماغ واعتلال وظائف الكلى، وللأسف الشديد، رغم الانتشار الواسع لهذا المرض في سلطنة عُمان، فإن نسبة المرضى الذين يتعاطون الأدوية قليلة جدًا، وأعرب عن أسفه حول نسبة المرضى الذين يتحكمون في ضغط الدم باستخدام العلاج في سلطنة عُمان، حيث تُعد من أقل النسب على مستوى العالم، ولذلك فقد أوصى المؤتمر بضرورة تضافر كل الجهود الرسمية والطبية في هذا الجانب.

وقال الديب: «مع وجود العديد من التوصيات العالمية لعلاج ضغط الدم المرتفع ومع وجود الفروقات بينها التي تترك الأطباء في حيرة، يجب أن تكون هناك توصيات عُمانية جديدة تأخذ بالاعتبار التحديثات الجديدة في التوصيات الأوروبية لعلاج ارتفاع ضغط الدم، وضرورة توعية الناس بأن الأسبرين ليس دائمًا آمن الاستخدام وقد يؤدي إلى نزيف خطير لدى بعض المرضى، وبالتالي لا ينصح بتعاطي الأسبرين بدون استشارة طبية من أطباء القلب».

ونصح المرضى الذين يتناولون دواء «الكولشيسين» كحماية من الإصابة بجلطات القلب بالتوقف عن تناوله، حيث أشارت دراسة حديثة جدًا نُشرت في نهاية أكتوبر 2024 إلى عدم فعاليته، ويجب على الأطباء أن يكونوا أكثر حزمًا في التعامل مع الكوليسترول الضار «LDL»، خاصة لدى مرضى انسداد الشرايين التاجية، خصوصًا مع توفر أدوية جديدة أكثر فعالية من مجموعة «الستاتين» الشهيرة.

وبيّن رئيس المؤتمر أنه يجب على الأطباء الالتزام بالمعايير اللازمة للقياس الصحيح لضغط الدم، وتدريب المرضى على متابعة ضغط الدم في المنزل، كما يجب على الأطباء عدم التهاون في زيادة أدوية ارتفاع الضغط حين يستلزم الأمر.

وأكّد أن أمراض تضخم أو زيادة سماكة عضلة القلب شهدت تطورًا كبيرًا في طرق العلاج والتشخيص في السنوات القليلة الماضية، ولذلك يجب على الأطباء مواكبة الطرق الحديثة في التشخيص والعلاج المبكر لهذه الحالات.

وأشار إلى أن علاج ارتفاع ضغط الدم لدى مرضى اعتلال وظائف الكلى يستلزم خبرة كافية في اختيار نوعية وجرعات الأدوية المستخدمة، ويجب على الأطباء والمسؤولين تشجيع استخدام وتوفير أدوية خفض ارتفاع ضغط الدم التي تجمع أكثر من دواء في حبة واحدة، حيث أظهرت الكثير من الدراسات أن ذلك يساعد كثيرًا في التحكم السريع والدائم في ارتفاع ضغط الدم، كما لا يزال هبوط عضلة القلب غير المصاحب لضعف العضلة يمثل تحديًا في التشخيص المبكر والعلاج للعديد من الأطباء؛ ولذلك عند الشك في إصابة أحد المرضى بهذا المرض، فمن المستحسن أن يتم علاج هؤلاء المرضى من قبل أطباء القلب أو أطباء متخصصين في هبوط عضلة القلب.

بحث المستجدات

من جانبه، قال الدكتور خالد بن حميد بن حارب السعيدي، استشاري أمراض القلب والشرايين ورئيس قسم القلب بالمركز الوطني لطب وجراحة القلب بالمستشفى السلطاني: «أن هذه النسخة من المؤتمر ركزت على الموضوعات المتعلقة بارتفاع ضغط الدم وقصور عضلة القلب، بالإضافة إلى طرق الوقاية من أمراض القلب والشرايين وأحدث التطورات المتعلقة بتشخيص أمراض القلب باستخدام فحوصات الإنزيمات المختلفة.

وأوضح السعيدي أن المؤتمر يهدف إلى نشر الوعي والمعرفة العلمية الحديثة وآخر التوصيات الدولية المعتمدة في مجال تشخيص وعلاج أمراض القلب بين المختصين في سلطنة عُمان، وشمل الحضور أطباء القلب، وأطباء الطب الباطني، وأطباء الرعاية الصحية الأولية، وغيرها من التخصصات ذات العلاقة.

كما حضر المؤتمر العديد من الفنيين والصيادلة وطاقم التمريض من مختلف مناطق سلطنة عُمان، بالإضافة إلى طلبة الطب والتمريض والتخصصات الطبية المساعدة والأطباء المتدربين بالمجلس العُماني للاختصاصات الطبية.

وأشار إلى أن المؤتمر شهد انعقاد ثمان جلسات رئيسية على مدار يومين على التوالي، حيث تم تقديم عدة محاضرات في كل جلسة من قبل نخبة من الاستشاريين ذوي الخبرة من داخل سلطنة عُمان وخارجها.

واختتمت كل جلسة بنقاش مفتوح بين الخبراء والحضور، حيث تمت الإجابة على استفسارات المشاركين، وشهدت مناقشات ثرية أسهمت في توضيح المفاهيم الرئيسية وترسيخ ثقافة الحوار وتشجيع الحضور على اتباع منهج الطب القائم على الأدلة والبراهين.

وأكّد الدكتور خالد السعيدي أن التطورات العلمية المتسارعة في مجال الطب، رغم أنها تعطي أملًا كبيرًا لمرضى القلب، تشكّل في الوقت نفسه تحديًا كبيرًا للطواقم الطبية لتحديث المعرفة العلمية ومواكبة التطورات، لكن مثل هذه المؤتمرات تسهم في تسهيل عملية التعليم الطبي المستمر، وهو الهدف الرئيسي من إقامة هذا المؤتمر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ارتفاع ضغط الدم یجب على الأطباء أمراض القلب

إقرأ أيضاً:

إزالة أعصاب الكلى.. علاج جراحي جديد لضغط الدم

لم يكن هناك أي دواء يصفه الأطباء للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم الخطير الذي يعاني منه مايكل غاريتي، حتى قاموا بإزالة بعض الأعصاب في كليتيه.

ووفق "مديكال إكسبريس"، إن بدا هذا غريباً، فإن الكلى تساعد في تنظيم ضغط الدم جزئياً من خلال إشارات من أعصاب معينة.

أما العلاج الجديد فيعطل الأعصاب الكلوية المفرطة النشاط.

وقال غاريتي، 62 عاماً، من نيدهام بولاية ماساتشوستس: "كان ضغط دمي يرتفع وكنت أفقد أنفاسي وأشعر بالتعب، ولم يعد هذا يحدث بعد الآن".

وما زال غاريتي يتناول الدواء ولكن بجرعات أقل، وعاد ضغط دمه إلى طبيعته لأول مرة منذ سنوات. وعن ذلك يقول: "أنا سعيد للغاية".

ويشكل ارتفاع ضغط الدم خطراً كبيراً للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وفشل الكلى، بل وحتى الخرف.

ولا يدرك كثيرون وجود المشكلة حتى يحدث ضرر. لذلك، يحث الأطباء على قياس ضغط الدم سنوياً للوقوف على الحالة.

خيار إزالة الأعصاب

ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على خيار "إزالة الأعصاب الكلوية" منذ حوالي عام، بناءً على دراسات أظهرت فائدة متواضعة للمرضى الذين يظل ضغط دمهم مرتفعاً على الرغم من تناول العديد من الأدوية.

والآن، بعد أن اعتبرته جمعية القلب الأمريكية واعداً، تقدم بعض المستشفيات الأمريكية، ومنها مستشفى ماساتشوستس العام، هذا الخيار بحذر أثناء عملهم على تحديد المرشحين الجيدين.

الأدوية ونمط الحياة

من ناحية أخرى، الأدوية ليست الطريقة الوحيدة لعلاج ارتفاع ضغط الدم.

تغييرات نمط الحياة هي الخطوة الأولى، خاصة للأشخاص الأصحاء.

وتحث الإرشادات على فقدان الوزن، وممارسة الرياضة، وتناول المزيد من الفاكهة والخضروات، والحد من الملح والكحول، واتخاذ خطوات للتعامل مع التوتر.

ويعتبر العلاج ضرورياً بمجرد وصول ارتفاع ضغط الدم إلى 140 على 90.

مقالات مشابهة

  • كائن حي يخرج من فم طفل يعاني من السعال.. فيديو
  • 7 طرق بسيطة تخلصك من الكوليسترول
  • نقيب الأطباء يشارك في مؤتمر حماية الحقوق الإنجابية في مصر
  • نقيب الأطباء يشارك في مؤتمر المجلس القومي لحقوق الإنسان
  • إزالة أعصاب الكلى.. علاج جراحي جديد لضغط الدم
  • بتكلفة 400 مليون جنيه.. إنشاء مركز طبي متطور لعلاج أمراض القلب بالغردقة.. واستشاري يوضح أهمية وجود بنك دم مستقل
  • طرق التحكم بمستوى ضغط الدم دون أدوية
  • أهم الوصفات للحفاظ على صحة القلب
  • مؤتمر السكتة الدماغية يوصي باعتماد بروتوكولات الإسعاف والتشخيص والعلاج
  • كيف تخفض ضغط دمك بطرق طبيعية وفعالة؟